نشأ الصغير " عبد الملك بن زهر بن محمد بن مروان " في الأندلس, في عائلة يعمل كل أفرادها تقريباً في الطب, و كان أفرادها يعلم بعضهم البعض أصول علم الطب ...
و لكن الصغير " عبد الملك " لم يرد أن يكون طبيباً, ليس لأنه لا يحب الطب, بل لأنه يريد أن يكون شخصاً مختلفاً عن أفراد عائلته. وبدأ يخوض في علوم الفلسفة و الأدب ، واستطاع عقله الصغير أن يستوعب الكثير من المعارف.
كان يستمتع كثيراً بعمل التجارب الكيمائية و يعتبرها لعبة ظريفة ، إلى أن علم أن الكيمياء هي أساس علم الصيدلة و الأدوية, فصار شغوفاً باكتشاف الجديد من المكونات الكيمائية. و لم يصل سن السادسة عشرة و إلا و استوعب طب الأعشاب و الأدوية الكيمائية, و أثر كل منها في الأمراض التي تصيب الإنسان .
قرأ الكثير من الكتب في علم الصيدلة و الطب وهو ما يزال فتى, و اكتشف هذا الشاب أن الطب من دون صيدلة غير مفيد, و بدأ يعد نفسه ليكون طبيباً و صيدلياً متفوقاً, و أعطاه هذا التفوق مكانة عالية, و اشتهر عنه حسن معرفته بالأدوية الصحيحة لعلاج الأمراض السهلة والمستعصية ، و قد جعله الملك " أبو محمد عبد المؤمن " طبيبه الخاص ، و تزوج امرأة من أسرته أحبت الطب مثله, و أنجبت له ثلاثة أبناء عملوا جميعاً بالطب و ساعدوه في أبحاثه, و قد ألف العديد من الكتب في الطب منه:
" التيسير في المداوة و التدبير " ، " الكليات في الطب " عام 561هجرية ، " تذكرة في أمر الدواء المسهل".
وكان سبب تفوقه في الطب هو تخصصه في هذا العلم, و تعمقه فيه دون غيره من العلوم و كان من أشهر تلاميذه العالم الشهير " ابن رشد".
و قد توفي عام 1162 م - 507هـ . و قد قام أبناؤه بنسخ كتبه, و نقلوها إلى الأجيال التي جاءت من بعده .