كان والده ايضا يعمل في مجال الفلك ولما وجده
والده مهتما بها اشتري له هذا المنظار القيم .
ظل ايمن يبحث في منظاره في الاماكن البعيدة نهارا وفي السماء ليلا ليري النجوم علي صورة اكبر من ما تراه العين
العادية
كان دائما ما يتحدث مع والده ويساله عن النجوم والكواكب واخر اخبارها ولهذا كان يشتري له دائما المجلات الخاصة بالنجوم كل شهر .
وذات يوم رأي ايمن مجموعة من الكواكب المسماة بالأبراج و كانت عبارة عن مجموعة من الكواكب
متجمعة في شكل جميل ونادي لوالده لكي
يراها معه .
ونظر والده في المنظار فوجدها جميلة الشكل وقال له والده
ان هذه المجموعة من الكواكب تتجمع علي
شكل حيوان او اي شكل اخر وهذا التجمع يبدو
للعين فقط لانها بعيدة جدا عنا وتظهر علي هذا الشكل لنا في الارض لمدة شهر في العام وتسمي بالأبراج وعددها كما قلنا اثنتا عشر برجا
يظهر كل برج لمدة شهر ثم يظهر الاخر , قال
أيمن ولكني اسمع عن هذه الابراج بان بعض
الناس يستدلون بها علي حظهم فقال
بان هذه الابراج يحدث عليها تغيرات
هذه
التغيرات يظن بعض المنجمون المهتمون بهذه العلوم
بانها تؤثر علي الانسان وهو كلام لا صحة له وليس حقيقيا كما قال النبي ص
" كذب المنجمون ولو صدقوا
" فالمنجمون يقولون
امورا ليست من الواقع في شيء ولكن ربما تحقق شيء منها وهو بقضاء الله وقدره لا بعلمهم وليس عن طريق النجوم لان الذي
يقدر ذلك هو الله .
نظر مرة اخري بالمنظار فوجد
نجوما كثيرة جدا تظهر في السماء
سأل والده ما هذا يا والدي ؟
قال انها نجوم كثيرة جدا انت تظنها قريبة منا ولكنها بعيدا جدا عن الارض
ولهذا نراها صغيرة
قال ايمن ما فائدة النجوم يا أبي ؟
فال الاب ؟ زينة
في السماء وهي كانت منارا
للانسان في الظلام اثناء الليل
وايضا كانت علامات يستدل بها الاقدمون
علي الشهور والايام وربما بعض الاماكن وايضا
كان هناك بعض الجهال الذين عبدوها من دون الله ولكن النجوم لا تُثمن ولا تغُني
من جوع انها لا تدل علي الغيب ولا من يعبدها شيئا .
بعد ان اشبع أيمن بعض نهمه العلمي
عن النجوم وبعد ان بحثَ وجال بمنظاره في الافاق
قال له والده
كفاك يابني بحثا اكثر
من اللازم دع التفكير في هذه الامور الان وانتبه لمذاكرتك ودروسك
وبعد
فترة عد للبحث ثانية حتي لا
تتكدس الافكار في راسك وحتي لا تشعر بالملل وحتي لا
تنشغل بها اكثر من اللازم وساعتها تنسي دراستك واجتهادك وهما اهم شيء في حياتك الان اما بحثك
هذا فاجعله بقدر حتي لا تمل
واتفق معه والده ان يجعل شهرا من العام من الاجازة السنوية للمنظار واستمر ايمن علي هذا المنوال طوال
دراسته .
وتمر الاعوام ليصبح أيمن دكتورا في كلية العلوم قسم الفلك وليحقق نجاحا مبها في هذا المجال وليتذكر نصائح والده الذي توفي بعد حصول أيمن مباشرة علي جائزة نوبل في العلوم
وفي حفل تكريمه وحصوله علي الجائزة
ذكر الدكتور ايمن ان
اول من دفعه الي حب هذا المجال
هو والده
الذي وضع قدمه علي
اول خطوة في طريق هذا العلم .