تعودت على أسئلته التي يُفاجئني بها دائمًا، عندما تخطر بباله أو يراها تحدث حوله، وكثيرًا ما يبدأ محاورتي عندما يجدني مستغرقًا في الكتابة؛ فيسألني: ماذا تفعل الآن؟
على الرغم من أنه يراني أكتب شيئًا على (office) ويسمع صوت أصابعي وهي تضغط على لوحة المفاتيح ؛ فتتجلى بعض الحروف التي تتشابك ببعضها البعض فتكون كلمات والكلمات تصنع جُملاً، يظل يجتهد وهو يقترب من الشاشة المسطحة في محاولة لقراءتها ، وعندما ينجح في ذلك يبحث عن شيء آخر ، ربما سألني عن البرنامج نفسه ، ولماذا سمي بهذا الاسم ، ومن الذي اخترعه ، وأنا على يقين تام بأن الفكرة ، التي تدور في رأسه لا علاقة لها بالبرنامج ، ولا باسمه ولا حتى الكتابة نفسها ، ولكنه بالطبع هو يريد الحصول على جهاز الكمبيوتر ، حتى يمارس ألعابه المفضلة عليه ، كنت قد توقفت فعلاً عن الكتابة ، ولم أضع نهاية لقصتي بعد ، وفكرت أن أتنازل عن الجهاز لعدة دقائق حتى ينعم باللعب ، وأحصل على قسط من الراحة ، وأفكر بهدوء في رد مناسب لأسئلته ، أخبرته بموافقتي على أن أمنحه نصف ساعة يلعب فيها ، فنظر ناحيتي وقد شعر بطعم الفوز : نصف ساعة لا تكفي اجعلها ساعة كاملة نصفها gata)) والنصف الآخر ل (subway) بدأت في حفظ ملفي على سطح المكتب ، أخذ الفأرة وراح يبحث عن ملف الألعاب وبضغطة واحدة تلاشت خلفية الشاشة مع بداية اللعبة ، حيث وجدت رجلاً يجري ، عبر الشوارع الواسعة ثم وقف فجأة ، واستقل سيارة وبدأت المطاردة من قبل أفراد الشرطة وصوت طلقات الرصاص ، تصيب الجميع بالفزع والدوشة ، وهو يحاول الهروب فكرت أن أمارس معه نفس أسلوبه : لماذا تهرب وتطاردك الشرطة وتطلق الرصاص؟
- اللاعب هو الهارب والشرطة تطارده لأنه أخذ سيارة رجل آخر، وجرى بها في الشارع بسرعة، واصطدم بالناس والأبنية وأعمدة الإنارة.
- لماذا تلعب تلك اللعبة ما دمت تعرف هدفها؟
- ألعب لكي أتسلى فقط، رفع إصبعه قليلاً فتوقفت السيارة ثم ضغط على مفتاح فخرج، السائق قبل أن تندلع في سيارته النار، وابتعد قليلاً فوجد دراجة نارية ركبها؛ وراح يتمايل مثل عصفور طليق، يحلق بجناحيه في السماء، نظر ناحيتي قائلاً: كما رأيت إنني وجدت الدراجة البخارية! لحظات وسمعنا صوت محرك طائرة مروحية، تقترب من السائق وتمطره بوابل من الطلقات، التي على إثرها سقط صريعًا نظر ناحيتي وهو يخرج من لعبته الأولى وسألني: ماذا كنت تكتب؟
أعرف أنها ربما إحدى قصصك، ولكن عن ماذا أهي عن الولد الذي يحب الألعاب أم الذي يهوى مشاهدة الكرتون؟
ثم ضغط على اللعبة الثانية يعرف مكانها ويحفظها دون أن يقرأ اسمها، قلت له: كنت أكتب عن ولد يحب أباه، ويفخر بما يقدمه ويساعده في أداء عمله، ولا يزعجه!
تجلت أمامنا صورة ولد صغير يمسك بعلبة، وهو يحاول أن يكتب بها شيئًا، بضغطة زر؛ جرى الولد ومن خلفه رجل يرتدي زي الشرطة، يطارده كلما قفز أو عبر حواجز أو قطار فسألته: لماذا يطارده الشرطي؟
- لأنه كان يكتب شيئًا.
- ولماذا تساعده على الهروب وقد أخطأ ؟
- اللعبة هكذا لابد أن تفلت من يد الشرطي حتى تفوز.
بماذا تفوز؟
رفع إصبعه الصغير عن زر التحرك، فأمسك الشرطي بالولد وحمله على كتفه ثم نظر ناحيتي مبسوط ؟
قلت له وأنا أبتسم انتهى وقت اللعب ؛ أعطاني الفأرة، وظل يتابعني عندما ضغطت على الملف وانفتح وظهرت الكلمات، التي مع قراءتها استعدت ما كنت أكتب عنه ولكني لم أكتب النهاية حتى الآن.
على الرغم من أنه يراني أكتب شيئًا على (office) ويسمع صوت أصابعي وهي تضغط على لوحة المفاتيح ؛ فتتجلى بعض الحروف التي تتشابك ببعضها البعض فتكون كلمات والكلمات تصنع جُملاً، يظل يجتهد وهو يقترب من الشاشة المسطحة في محاولة لقراءتها ، وعندما ينجح في ذلك يبحث عن شيء آخر ، ربما سألني عن البرنامج نفسه ، ولماذا سمي بهذا الاسم ، ومن الذي اخترعه ، وأنا على يقين تام بأن الفكرة ، التي تدور في رأسه لا علاقة لها بالبرنامج ، ولا باسمه ولا حتى الكتابة نفسها ، ولكنه بالطبع هو يريد الحصول على جهاز الكمبيوتر ، حتى يمارس ألعابه المفضلة عليه ، كنت قد توقفت فعلاً عن الكتابة ، ولم أضع نهاية لقصتي بعد ، وفكرت أن أتنازل عن الجهاز لعدة دقائق حتى ينعم باللعب ، وأحصل على قسط من الراحة ، وأفكر بهدوء في رد مناسب لأسئلته ، أخبرته بموافقتي على أن أمنحه نصف ساعة يلعب فيها ، فنظر ناحيتي وقد شعر بطعم الفوز : نصف ساعة لا تكفي اجعلها ساعة كاملة نصفها gata)) والنصف الآخر ل (subway) بدأت في حفظ ملفي على سطح المكتب ، أخذ الفأرة وراح يبحث عن ملف الألعاب وبضغطة واحدة تلاشت خلفية الشاشة مع بداية اللعبة ، حيث وجدت رجلاً يجري ، عبر الشوارع الواسعة ثم وقف فجأة ، واستقل سيارة وبدأت المطاردة من قبل أفراد الشرطة وصوت طلقات الرصاص ، تصيب الجميع بالفزع والدوشة ، وهو يحاول الهروب فكرت أن أمارس معه نفس أسلوبه : لماذا تهرب وتطاردك الشرطة وتطلق الرصاص؟
- اللاعب هو الهارب والشرطة تطارده لأنه أخذ سيارة رجل آخر، وجرى بها في الشارع بسرعة، واصطدم بالناس والأبنية وأعمدة الإنارة.
- لماذا تلعب تلك اللعبة ما دمت تعرف هدفها؟
- ألعب لكي أتسلى فقط، رفع إصبعه قليلاً فتوقفت السيارة ثم ضغط على مفتاح فخرج، السائق قبل أن تندلع في سيارته النار، وابتعد قليلاً فوجد دراجة نارية ركبها؛ وراح يتمايل مثل عصفور طليق، يحلق بجناحيه في السماء، نظر ناحيتي قائلاً: كما رأيت إنني وجدت الدراجة البخارية! لحظات وسمعنا صوت محرك طائرة مروحية، تقترب من السائق وتمطره بوابل من الطلقات، التي على إثرها سقط صريعًا نظر ناحيتي وهو يخرج من لعبته الأولى وسألني: ماذا كنت تكتب؟
أعرف أنها ربما إحدى قصصك، ولكن عن ماذا أهي عن الولد الذي يحب الألعاب أم الذي يهوى مشاهدة الكرتون؟
ثم ضغط على اللعبة الثانية يعرف مكانها ويحفظها دون أن يقرأ اسمها، قلت له: كنت أكتب عن ولد يحب أباه، ويفخر بما يقدمه ويساعده في أداء عمله، ولا يزعجه!
تجلت أمامنا صورة ولد صغير يمسك بعلبة، وهو يحاول أن يكتب بها شيئًا، بضغطة زر؛ جرى الولد ومن خلفه رجل يرتدي زي الشرطة، يطارده كلما قفز أو عبر حواجز أو قطار فسألته: لماذا يطارده الشرطي؟
- لأنه كان يكتب شيئًا.
- ولماذا تساعده على الهروب وقد أخطأ ؟
- اللعبة هكذا لابد أن تفلت من يد الشرطي حتى تفوز.
بماذا تفوز؟
رفع إصبعه الصغير عن زر التحرك، فأمسك الشرطي بالولد وحمله على كتفه ثم نظر ناحيتي مبسوط ؟
قلت له وأنا أبتسم انتهى وقت اللعب ؛ أعطاني الفأرة، وظل يتابعني عندما ضغطت على الملف وانفتح وظهرت الكلمات، التي مع قراءتها استعدت ما كنت أكتب عنه ولكني لم أكتب النهاية حتى الآن.