أرض الاحلام - قصة للطفل - شاكر صبري

كانت رشا  وسارة تلميذتان في الصف الخامس  الابتدائي  نجيبتان  مجتهدتان  محبوبتان  من  جميع  المدرسين .

حصلتا   علي الدرجات النهائية في جميع  المواد  في  اختبارات نصف العام وكانت هناك  حفلة في المدرسة بعد  اجازة نصف العام  لتكريم  المتميزين  في  النصف الاول  من  العام  الدراسي وكانت سارة  وشارة  من المكرمين  في هذه الحفلة .

 حصلت  كل واحدة منهما  علي صندوق  مغلف  بغلاف جميل  ولم  تعلم  اي منهما  ما هي الجائزة  التي  توجد في داخل الصندوق وبعد  انتهاء اليوم الدراسي  جلستا   لتعرف كل  واحدة  منهما   ما هي الجائزة الموجودة داخل الصندوق وقامت كل واحدة  منهما بفتح الصندوق  فوجدت  رشا  ساعة  حائط   قيمة  ووجدت   سارة ساعة يد  جميلة  فرحت  كل  واحدة  منهما  بجائزتها  وقالت   سارة  سوف  نقوم  بإسعاد  والدي  ووالدتي  بهذه  الجائزة  وهما  بالانصراف .  ولكن  رشا وجدت  اسفل قدمها  حجابا  صغيرا مصنوعا من القماش  وشكله  يوحي بانه  ممتلئ  وكان مغلقا  نظرت اليه رشا  تريد  اخذه  ولكن سارة قالت  لها  دعك من هذه الاشياء   نريد ان نعود  الي اسرتنا   ولكن  رشا  استهواها  حب التطلع   بان  تعرف  ما بداخل  هذا  الحجاب فقامت  علي الفور  باخذه  وفتحته  وبمجرد ان فتحته  شعرت  بارتطام  كبير  حولها  وشاهدا  دخانا  ثم  ظهر لهما  رجل  ضخم  الجسم  و  شعر كثيف  وله اذنان تشبهان اذني الحمار ,  بدا  عليهما  الذهول  وكادتا  تجري  فزعا  ولكنه  نادي  لهما باسمهما  وقال  لهما  لا  تقلقا  انا  لست  مؤذيا لكما  اني  احبكما    فعاد اليهما الهدوء من جديد

قالت  رشا  وماذا  تريد منا ؟  قال  الرجل  انا  لا  اريد منكما شيئا ولكن   انتما  كنتما السبب  في خروجي  من  الاسر وقد قمتما  بفك  السحر الذي في هذا الحجاب  ولهذا  فليس عليا الا ان اشكركما  وانا الان  متجه  الي   اهلي وقبيلتي  من الجن  وان  اردتما  ان  اخذكما  معي  فاسكون سعيدا  بصحبتكما  قال  سارة  لالا  لا نريد  ولكن  رشا  فرحت  جدا  وقالت   هل انت  صادق  ؟  اتستطيع  ان  تاخذنا  الي  بلدكم   ؟

قال بالطبع    قالت  رشا  ولكن  بشرط  ان نعود الي مكاننا  هذا مرة ثانية   قال   العفريت  بالطبع  ساعيدكما  الي  هذا المكان  فلا تقلقا  قالت  سارة ولكننا سنتاخر   , قال العفريت  ان الزيارة لن تستغرق ساعتين  من  الزمن  قالت رشا  هيا بنا    .

 تمتم العفريت  بعدة  كلمات  ثم   حملهما  علي  جناحيه  وانصرف  بهما وفجأة  وجدت  رشا  وسارة  نفسهما في مكان مليئ  بالاشجار المورقة  الضخمة  ومليء بالطيور  الجميلة التي  تغرد  والعشب  يكسو الارض   قالت رشا ان   بلدكم  جميلة جدا   وراقية  قال العفريت   بالطبع  تذكرت  رشا   اختها  الصغيرة  فطلبت من العفريت  وقالت  ان  لي عندك  طلب  هل يمكن  لك تنفيذه  ؟  قال  ما هو   ؟

قالت  ارجو  احضار اختي  ياسمين  لتكون  معنا وتشاركنا  رؤية  هذه  المناظر الجميلة قالت  العفريت  انتظراني  هنا  دقائق  معدودة  وانتظرتا  سويا  وهما   متطلعتين  الي ان  تريا الصغيرة  ياسمين   ولم تمر دقائق  حتي   وجدتا العفريت   قد احضر ياسمين  وفرحتا جدا  بوجودها  معهما  وانطلق  العفريت  بهما  يتجولون  في مدينتهم  قال العفريت  ان  مدينتنا    هذه  تسمي  ارض  الاحلام   .  وهي مليئة بالعجائب والغرائب     قالت  سارة  هل عندكم  ابحاث  وعلوم  مثلنا   ؟ قال العفريت  بالطبع فنحن  اكثر  منكم  علما  وثقافة  وعبقرية  ونحن  نسرق افكاركم  ونضيف  عليها    كما  ان  اجسامنا  وقدراتنا  لا تحتاج  الي  الكثير من ما تحتاجون اليه  ولماذا نحتاج الي مركبات   نقل ونحن نطير في الهواء ولماذا نحتاج   الي  ملابس  ونحن  نتاقلم مع كل الظروف الجوية  وهكذا يا بنيتي    

ثم مروا  علي   بعض من سكان  المدينة من  العفاريت  كانوا  يلعبون ومعهم اجهزة الموسيقي    ,  ومروا ايضا علي مسجد  تقام  فيه الصلاة  ,  ومروا  ايضا علي  مكان  غريب   كان يسمي  بيت المستقبل    كان  من يدخل  فيه  ويجلس   يسمع  تنبؤات مستقبلية  له وطلبت  الثلاثة منه ان يدخلوا   فوافق  وقام بإدخالهم الي  هذا البيت المكان  وسمعت  كل واحدة  منهم  اخبارا  تسرها    علمت  رشا  انها ستصبح طبيبة  اما  سارة فعلمت  انها ستصبح  مهندسة اما  ياسمين   فعلمت  انها ستكون  محامية   وعلموا امورا  اخري كثيرة   كانوا  يتمنونها  في حياتهم   ,  مروا  علي بيت  الترجمة    وهذا البيت فيه  كل  لغات العالم  علي كوكب الارض  والكواكب الموجودة في  المجموعة الشمسية   ويستطيع  اي  كائن    ان  يترجم  اي لغة  الي  لغة اخري  حتي  لغة الجن  وذلك علي الفور  ودخل  معهم   العفريت  وشاهدوا قواميس الجن  الضخمة  وعلمهم الغزير  .

وحصلت كل واحدة منهم  علي   هدية قيمة  صغيرة عبارة عن قاموس ناطق تستطيع  ان تترجم  به   اي  كلمة  من  اي  لغة  علي وجه  الارض

  فرحت  الثلاثة  بهذه  القواميس   التي  كانت   في حجم المصحف  الكبير  

بدأت سارة تقلق وتقول :  لقد تاخرنا  كثيرا  هيا بنا  فسوف يقلق اهلونا علينا   قالت رشا  فعلا هيا بنا  يا  صديقي  العفريت    قال  هيا بنا  وتمتم  بكلمات  قلائل  ثم  حملهم جميعا  علي جناحيه   وطار بهم   وفجأة  وجدت  الثلاثة  انفسهم  في نفس المكان  الذي كانت فيه سارة ورشا  قبل  مغادرتهما  , ودعهما  العفريت وهو في غاية الحزن علي فراقهم وقال  اشكركم  علي ما قدمتم  لي من خدمة  جليلة وهي اطلاق  سراحي   ثم  علي مرافقتي  في زيارة مدينتنا   وودعهما  وفجأة  وجداه  قد  طار بعيدا  وحلق  في الفضاء ثم اختفي  . 

عادت  كل واحدة  منهم  الي منزلها  وهي سعيدة  وحكت  لاسرتها ولاصدقائها  ما  حدث  لها  وهم  منبهرين  من  ما حدث  لهم  فقد كانوا يتمنوْنَ ان يجربوا  هذه  التجارب

  ولكن  للاسف  لقد  استيقظت  سارة ورشا  فجاة  بعد  ان وقعت  علي رؤوسهما   بعض ثمار من شجرة البرتقال   التي كان يجلسان تحتها بعد  حصولهما علي الجائزة  التي منحتها لهما المدرسة بسبب تفوقهما   وكانا قد  جلسا أسفل هذه الشجرة  و قد اخذتهما سنة  من النوم  ولكن  هذا  الحلم  قد  وقع  في  ذهن   رشا   اما  سارة فحلمت  بحلم  مشابه  لهذا  تقريبا  .

حكت كل واحدة  منهما  ما رات  في الحلم   لصديقتها   وعادتا وهما مسرورتان بما  حققا من نجاح  .

وهما سعيدتان  بهذا الحلم العجيب