كانت الدجاجة تقف علي المسرح وحدها وجاء اليها الثعلب وقال السلام عليكم ايتها الدجاجة الطيبة .
ردت الدجاجة السلام : وعليكم السلام يا أيها الثعلب
بأي جديد جئت ولا اظن انك تأتي بخير أبدا
قال الثعلب : لا لقد جئتك بخير أن شاء الله
أنا لست مخادعا أنا طيب القلب مثلك وربما أكثر
لقد جئت إليك أيتها الدجاجة في مهمة إنسانية وملحة
قالت وما هي لو كنت أملك لك شيئا ما تأخرت به
جعلني الله سبباً لسعادة الآخرين
قال الثعلب الآمر بسيط جدا ولن يُرهقك كثيراً
قالت : لا مانع إن استطعت
قال الثعلب : إن ابني وفلذة كبدي وحياتي مريضٌ وجسمه يحتاج إلي فيتامينات وقد وصف الأطباء له الأدوية و ولكنها لم تأت بفائدة , فنصحوني بأن يأكلَ ابني كبدَ الدجاج ففيه غذاءٌ مفيدٌ لابني ولعله هو الحلٌ الوحيد لشفائه
فكل ما أطلبه منك أن تُضحي بنفسك وتقومي بهذه الخدمة الإنسانية لعلاج ابني
إن ابني هذا يستحق التضحية ولو كانت كبدي يمكن ان تكونَ السبب في شفائه وراحته لقمت بذلك وضحيتُ بنفسي لأجله إنه أغلي شيءٍ في حياتي
الدجاجة : تباً لك أيُّها الثعلب تريدني أن أضحي بحياتي من أجل ابنك
إن عندي عشرة من الكتاكيت الصغار أربيهم وهم محتاجون لرعايتي
أتخاف علي راحة ابنك الوحيد ولا تخاف علي عشرة من أولادي الذين يحتاجون لرعايتي وعطفي وحناني ؟
الثعلب : لا تقلقي سوف أرعاهم أنا وابني رعاية كاملة ونوفر لهم كل ما يحتاجون
الدجاجة : إذا كنت لم تحافظ علي حياة أمهم ؟ فكيف تحافظ علي حياتهم
لن أصدقك ولن أستجيب لكلامك يا ثعلبُ يا غدارْ
قال الثعلب : لماذا كل هذا ؟ إنك أيتها الدجاجة عرضةٌ دائماً للخطر ْ وللصيد لكن ابني هو الصياد الماهر , والمخاطرُ التي تلاحَقُه أقلُ من المخاطر التي تحيطُ بك وحياتُه أهم من حياتِك .
الدجاجة : تباً لك أيها الثعلب .
لقد انتهي حديثي معك ولن أسمع لكلامٍ منك آخر .
وإلا ناديتُ علي أولادي وأصدقائي الذين يرقبونك من بعيد
نظر الثعلبُ حوله وانصرف وقال : سوف نري من منا الأقوى .
دخل الأولاد وبعض الديوك وقالوا لقد سمعنا حوارَك يا أماه .
وتعجبنا من كلام الثعلب اللعين , ولا بد أنه سوف يأتي آخر الليل لكي يصطادك فالثعالب تُحب الصيد ليلا , قالت الدجاجة وما ذا تفعلون ؟
قالوا : نعمل له مصيدةً وبدلاً من أن يصطادك سوف نقومُ نحن باصطياده
يستعد الجميع لقدوم الثعلب ويختبئون حتي لا يراهم .
يأتي الليل يدخل الثعلب في خِفية منهم وفي صوتٍ هادئ وخلسة .
وعندما يقترب الثعلب من عش الدجاجة تدخل الدجاجة من بعيد وتقول له
مرحبا بك أيها الثعلب
مرحبا بك أيها الضيفُ العزيز
لو كنت أملك شيئا أقدمُه
لك طعاما لقدمته .
الثعلب قال لا تقلقي أنت الآن ستصبحين طعامي . وطعام ابني المريض
سوف أنقضُ عليك وآخذُ كَبِدَك لابني وأنا انعم بالباقي
قالت الدجاجة : ولكنَّك لن تستطيع .
قال الثعلب : وما يمنعني ؟ لقد جئت لافتراسك بلا ثمن ولا مقابل
طالما أنك لا تستجيبين لندائي ولا تشعرين بمعاناتي
قالت الدجاجة : وهل كنت ستوفي بوعدك لو نفذتُ لك مطالبك ولكنك الآنَ جئتَ غادراً , و لن تستطيع أيها المخادع أن تصل إلي غرضك
تدخل عليه جميع الطيور وفي يد كل واحد منهم كنانة ٌ ورمحٌ صغيران ويظهر النور
يقول الثعلب : ما هذا ؟
قالوا : لقد جئنا للقضاءَ عليك
الثعلب لماذا ؟ أنا جئت لكي اطمئن علي صديقتي وحبيبتي الدجاجة ولكي أقدمَ لها المعونة
الجميع : لقد سمعنا حديثَك معها ولن نترككَ ترحلْ من هنا .
الثعلب يتباكي : أرجوكم اعذروني فإن ابني مريض وعنده هزالٌ شديد
كيف أتركه هكذا أليس عندكم حل آخرٌ له ؟
الجميع : نعم .
قال الثعلب علي الفور : ما هو ؟
أن نَقضي عليك كي تستريحَ من مُعاناتك
استلقي الثعلب علي الأرض ليوهمهم أنه مات
قالوا له لن تخدعنا أبها الثعلب ولن نستجيبَ لألاعيبك
وقالوا في صوتٍ واحد خذ أيها المخادع
وبدلا من أن تحصل أنت علي كبد الدجاجة
سوف نقوم نحن بالحصول علي كبدك ونشويها لكي يتغذي عليها الجميع فقد أصابنا القحط منذ عدة أيام ونحتاج إلي كبدك لتعوضَنا عن ما نحتاجه من فيتامينات وتنطلقُ السهامُ كلُها في وقتٍ واحد .
يصرخ الثعلبُ ثم يُلقي الثعلب صريعا
فقرة أخري
الأم لأولادها كلوا واشبعوا يا أولادي هذه كبد الثعلب قمنا بشويها لولاكم يا أولادي ما استطعت أن أتغلب علي الثعلب . لقد حميتموني منه أشكركم جميعا فإن الكثرةَ والعُصبة حقا تحمي الانسان من كثير من الشرور والمهالك
الأولاد : نعم يا إمي وإن لم نضح من أجلك ونحميك فمن نحمي ونرعي
يدخل ابن الثعلب وهو هزيلٌ ومريض
ويقول لهم أنا جائع أنا مريض وأبي لا أعرفُ مكانه
ذهبَ ولم يعد حتي الآن , كنتُ أنتظره كي يأتي بالطعام كما كان يأتي كل يومْ هل عندكم من طعام ؟
الدجاجة : خذ يا ولدي فهذا خير طعامٍ لك .
يأكل الثعلب بنَهَمٍ ويقوم سعيداً , ويقول : الحمد لله لقد شبعت
الدجاجة : مرحباً يا ولدي فأنت ضيفٌ علينا ولا بد أن نقوم بإكرامك
ينصرف الثعلب الصغيرُ وقد شعرَ بالراحةِ وتحسنِ صِحته .
ويضحك الجميعُ في وقت واحد , ويقولوا : الحمد لله
لقد عادت صحةُ الثعلب إليه , ولكن بعد أن أكل من كَبد الثعلب المخادع الذي أراد التضحية بنا , حمداً لك يا ربِ علي تدبيرِك للأمور
ونجاتنا من الثعلب المخادع الأناني .