الصلاة هي الدعاء قال تعالي " وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاءً وتصدية " والمقصود عند البيت الحرام المكاء والتصدية الصفير والتصفيق
والصلاة هي ما نعرفها وهي صلة بين العبد وربه وهي كما عرفها أهل الفه اقوال وافعال مفتَتَحة بالتكبير مختَتَمة بالتسليم
كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ فزع إلي الصلاة وقال" ارحنا بها يا بلال"
حقا فالصلاة وحدها كفيلة بإذابة الهموم وعمل حاجز قوي ومنيع بين الإنسان وبين همومه ومشاكله لعدة أسباب :
أولا : الوضوء
فالوضوء طهارة للجسم وخاصة الأماكن التي تتعرض للغبار والاتساخ من ناحية
وتطهير من الميكروبات والأمراض التي يمكن أن تتعلق بهذه الأماكن ود علمنا حديثا فيروس الكورونا وأن من أهم أساليب الوقاية هي غسل اليدين باستمرار .
إلي جانب أن شحنات الجسم التي تصدر من الذنوب الصغائر
تخرج في هذه الأماكن فمجرد مرور الماء عليها هو إعادة لها ولو نسبية إلي وضعها الطبيعي وإزالة هذه الشحنات الزائدة المسببة لشعور المسلم بشيء من التوتر فيساعد الوضوء علي الشعور بالهدوء النفسي لكي يستعد الإنسان للوقوف بين يدي الله في الصلاة
وإن كان غاضبا لأي أمر دنيوي كان وهذا أمر متحمل كما نعلم من أثر الماء علي الغاضب كان الماء مزيلا لتوتره
النظافة للفم في كل وضوء مهم جدا للصحة العامة والحالة الصحية للإنسان
ندخل في الصلاة
الجانب الاجتماعي
الصلاة في جماعة والالتزام بالصفوف يعوِّدُ الناس علي الطاعة والولاء وعدم الخروج علي ولي الأمر , إلي جانب أن الناس يجتمعون كل يوم في المسجد يري كل منهما الآخر فيستحي كل واحد من المصلين أن يعود إلي المسجد وقد علم الناس عنه ما يسيء إليه وفعلا تنهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر لأن العاقل رغما عنه يخاف من أن يلومه الناس فتنهاه صلاته عن فعل الأمور التي يخاف أن ينكرها عليه المجتمع .
إلي جانب ما يقرأ فيها من قرآن , وما يتعلمه الفرد به من مواعظ وإلي جانب ما يقوم به بعض العلماء من تعليم الناس ببعض القيم في المسجد أحيانا ...
أيضا التكافل الاجتماعي فأي تغيير علي فرد من الأفراد يلحظه المترددون علي المسجد دون أن يشعروا وبالتالي يواسونه في العزاء ويهنئونه في الأفراح ويتعاطفون معه في الألم لأنه يرون بعضهم البعض كل يوم تقريبا في المسجد
وأيضا في السلام بالكفين إذابة لشحنات البغض والعداء من نفوس المصلين وإن كانت هناك بعض الخلافات البسيطة التي هل أقل من الحقد أو الكبر ذابت مع سلام المصلين خاصة مع صفاء القلب وخضوع الجميع بين يدي الله
الصلة مع الله
لعل الجانب الروحاني في الصلاة لا مثيل له وإذا أردت أن تكون مع الله أدخل في الصلاة من خلالها تستطيع ان تدعو ولك الإجابة وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا حزبه أمر هرع إلي الصلاة أي أسرع إليها ليناجي ربه ويشكو إليه ...وهو قدوَتُنا صلي الله عليه وسلم , فوقوفك بين يدي الله وانت طاهر ومتأهبٌ نفسياً لمناجاته يذيب كثير من العوائق النفسية ويذهب كثيرا من الهموم التي ربما لا يمكن أن تذهب إلا بهذه الوقفة لأنك حتي ولو لم تشكو همك فيكفي أنك تعلم أن هناك رب مطلع عليك يري حالك فتشعر بأمان داخلي
وأيضا القوة الإيمانية والارتباط بالله ووقوفك بين يديه خمس مرات يوميا وربما اكثر لمن يؤدي النوافل يجعلك تشعر بمراقبة الله في كل أعمالك .. فحين تفكر في المعصية , ودخلت في الصلاة عادت نفسك وشعرت بتأنيب الضمير
إن لم تأت هذه المرة كانت في المرة الأخري , وحتي وإن لم تستطع مقاومة المعصية تشعر بتسليم أمرك لله في تطهيرك منها ...
أيضا حين تؤدي الصلاة فأنت تؤدي ضريبة نفسية لله , لأنك مخلوق ووجودك بين يدي خالقك هو إذعان وخضوع وعبادة , وهو حق الخالق عليك فحين تؤدي حقه اليومي .... فتشعر بالراحة والسكن لان هذه الضريبة شعور داخلك مثل الدين الذي عليك للناس لن ترتاح إن كنت تريد أداءه إلا إذا أديته هكذا الصلاة تشعر بأنك تؤدي واجبا عليك وتفرغ من دين تؤديه لمن خلقك وسوَّاك ؟ قال تعالي : " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون "
وأيضا بارتباطك بالله تستطيع أن تتغلَّب علي كل الصعاب
الجانب البدني
الصلاة في حد ذاتها رياضة بسيطة تناسب كل الأعمار والأجناس والصحة المختلفة حتي العليل يمكنه أداء الصلاة بدرجات مختلفة يصلي واقفا فإن لم يستطع فجالسا وهكذا المهم أن يؤدي الصلاة حسب ما يستطيع ....
والصلاة رياضة بدنية تتحرك فيها الكثير من الأعضاء بأسلوبٍ هادئ ومتزن
فتساعد علي وقابة الجسم من الكثير من الأمراض خاصة لكبار السن
السجود فيه تفريغ لشحنات الجسم الضارة إلي الأرض والتي تنتج من التوتر النفسي أو أحيانا من وجود شحنات تمتصها من الأجهزة الكهربائية أو غيره
السجود فيه قلب للرئة وبالتالي تفريغ السموم منها ولهذا ونجد أن الإمام بعد الركعة الأولي في الصلاة الجهرية أكثر نشاطا وحيوية في القراءة من الركعة الأولي لنشاط الرئة بعد السجود في الركعة الأولي فيصبح صوته أكثر قوة
الصلاة هي أعظم أنواع اليوجا التي مارسها الإنسان علي مر التاريخ فالسكون والهدوء والتركيز في علاقتك مع الله وترك مشاغل الدنيا قدر الإمكان هو يوجا من طراز فريد فأنت تتحرك بهدوء ولا تتكلم مع أحد وأيضا أنت تركز في أمر واحد هو علاقتك مع مولاك وهو أعظم شعور نفسي بالرضا والأمان ويعطي قوة يوجا أعظم بكثير من الرياضات الأخري التي تجلس فيها بلا هدف ...
وجانب مهم جدا وحيوي هو توجهك للقبلة أي الكعبة وهي مركز جاذبية الأرض وبالتالي الاتجاه إلي هذا المركز يساعدك علي تفتيت كل الشحنات الجسمية الضارة وأيضا الناتجة عن المعاصي فتعود شحنات جسمك بقدر الإمكان فعلا إلي موقعها الطبيعي فتشعر بالهدوء والاتزان النفسي
ما لم ترتكب الكبائر التي يصعب عليك إعادتها إلا بالكفارة أو التوبة الصادقة
وعن أَبي هُريرة أن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ رواه مسلم.
وعن عثمانَ بنِ عفان قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ رواه مسلم
وحتي مرتكب الكبائر تدعوه صلاته كما وضحنا في كل أمورها إلي التوبة والتكفير عن ذنوبه وتساعده علي الرجوع عنها .... "
صلاة القيام
لها سحرٌ خاص وذلك أن الجسم بيولوجيا يكون في حالة استرخاء والناس نيام والكون هادئ حولك فحين تصلي فكأنك تعيد تنشيط بعض غدد الجسم مع كل ما سبق فتكون صلاة القيام علاج ومقاومة للكثير من الأمراض النفسية والجسمية لوجود السكون أكثر ولكثرة الرياضة بها إلي جانب العمق والقرب وبينك وبين الله ومناجاتك إياه
وحقا : إن لم تكن الصلاة مانعة للإنسان من ارتكاب المعاصي وفعل المنكرات فكأنه ما صلي لأن الصلاة لم تؤد دورها هو لم ينل من صلاته إلا القيام والقعود
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لن تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ) لأنه مع كل هذه الأمور التي تساعده علي الطهارة والنقاء ومع ذلك لم تؤثر فيه فهو دليل علي أن باطنه لم يصل إليه النور ولم يستفد من صلاته بشيء وبالتالي كيف يقبل الله صلاة من عبدٍ قد اطَّلع علي قلبه فوجده مغلقاً ...
لعلنا قصَّرنا فعفا الله عنا