بذور طفلة حالمة ، تبحر بخيالها في عالمها الخاص ، تارة تكون قطة خارقة، تنقذ العالم من الاشرار بشجاعتها و بسالتها ، وتارة ترى نفسها فتاة قوية، تنقذ عجوز بسرعة هائلة من اصطدام سيارة تمر مسرعة في الطريق ، وأخرى تكون سندريلا و كيف تقلب القصة بمعاقبة شقيقتها و زوجت أبيها بعمل كل ما كانت تقوم به في قصة سندريلا الحقيقية ، وفي مرة حلمت بفستانها الصغير الوردي الذي تزينه بعض من حجارة الكرستال المتلألئة ، و حذاءها الابيض بكعب صغير الذي زاد الفستان جمالا وهي تتباها به امام العالم ولم تشعر بنفسها الا في و سط سحابة دخان رمادية و صوت رصاص من هنا و هناك ....
انتابها الخوفه الشديد ،دمار في المكان ، و خراب تام ، سألت نفسها مالذي اتى بها الى هذا المكان بعد ما كانت تحلم حلم سعيد ينسيها الالام ، ضربت رجلها بشدة على بعض من الركام لتصحو مما تراه عيناها،أمسكها الالم فناحت بشدة تصرخ: أمي ساعديني اين انت لم تركتني هنا وحيدة في هذا العالم ، أمي ، ابي ، اخي ، اين انتم؟؟ مع هذا النواح سمعت صوت طفلة أتٍ من مسافات تطلب منها أن تهدأ قليلا ، كانت بها جراح قاسية على جلدها الصغير ،يصعب الشفاء منها بسهولة ، ثيابها رثة بالية ، حافية القدمين بالكاد قادرة على وضعهم ارضا من شدة جراحهم، منكهة تتكلم بصعوبة ، طلبت من بذور عدم البكاء وهي تقترب منها رويدا رويدا ، نظر الطفلة بذور الى نفسها وهي ترتدي فستانها الرائع و حذاءها الجمال ، خافت من الطفلة أن تتلفى بريقهما أن لمستها و إذ بها تأمر الفتاة الصغير بالنبرة واقحة عدم الاقتراب منها ..
بذور :لا تقتربي مني ايتها الفتاة البائسة ، المتشردة ،ستقومين بإتلاف فستاني .....
تبسمت الطفلة ولكن لم تأبه لكلامها و اقتربت منها ، كانت تشبهها كثيرا كأنهن توأمتان ، اندهشت بذور و تراجعت الى الخلف مذهولة ، تعيد نفس الكلام : لا تقتربي أكثر مني، و كيف لك أن تشبهينني الى هذا الحد ؟! من تكونين ؟!
الفتاة : انا حياتك في مكان ما من هذا العالم القاسي ، ولست وحدي هناك مئات الأطفال يشبهونك ، يتمنون أن يحلموا احلامك و يعيشون تحت سقف دافئ يملؤه الحب و الامان ٠
بذور:م تعشونه ليس ذنبي ، كل هذا وراءه أناس أشرار سعيها الوحيد الموت و الدمار ، هيا اغربي عن وجهي ، لعلي اهدأ و انام قليلا فأجد نفسي في بيتي ..
الفتاة:طفلة إنانية تعيش أحلام خيالية ، أنظري عساكي تستيقظي
إذ بمجموعة من الأطفال إناث و ذكور ،لهم نفس ملامحها أجسادهم تملؤها ندوب و حروق ومنهم من فقد أطرافه كلتاها او احدها و منهم من فقد بصره جراء الدمار ، و بصوت واحد نحن ضحايا الحروب و ما يحدث في العالم الملعون ، نحن ضحايا الطمع و الجشع ، نحن ضحايا ضمير ميت لا يهمه فقط مصالحه ، نحن أطفال العرب و المسلمين في جميع الكوكب ، نحن من لا ذنب لهم و لا قوة ، نحن أبناء فلسطين ، نحن أبناء العراق و سوريا ، نحن أبناء بورما المسلمين نتشوه بأبشع الطرق ،أجهشت بذور البكاء على حالهم و ألمهم و حزنهم تأسفت منهم بإسم المدمرين للبشرية ، واول م احتضنت الفتاة ، استيقظت بذور باكية تتأسف للوضع الذي يعيشه أطفال العالم من سلب عالمهم الوردي الجميل و إقحامهم بالغصب في عالم الدماء ، ذهبت الى أمها و قررت بدل أن تشتري فستان يكلفها الكثير من المال ستكتفي بشيء بسيط يزيدها رونق و جمال القديم، و بقية النقود تتبرع بها الى ضحايا الحرب وهكذا تكتسب حب الله و رضا الناس و الوالدين .
النهاية