كان مشهوداً عن "ماجد"، بأنه عنيف الطباع، لذلك أطلق عليه زملائه بالفصل، اسم: "المتنمّر"! وكان "عمرو"، صاحب النصيب الأكبر في هذا التنمّر، ربما لأنه يتيم الأب، ومنكسر، وملابسه بسيطة مثل ملابس الفقراء. وقد زاد تنمّره القبيح بأن قال له: يا لك من بشع يا عمرو.. هيا اذهب لترميم وجهك ببعض المساحيق؛ لعلك تبدو جميلاً. وبخ "حسام" صديقه "ماجد" على تنمّره المستمر بعمرو، وعلى كلماته هذه، وقال: لا تختبر صبر عمرو، وعليك مراعاة مشاعره. وأنضم إلى "حسام"، باقي زملائهم، إذ ذهبوا يتوددون لعمرو، ويطيبون خاطره، وهنا خرج "عمرو" عن صمته، وتوجه إلى "ماجد"، وقال له: قل لي بربك ، كيف تلحق بي كل هذا الأذى، وما رأيت مني إلا المودة؟ فإن كان وجهي بشعاً، كما تظن، فقلبي يراك بنوره.. ألا تعلم ماقاله تعالى في سورة الحجرات الآية {11}: { يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم}. اندس بينهم "خالد"، مؤيداً قول عمرو: وقوله تعالى: {ولا تنابزوا بالألقاب}، بمعنى أن لا ندعو بعضنا بألقاب تسيء للآخر. نعم لقد نهى تعالى عن السخرية بالناس. خجل "ماجد" من نفسه وطلب الإعتذار من عمرو مُلحاً في طلبه إليه. أجابه عمرو: لاحرج عليك، سأتحمل منك كل ذلك، واتغاضى عنك، شرط أن لا تكرر ذلك مع باقي الزملاء، وأن تحفظ سورة الحجرات، فرد عليه بكل ثقة وحزم: نعم وبكل تأكيد أعدك.
قصة: خديجة صوفة