كان أطباء المسلمين من أوائل الأطباء الذين عملوا على تخفيف آلام الإنسان، ففي الوقت الذي نبذ الأطباء في (أوروبا القرون الوسطى) الجراحة، ووضعوها في مرتبة متدنيّة، بل أخرجوها من علم الطبّ، أولى المسلمون هذا الجانب الإنسانيَّ منه عناية كبيرة، فكانوا أول من بدأ النهضة في علم الجراحة. ولا يمكن للجراحة أن تزدهر وتتطور ما لم يزدهر علمٌ آخر، يتوقف عليه ازدهارها، ألا وهو علم (التخدير) وقد كان للمسلمين فضل كبير في هذا العلم، فهم الذين أسسوه بوصفه علماً، وأطلقوا عليه اسم (المُرَقِد) أي المخدِّر، وخاصة التخدير العام في العمليات الجراحية. والأطباء المسلمون هم الذين ابتكروا أداة التخدير، التي كانت وما زالت شائعة، وهي (الإسفنجة). فقد أورد أبو الفتوح التونسي في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) أن العرب المسلمين هم الذين اخترعوا (الإسفنجة) المخدِّرة، والتي لم تكن معروفة قبلهم، حيث كانت هذه الإسفنجة تغمر في عصير إحدى المواد المعروفة آنذاك بعملها المخدّر ثم تجفف في الشمس، وإذا ما أرادوا استعمالها ثانية، فإنهم يرطبونها بقليل من الماء، وتوضع على أنف المريض، فتمتصّ الموادُ المخاطية الموادَ المخدِّرة، ويذهب المريض في نوم عميق، يخلّصه من أوجاع العملية الجراحيّة. وتطوّر علم الجراحة في العصور الإسلامية، يعدّ نتيجة من نتائج معرفتهم بالتخدير، وتقديرهم له كعلم. | |
الأطباء المسلمين و علم التخدير
30 سبتمبر
الأقسام