كان هناك رجلا فقيرا جدا لا
يملك من حطام الدنيا شيئا وقد ازداد
به الفقر اكثر فخرج
من منزله ومعه مزمار له وكان من
محبي الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم ومعه مزماره
فكان يجلس في مكان خارج القرية بعيدا عن الناس ويتغني بمدح النبي ص ومعه مزماره ,
وفجأة
وجد الفقير امامه حية كبيرة
تتمايل مع نغمات مزماره
لم يكن يشعر بها الفقير لانها كانت بعيدة عنه بعدة امتار , وحين
رآها فزع الرجل وترك العزف بمزماره ولكن الحية
عادت ثانية الي جحرها في
هدوء ونظر الرجل مكان
الحية فوجد شيئا يلمع ذهب ونظر اليه فوجد جوهرةً ثمينة قد تركتها
الحية له وانصرفت تعجب الرجل ولم يصدق ان الحية تركت له جوهرة ثمينة ولكنه
تأكد حين سأل احد المتخصصيين في المجوهرات .
باعها الرجل وحصل علي مالٍ وفير ولم يعد
محتاجا كما كان قبل ذلك .
عاد الرجل الي نفس
المكان وهو يتذكر ما حدث له اول
مرة ومعه مزماره وفعل كما
فعل قبل ذلك فوجد الحية قد جاءت فلم يخف هذه المرة وظل
يعزف بمزماره فظلت تتراقص وتتمايل ثم تركت جوهرة وانصرفت فاخذها وباعها بثمن كبير
.
ومرة ثالثة
جاء الي نفس المكان وكرر ما فعل
في المرات السابقة والحية تضع له جوهرة
وتنصرف
و ذات مرة
اراد الرجل ان يعرف سر هذه
الحية فوجد انها حيةً عمياء وهي تأتي
بهذه الجواهر من باطن الارض لكي تصنع لها هذه الجواهر بريقا يجعلها
تشعر بهذا البريق فتستطيع تحديد
الاشياء التي امامها
أما كونها تتمايل مع المزمار
الذي يتغني به هذا الرجل
فهي عادة الحيات فانها تخرج علي صوت
المزمار من اجحارها .
ولكنه لم يعلم لماذا تترك له الجوهرة ولكنه كان يقول انه رزق من الله
منحه الله لك فاغتنمه لعله بفضل
الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم , اصبح
الرجل الفقير بسبب الحية من الاثرياء فكل أسبوعٍ يأتي في نفس المكان ويفعل نفس الشيء فتترك له الحية جوهرة .
اصاب الجشع الرجل وقال يجب ان
اقتل هذه الحية انها كنز كبير فلو جاء غيري
الي هذا المكان وفعل مثل ما افعل لاعطته الحية جواهرا ثمينة
واصبح غنيا مثلي ولهذا
يجب القضاء عليها .
اخذ الرجل مزماره وفاسه
وظل يتغني بمزماره حتي خرجت الحية وبمجرد
ان خرجت
حاول الاقتراب منها لكي يقضي عليها بالفأس ولكنها سبقته وتحركت
بعيدا عنه ثم دارت من ناحية اخري وقامت
بلدغه صرخ الرجل
وقال انا الذي فعلت ذلك
في نفسي
انا استحق ما حدث لي كانت لا تؤذيني
ولكنني انا الذي استحق ما
نلت من عقاب .
وقد خسر كل شيء.