التقى طلالٌ في عِطلة نِهايَةِ الأُسبوعِ فَريقَ النَّاشئينَ فِي النَّادي الرِّياضي، للَّعِبِ مَعَ فريقِ النَّادي المُحترفِ فِي مباراة وديَّةٍ تستهدفُ اختيارَ عددٍ من اللاعبين الناشئين المتميزين للعب مستقبلاً في فَريقِ المحترفين.
عِندما بَدأتِ المُباراة لَعبَ طلال ببراعةٍ مثلَ سائِر فَريق الناشئين.. وخلال اللعب قفزَ طلال قفزة عاليةً لضَربِ الكُرةِ بِرأسِه، لكنَّه انحرفَ عنها وفقد توازنه ووقع على جنبه الأيمن، وصَرخَ من شدة الألم، فطلبَ منه حَكمَ المباراة أنْ يبقى مُستلقياً على الأرض إلى أنْ تأتي سَيارةُ الإسعاف.
وعندَما وَصلتْ سَيارة الإسعافِ فَحَصَه المُسْعفونَ، وَقاموا بنَقلِه إلى المُستشفى حيثُ أُجْرى له الطبيب أشعَّة "إكس"، ثم أخبرَه أنَّ يَده مكسورةٌ وسيجبرها لأسبوعين تقريباً حتى يَلتحمَ العَظم، وَأوصاه بألا يحرِّك يده بعنفٍ وأنْ يتجنبَ لعبة كرة القدمِ حتَّى يَشفى تمَاماً.
في اليوم التَّالي اجتمعَ أصدقاء طلال فِي المَدرسة يُهنئونه على سَلامَته، وصارَ يحكي لَهم مَا حَدثَ مَعه، وَقال لَهم إنَّه شَعر بِاسْتِغرابٍ شَديد عِندما رَأى عِظام يَدِه مَكسورة بَعدَ تَصويرها بِأشعَّة "إِكس".
أَحدُ الطلابِ ويُدعى عَامر اسْتغرب كيف تُمكِّن الصُّورة من كشفِ العِظام من تحتِ اللحم. وَعندَما دَخل الأصدقاءُ الفصلَ سألَ عامر أستاذَ العلوم عنِ الأشعَّة، فضَحك الأستاذ وَقال: يبدو أنَّ مَا أصابَ طلال فرصة لنا لِكَي نتعلمَ شيئاً جَديداً مُهماً عن الطب والتصوير الطبي. مَا رأيكم أن ننظِّمَ رِحلةً علمية إلى مركز التصوير في المستشفى لنعرف المزيد عَنِ الأشعة وتطبيقاتها؟.
وَبعدَ أن عرض المعلِّم الفكرة على مدير المدرسة، تم الاتصال بالمستشفى لتنظيم الرحلة، ثمَّ طلبَ من الطلاب إعداد مختصرٍ عن أنواع التصوير الإشعاعي حتَّى تَكونَ لديهم مَعرفةً نظرية كَافية قبلَ الذَّهابِ إلى المستشفى.
وانهمك الطلاب جميعاً في إعداد اللوحاتِ والأبْحاث، وَكانَ كلُّ واحدٍ منهم يحاول أن يبتكرَ شيئاً مختلفاً. وَفي اليومِ التالي فاجأ أحدُ الطلاب وَيدعى جَلال الجَميع بأنَّه أعدَّ لوحةً كبيرةً تتحدث عن مُكتَشِفِ الأشعة فيلهيلم ريتشارد رونتغن.
طلبَ المعلِّمُ منْ جَلال أنْ يقدمَ لطلابِ فَصلهِ مُحاضَرة قَصيرةً يتحدثُ فيها عنْ هذا العالمِ الألماني الشهير، فقال جلال: إنَّ رونتغن كانَ أوَّل فيزيائي يمنحُ جائزةَ نوبل عام 1901 تقديراً لإسهاماته العلمية التي قادت إلى ثورة علمية في مجال التشخيص الطبي، وَتوفي في فبراير 1923 بعد إصابته بمرض السرطان نتيجة لما قبل إنه كثرة تعرضه للأشعة خلال الأبْحاثِ التي كانَ يُجريها فِي مَجال أشعِّة "إِكس".
قال المعلِّم: إن اكتشاف أشعة "إِكس" كانَ فتحاً كبيراً في الطب.. هلْ يُمكِنك يا جَلال أنْ تشرحَ لنا كيفَ اكتشف روتنغن ذلك؟
فرحَ جلال بِهذا السُّؤال لأنَّه يعرفُ الإجابة، فقالَ: سلَّط روتنغن شعاعاً إلكترونياً داخل أنبوب زجاجي مُفرَّغ من الهواء، تنطلقُ داخله إلكترونات من قطب كهربائي سالب إلى قطب موجب، وقام بتثبيتِ شاشةٍ فسفوريةٍ أمَامَ الأنبوب، وعندَما بَدأتِ الشَّاشة بالتوهجِ إثر اصطدام شعاعِ الإلكتروناتِ بها؛ وَضَعَ يَده صُدْفًةً بَينَ الأنبوبِ والشَّاشة فشَاهد عظامَ يَدَه.
المُعلِّم: رَائِعٌ جداً.. وَمنْ يحدِّثنا الآنَ عمَّا أحدثتْه الأشعةُ منْ ثورةٍ طبيةٍ؟
قالَ فيصل بَعدَ أنْ طلبَ الإذن: باتَ بوسعِ الأطباء تشخيصَ كُسورِ العِظام وَتصوير الأعضاء البَشرية، فَضْلاً عنِ اسْتخدام هذه الأشعة في عِلاجِ الأورام السَّرطانية واكتشافِ حصوات الكلى.. وغيرِ ذَلكَ كثير..
قالَ المُعلم: اختراعات الأشعة تَواصلت باكتشاف العديد من أنْواعٍ جَديدة، مِنها الأشعَّة المقطعية.. مَنْ يحدثنا عنها؟
قال محمد: لَو سَمحتَ لي يا أستاذ؛ اختراعُ الأشعِّة المقطعية أدَّى إلى ثورةٍ عامةٍ وتطور في الطب، والفارقُ الأساسيُّ بين الأشعَّة العادية والمقطعية أنَّ الأوْلى ترسمُ ظلالاً للأعضاء دون تمييزٍ لِما في دَاخلها، في حين أنَّ الثانية توضح العضوَ من الداخل، ومن ثمّ فإن قدرتها التشخيصية تكون عالية، عِلماً أنَّ الأشعة المقطعية تستخدم الأشعة العادية نفسها لكنها تعتمد على حسابات معقدة يجريها الحاسوب، وقد تحتاجُ إلى حقن صَبغة في الوريدِ أو عنْ طريق الفم، وَالطبيب هوَ منْ يحدِّد نَوعَ الأشَّعة التي يَحتاجُ إليها المَريض.
يَسْتأذِنُ أحَدُ التَّلامِيذِ وَيُدْعى عَادِلٌ فَيقولُ: هُناك نوعٌ مِنَ الأشعَّة اسْمُه "الرَّنين المَغنطيسي" المَعروف باسم (آر. أم. آي) يُشبِهُ الأَشِعَّة المَقطعية، لكنَّه يَسْتَخْدِمَ مَجالاً مغنطيسياً قوياً بدلاً منَ الأشعة لتصوير أنْسِجَةِ الجِسم وإعطاء صورةٍ واضِحَةٍ ومفصلة لها. وَهو يَتميزُ عنِ الأشعَّةِ العادية بقدرتهِ على إظهارِ الأنسجة الرَّخوَةِ مثل العضلات والأربطة والأوتار التي لا تظهر في الأشعَّةِ العاديَّةِ. كمَا يتميزُ بإظهاره للتغيراتِ داخل العظام مثل وجود تورُّم أوْ نَقصٍ بالدَّورة الدموية داخل العظام. وهو يقدم صورة ذات تفاصيل أدق وأوضح، وَقَدْ بَدأ اسْتخدَامه عَام 1980.
المعلم : ننتقل الآن إلى نوع آخر من التصوير وهو البوزيتروني.. مَنْ لَديهِ مَعلوماتٍ عنه؟
يقول سعود: إنَّها تِقنية تَصوير في الطب النووي تبينُ صُوراً ثُلاثيةَ الأبْعادِ لِبَعضِ أعضاءِ الجِسم، ومَا قد يَكونُ فيها مِنْ وَرَمٍ سَرطاني، كما يمكنُ بواسطتها تفقدُ مختلفِ العَملياتِ الوظيفيةِ فِي الجِسمِ، مثل العمليات الحيوية للجهاز الهضمي.
المعلم: رَائِعٌ يا سُعود.. وَمنْ يُحدثنا الآنَ عنِ التَّصوير الجُزيئي؟
يَقول طلال: تُستخدم تقنيةُ التصوير الجُزيئي للتَّعرفِ إلى المَوادِ التي يَرتبطُ وُجودُها فِي الجِسْمِ بِبَعضِ الأمراضِ، وبِمَا يَخدُم الطبَّ فِي الكَشفِ المُبكِّرِ عَنِ الأَمْرَاضِ وَفِي عِلاجِها أو السَّيطَرَةِ عَليها. وَهذا التَّصويرُ الجَديدُ نِسبياً، يُمكِّن الأطباءَ مِنَ الكَشفِ عنْ أُولَى المَوادِ التي تَرْتَبِطُ بِنشوءِ الأَمْرَاضِ مِنْ خِلالِ التَّعرُّفِ إلى التَّغيراتِ الجزيئية التي تُشيرُ إلى حدوثِ مَرضِ السرطان قبلَ أنْ تظهرَ أيُّ أعراضٍ كبيرة على المَريض.
وَيتابعُ طلال: طريقة التصوير الجزيئي لَا تعتمدُ كما هو سائدٌ على التغيرات التي تجري على لونِ الأنْسجة تِجاه بعضِ الصبغات، وإنَّما تتقصى العمليات الحيوية الجَارية فِي الخليَّة والجزيئاتِ النَّاتجةِ عنها.
المعلم: شكراً لكَ يا طلال على هذا التفصيلِ المفيدِ.. لكنْ هلْ وَجدَ أحدُكم معلوماتٍ عنِ الأشعَّة التداخلية؟
يَرفع وليدٌ يدَه طالباً الإذن بالكلام، ثمَّ يقول: هناك أمرٌ استجدَ في الجِراحة عن طريق الأشعة، سمِّيَ بالأشعة التداخلية، وهي حقيقة ليستْ نَوعاً مِنَ الأشعة لكنها علمٌ جديد، يُعنى باسْتِخدام أنْواعِ الأشعَّة المُختَلِفَة كوَسِيلة للاسْتِرشادِ أثناء إِجراءِ تدخلات فِي دَاخل الجِسمِ البَشري باستخدام أدواتٍ دقيقة، مثلَ الإبرِ والقساطِر، دُونَ إجراء جراحة.. إنها باختصار "العَمَليات غَيْرِ الجِراحية".
المعلم: مثل ماذا؟
وليد: قبلَ اختراعِ الأشعَّة كانَ الجَراحُ يضَّطر لِفتحِ بَطنِ المريض لاستئصال العينة وتحليلها للوصول إلى تشخيصٍ دقيق.. أمَّا الآنَ فجَرى اختصار العمليَّةِ في إبرة صَغيرةٍ توجه بِالأشعَّةِ نحو الهدفِ فتقتطعُ جزءاً منه، فِي عملية بسيطة دونَ جِراحَةٍ.
المعلم: انتهى وقتُ حِصَّة العلومِ اليوم.. لقدْ كنتُ سَعيداً جدّاً بمعلوماتِكم الغَزيرةِ عَنِ الأشعة.. وَقدْ ذَكرنا العَديدَ مِنْها، وسَوفَ نَتعرفُ إليها عِنْدَما نَذهبُ قَريباً إلى قِسْمِ الأشعَّة فِي المُسْتَشْفى.
يصفق التلاميذ تعبيراً عن سعادتهم.. فيما يضْحكُ طلال لأنَّه لا يَسْتطيعُ أنْ يُصفِّقَ بِيدِه المَكسورة.. فيَشكُره جَميعُ الطلابِ لأنَّه كانَ سَبباً فِي مِعرفَتِهم لكلِّ هذِّه المَعلوماتِ الجَديْدَة.
عِندما بَدأتِ المُباراة لَعبَ طلال ببراعةٍ مثلَ سائِر فَريق الناشئين.. وخلال اللعب قفزَ طلال قفزة عاليةً لضَربِ الكُرةِ بِرأسِه، لكنَّه انحرفَ عنها وفقد توازنه ووقع على جنبه الأيمن، وصَرخَ من شدة الألم، فطلبَ منه حَكمَ المباراة أنْ يبقى مُستلقياً على الأرض إلى أنْ تأتي سَيارةُ الإسعاف.
وعندَما وَصلتْ سَيارة الإسعافِ فَحَصَه المُسْعفونَ، وَقاموا بنَقلِه إلى المُستشفى حيثُ أُجْرى له الطبيب أشعَّة "إكس"، ثم أخبرَه أنَّ يَده مكسورةٌ وسيجبرها لأسبوعين تقريباً حتى يَلتحمَ العَظم، وَأوصاه بألا يحرِّك يده بعنفٍ وأنْ يتجنبَ لعبة كرة القدمِ حتَّى يَشفى تمَاماً.
في اليوم التَّالي اجتمعَ أصدقاء طلال فِي المَدرسة يُهنئونه على سَلامَته، وصارَ يحكي لَهم مَا حَدثَ مَعه، وَقال لَهم إنَّه شَعر بِاسْتِغرابٍ شَديد عِندما رَأى عِظام يَدِه مَكسورة بَعدَ تَصويرها بِأشعَّة "إِكس".
أَحدُ الطلابِ ويُدعى عَامر اسْتغرب كيف تُمكِّن الصُّورة من كشفِ العِظام من تحتِ اللحم. وَعندَما دَخل الأصدقاءُ الفصلَ سألَ عامر أستاذَ العلوم عنِ الأشعَّة، فضَحك الأستاذ وَقال: يبدو أنَّ مَا أصابَ طلال فرصة لنا لِكَي نتعلمَ شيئاً جَديداً مُهماً عن الطب والتصوير الطبي. مَا رأيكم أن ننظِّمَ رِحلةً علمية إلى مركز التصوير في المستشفى لنعرف المزيد عَنِ الأشعة وتطبيقاتها؟.
وَبعدَ أن عرض المعلِّم الفكرة على مدير المدرسة، تم الاتصال بالمستشفى لتنظيم الرحلة، ثمَّ طلبَ من الطلاب إعداد مختصرٍ عن أنواع التصوير الإشعاعي حتَّى تَكونَ لديهم مَعرفةً نظرية كَافية قبلَ الذَّهابِ إلى المستشفى.
وانهمك الطلاب جميعاً في إعداد اللوحاتِ والأبْحاث، وَكانَ كلُّ واحدٍ منهم يحاول أن يبتكرَ شيئاً مختلفاً. وَفي اليومِ التالي فاجأ أحدُ الطلاب وَيدعى جَلال الجَميع بأنَّه أعدَّ لوحةً كبيرةً تتحدث عن مُكتَشِفِ الأشعة فيلهيلم ريتشارد رونتغن.
طلبَ المعلِّمُ منْ جَلال أنْ يقدمَ لطلابِ فَصلهِ مُحاضَرة قَصيرةً يتحدثُ فيها عنْ هذا العالمِ الألماني الشهير، فقال جلال: إنَّ رونتغن كانَ أوَّل فيزيائي يمنحُ جائزةَ نوبل عام 1901 تقديراً لإسهاماته العلمية التي قادت إلى ثورة علمية في مجال التشخيص الطبي، وَتوفي في فبراير 1923 بعد إصابته بمرض السرطان نتيجة لما قبل إنه كثرة تعرضه للأشعة خلال الأبْحاثِ التي كانَ يُجريها فِي مَجال أشعِّة "إِكس".
قال المعلِّم: إن اكتشاف أشعة "إِكس" كانَ فتحاً كبيراً في الطب.. هلْ يُمكِنك يا جَلال أنْ تشرحَ لنا كيفَ اكتشف روتنغن ذلك؟
فرحَ جلال بِهذا السُّؤال لأنَّه يعرفُ الإجابة، فقالَ: سلَّط روتنغن شعاعاً إلكترونياً داخل أنبوب زجاجي مُفرَّغ من الهواء، تنطلقُ داخله إلكترونات من قطب كهربائي سالب إلى قطب موجب، وقام بتثبيتِ شاشةٍ فسفوريةٍ أمَامَ الأنبوب، وعندَما بَدأتِ الشَّاشة بالتوهجِ إثر اصطدام شعاعِ الإلكتروناتِ بها؛ وَضَعَ يَده صُدْفًةً بَينَ الأنبوبِ والشَّاشة فشَاهد عظامَ يَدَه.
المُعلِّم: رَائِعٌ جداً.. وَمنْ يحدِّثنا الآنَ عمَّا أحدثتْه الأشعةُ منْ ثورةٍ طبيةٍ؟
قالَ فيصل بَعدَ أنْ طلبَ الإذن: باتَ بوسعِ الأطباء تشخيصَ كُسورِ العِظام وَتصوير الأعضاء البَشرية، فَضْلاً عنِ اسْتخدام هذه الأشعة في عِلاجِ الأورام السَّرطانية واكتشافِ حصوات الكلى.. وغيرِ ذَلكَ كثير..
قالَ المُعلم: اختراعات الأشعة تَواصلت باكتشاف العديد من أنْواعٍ جَديدة، مِنها الأشعَّة المقطعية.. مَنْ يحدثنا عنها؟
قال محمد: لَو سَمحتَ لي يا أستاذ؛ اختراعُ الأشعِّة المقطعية أدَّى إلى ثورةٍ عامةٍ وتطور في الطب، والفارقُ الأساسيُّ بين الأشعَّة العادية والمقطعية أنَّ الأوْلى ترسمُ ظلالاً للأعضاء دون تمييزٍ لِما في دَاخلها، في حين أنَّ الثانية توضح العضوَ من الداخل، ومن ثمّ فإن قدرتها التشخيصية تكون عالية، عِلماً أنَّ الأشعة المقطعية تستخدم الأشعة العادية نفسها لكنها تعتمد على حسابات معقدة يجريها الحاسوب، وقد تحتاجُ إلى حقن صَبغة في الوريدِ أو عنْ طريق الفم، وَالطبيب هوَ منْ يحدِّد نَوعَ الأشَّعة التي يَحتاجُ إليها المَريض.
يَسْتأذِنُ أحَدُ التَّلامِيذِ وَيُدْعى عَادِلٌ فَيقولُ: هُناك نوعٌ مِنَ الأشعَّة اسْمُه "الرَّنين المَغنطيسي" المَعروف باسم (آر. أم. آي) يُشبِهُ الأَشِعَّة المَقطعية، لكنَّه يَسْتَخْدِمَ مَجالاً مغنطيسياً قوياً بدلاً منَ الأشعة لتصوير أنْسِجَةِ الجِسم وإعطاء صورةٍ واضِحَةٍ ومفصلة لها. وَهو يَتميزُ عنِ الأشعَّةِ العادية بقدرتهِ على إظهارِ الأنسجة الرَّخوَةِ مثل العضلات والأربطة والأوتار التي لا تظهر في الأشعَّةِ العاديَّةِ. كمَا يتميزُ بإظهاره للتغيراتِ داخل العظام مثل وجود تورُّم أوْ نَقصٍ بالدَّورة الدموية داخل العظام. وهو يقدم صورة ذات تفاصيل أدق وأوضح، وَقَدْ بَدأ اسْتخدَامه عَام 1980.
المعلم : ننتقل الآن إلى نوع آخر من التصوير وهو البوزيتروني.. مَنْ لَديهِ مَعلوماتٍ عنه؟
يقول سعود: إنَّها تِقنية تَصوير في الطب النووي تبينُ صُوراً ثُلاثيةَ الأبْعادِ لِبَعضِ أعضاءِ الجِسم، ومَا قد يَكونُ فيها مِنْ وَرَمٍ سَرطاني، كما يمكنُ بواسطتها تفقدُ مختلفِ العَملياتِ الوظيفيةِ فِي الجِسمِ، مثل العمليات الحيوية للجهاز الهضمي.
المعلم: رَائِعٌ يا سُعود.. وَمنْ يُحدثنا الآنَ عنِ التَّصوير الجُزيئي؟
يَقول طلال: تُستخدم تقنيةُ التصوير الجُزيئي للتَّعرفِ إلى المَوادِ التي يَرتبطُ وُجودُها فِي الجِسْمِ بِبَعضِ الأمراضِ، وبِمَا يَخدُم الطبَّ فِي الكَشفِ المُبكِّرِ عَنِ الأَمْرَاضِ وَفِي عِلاجِها أو السَّيطَرَةِ عَليها. وَهذا التَّصويرُ الجَديدُ نِسبياً، يُمكِّن الأطباءَ مِنَ الكَشفِ عنْ أُولَى المَوادِ التي تَرْتَبِطُ بِنشوءِ الأَمْرَاضِ مِنْ خِلالِ التَّعرُّفِ إلى التَّغيراتِ الجزيئية التي تُشيرُ إلى حدوثِ مَرضِ السرطان قبلَ أنْ تظهرَ أيُّ أعراضٍ كبيرة على المَريض.
وَيتابعُ طلال: طريقة التصوير الجزيئي لَا تعتمدُ كما هو سائدٌ على التغيرات التي تجري على لونِ الأنْسجة تِجاه بعضِ الصبغات، وإنَّما تتقصى العمليات الحيوية الجَارية فِي الخليَّة والجزيئاتِ النَّاتجةِ عنها.
المعلم: شكراً لكَ يا طلال على هذا التفصيلِ المفيدِ.. لكنْ هلْ وَجدَ أحدُكم معلوماتٍ عنِ الأشعَّة التداخلية؟
يَرفع وليدٌ يدَه طالباً الإذن بالكلام، ثمَّ يقول: هناك أمرٌ استجدَ في الجِراحة عن طريق الأشعة، سمِّيَ بالأشعة التداخلية، وهي حقيقة ليستْ نَوعاً مِنَ الأشعة لكنها علمٌ جديد، يُعنى باسْتِخدام أنْواعِ الأشعَّة المُختَلِفَة كوَسِيلة للاسْتِرشادِ أثناء إِجراءِ تدخلات فِي دَاخل الجِسمِ البَشري باستخدام أدواتٍ دقيقة، مثلَ الإبرِ والقساطِر، دُونَ إجراء جراحة.. إنها باختصار "العَمَليات غَيْرِ الجِراحية".
المعلم: مثل ماذا؟
وليد: قبلَ اختراعِ الأشعَّة كانَ الجَراحُ يضَّطر لِفتحِ بَطنِ المريض لاستئصال العينة وتحليلها للوصول إلى تشخيصٍ دقيق.. أمَّا الآنَ فجَرى اختصار العمليَّةِ في إبرة صَغيرةٍ توجه بِالأشعَّةِ نحو الهدفِ فتقتطعُ جزءاً منه، فِي عملية بسيطة دونَ جِراحَةٍ.
المعلم: انتهى وقتُ حِصَّة العلومِ اليوم.. لقدْ كنتُ سَعيداً جدّاً بمعلوماتِكم الغَزيرةِ عَنِ الأشعة.. وَقدْ ذَكرنا العَديدَ مِنْها، وسَوفَ نَتعرفُ إليها عِنْدَما نَذهبُ قَريباً إلى قِسْمِ الأشعَّة فِي المُسْتَشْفى.
يصفق التلاميذ تعبيراً عن سعادتهم.. فيما يضْحكُ طلال لأنَّه لا يَسْتطيعُ أنْ يُصفِّقَ بِيدِه المَكسورة.. فيَشكُره جَميعُ الطلابِ لأنَّه كانَ سَبباً فِي مِعرفَتِهم لكلِّ هذِّه المَعلوماتِ الجَديْدَة.
- تأليف: د. طارق البكري.
- رسم: منال محجوب.