كان هناك نمر ماهرٌ شرس مميز بين النمور بانه من اشرس واقوي النمور وسط زملائه وحتي بقية الغابة عرفته بذلك , كان ايضا مميز في شكله فقد كانت له بقع مميزه علي جلده غير بقية النمور
ولكنه مع ذلك كان عنيفا مع اصحابه يخطف صيدهم احيانا منهم وكان لا يحترم كبيرا ولا يعطف علي مريض فكان مكروها بين النمور والكل يخافه ويتقي شره بالبُعد عنه
وكانت جماعة الأسود تعيش في الضفة الآخري من مجري مائي
وكان في قبيلة الأسود أسدٌ قوي وماهر في الصيد ونشيط جدا ولكنه كان محبوبا فقد كان يقوم بالصيد لنفسه ولغيره احيانا من المرضي او الكبار في السن ولهذا احبته الأسود وقدرته وعلمت الغابة كلها بمهارة هذا الأسد المتميز وسماحته
كانت قبيلة الأسود والنمور يري كلا منهما الآخر
والاخبار تنتقل للجميع فالكل يعرف الأسد المحبوب والكل يعرف اخبار النمر المكروه
ولم تكن العلاقة قوية بين الأسود والنمور ومع ذلك لا توجد عداوة بينهم
شعر النمر الشرس بالحقد علي الأسد الذي كان يراه كثيرا في الضفة الأخرى وهو محبوبٌ بين عشيرته وايضا وهو مشهورٌ بقوته واراد النمر ان يقصم ظهر الأسد
وهنا دعاه الي وليمة كبيرة , وطلب منه ان لا يعلم احدا يذلك حتي لا يحرجه لان الوليمة قاصرة علي فرد واحد وبانه دعاه اعجابا بشجاعته وتقدمه في الصيد كان الأسد مُحرجا جدا من النمر وهو لا يريد الذهاب لعدم وجود الفة بين الطرفين ولكنه قبلها وهو محرج لان اجابة الدعوة من المروءة ومن اخلاق الكرام
وسأله النمر عن احب اللحوم اليه ؟ فقال الاسد بانها لحم الغزال البري فجهزها له
جهز النمر للأسد طعام الغذاء من اطيب ما يحب ووضع فيه مادة مخدرة تجعله غير قادر علي الوعي والتركيز تماما ولا ينام الا بعد فترة من تناول الطعام .
وذهب الاسد اليه كما وعده ولم يتناول طعاما قبلها لأنه يعلم بأن النمر أعد له الغداء
وبعد ان تناولا الطعام طلب منه النمر ان يسير معه للسمر حتي يتم هضم الطعام فالكسل يتعب الجسم ووافق الأسد
حتي ذهبا الي مكان به اكواخ للاقامة تعيش فيها بعض النمور
وكان النمر قد خدع النمور واعلمهم بان الأسد سوف يأتي في هذا الموعد لكي يعتدي علي كبير النمور لم يكن احدٌ يصدقه ولكنه ظل يقسم حتي قالوا له سنستعد لذلك فان كنت صادقا سنلقنه درسا لا ينساه وان كنت كاذبا لن تعيش بيننا
وكانوا قد جهزوا مجموعة من النمور القوية تنتظر الاسد ولما اقترب النمر والأسد من المكان الذي يجلس فيه كبير النمور طلب منه النمر ان يتجه هو للجلوس في كوخ كبير النمور وطلب منه ان لا يخرج حتي يعود اليه وبانه لن يتاخر .
كان الأسد مجهدا من تأثير المخدر وغير واعي فذهب علي الفور وقال له حقا انني محتاج لكثيرٍ من الهدوء
وبمجرد ان بدا الأسد يدخل الي الكوخ انهالت عليه النمور ضربا وايذاء وهو لا يستطيع حتي المقاومة واراد البعض قتله ولكن كبير النمور قال لهم دعوه حتي لا تحدث معركة بيننا وبين الأسود بسببه , ولم يكن النمر قد ذهب لاحضار اخيه بل ذهب الي بيت القرود واحضر جماعة منهم وجهز لهم وليمة كبيرة من الموز لكي يحضروا بسرعة معه وكان قد طلبهم لعمل حفل كبيرٍ بعد الظهر معه ومع اصدقائه فجاؤا مسرعين ولانه يعلم انهم ينشرون الاخبارَ بسرعة مذهلة ففعل ذلك حتي يشاهدوا ما حدث للأسد وحضر القرود في الوقت الذي كانت النمور تقوم بضرب الاسد وشاهدوا الموقف كاملا
وحينما سالوا النمور عن السبب قالوا بان السبب ان الاسد جاء للاعتداء علي كبير النمور فكان هذا جزاؤه كان الأسد في حالة من الاعياء الشديد وفقدان الوعي
وقامت النمور بالقائه قريبا من عرين الأسود ولما راته الأسود غضبوا وهاجوا وماجوا وارادوا الانتقام ولكن النمور اعلمتهم بانه قد جاء للاعتداء علي كبير النمور و القرود كانوا شهودا علي ما حدث وصدقتهم الأسود واستحيوا من فعله وبان فعله هذا لا يليق بجماعة الأسود
وتركوه للعلاج وظل اياما كثيرة تحت العلاج وهو غير قادر علي النطق والتمييز حتي تم شفاؤه حكي لهم الأسد ما حدث
ولم يصدقه احدٌ من قبيلته فلماذا ذهب لهم مع عدم وجود الفةٍ بينهم او صداقة كان يجب ان يعلمهم بما حدث
والأسد لم يكن يعلم بخديعة النمر ولا يعلم ما دبره له النمر فذهب اليه لكي يبرأ نفسه و يحكي للنمور ما حدث , ولكن النمر رفض مقابلته وقال
لن اقابل من حاول خيانة الامانة و طلب من النمور ان تطرده من موقعهم
طُرد الأسد وهو في غاية الحزن علي ما حدث كان للأسد كلبٌ صديق وفي
كان الأسد دائما ما يجلب له اللحم الوفير من طعامه وكان يدله علي الصيد وربما كان يشاركه في مطاردة الفرائس ولم يكن يعلم احدٌ من النمور بقصة صداقتهما
حينما ذهب الي الأسد وعلم القصة حزن كثيرا وقال له سوف اذهب الي النمور واعلم القصة وما حدث بالضبط , ذهب الكلب الي جماعة النمور واعلمهم بانه يعلم مكانا مليئا بالصيد الوفير ولكنه لن يتكلم الا مع اقوي فردٍ في العشيرة وغضبوا من شرطه ولكنه قال هذا شرطي وانتم احرار فرح الجميع لان هذا الطعام سيكفي عددا كبيرا منهم
رضوا بشرطه وأحضروا له ذلك النمر الشرس وطلب منه ان يعلمه بالمكان ولكنه قال لن استطيع ان اوصف لك المكان ولكن سوف اصحبك لتراه بعينك
وافق النمر وسارا سويا وكان الكلب قد جهز طعاما لهما في كوخ لاحد اصدقائه في طريق الذهاب وقد رتب كل شيء مع الأسد بحيث لا يظهر الأسد ولكن يراقب من بعيد بحيث لا يراه النمر
وحدث ذلك ودخل معه النمر لتناول بعض اللحوم المشوية كان قد وضع في الطعام للنمر مادةً مخدرة بحيث يفقد اتزانه تماما ويهذي دون ان يشعر ولما تناول النمر الطعام وبعد ان ملأ بطنه منه , طلب الكلب الاستراحة في كوخه هذا بعد الطعام فترة قصيرة ثم ينطلقا
بدا مفعول المخدر يظهر علي النمر وهنا طلب منه الكلب ان يحكي له قصةَ الأسد الخائن الذي جاء اليهم وضربوه ضربا مبرحا وهنا حكي النمر للكلب كل شيء بالتفصيل والأسد يسمع كل شيء من بعيد
وهنا اعتذر الكلب للنمر بانه مصاب بمغصٍ شديد وسوف باتي معه بمجرد شفائه هاج النمرُ وغضب وقال بعد كل هذا لا نذهب للحصول علي فرائس
قال له الكلب رغما عني اني مريض سوف اتي معك بمجرد شفائي
ثم عاد الكلب والاسد الي بيت الاسد دون ان يراهما النمر
فكر الأسد والكلب في حيلة للانتقام من النمر
وبعد ثلاث ايام ذهب الكلب الي النمروطلب منه ان ياتي معه فقد اصبح معافا
ورضي النمر علي ان يجهز له طعاما افضل من السابق ولم يكن يعلم بما فيه
ذهب معه النمر وحينما وصلا الي كوخ الكلب دخلا لتناول الطعام
وتناولا الطعام حتي امتلأت بطن النمر طبعا هذا الطعام من صيد الأسد
كان الأسد والكلب قد احضرا جماعة القرود التي شهدت علي الأسد ظلما ولكن لكي يقوموا بحفل كبير مع الكلب ولم يكن يعلموا بحيلتهما
فلبوا دعوة الاسد و الكلب علي الفور ولما حضروا جعلهم ينتظرون قليلا من بعيد لأسباب سوف يشرحها بعد ذلك وجلس الأسد دون ان يراه احد وكانت هناك ايضا مجموعة من اصدقائه الكلاب مع القرود يجلسون ولا يعلمون بما يدور غير انها حفلة ووليمةٌ كبيرة
تناول الكلب والنمرُ الغداء وجلسا يستريحان يعد تناول الطعام الدسم وهنا بدا مفعول المخدر يسري في جسم النمر وبدا يجره الكلب للحديث عن موضوع الأسد , وهنا حكي بالتفصيل ثانية عن كل ما حدث , وسمع الجميع ما حدث وفهموا تدبير الكلب
وهنا ظهر الأسد المظلوم وفهم النمر الحيلة حين شاهد الجميع حوله وحاول الهرب ولكن كيف وهو مخدَر وايضا علم انه لن يفلت من الأسد وعلم انه قد انكشفت خديعته ولن يفلت من العقاب
ظن ان الأسد سيقلته ولكن الأسد لم يفعل ذلك بل اراد ان يجعله عبرةً لمن يعتبر
ويلقنه درسا لا ينساه فقام بقطع رجله الامامية التي يصطاد بها ويجري بسرعة ورشاقة وقد كان مخدرا واستطاع تحمل ذلك فالمخدر يذهب اثر الالم .
وعاد النمر لقبيلته وهو مطاطئ الراس في خزي كان كلما راته الحيوانات تذكرت قصته وحقده وعلموا ان ما حدث له كان جزاءً لحقده وهو الان لم يعد حتي ماهرا في الصيد فقد أصبح يأكل من فتات النمور الأقوى او يصيد الحيوانات الضعيفة جدا
وذلك ليكون عبرةً لمن يعتبر .