السؤال
الاول..
يقول
مكسيم حوركى ...يحب ان نكتب للأطفال بنفس الطريقة التى نكتب بها للكبار ،لكن بمستوى
افضل , هل
يمكن ان تفكك لنا تلك المقولة
؟؟
الإجابة : الكتابة للطفل قبل كل
شيء فن والفن يحتاج الي موهبة اولا ويحتاج
إلي تعلم وتدرب وخبرة لكي يصوغ المبدع أفكاره التي يريد أن يوصلها إلي
المتلقي بطريقة ترتاح إليها نفس المتلقي
ويتقبلها أو يستسيغها ويستمتع بها , وبالتالي سواء كان العمل موجها للطفل او
للكبير فهو في كل الاحوال يحتاج إلي قدرة وموهبة علي صياغة هذا العمل وإلا لم يلق
القبول والنجاح .
الفنان نفسه يحتاج إلي جو خاص من
التأمل والتركيز لكي ينتج عملا فنيا
وسواءً كان للطفل ام للكبار فالكل سواء
٢ /
وهذا يجعلنا نسأل عن الفرق بين ابداع الكبار
وابداع الصغار؟
هل تقصد الفرق بين الكتابة للطفل
والكتابة للكبار ؟ العمل الفني كما وضحنا يحتاج إلي نمط معين أو شروط معينة لكي يمكن ان نقول عليه عملا فنيا وسواءً كان للطفل
او الكبير فلا بد من توافر هذه الشروط
سواءً كان شعرا أو قصةً أو مسرحاً
أو رواية أو ....,....
وهكذا
لكن الكتابة للطفل تحتاج إلي نمط
خاص يختلف عن الكبار الفرق بينهما هو العقل الذي توجه له العمل
الفني أنت توجهه إلي فكر ذوي مستوي معين وخيال واسع اكثر وايضا إلي نفس بريئة خالية من الشهوات والعدوانية والجموح إلي
عجينة تحتاج إلي من يشكل وجدانها , وبالتالي لست تكتب للطفل لكي تشغل وقته أو
تسليه ولكن لكي
تضيف إلي وجدانه شيئا جديدا ربما كانت فكرة او معلومة دينية او سياسية أو علمية , ايضا تراعي شروطا معينة إلي جانب الروط الفنية للعمل
كفن هي أنك ان تلتزم بضوابط اخلاقية
وتربوية ودينية وانت تكتب للطفل وربما كلمة او عبارة للطفل كانت في سياق العمل وبين كلمات اخري لها دلالات مرفوضة تماما للطفل من ناحية دينية وا اخلاقية او تربوية وانت لا تقصد
3/ افلام الطفلة فيروز مع انور وجدى ..مسلسل هند والدكتور
نعمان ..فيلم يابانى اصلى ،وغيرها هى اعمال
فنية قائمة على الصغار.. ومع ذلك نجحت تلك الاعمال نجاحا مداويا .. وما زالت ناجحة
, فما
سر تلك الاعمال ؟
الاجابة : نجحت هذه الأعمال لآنها موجهة للكبار ولكن عن الطفل هي لم توجه لفكر الطفل
ولكن الطفل يحبها لأنها تتحدث عن امور
البراءة والأطفال ابطالها فيتابع الطفل الأبطال
ويستمتع بمشاهدة ادوارهم
ولكنها لم توجه للطفل خاصة
وان كان هذا يراعي في العمل المرئي
والمشاهَد
أنك تخاطب فيه غالبا كل فئات
المجتمع , والعمل الناجح هو الذي يصل إلي كل هذا الجمهور بسهولة ويسر .
٤/ هل
الكتابة للطفل تتطلب موصفات خاصة ،يجب ان تتوافر فى الكاتب الذى يقدم على الكتابه للطفل
.
أولا وقبل كل شيء الموهبة , وحب الاطفال والطفولة , إن الإناء لا يفيض الا بما فيه , وما كان من القلب وصل إلي القلب لا يمكن ان تكون
هناك فجوة نفية بين الكاتب وبين عالم الطفولة ثم يصوع عملا فنيا رائعا للأطفال , ربما
اكتشف الانسان نفسه من خلال الكتابة للطفل ومرة تلو مرة فتش عن اعماقه فوجد أن لديه قلبه محبا للطفولة وبراءتها , وبالتالي هذه الشخصية التي
تكتب للطفل غالبا تمتلك حسا خاصا ولمسات
ربما لم توجد في الكتابة للكبار.
يجنح بعض الكتاب الفاشلين احيانا
إلي الكتابة للطفل عنوةً وهم يظنون أن ذلك هو النجاح بعينه , وخاصة حين يجدون من
ينشر لهم بسهولة عن طريق المجاملات
أو الصداقات , ولكن في النهاية
هم يخونون الامانة فالكتابة للطفل امانة ومسئولية ,
وأيضا لم ينجحوا ككتاب ولكنهم
نجحوا بالوساطة فقط او بالمجاملات .
٥/ يقول
الطفل يوسف حسين ( يهوى الرسم ) انه عندما
ينتهى من رسمه ما ،يشعر بأنه انجز شيئا ما
ومن هنا هل الكتابة للطفل تعد انجازا
؟
هناك فرق بين إبداع الطفل نفسه والإبداع
للطفل فالطفل يفرغ شحنته الفكرية والذهنية والنفسية في إبداعاته سواءً كانت رسما او كاتبة او غناءً او ممارسة رياضة وبالتأكيد يشعر بالإنجاز لأنه حقق شيئا جميلا يشعر فيه
بذاته وبشخصيته وبتجديد نشاطه وحبه
للحياة , اما الكتابة للطفل فهي
نوع من أنواع التحفيز والدفع للطفل
إلي كل القيم الجميلة وفتح آفاق التفكير ليكون انسانا ناجحا محبا للحياة وهذا بما
يتناسب مع مستوي تفكيره وقدرته اللغوية
والوجدانية .
٦/ حدثنا
عن اخر ابداعاتك وعن
اهمها لك ام هم مثل اولادك المعزة واحدة ؟
الحقيقة أنني
أحب كل أعمالي وكل كتاباتي وأحيانا
استبعد بعضا منها حين اشعر أنها مرفوضة تماما وخاصة بعد فترة من الاهتمام بها
, ولكن
فعلا هناك بعض الاعمال تشعر أنك
كنت موفقا فيها اكثر ولعل اخرها
واحبها الي قلبي ثلاثة قصص صدرت لي عن دار الهدي
وهي الشيخ والعصا , والطاووس
والبومة والنملة الذكية , ثم كتاب
شعري للأطفال بعنوان أهلا أهلا بالعيد عن دار نون للنشر والتوزيع إصدارات مؤسسة ناهد الشوا الثقافية بكندا .