كانت الغزالة تسير مع
قبيلتها في يسر وهدوء وهي سعيدة
وراضية بحياتها معهم وخاصة وانها كانت صغيرة في السن فكانت تخاف من البعد
عن قبيلتها نهائيا .
شعرت الغزالة يوما بالظمأ الشديد بينما كانت جماعتها مستغرقة في أكل العشب وخاصة انهم
وجدوا مكنا مليئا بالعشب الجميل الكثيف .
ذهبت الغزالة وحدها الي البركة وكانت بعيدة
نسبيا عن مكان قبيلتها .
حين نظرت الغزالة في الماء لتشرب وجدت ان البركة عميقة ومن الصعب عليها ان تنزل
فيها ثم وجدت شيئا يمنعها دون
الغوص في الماء .
وجدت الغزالة صوتا ليس بعيدا عنها ينادي عليها يقول لها
: ايتها الغزالة ا
انك تريدين
ان تشربي هيا وقفي علي جسمي واشربي هنيئا مريئا نظرت الغزالة فاذا هو التمساح
يَظهر فقط اعلي راسه وعيناه جاحظتان وظاهرتان
في المياه , قالت الغزالة لا يا صديقي
التمساح انت تقول ذلك
لكي تصطادني انت مخادع وكذاب , قال التمساح : انا
محب لك واريد ان اراك سعيدة ويؤلمني ان اراك
تعودين دون ان تشربي , انا اشعر بألمك يا صديقتي الغزالة , رق قلب الغزالة لكلام التمساح
ولكنها سمعت السمكة تنادي لها من بعيد
لا تصدقيه ان التمساح كذاب لقد خدع غيرك
انه يريد ان يفترسك شعرت الغزالة بالرعب من التمساح وانصرفت
وبعدت عن البركة واختبات اسفل شجرة .
جاء
الثور ليشرب وحاول النزول الي البركة ولكنه
وجد الغزالة تحذره وتقول له ايها الثور احذر ان البِركة يوجد فيها تمساحٌ شرس سيجرك
الي داخل البركة وفزع الثور واتجه بعيدا عن البركة
ووقف بجوار الغزالة اسفل الشجرة يراقبان ما يحدث وجاء الاسد ليشرب من
البركة ولم يستطع الشرب وقال له
التمساح مثل ما قال
للغزالة والثور ولكن لم يستطع
احدٌ منهما ان ينطق حتي لا
يشعر الاسد بمكانهما .
وسمع الاسد كلام التمساح
وهو يعلم انه غدار ومخادع وقال الاسد
في نفسه لو حاول
التمساح ان يجرني الي الماء فسوف اضربه ضربة قوية بقبضتي علي رأسه فاكسرها
ومع ذلك لم يهتم الاسد بكلام التمساح واتجه الي
مكانٍ بعيد عن التمساح ليشرب منه
ولكن التمساح سبح نحوه
علي الفور دون ان يُظهر أي جزء
منه علي سطح الماء ولكن
الاسد كان حذرا وشعر بحركته في الماء
حاول التمساح الغدر بالأسد ولكن الاسد خرج مسرعا من
البركة فخرج خلفه التمساح وانقض الاسد علي رأس
التمساح الذي هو اضعف جزء في
التمساح وخاصة منطقة العينين واصيب التمساح
اصابة بالغة جعلته غير قادر علي الحركة .
فعاد مسرعا الي البركة وفر
بعيدا عن الاسد
وشكر الاسد السمكة
وشكرته السمكة لانه خلصها من عدو لدود
وهو التمساح .
شرب الاسد وانصرف
ثم جاءت الغزالة والثور وشربا ثم
انصرفا وهما سعداء بهذا الدرس الجميل الذي تعلما فيه الكثير.