لعل العلم الحديث قد اكتشف
أن جميع الحيوانات ترسل من مخها
أشعة هي تقريبا نوع من أنواع
الأشعة الكهرومغناطيسية وأثبت العلماء ذلك
باستخدام مادة الرصاص التي تحجب هذه الاشعة
مع بعض الحيوانات ووجدوا أن معظم
الحيوانات تمتلك هذه القدرة
الإشعاعية والتي تعطي ما يسمي بالحاسة السادسة .
ولكن كل
حيوان بما يخصه من طباع
فهناك المفترسات تستطيع أن تكتشف أحيانا
الفريسة الخاصة بها عن طريق مثل
هذه الاشعة وكذلك أمهات
الحيوانت حيث أن الأنثي في الحيوان مرتبطة بأبنائها حتي يبلغوا
سنا معينا ولعل عند هذه السن ينقطع هذا السيل من
التواصل الإشعاعي بينها وبين مولودها
.
فالام تستطيع أن تشتعر الحالة النفسية التي تمر بها
الأبناء حتي وإن كانت عن بعد وربما استطاعت
الأم أن تبحث عن مولودها باستخدام
دليلها الإشعاعي هذا حتي تهتدي الي مكانه وربما كان الحيوان أصدق من الانسان لان حواسه غير مشوشر عليها وغير ملوثة بأمور كثيرة
ربما غيرت طباعه وتصرفاته
كلها .
نذهب إلي الإنسان :
هل توجد هذه الحواس بين الناس ؟
بالتأكيد شعاع العين
هو شعاع التواصل بين الناس والرؤيا ولكن الأهم من ذلك
التفاعل النفسي بين الناس والحب والتقارب والكره فمن خلال النظر إلي
الآخرين والتواصل بين الأرواح
والأشعة البشرية سواء كان الإنسان مبصرا أم غير مُبصِرْ فتفاعل شعاعك
مع شعاعه يوصلك لامور تترجم في مخك
وعلي قدر ثقافتك وخبرتك بحالة معينة
الخبرة والسن .......
تحدد قدرتك علي اكتشاف هذه الطبائع البشرية وارتياحك او نفورك منها وكذلك فهمك
لامور معينة
ربما نظر الانسان
لآخر فشعر بالمهابة .. بالحب .. بالخوف
.. بالقلق ... بالتوتر ..
بالرغبة ... كل ذلك انطباعات تدخل الي ذهنك من خلال تواصل الأشعة المخية وترجمتها .
وكل ذكاء للانسان
يرتبط بهذه الحالة حيث أنك
من خلال هذا التواصل الشعاعي تستطيع أن تتفاعل وتكسب ثقة ومكانة بين الناس وبدونها أظن ان
الانسان يصبح بلا كيان او هوية .
الحاسة السادسة : هي تفسير مباشر لهذه
الإشعاعات وتواصلها بينك وبين من تحبه
أيَّاً كان سواءً كان قريباً أوْ حبيبا . خاصة إن كان الطرف الآخرُ متواصلا
نفسِيَّا معك . فمن خلال تواصل الأشعة تجد الراحة والتقارب النفسي .
وتجد أن
الأم تتأثر بأبنائها وتشعر بهم عن بعد
من خلال مراكز مخها التي تمتلك هذه الحاسة القوية وكذلك
يكون في كل امر يحدث لهم ليس في البعد فقط . حيث تتلاقي هذه المراكز الإشعاعية ومن خلال تلاقيها
تعود إلي صاحبها بوتخبره بحالها .
مراكز الأبوة والبنوة والأخوة لها أماكن محددة في المخ فإن كانت
فارغة أي لا يوجد لك أخ أو قريب
يملأ هذه الخانة ستشعر دائما بالحنين والرغبة في ذلك وربما بحثت عنه .
وفي حالة فقدانه سيغلق هذا المكان فللأب مكان واحد وللأم كذلك ولكن للأخرين أيضا
مكان ولكن يمكن أن يقسم علي عدة أفراد ولكن يحتله
الأحب فقط و مع ذلك لا يمكن إغلاق باقي الأماكن بسهولة وكما أن لك مركزا
فله مركزٌ مثلك , وسبحان الله من جعل في صلة الرحم راحة وصلة وقربي حيث تتلاقي الإشعاعات وتتواصل
النفوس فتشعر بالراحة والسكينة والأمان لوجود تقارب بين البصمات الشعاعية ولو بنسبة بين الأقارب .
نذهب إلي نقطة مهمة وهي محور الموضوع
الحسد كيف يتم ؟
النفس البشرية
بطيبيعتها غيورة وتحب التفاضل والتميز وتحب الامتلاك وكما قال تعالي " اعْلَمُوا أَنَّمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ
فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ
شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ " سورة الحديد (20)
فكل نفس فيها مثل
هذه الرغبات وفيها
هذه الشهوة
إلي جانب الغيرة وبالتالي فالنفس البشرية مليئة بالطباع الخبيئة قال تعالي " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " ﴿7-10 ) سورة
الشمس .
يعني أن الأمر كله
موكول إلي الإنسان وإرادته في تزكية
نفسه والخروج من عالم
مليء بالخبائث والأحقاد
الحسد آفة من الآفات
التي تهلك البشر وتدمر حياتهم مثل الحشرات الضارة والأمراض الفتاكة التي تعصف
بالإنسان وتودي به إلي موارد الهلاك فهو يفسد حياة الإنسان ويوقف نجاحه وتفوقه ويمنعه أن يعيش حياة كلها سعادة وسرور .
فبعد أن
ينجح الإنسان ويتغلب علي كل الصعاب يجد أن
هناك سهماً مجهولا كان هو
السبب في تدمير كل ما صنع بل ربما دمرحياته نفْسَها
كيف يتم الحسد ؟
قلنا إن شعاع العين الخارج من المخ يمتلك
حسا إشعاعيا وعلي حد تقدير كهرومغناطيسي
وكل إنسان يمتلك فكرا وثقافة وعقلا وفهما وخبرة
تختلف عن الآخرين
حين يمتليء القلب
بالحسد يستطيع أن يستشف من الإنسان حالة معينة , عاطفية
فكرية نفسية , ثم يطلق شعاعه علي
الآخر ربما في حضوره آو في غيابه
ولكنه لا بد أن يستطيع أن يتخيل حالة المحسود
التي تهمه ربما رآه مرة
واحدة ربما رآه عدة مرات حتي تكتمل الصورة
عنده .
ونحن نعرف أن خللا نفسيا معنا ربما يدمر
عقل الإنسان ربما يسبب له هياجا أو نفورا من أمر فيه نجاح له أو يجعله يخطيء في القيادة مثلا وبالتالي
يقوده إلي الحوادث كل ذلك يستطيعه الحاسد .
هناك من الحساد
من لا يستطيع فعل ذلك الا بالحديث المباشر
ووجها لوجه مع المحسود .
كثير من الناس يقعون فريسة لهؤلاء الذين
يدمرون حياتهم حِقداً وحَسَداً وهم محسوبين من الأصدقاء
أو المحبين لهم .
الحسد بحر مليء
بالغموض والاضطراب
هناك من ينظر في طعامك
فتصاب بالمغص أو القيء دون أن تعرف السبب , ربما لم يفعلذلك إلا وأنت
تأكل . أو لمجرد نظره إليك وأنت تشتري الطعام .
هناك من ينظر فيه
فيفسد ولا تستفيد منه
وهذا أفضل بكثير من سابقه .
هناك من يعلم
أنك متجه
لمكان ما فتصرف عنه
, هناك من يعلم
أنك متجه لقبض مرتبك فتحدث عقبات
او تتشاجر مع الصراف أو تجد
كل ماكينات الصرف معطلة التي
يعلم أنك متجه لها .
هناك من يحسد المشاعر فيجعل المراة تكره زوجها المخلص الودود الذي يستحق منها عكس ذلك والعكس
لان الحاسد اراد ان يدمر حياتهما فلم يجد وسيلة
غير تغيير مشاعرهما تجاه بعضهما البعض وهو كل ما يملكه .
ربما جعل الطالب يكره دخول الامتحان
وهذا كفيل بتدمير مستقبله
وضياع أهم شيء عنده .
ربما جعل الطالب يكره الكتاب أو يصاب بتعب في
العين فترة الامتحانات فلا يستطيع الحل ,
يحتلف الأمر حسب الحاسد وقدراته وأيضا المحسود
وذكاءه في الإفلات من الحسد .
الحاسد جبان شيطان من البشر جبان مليء بالحقد وهو لا
يستطيع المواجهة وبالتالي يتخذ من هذه الطريقة وسيلة
لتنفيذ مطالبه الخبيثة لإرضاء قلبه
الأسود
الحاسد لا يشبع
ولا يهنأ ولا يرتاح طالما كان قلبه معلقا بالآخرين لآنه غير راضٍ
بقضاء الله وقدره و ربما
كان من الحساد
من كان موسرا شديد اليسر أو من ورث مالا كثيرا
دون تعب ومشقة ويحسد فقيرا بسيطا لان
وهبه الله نعمة بسيطة ربما كنت صحته التي يكد بها ويتعب لكي يحصل علي فتات العيش , لا فرق
بين غني وفقير في هذه الصفة الخبيئة
ولكنها النفس الخبيثة
هي التي تقود صاحبها إلي ذلك
.
كل النفوس يمكن أن
يتوقع منها أن تحسد ... وتحقد وقد وجدنا ذلك
في قابيل وهابيل وهما شقيقان ابني
نبي الله آدم وقد جر الحسد قابيل إلي قتل أخيه .
من الصعب
أو غير المتوقع أبدا أن يحسد الأب ابنه ,
كيف يمكن أن يحسد ابنه وهذه من
الأمور النادرة جدا وهي نماذج بشرية موجودة
ولكنها نادرة جدا وليس الحسد هنا يكون حسدا عاما , فالأب لا يحسد ابنه
لأن ابنه منه فكيف يحسد نفسه , ولكن ربما وجدت حالات عقيمة للأب يحسد أشياءً في ابنه , مثلا حين
يفعل الابن أمرا لا يكون علي هواه
ينظر فيه بعين الحسد وتمني القلب إغلاقه وتصدقه العين , فتقفل اأابواب في وجه الابن كلها ويكون ذلك فيه سرور للأب أو الأم والمهم عنده
أن يتحقق له ما يريد دون النظر لمنفعة الابن .
وهناك
من يحسد دون النظر
لذلك ولكن أمور معينة ليس مجمل
حياة ابنه , فهناك أمهات لو دخلت
علي بناتهن ورأت شيئا جميلاً وظلت
تمدح فيه تجد أنه يفسد أو يهلك .
ربما تحسد الأم
زوجة ابنها حتي ولو كانت تعلم أن ما تفعله
ربما يدمر كل حياة ابنها .
ربما كانت هذه
الزوجة وكذلك الابن بارين بها شديدي البر ولكن المصيبة هي أن
الكثيرين لا يظنون وقوع هذا وبالتالي تفسد حياة
ومستقبل الكثيرين بسبب مثل هؤلاء الحموات المريضات القلوب . هذا إن
كانت بارة فما بالنا إن كانت زوجة الابن عاقة بها وتغضبها .
وان وجدت هذه
الصفة في المرأة فموجود مثلها تماما في الرجل ولكن اختلاف الدوافع .
الطفل خاصة يكون
عرضة للإصابة بالحسد أكثر من غيره
أو ربما كان تاثير العين عليه أسرع وأسهل ومفعولها
سحري وسريع و ذلك لأن خلايا مخ الطفل لم تكتمل وبالتالي
شعاعه ضعيف, خاصة في السنين الأاولي من العمر يكون اكثر تأثراً بإشعاعات الآخرين .
هل هناك وقاية من الحسد ؟
مع كثرة
العيون والنظرات قد يقع
الإنسان رغما عنه مهما كانت قوته وجبروته
فريسة للحسد ,
ومثلا حين يظهر نجاحا مبهرا للآخرين فتستكثر عليه العيون هذا النجاح .
قراءة القرآن , والصلاة يعيدان توزيع الشحنات الجسمية إلي
موضعها الطبيعي فتقلل بقدر المستطاع من الخلل الحادث في الجسم .
الرجوع إلي الله وذكر الله كثيرا يجعل
الإنسان يملك طاقة نورانية كبيرة تجعله يستشف كل
ما يحيطه من خطر ويقاومه بأقل
الخسائر .
ابعد بقدر المستطاع عن كل من يكرهك مهما كلفك الكثير , فأنت لا تعرف كم تمتليء قلوبهم لك من الحسد و الحقد .
لا تحاول أن تستفز مشاعر الآخرين تجاهك بالكره أو العداء
فالعدو دائما يتمني لك الشر وربما لم
يستطع ذلك إلا من خلال
عينه .
ربما كنت أنت علي حق فحاول بقدر المستطاع أن
لا تشحن أحدا ضدك علي الأقل حاول أن تطفيء نار الغضب والعداونية تجاهك حتي ولو
ببذل جهد والله معك إن كنت علي الحق, فربما لم تنطفيء هذه النار فيك بل انطفأت
في احدٍ من أبنائك أو من يهمك أمرهم .
التواضع فالمتكبر
دائما يستفز كثيراً من النفوس ضده ويجعلها
دون أن تشعر تتمني له الشر وبالتالي يجعلها
مستعدة كثيرا لحسده لأنهم
يقولون بأن نجاحه سيزيده غرورا وبالتالي يتمنون زوال نعمته إلي جانب أن هناك نفوسا مريضة بطبيعتها فيجعلها أكثر
تهيؤاً وتحفزا لحسده , فهو بغروره وكبره يزيد شحنة الشر عندها
وقانا الله وإياكم
شرَّ النفس الخبيثة
ونعوذ بالله
تعالي من شر كل حاسد إذا حَسَدْ.