كان تامر يشاهد التليفزيون كثيرا حيث كان يستمع دائما الي القنوات
التليفزيونية الخارجية ويشاهد بعض ابطال القنوات الأجنبية يقومون بقص بعض شعرهم وترك البعض الاخر واحيانا يقومون بعمل بعض
الرسومات علي شعرهم وهو ما
قام بتقليده تامر التلميذ
بالصف الرابع الابتدائي حيث ذهب الي الحلاق وطلب منه ان يحلق له شعره بهذه الطريقة
قام
الحلاق بقص شعره علي هذه الطريقة في الحلاقة بالكابوريا واعطي تامر للحلاق
اجرة مضاعفة .
كان
والده غنيا جدا ويعطي له ما يطلب من المال دون ان يحاسبه علي شيء وكانت والدته
محاسبة في بنك ومنشغلة عنه كثيرا ولا تبالي بما يفعل تامر لم يشعر
احدٌ من الاسرة بحلاقة تامر واعتبروها شيئا
عاديا .
دخل تامر الفصل علي هذا النحو
ولما رآه مدرس اللغة العربية اشتاط
غضبا وعنف تامر وقال له لماذا فعلت ذلك ؟
الم تعلم ان النبي صلي الله عليه وسلم
نهي عن القزع وهو حلق بعض الشعر وترك بعضه وطلب
منه ان
يذهب الي الحلاق ليقوم بحلق كل الشعر علي نمط واحد
, وذهب تامر يبكي الي والده فقال له
لا تلق له بالا ولا تسمع له قولا .
وجاء اليوم التالي
ووجد المدرس ان تامر لم يبالي بكلامه
فزاد غضبه وعاقب تامر بالضرب
الذي ألمه كثيرا وقال له لا تأتي غدا الا مع ولي امرك
وبكي تامر بكاءً شديدا وذهب الي والده يحكي له ما حدث من المدرس
غضب والده غضبا شديدا وقال لا بد ان اقوم
بإيذاء هذا المدرس
واخذ
تامر من يده الي المدرسة في اليوم التالي وذهب الي الناظر وكان صديقه
ودخل الفصل دون استئذان وقام بسب
المدرس واهانته امام التلاميذ والناظر كان
مساندا لوالد تامر فلم يعاتبه
علي ما حدث منه بل قام بمعاتبة المدرس مجاملةً
لوالد تامر صديقه وقال له
ان هذه حرية شخصية دعه يفعل ما يشاء قال المدرس
اننا هنا مسئولين عن اخلاقيات التلاميذ
فنحن مربون وموجهون لهم لكن الناظر قال له لا تتدخل الا في ما يخصك وهو شرح الدرس وحزن المدرس
حزنا شديدا لما حدث من الناظر
ومن والد التلميذ تامر واصيب باحباط
جعله لم يعد يذهب الي المدرسة والاغرب من ذلك ان والد تامر قام بعمل
محضرٍ
ضد المدرس في قسم الشرطة وجاء بشهود زور ان المدرس اعتدي عليه خارج المدرسة
اعتداءً شديدا واثر ذلك
في جسمه وسبب
له جروحا وبالتالي تم استدعاء المدرس الي الشرطة
ذُهل الجميع من ما حدث .
وقف
كل المدرسين بجوار المدرس في قضيته
التي لفقها له والد تامر .
حزن المدرسون كلهم من والد تامر ومن الناظر واتخذوا تجاه الناظر موقفا متشددا وكذلك غضب التلاميذ كلهم من تامر وتجنبوه
وعامله بعضهم معاملة سيئة لانه تجني علي المدرس
الذي عاقبه خوفا وحبا في توجيهه والذي يعامله
كابنه يخاف عليه وشعر تامر
والناظر ووالده بالخطأ والندم
علي ما حدث وطلب الناظر
من والد تامر التنازل
عن قضيته ضد المدرس وطلب منه
تامر كذلك وشعر
والده بذلك فتنازل عن إدانته للمدرس
وذهب واعتذر له وذلك امام
الناظر والمدرسين وقال له سوف يقوم
تامر بحلاقة شعره علي النحو الذي تريده .
قال له المدرس
: قد فعلت ما يمليه علي
ضميري لا اكثر
وجاء اليوم الدراسي ودخل تامر الفصل وقد قام
بتعديل قص شعره وفرح
التلاميذ جميعا بما قام تامر بعمله وجاء الي المدرس وتأسف للمدرس من ما حدث من والده فهدأ
روع المدرس وقبل تامر وعفا عنه
وفرح
تامر بهذا الجو الجميل واكمل العام
الدراسي وقد أصبح نموذجا
يُحتذي به في الاخلاق والتعامل مع الزملاء
والمدرسين واصبحت علاقته مع مدرسه بعد ذلك
علاقة الابن بابيه يسمع نصائحه وتوجيهاته باستمرار