لقد سقطتْ ثلوج كثيرة في هذا الصباح، فرح الصغار كثيرا لأنها لمْ تسقط منذ مدّة طويلة في مدينتهم العزيزة... تراشقتْ مَيّ مع أصدقائها الصِّغار بكُرات الثلج وهم يتضاحكون، ثمّ انطلقوا يصنعون من نتف الثلوج رجلا ثلجيا...
اشتدّ البرد كثيراً... اصطكّتْ أسنان رجل الثلج... فضَحك منه الصغار...
- لمَ تضحكون مني يا صغار؟؟... سأل رجل الثلج.
- لأنك لا ينبغي أن تبرد يا رجل الثلج! فأنت مصنوعٌ من الثلوج ! تعجب الصغار.
- أنا لستُ برداناً يا صغار، أنا أغار منكم...
- تغار منا؟؟!... صرخ الصغار بصوتٍ واحدٍ.
- ولمَ تغارُ منّا يا رجل الثلج؟؟ سألتْ مَيّ.
- أنا أغار منكمْ لأنّكم جميعا لكمْ بيوتٌ ترجعون إليها في ظلام الليْل، وتنعمون بدفئها في حضن والديْكمْ... بينما أبقى أنا هنا لوحدي طوال الليْل..
حزنَ الصّغار لحال رجل الثلج.. ولكنّ مَيّ الصغيرة صرختْ قائلة:
- ماذا أيّها الأصدقاء لوْ بَنيْنا لرجل الثلج بيْتاً ثلجيّا؟
- وي..... صرخ الصّغار فرحين مهللين لفكرة مَيّ الذكيّة جدّا..
وانطلقوا في البناء في غير كللٍ ولا مللٍ... حتى صنعوا لرجل الثلج أجمل بيتٍ في العالم...
ومن نافذة غرفتها؛ قالتْ مَيّ الذكيّة وهي تنظر بعيدًا هناك:
- لا شكّ أنّ رجل الثلج الآن ينْعم بدفء بيته مثلنا...
© مجلة نسيم الإلكترونية للأطفال
قصة : أحمد بنسعيد - رسوم : خليــلو