كنت صغيرا عندما سمعت إسمه لأول مرة ،كانت امي رحمها تقول لي مع إخوتي :
- إياكم يا اولاد ان تزعجواوالدكم في قيلولته ،دعوه ينام في سكينة وهدوء...
فيرد عليها احد إخوتي : حاضر ياامي !
لكن امي تستطردقائلة :
لقد سمعت عن مجيء عتروس الڨايلة فأحذروا عند القيلولة وإلا طردتكم الى الشارع !!!
كانت فرائسنا ترتعد كلما سمعنا إسمه ،رغم أننا لم نره أبدا ...
كان تيس الظهيرة يرعبنا، نخاف منه ،نرتعد ،وكنت أظنني وحدي من يخافه ومعي إخوتي ،ورغم انه إسم فقط إلاأنه كان يخيفنا ،كل رفاقي في الحي يعرفونه ويخافونه أيضا ،وماإن كبرت وأشتد عودي حتى علمت أن كل ابناء جيلي يعرفونه ويخافون منه ،هو القاسم المشترك بيننا ...
تيس الظهيرة لم يظهر بعد ولم يره واحدا منا إلا أنه ربى جيلا كاملا على طاعة الوالدين وعلى الخلق النبيل ...
كنت أسرد الحكاية على أبنائي لكنهم إستغربوا الحكاية ....
كانت إبنتي الصغرى تصغي لها فقالت : ياأبت أريد ان اراه !!
فاجبتها : لااظن ياإبنتي...
فقالت : ليته يعود من جديد ياأبي لتعود الخصال الطيبة وترجع البسمة على الوجوه ونستطيع ان ننام ملىء جفوننا ،فأنتم جيل رباه تيس لم يظهر على اديم الارض ..
جيلكم ياابت لن يتكرر وإن عادت السنون بتيس جديد ...فتلك قصة اخرى...فالماضي أبدا لن يعود
حركاتي لعمامرة.