فِي يَوْمِ عِيدِ الْأَضْحَى سَمِعَ مُعْتَزُّ تَكْبيرَاتِ الْعِيدِ اللهُ أكْبَرِ اللهُ أكْبَرِ، ذَهَّبَ مَعَ أصْدقَائِه أَسَامَّة وَعَلَى وَمُهَنَّدٌ وَكَرِيمُ وَأَرْوِى وَمَكَّةً فِي فَرَحٍ وَسُرُورٍ إِلَى الْمَسْجِدِ،، وَكَانَتِ الْخِرَافُ فِي الْمُنَازِلِ تَتَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ وَتَصْدِرُ أَصْوَاتُ مَاءِ –مَاءِ- مَاءٍ،
اِقْتَرَبَ مُعْتَزٌّ مِنْ أَسَامَّةً وَسَأَلَهُ " لِمَاذَا لَمْ نَذْبَحِ الْخَرُوفَ بَعْدَ الْفَجْرِ؟!
أَسَامَّةُ لِأبَدٍ أَنَّ نُصَلِّي صَلَاَةَ الْعِيدِ أَوَلَا ثُمَّ نَذْبَحُ الْخَرُوفَ.
قَالَتْ أَرَوِيٌّ: قَالَ تَعَالَيْ: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَاِنْحَرْ)
سَمِعَ مُعْتَزُّ أَبَاهُ يُنَادِي عَلَيْهِ -اِقْتَرَبَ..
تَعَالَى يَا مُعْتَزٍّ لِتُشَاهِدُ ذِبْحُ الْخَرُوفِ
قَالَ مُعْتَزٌّ: هَلْ نَأْكَلُ كُلَّ هَذَا وَحْدِنَا يَا أَبِي؟
تَبْسِمُ الْأَبُ ثُمَّ سَأَلَهُ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْتَ تَأْكَلُ كُلَّ هَذَا؟!
قالَ مُعْتَزٌّ: لَا طَبْعَا
أَرَوَى، نُقَسِّمُ لِحَمِّ الْخَرُوفِ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ، وَ نَأْخُذُ قِسْمًا مِنْهُ فَقَطْ وَالْبَاقِيَّ يُوَزِّعُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْأَقَارِبِ
مُعْتَزًّ: مَا مُعَنَّى كَلِمَةِ عِيدٍ.
فَقَالَ أَبُوهُ: يَعْنِي يَوْمُ سَعِيدُ.
مُعْتَزٌّ: آهٍ لَابِدُ لِلْفُقَرَاءِ أَنْ يُفْرِحُوا فِي هَذَا الْيَوْمِ.
مُعْتَزٌّ: عَمِّيٌّ أَحَمِدَ لَدَيْهُ عَجِلِ وَسَوْفَ يَذْبَحُهُ.
قَالَ الْأَبُ: طَبَّعَا هَذَا شَيْءِ جِيدٍ سَوْفَ يُوَزِّعُ لَحْمُهُ.
أَرَوَى: هَلْ تَعَرُّفُ أَصْدِقَاءً لَكَ يَمُّكُنَّ أَْنْ نُعْطِيهُمْ مِنْ لَحْمِ الْخَرُوفِ
مُعْتَزُّ أَحَمِدَ وَعَلَى وَسَامِحٌ وَهَالَةٌ،.
قَالَتْ أَرَوَى: أَيَّ قَطْعٍ مِنَ الْخَرُوفِ تُعْجِبُكَ؟
فَرُحْ مُعْتَزٍّ فَقَالٍ: هَذِهِ وَهَذِهِ وَهَذِهِ،
فَقَالَتْ: اِذْهَبْ بِالْقَطْعِ وَأَهْدِهَا إِلَى أصْدقَائِك.
قَالَتْ: أَنْتَ رَائِعُ تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّهُ لِنَفْسُكَ،
مُعْتَزًّ: أَنَا فَرَحَانِ جِدَا جِدًّا، إِنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ
أَعَدَّتِ الْأُمُّ أكياسا بِهَا اللَّحْمُ، لِيُوَزِّعُهَا مُعْتَزٌّ وَأَرْوِي عَلَى الْجِيرَانِ وَالْفُقَرَاءِ
وَسَمِعَ أُخْتُهُ تَقُولُهُمْ: لَهُمْ كُلُّ سِنَّةٍ وَأَنْتُمْ طَيِّبُونَ.
فَقَالَ: مُعْتَزٌّ هِي نَفْسُ الْعِبَارَةِ الَّتِي تُقَالُ فِي عِيدِ مِيلَاَدِيِّ،
أَرَوِيٌّ: عِيدِ الْأَضْحَى هُوَ لِكُلِّ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا وَعِيدَ سَعِيدُ عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الشَّارِعِ سَوَاءَ مُسْلِمِينَ أَوْ مَسِيحِيِّينَ، فَنَحْنُ نَعِيشُ مَعَا فِي حُبٍّ وَوَدٍّ.
مُعْتَزٌّ: سَأُعْطِي كِيسًا مِنَ اللَّحْمِ لِصَدِيقِيِّ مِينَا وَصَدِيقَتِي مَرْيَمً،
أَرَوِيٌّ: فَأَنَا سَعِيدَةُ بِأَنَّكَ الْيَوْمُ تُعْطِي وَلَا تَأْخُذَا.
تَعَلَّمَتْ مَعَنِي الْعَطَاءَ، لَكِنَّ لَا تَنْسَى الْعِدِّيَّةُ فَهِي الْوَحِيدَةُ الَّتِي نَأْخُذُهَا فِي الْعِيدِ..
ضحِكَتْ أَرْوِي وَضَحَكَ الْأَصْدِقَاءَ مَعَا .
قال :مُعْتَزٌّ كُلَّ سِنَّةٍ وَأَنْتُمْ طَيِّبُونَ كُلَّنَا سُعَدَاءً بِالْعِيدِ.
المصدر:مجلة نور للاطفال