يُحكي انه
كان هناك كتكوتٌ صغير بمجرد
ان بدأ يتحرك ويمشي كان يفهم كلام الاخرين ويرد عليهم بطلاقة ومهارة وكأنه كبير في السن كما كان ايضا
ماهرا في التقاط الحبوب
وكان ماهرا في كل شيء بينما كان اقرانه من الكتاكيت لم تزل غير قادرة علي عمل اي شيء وتحتاج الي رعاية من امهم الحنون
.
كبر الكتكوت شيئا فشيئا واصبحت عنده حاسة الالهام فكان يحلم باحلام لغيره
من الاصدقاء وكانت تتحقق فسموه بالكتكوت
الفصيح الملهم .
كان يؤلف
الابيات الشعرية القصيرة ويلقيها
علي اصدقائه
وعُرف الكتكوت
بالفصاحة فأصبح يخطب فيهم ويوجههم
دائما كانه ديك كبير
.
مرت الايام
واصبح الكتكوت ديكا كبيرا ناضجا
قويا جميل الشكل احبته كل الغابة وقدرته
وخاصة وانه اصبح يخطب فيهم كل اسبوع
مرة وكانت خطبه جذابة
فقد سمعت الغابة كلها عن خطبه وكانوا يأتون اليه من كل صوب وحدب ليستمتعوا بخطبه ويستفيدوا منها ولكنهم
كانوا يتساءلون من أين يأتي هذا الديك بهذا العلم الوفير ولكنهم
كانوا يقولون لأنفسهم انه
الهام وعلم من الله .
حسد احد الطيور الديك
علي مهارته وعلمه وفصاحته واصابت العين الديك اصابة
بالغة ومرض الديك , وسأل الاحباب عليه
وجاؤا للاطمئنان
تأخرت
حالته ولم تتحسن ولكن صديقه الطاووس المحب له جاء اليه
ذات يوم وقال له يا صديقي الديك ان ما اصابك
انما هو عين وقد جئت لك بماء المطر
حتي تغتسل به ليدفع عنك شر العين والحسد وطلب منه ان يغتسل به مرتين صباحا ومساء
لمدة اسبوع .
ونفذ الديك ما طلبه منه الطاووس وتم شفاؤه بفضل الله . كان الديك يقرأ الاذكار
ايضا كل يوم لتحميه من شر الحسد
والسحر
تعجب احد الديكة من الديك
ومن قراءته للاذكار وسأل الديك عن ذلك فقال ان الحسد
يا صديقي امر حقيقي "
والحاسد كائن يكره اخير
للمحسود ويحسده علي نعمة انعم الله
عليها .
وسأله الديك
ولكن الحاسد يجب ان يعاقب فرد عليه الديك الحكيم
ولكن لا احد يستطيع ان يعرف
من حسد ومتي حسد الا الحاسد
نفسه فهو مجرم من غير دليل ولكن الله يعاقبه علي حسده
لانه وحده يعلم ما في قلبه من حسد
وحقد .
وعاد الديك لالقاء الخطب مرة ثانية ولكنه سرعان ما اصيب مرةً ثانية وطال مرضه
وتذكر العلاج من الحسد فجربه
فعاد سليما معافا .
ثم عاد مرةً اخري
لإلقاء الخطب والجميع كان ينتظر
عودته بلهفة وفرحة
و ظل فترة يخطب في
الغابة ولكنه سرعان ما عاد اليه المرض مرة ثالثة
وكان اكثر من ذي قبل واشد وظل يعاني
لفترة طويلة وتذكر علاج الحسد
فجربه فشفي تماما . ولكنه
هذه المرة قال لن اعود الي الخطابة ابدأ .
لم يكتف الحاقدون بهذا بل
ذهب احدهم الي قرد كان
مشهورا بالسحر وقام بعمل سحرٍ للديك واصيب الديك بالهذيان
واصبح غير قادر علي النطق الا بصعوبة شديدة .
احتار الاطباء في حال الديك وجربوا
كل الادوية ولم يجدوا لمرضه شفاءً ولكن صديقه
الوفي الكلب كان يعلم ان هناك
سحرة يقومون بعمل السحر واخرون يقومون بفك هذا
السحر فذهب الي الديك واعلمه بهذا الامر
وقال له يجب ان نذهب الي صديقنا القرد حتي نفك
السحر الذي عقد لك , وفعلا
ذهبا الي القرد وقام بفك السحر الذي
عقد للديك فعاد طبيعيا كما كان الي حالته
السابقة .
سأل الديك نفسه ما سبب
هذا الحقد الكبير من بعض المحيطين بي ؟
ولكنه
سرعان ما اجاب علي نفسه وقال ان سببه هو تميزي المبهر وفصاحتي
البالغة وذكائي اللامع جعلني محسودا خاصةً وان
نجاحي يشاهده الجميع في خطبي وفصاحتي وهو امر لم يصل اليه احد في الغابة قبلي ولهذا فما
علي الا ان اكف عن
كل هذا واكونُ ديكا عاديا .
ولكنه قال وما
افعل في الطاقة الايمانية والخير الموجود داخلي ؟
ورد علي نفسه
قائلا ان الامر بسيط يجب علي
ان انصح الناس بالخير
دائما ولا اتاخر عن عمل الخير بالقول او باللسان علي ان اسير في حياتي الطبيعية واتزوج وانجب اولادا واعيش كما تعيشُ الطيور و ان طلبت
مني خطبة لامر ما لن اتاخر ساكون دائما رهن
الاشارة لمن طلب مني امرا اقدر عليه ولن ابخل بعملي .
وهكذا سار
الديك مشهورا بحكمته داخل الغابة واصبح معروفا للقاصي والداني بعقله واتزانه
واصبح مهتما اكثر برعاية
اسرته واولاده الذين شغلوه عن الاخرين