كان يا مكان في قديم الزمان ثلاثة فتية لهم مزايا عجيبة ،وقدرات غريبة ،غير أنهم لم يستطيعوا العيش بسلام وأمان في القرية التي يسكنون فيها.
كان أولهم رامي طيب وذكي لكنه يملك أسنانا كبيرة جداااااا وثانيهم فادي لديه أذنان كبيرتان تسمعان الأصوات من بعيد ،وأخرهم سامي له أنف طويل جداااااا يشم الروائح ويميزها عن بعد ، رغم هذه المزايا والصفات العجيبة ،كانت حياتهم صعبة بسبب مضايقة أهل القرية الذين استمروا في السخرية منهم، وتجنب التعامل معهم
سئم الفتية من هذا الوضع وشدة بؤسهم قررو مغادرة القرية ليبتعدو من هؤلاء الذين لم يحترموا انسانيتهم .
في أحد الأيام قرروا الرحيل عن هذه القرية الظالمة فجمعوا أمتعتهم واتجهوا الى قارب يملكه رامي وأبحروا الى المجهول على مسار الرياح
ولسوء حظهم كان الجو مضطربا هبت عاصفة قوية رمت بقاربهم الى شاطىء مهجور، فوجدوا أنفسهم في جزيرة جميلة يكسوها ثوب أخضر والأشجار العالية تحمل ثمارا غريبة الشكل قطفوا بعضا منها لتذوقها إلا أن قشرتها يصعب كسرها نظر الأصدقاء الى بعضهم مبتسمين باتجاه رامي، وقالوا خذها فهي لك أرنا قوة أسنانك أيها البطل ،وضعها بين أسنانهم القوية وإذا بها تنشق نصفين وأحس بعذوبتها ولذتها
فأكلوا منها حتى شبعو، وجمعوا بعضا منها ليقوتوا بها ،بعد لحظات سمع فادي صاحب الأذنين الكبيرتين أصوات غريبة !!صوت اقتراب أقدام أشخاص انتابهم خوف وفضول وبعد لحظات وجدوا أنفسهم محاصرين من بعض الجنود وأخذوهم الى الامتثال عند ملكهم ،تعجب الملك من شكلهم الغريب ثم سألهم عن سبب وجودهم هنا ووووو
أجابوه :أيها الملك المعظم أن الله خلقنا بمزايا فريدة من نوعها كما ترى ،لكن سكان قريتنا كانوا دائما يسخرون من أشكالنا فضاقت بنا الدنيا فغادرناها مكرهين
انتبه الملك أنهم يحملون ثمار من هذه الجزيرة فسألهم لماذا تحملون ثمار الحجارة تلك
أجابه صاحب الأسنان الكبيرة :بل هي ثمار لذيدة جداااااا خذ وتذوقها ،تذوقها الملك وأعجب بها كثيرا وقال :نحن لا نعلم أنها صالحة الأكل ولذيذة قبل اليوم وأضاف حسنا
سأستضيفكم اليوم لترتاحوا وغدا سنرى،عند حلول الليل أحس سامي صاحب الأنف الطويل برائحة حريق اتية من الحقول فسارع الى الجنود الإعلام الملك
فأمر الملك الجنود للتأكد من الأمر فإنطلقو بسرعة ولحسن الحظ وجدوا النيران في بداية اندلاعها ، فسارعوا لإخمادها ،في تلك الأثناء سمع صاحب الأذنين الطويلتين صوت رجل يوجه الجنود للهجوم على القصر بغته ، فسارع وحذر الملك فطلب الملك أخذ احتياطهم والتأهب ،وهكذا نجا الملك العادل من مكيدة الأعداء التي دبرت له ولمملكته،بعد القضاء على الأعداء أثنى الملك على شجاعة الفتية وذكائهم وقرر تعيينهم في مناصب عمل ملائمة لهم .
وهكذا وجد الفتية المكان الذي يقدر مزاياهم العجيبة وعاشوا في سعادة وهناء
العبرة :لا يسخر أحد من أحد ، الله وحده يعلم أسرار خلقه.