كامل طفل مؤدب
متواضع محبٌ للآخرين كان
والده يسافر دائما
للعمل في الخارج ولم
يكن يأتي لزيارة
الاسرة الا مرة كل عام او كل عامين
لمدة شهر فقط
ثم يعود .
كان جده
الشيخ محفوظ رجلا
مسنا يعيش وحده في
منزل العائلة وخاصة
بعد ان توفيت
جدته .
اشفق كامل علي جده فكان
يقضي معظم وقته معه حتي
لا يشعر بالملل وكان يقول
ان جدي رجل
كبير يحتاج الي
رعاية واهتمام ويجب ان لا
نتركه يشعر بالوحدة
. طلب منه ان يأتي
للعيش معهم في منزلهم ولكن جده رفض
وقال انني لا احب
ان اكون ثقيلا
علي أحد احب
ان اشعر براحتي اكثر وانا
هكذا .
كان اخوه خالد
الاصغر منه سنا يريد ان يأتي
معه لزيارة جده
بين الحين والاخر
واعجب ذلك اخته
هالة وكانت اكبر من
كامل فكانت تأتي
هي الاخري بين الحين والاخر
لتجلس مع جدها
. فرح جدهم بهم
جدا وبدا يحكي لهم
حكايات من زمنه
القديم كانت تعجبهم
جدا وكانوا يذهبون
الي والدتهم ويقومون
بحكيها لها.
ودخلوا عليه
ذات يوم وهو
يقرأ القران نظروا في المصحف
فوجدوه يقرا سورة يوسف فقال
كامل هل تعرف
قصة يوسف عليه السلام يا جدي ؟ فقال
الجد بالتأكيد وسوف اقصها عليكم ولكن سأحكيها لكم علي اكثر من
مرة وبدأ الجد
يحكي لهم قصة يوسف عليه السلام
قال الجد ولد
سيدنا يوسف في بلاد
كنعان في فلسطين كان ابوه
نبي الله يعقوب وكان له
اخوة عشرة من
ابيه يعقوب ماتت
امهم فتزوج يعقوب عليه
السلام من زوجةٍ اخري
انجبت سيدنا يوسف وانجبت اخا
اخر اسمه بنيامين
كان اخوته يعملون
بالرعي للأغنام و كانت هذه هي
المهنة التي يعمل بها اكثر
المقيمين في هذه المناطق .
نشا يوسف عليه
السلام بين أحضان
ابيه فقد كبر
ابوه في السن وكان يوسف خير مؤنسٍ له فكان ابوه يحبه وزاد حب
ابيه له اكثر
فظهر ذلك عليه
وزاد انشغاله به
فلاحظ اخوته ذلك
. ثم تملكت
الغيرة منهم
بدءوا يتحدثون
في ذلك ويتغامزون ويتهامسون .
ولاحظ ابوهم ذلك ولكنه
لم كتم ذلك في نفسه ولم
يفصح لهم عما
شعر به .
راي سيدنا
يوسف في المنام وهو
طفل صغير رؤيا عجيبة . وعلي الفور
اتجه لوالده نبي الله
يعقوب وقص عليه
رؤياه وهي انه راي
احد عشر كوكبا وراي الشمس والقمر
كلهم ساجدين له وفسر والده
الرؤيا بانه سيكون
له شأنٌ عظيم ثم قال
له يا بني " لا تقصص رؤياك
علي اخوتك فيكيدوا لك
كيدا " لان
تفسير الرؤيا واضح لهم
وهو انه سيصبح له
شأن وسيسجدون له كما كان في الرؤيا .
وكان عادة
القدماء ان اقارب
الملوك اذا دخلوا
عليهم حيوهم بتحية
خاصة وهي السجود
لهم وبهذا يكون
تفسير هذه الرؤيا هو
انهم سيدخلون عليه
بعد ان يكون
له شأن عظيم .
كان الحقدُ يزيد ويزيد
في قلوب اخوة يوسف خاصة وان اخاه بنيامين هو الاخر قد نال حب ابيه وأصبح منشغلا عنهم بهم مع انهم
كانوا رجالا اشداءً بينما يوسف
واخوه لم يزالا طفلين صغيرين
اشتعل الحقدُ في
قلوبهم أكثر ففكروا
ان يتخلصوا من يوسف عليه
السلام واجتمعوا وقرروا
ان يفعلوا شيئا يخلصهم
منه واجتمع رأيهم علي قتله ولكن
اخاهم الكبير كان ارق قلبا فقال
لهم : لا تقتلوه
والقوه في بئر عميق
فإما ان يموت
واما ان يلتقطه احد
من المارة الذين يأتون
لشرب الماء من البئر ويأخذوه
معهم الي اي مكان
فيصبح عبدا لهم
ونتخلص منه .
واتفقوا علي ذلك وذهبوا
لي ابيهم
فقالوا له يا
ابانا نرجو ان تترك
معنا اخانا يوسف
كي يري المراعي ويتنزه وسط
الهواء الطلق وقلق
والدهم وقال لهم لكني
اخاف ان تنشغلوا عنه برعي الغنم و يأكله الذئب
ولكنه قالوا له لا
تقلق لن يفعل ذلك ابدا
وهو معنا فسوف
نجعله وسطنا ونخاف
عليه اكثر من انفسنا
ومع ذلك فقلب النبي الأب كان اكثر
فهما واحساسا بهم ولكنه
لم يستطع ان
يمنعه منهم وتركه لإخوته .
اخذوا سيدنا
يوسف ثم قاموا بإلقائه
في الجب قال كامل ما هو الجب يا جدي ؟
قال : هو بئرٌ عميق ومظلم واصبح
سيدنا يوسف وحده
في هذا البئر العميق .
وقاموا
بذبح شاه ولطخوا
قميصه بدمائها
ثم عادوا
الي ابيهم وقالوا
له لقد اكل الذئب
اخانا يوسف واعطوا قميصه لوالدهم
الذي فجع في
فقد ابنه الحبيب
يوسف وقال لهم ان ما حدث
لابنه وراءه سر
كبير ولكنهم بالتأكيد لم
يفصحوا له عن ما
فعلوه به وقال متعجبا
كيف يأكله الذئب
ولم يقطع قميصه ؟
وحزن النبي
يعقوب حزنا شديدا علي ولده ومع
مرور الايام فقد بصره
من شدة الحزن .
اما سيدنا يوسف فظل
في البئر وحيدا حتي مر
علي البئر بعض المارة
فأرادوا ان يشربوا ماءً فالقوا
الدلو ليخرجوا الماء ولكنهم
وجدوه ثقيلا جدا
وحينما نظروا الي ما فيه
وجدوا نبي الله يوسف الصغير
متعلقا به وهنا
قاموا بإخراجه .
ففرحوا به
حتي يبيعوه باي ثمن
فهم لم يتعبوا في الحصول
عليه.
وكان هذا البئر في طريق السفر لهم وكان هذا
الطريق متجها إلي اماكن كثيرة منها مصر
و باعوه لغيرهم
من المارة بثمن
بسيط لا يساوي سعر عبد في هذا
الوقت ومع ذلك فرحوا بهذا
الثمن وفرح الذي اشتراه
وقال سأبيعه في سوق العبيد في
مصر
. وذهبوا به
الي مصر واتجهوا
علي الفور ليبيعوه في
سوق العبيد
كان عزيز مصر
وسأله كامل ما معني عزيز مصر ؟
قال الحد يعني
وزير المالية
كان لا ينجب
ولهذا قرر هو وزوجته وكان
اسمها زليخة ان يتجها الي سوق العبيد
ليبحثا عن خادمٍ يؤنسهم
وحينما راوا سيدنا يوسف اعجبوا به وقال زوجة العزيز لنشتري هذا العبد فهو صغير وربما اتخذناه ولدا وتبنيناه فعوضنا عن فقدان الابن
واعجب عزيز
مصر به واشتراه بثمن
كبير اكبر بكثير من قيمة اي عبد
كان موجودا في
وقته ولكنه شعر
بالحب له والارتياح
.
. كان هذا
هو ما فكر فيه عزيز
مصر وزوجته ولكنهم
احبوه وعاملوه كانه
ابنهم تماما لما
وجدوه من حبٍ وتقديرٍ له
.
وكبر يوسف
عليه السلام وهو يعيش
بينهم حتي اصبح شابا ناضجا
قوي العضلات وهنا
ارادت زوجة العزيز
ان تمارس الفاحشة
معه ولكنه رفض
فجري منها وكان كلما جري
فتح بابا من ابواب القصر
وهي تجري خلفه حتي
وصلت اليه وشدت
قميصه من الخلف
فقطعته .ولكنها وجدته مع ذلك
يرفض طلبها لأنه
يخاف الله
في نفس الوقت دخل زوجها فوجد ما حدث
ووجدت ان امرها قد
انكشف فأرادت ان
تداري علي ما
فعلت قبل ان ينفضح
امرها وهنا قالت
له ماذا تفعل
مع من اراد
ان يعتدي علي شرفك وعرضك ؟
فقال العزيز
سينال اشد عقوبة
عندنا فقالت امرأة
العزيز ان يوسف
الذي اتخذته ابنا
لك حاول الاعتداء علي
شرفك وعرضك
وانكر سيدنا يوسف ذلك ولكنه لم يصدقه
وثار العزيز
وجمع حوله المستشارين
فيم يفعل في امر
يوسف
هل يقتله ام يسجنه
؟
وتكلم كل واحد
برايه ولكن قال
له واحد من
اهل الزوجة ان
كان القميص قد
قطع من الخلف
فمعناه انها هي
التي ارادت ذلك
وهو رافض اما ان كان
القميص قد قطع من
الامام فمعناه انه
هو الذي اراد
ذلك وهي رافضة
وطلبوا حضور يوسف
عليه السلام وهنا
وجدوا ان قميصه قد قطع
من الخلف
وظهر الحق بان
نبي الله يوسف
لم يعتدي عليها وانها
هي التي ارادت ذلك .
ولكنها مع
ذلك اصرت علي
ان يدخله العزيز
السجن فادخله عزيز مصر
في السجن .
كان امرا
صعبا وقاسيا علي نبي الله يوسف .
ولكنه صبر
وتكلمت النساء في شأن
السيدة زليخة التي عشقت عبدا عندها وهو
سيدنا يوسف وحاولت
ان تنال منه فلما رفض
اودعته السجن فما
كان من زوجة العزيز
الا ان جمعت
النسوة من كبيرات القوم
في بيتها واعطت كل واحدة
منهن سكينا لكي يقمن
بتجهيز بعض الطعام
حتي تشغلهن بشيء
ثم طلبت يوسف عليه
السلام وقالت ادخل
عليهن ولما دخل
عليه السلام ورات النسوة جماله وحيويته
ونوره وبهاءه تعجبن
وارتبكن فقطعت السكاكين ايديهن
.
وقالت لهم صراحة
ان لم يطاوعني فيم اريد وهو ارتكاب الفاحشة سيكون
مصيره السجن . ولكن
نبي الله يوسف
قال السجن احب الي
من الزنا وفعل
الفاحشة .
فكان مصيره السجن عليه السلام ومكث
سيدنا يوسف في السجن ما يقرب
من سنواتٍ عديدة .
احبه من
كان معه
في السجن ووجدوا فيه
صفات الورع والخير
واشتهر بينهم بتفسير الاحلام
وطلب منه اثنان
ان يفسر لهما حلما في وقت واحد
الأول كان ساقي
الملك وقد تآمر مع غيره
ووصع له السم في كأس الخمر
وتم اكتشاف المؤامرة
وتم القبض عليه وايداعه في
السجن واما الاخر فقد
كان ساقي الملك ايضا ولكنه
كان بريئا لم يشترك في المؤامرة
رأي الاول في منامه انه يقوم
بعصر الخمر اي
يعصر العنب ليتخذ منها خمرا
. والثاني راي ان الطير تأكل من
رأسه وطلبا من نبي الله يوسف ان يفسر
لهما الرؤيا فطلب منهما الانتظار ثم
قال اما الاول
فسوف يصبح ساقي الملك
واما الثاني فسوف يُصلبْ وتأكل الطير من رأسه و
طلب يوسف عليه السلام من الذي فسر له الرؤيا بانه سيصبح ساقي الملك ان يذكره للمك وان
يقول له بانه
مظلوم وبانه نبي الله يخاف
الله ولم يرتكب الفاحشة ولم يتعرض لزوجة
العزيز بسوءْ
وتحقق ما قاله
سيدنا يوسف عليه السلام من تفسره لرؤياهم
وقد أصبح احدهما ساقيا
للمك .
ومرت الايام
ونسي الساقي ما طلب منه نبي الله يوسف .
ويأتي امر عجيب
لقد رأي الملك رؤيا
اذهلته وجعلته محيرا لقد
راي سبع بقرات ثمان وسبع
بقرات عجاف وقد اكلت السبع
البقرات النحيلة الضعيفة السبع الثمينة
وراي سبع سنبلاتٍ خضر وسبع
سنبلاتٍ يابسة اي جافة
ذابلة
واحتار الملك في رؤياه وطلب من
المفسرين ان يرشدوه
وكان الكهان
في عصره مشهورين بهذه
الامور ومنها تفسير الاحلام
و قالوا جميعا بان
هذه ليست رؤي وانما هي اضغاث احلام اي احلام
وهمية .
ولكن الملك مصر لم يرتاح لذلك
وبحث عن من يفسر له رؤياه التي حيرته
. وتذكر الساقي
نبي الله يوسف , وهنا قال للملك لقد
وجدت لك من يفسر لك حلمك وحكي له عن
سيدنا يوسف وما حدث له في السجن وقال الملك
علي الفور اذهبوا واتوني
به وذهبوا الي سيدنا يوسف ولكنه
قال لن اذهب
الي الملك حتي يحقق
في ما حدث بيني
وبين زوجة العزيز
ويثبت براءتي وطلب
الملك امرأة العزيز
وهنا اعترفت واقرت
بانها هي التي
ظلمته وارادت ان
تمارس الفاحشة معه وهو كان بريئا وسجن
ظلما وظهر الحق امام الجميع
وهو براءة سيدنا يوسف
وبعدها ذهب يوسف
عليه السلام الي الملك وسمع رؤياه
وفسرها له وقال ان تفسير رؤياك بانه ستاتي
عليكم سبع سنين شديدة الخير ثم تأتي سبع
سنين اخري شديدة القحط حتي
لا تجدوا شيئا تأكلونه ويأتي
بعدها عام شديد الخير
وتنتج الارض الخير الوفير
ويفيض عندكم العنب حتي
تعصروا العنب الموجود
عندكم وتحولوه خمرا من
كثرته .
وارتاح المالك
لتفسير سيدنا يوسف
وقال له ماذا
تريد ان تكون ؟
وهنا طلب منه
يوسف عليه السلام
ان يكون عزيز مصر
وهو المسئول عن
المالية
وقد مات
عزيز مصر
الاسبق الذي سجن نبي الله
يوسف وزوج زليخة
اللذان قاما بتربيته
.
ونفذ الملك
طلبه واصبح يوسفُ
عليه السلام عزيزَ
مصر .
وبدا في
بناء الصوامع لتخزين الحبوب
في السبع سنين
التي يزيد فيها الخير واقام العدل في توزيع خيرات البلاد
واحب شعب مصر يوسف عليه السلام حبا
شديدا وخاصةً لما علموا انه نبي فكرموه واحبوه وبدأ
ينشر دين الله
وترك عبادة امون وهو
الشمس .
ومرت السبع سنين
الطيبة وجاءت السبع
سنين العجاف اي
القحط وجاء الناس من
كل بلاد العالم
يشترون القمح من مصر
فهي وحدها التي خزنت
القمح وحفظته وكان
عندها تنبؤ بذلك
والفضل يرجع الي
نبي الله يوسف .
واصاب القحط
بلاد كنعان وهي التي ولد فيها نبي
الله يوسف وجاء اخوة يوسف
عليه السلام يطلبون
منه القمح والغلال .
فراهم وعرفهم
ولكنهم لم يعرفونه فقد
كان صغيرا وقتها
واعطي لهم
الغلال ولكنه قال
لهم لن اعطيكم
قمحا في المرة القادمة الا بعد ان تأتوني
باخ لكم من
ابيكم . وتعجبوا من
طلبه ولكنهم قالوا
ان ايانا رجل
كبير وهو متعلق به
وان طلبنا منه
ذلك لن يرضي
ولكنه قال لا دخل
لي فان
لم تأتوني به فلن اعطيكم
قمحا ولا
شعيرا وعادوا الي بلادهم
فوجدوا ان يوسف عليه
السلام قد رد
لهم اموالهم التي
دفعوها مقابل القمح وفرحوا بذلك
وازدادوا ثقة فيه
واثناء
العودة تشاوروا في ما يقولون لأيهم وخاصة
انهم افجعوه في
يوسف اخيهم ولهذا فلن يصدقهم
فماذا يقولون ؟
وخاف بعضهم من مواجهة ابيه بذلك وقال
لن اذهب معكم اذهبوا انتم
الي ابيكم وسوف انتظركم
في طريق العودة .
وعاد الاولاد
الي ابيهم الذي كبر واصبح
مسنا وحكوا له ما حدث
ولكنه لم يصدقهم
وقال لهم ان هذه
ربما كانت مؤامرة منكم لتفعلوا به
مثل ما فعلتم بيوسف
ولكنهم اقسموا انهم
لم يدبروا شيئا فقال
لهم افعلوا ما تشاؤون
وليس لي الا ان
الجأ الي
الله وهو نعم المولي ونعم النصير
.
وذهبوا بأخيهم
الي يوسف
عليهم السلام ودخلوا عليه فلما
دخل علي يوسف اكرمه
وقال له بصوت
خافت لم يسمعه
احدٌ منهم انا
اخوك يوسف فلا تقلق
.
و اكرمهم ثم جهز
لهم ما طلبوا من
غلال وجهزها لهم ثم
وضع تاج
الملك الذهبي وسط
الغلال التي تخص
اخيهم دون ان يدروا وودع
يوسف عليه السلام إخوته وحبن
هموا بالانصراف نادي
منادي من قبل يوسف عليه
السلام ان توقفوا لأنكم
سارقين . اقسموا
بانهم ليسوا بسارقين وقالوا لهم
فتشوا في كل ما
معنا .
وفعلا بدأ
يبحث في امتعتهم وبدا بهم اولا
واخيرا وجد تاج الملك
في امتعة اخيهم الصغير
وهنا تعجبوا وقالوا
له اننا لم نعلم ذلك ابدا وهو
اخونا من الاب ونحن ابرياء
منه ولكنهم ظلوا يتوسلون لنبي الله يوسف ان
يتركه لهم لان اباه سيموت كمدا لو علم بذلك
ولكنه قال لهم لا بد ان ينال عقوبته وعقوبة
السارق عندهم في ذلك الوقت كانت ان يكون اسيرا
وعبدا عند من سرقه لمدة عام ثم يتركونه
حرا بعد ذلك .
وانصرف
الاخوة وهم في
غاية الحزن وقالوا له
ان كان قد
سرق فقد سرق
اخ له شقيق
اسمه يوسف .
سمع نبي الله يوسف هذا الكلام فحزن ولكنه كتم ذلك
في نفسه ولم
يرد عليهم .
وعادوا الي ابيهم
الذي ازداد حزنا وكمدا اكثر علي اخيهم
و ظلوا يحلفون
له بانه لم يكن
لهم دراية باي شيء
وبانه ان لم يصدقهم يسال
القوم الذين كانوا معهم
وما كان من نبي الله يعقوب الا ان
قال وافوض امري الي الله وزاد حزنه حتي اصيب بالعمي
ولما وجدوا
اباهم اصابه العمي
حزنوا عليه وعادوا الي
يوسف عليه السلام جميعا
يتوسلون اليه ويقصوا
عليه ما حدث لوالدهم ومعهم
شهودٌ من بلدتهم
ولما دخلوا عليه وطلبوا منه
ذلك قال لهم
الم تعلموا ما فعلتم بيوسف
من قبل ؟
كانت هذه الكلمة كالصاعقة علي اخوة يوسف
وهنا تأكدوا
كثيرا بان من فعل ذلك
معهم انما هو اخوهم
يوسف ونظروا اليه وتفحصوا ملامحه وقالوا انك
لانت يوسف فقال عليه
السلام نعم انا يوسف وهذا اخي بنيامين قد اكرمنا الله
.
وهنا سجدوا جميعا
له تقديرا
واحتراما فهو عزيز مصر
وتحققت رؤيا
سيدنا يوسف عليه السلام
وهنا طلب منهم يوسف
عليه السلام ان يذهبوا الي
بلادهم ويأتو باهلهم جميعا اليه
ثم اعطاهم قميصه ليضعوه عل وجه ابيهم حتي
يعود اليه بصره
اخذ احدهم قميصه وعاد الي ابيه وحين
وجده وشغ القميص علي وجهه
فعاد بصره اليه واصبح
افضل من ذي قبل لأنه علم بسلامة
اولاده يوف وبنيامين .
ثم عادوا بالأهل
جميعا الي سيدنا يوسف الذي
رحب بهم وخروا له
ساجدين واكرم ابويه
اكراما شديدا واجلسهم بجواره
علي العرش
وهنا طلب
اخوته منه الصفح
والعفو عنهم فعفا
عنهم وسامحهم
وايضا سامحهم ابوهم
ودعا لهم الله ان يغفر
لهم ذنوبهم
وهكذا
انتهت قصة سيدنا يوسف.
كل هذه القصة
قد حكاها الشيخ محفوظ
لأحفاده علي فترات
حيث كانوا يتجمعون بشغفٍ
لزيارته وسماع قصصه
وحكاياته ولعل اجملها
كانت قصة سيدنا يوسف .
ومرت
الايام وعاد والدهم
من السفر بالخارج ليقيم للابد
معهم وقرر عدم السفر ثانية
وقرر والدهم ان يشتري
بيتا كبيرا .
ثم طلب من
والده ان يقيم
معهم في المنزل وان يجهزوا له مكانا
يليق به كما يريد هو
.
واقام الجد معهم
في يسر وارتياح
حتي كبروا وحقق
كل منهما احلامه
وكانوا يتذكرون
حكايات جدهم الشيخ محفوظ دائما بالخير