وجدت تطبيقات الألعاب القتالية في الهاتف المحمول سوقا مغريا للأطفال ، ففي ظل جائحة كورونا أدمن الأطفال، حسب عدد من تصريحات أولياء أمورهم، تلك الألعاب، ما أدى في كثير من الأحيان إلى عدة أمراض، ناهيك عن تسببها في اضطرابات نفسية.
ومن أشهر هذه الألعاب “فري فاير” التي تحكمت في عقول الأطفال، تاركة بصمة العنف في عقولهم، رغم أن كل الدراسات العالمية تشير إلى أنها من الألعاب الخطيرة و المسببة للإدمان والخطر على الصحة.
وأطلق عدد من الآباء في مواقع التواصل الاجتماعي نداء استغاثة لمنع اللعبة التي زاد انتشارها، في الآونة الأخيرة، علما أنها من إنتاج شركة في سنغافورة التي تؤكد أرقام حديثة أنها حققت أرباحا طائلة، بسبب انتشارها في كل الدول تقريبا.
ومن أخطر تأثيرات اللعبة، حسب دراسات طبية، الإدمان، لأن الإكثار من اللعب يؤدي إلى اعتياد الطفل على اللجوء إليها، ما يجعل المدمن يهرب من واقعه ويعتاد العيش في واقع يقوم على القتال والصراع من أجل البقاء، وينمي في الشخص روح العداء والانتقام تدريجيا، وهو ما يحذر منه علماء النفس بخصوص الإدمان على ألعاب الفيديو القائمة على القتال، إذ يؤدي بالأطفال والمراهقين، إلى تنشأتهم على الكراهية والعنف، ويزرع فيهم الرغبة في القضاء على الآخرين، و إن كان ذلك افتراضيا، لكنه يترسب في شخصية الطفل.
وأشارت آخر دراسة حول اللعبة إلى أنها تجعل الطفل يهرب من واقعه ليعيش في عالم آخر، بعيدا من الحقيقة. فلا يدرك دائما الفرق بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، الذي تعرضه اللعبة، خاصة على المراهق لأنها توهمه بأن أساليب العنف هي الطريقة الوحيدة للدفاع عن النفس، ووسيلة للوصول إلى الهدف المنشود، وإلغاء الآخر أمر طبيعي، وتصبح بذلك ردة فعله عصبية، كما يصبح منعزلا اجتماعيا ويتفاعل مع آلة ويعيش في عالم خيالي ويفقد التركيز في دراسته وفي تصرفاته اليومية.
ودعت الدراسة أولياء الأمور إلى ضرورة حماية أبنائهم من هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الالكترونية التي من شأنها أن تلهيهم عن تطوير حياتهم الشخصية وبناء مستقبلهم. وتلحق الإكثار من اللعب، خاصة مع قضاء وقت طويل أمام الحواسيب والهواتف المحمولة، يلحق الضرر والإجهاد بالعين، كما يؤدي طول مدة الجلوس على المكتب أثناء اللعب إلى الإضرار بالعمود الفقري ويتسبب في آلام الظهر، كما يمثل سببا رئيسيا في الإرهاق والتعب، ما يجعل المدمن على هذه اللعبة دائم التشكي من الإرهاق وضعف النشاط البدني والشعور بالحاجة إلى النوم من كثرة اللعب. ولا تقتصر أضرار اللعبة على صحة الطفل، فالإدمان على “فري فاير”يتسبب في كثرة الإنفاق المالي، وإضاعة الوقت و إهمال الواجبات والالتزامات الخاصة عند المراهقين من الأطفال أو الشباب على حد السواء، علما أنه في الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت بعض الدراسات لجوء بعض المراهقين المدمنين عليها إلى إطلاق النار في أماكن عامة، أو في المدارس، أو استعمال العنف بينهم.
خالد العطاوي