أحمد تلميذٌ في
الصف الثالث الابتدائي متفوقٌ في الأنشطةِ الرياضةِ علي مستوي
المدرسة وأيضا في
النادي الرياضي , بينما مستواهُ الدراسي كان
محدوداً للغايةِ فقدْ كان يحصل علي درجاتٍ متوسطةٍ
في امتحاناتِ العام الدراسي .
كانت رحاب منذ نعومة أظافرها محبوبةً
من الجميع كانت مرحةً ولبقةً
ولهذا وَجَدتْ قبولاً كبيراً بين كلِ من حولها , والتحقت أخيرا بالصف الاول الابتدائي .
ونالت سريعاً حبَ واهتمامِ المدرسين لنشاطها وتفوقها وأسلوبها الجميل .
كان والدها
يعامل احمد معاملة خاصة ويميزه
عن اخته لأنه ولد
وهي بنت
وكان يقول له أنا
فخور بك بين زملائي فانت تحمل صفات
الرجل لأنك متفوق
رياضيا وبالتالي سوف تكون علي قدر مسئولية الرجال وكان لا يهتم بأخته ويقول لها انت بنت والبنت ليس لها إلا
ان تكون ربة منزل .
كان أحمد يعامل اخته بقسوة
وعنف وكان يعاملها كأنها
جارية في المنزل وحينما تغضب أو تثور كان يقول لها انت بنت وانا رجل
ويجب ان تتعودي علي طاعتي كان والدها
يري أفعاله فكان يضحك له ولا يبالي
بغضب رحاب وكذلك جده
لأبيه كان يضحك له كذلك .
اما والدته
فكانت تثور وتنصحه ولكنه
كان يعود إلي
حاله السابق دائماً .
وايضا كان
والده وجده يتباهون
بما يفعل مع رحاب أخته
ويقولون له إن
هذه هي أفعال الرجال
. كانت
رحاب تصابُ بالحزنِ
مِنْ ما يَفعلُه أخوها
ولكنها لم تجد أملا
في إصلاحه فكانت تكتم أحزانها
.
وانتهي العام الدراسي ونجح
أحمد وحصل علي درجات اقل من درجات العام السابق
بينما رحاب حصلت
علي الاولي علي زملائها بجدارة وتفوق
.
ومع ذلك لم
يفرح والده ولا جده بنجاح
رحاب ولكنهم احتفلوا
بنجاح أحمد في
الالعاب الرياضية . حزنت رحاب كثيرا من ذلك ولكن كفاها تشجيع والدتها لها .
ومر
عامان علي هذا النحو
وحققت رحاب الاولي علي وملائها في
الصف الثالث واحمد حصل علي نفس المجموع
تقريبا في الصف الخامس ومع ذلك لم
يتغير شيء واحمد لم يغير معاملته مع
اخته رحاب ولا يبالي
بها .
ولكنْ تحدثُ مفاجأةٌ فيُصابُ
أحمدُ بحادثٍ أليمٍ ويفقد
قدرتَه علي ممارسة الرياضة ثانية
لحدوث تشوهات في ساقيه .
كانت أخته رحاب ترعاه وتقوم علي خدمته اثناء تعبه
وحتي أثناء فترة العلاج
الطبيعي بعد الحادث . شعر
أحمد بالحزن علي ما أصابه من حادث
افقده أجمل شيء عنده وهو ممارسةِ
الرياضة وكانت رحاب تقوم بتهدئته
ومواساته علي ما حدث
له . وجاء العام التالي ولم يعد احمد يشارك في أي نشاطٍ رياضي
وعزم أن يجتهد اكثر
في الدراسة ,
وانتهي العام الدراسي وتفوقت رحاب كعادتها اما احمد فحصل علي درجات اعلي قليلا من السنوات السابقة لأنه
بذل جهدا بتفرغه
للدراسة أكثر وبعده عن ممارسة أي نشاط اخر .
وجد أحمد الكل
يرحب بأخته رحاب ويبارك لها بسببِ التفوق اما هو فلم
يعد يهتم به أحدْ لأنه لم يعد متفوقاً في شيء . ولم
يشجعه ولم يهتم به إلا أخته رحاب
التي كان يعامِلُها معاملةً سيئة .
شعر أحمد بالندم
علي ما كان يصدر منه تجاه أخته
الطيبة الحنونة . واعتذر
أحمد لها ففرحت
بذلك كثيراً .
و أصبح أحمد وأختُه رحاب نموذجاً
للأخين المترابطين
المتعاونين المتحابين .