في يوم من الأيام جلس القرد ميمون حزينا فسأله الثعبان لماذا أنت حزين؟ قال
أنظر إلي الفيل وإلي الثعلب وإلي الأشجار فسوف تعرف لماذا أنا حزين؟
إن تسألني يا ثُعْبان
عن حُزْني وتَكَدُّرِ بالي
فانْظُرْ لِصَديقي
فَلْفولْ
يُخْبِرْكَ بِصِدْقٍ
عنْ حالي
قال تعلوب أنا الآن عرفت لماذا أنت
حزين حقا، لقد جفت أشجار الغابة ولم يعد بها ثمار.
ثم شب حريق كبير فالتهم كل أشجار ونباتات الغابة الجافة , ولم يعد في
الغابة مكان للحياة
نجت كل الحيوانات من النيران بمعجزة
, ثم اجمتعت للتشاور في حالهم .
قال القرد ميمون إذا علينا أن نبحث عن حل! لاننا
إذا ظللنا بهذا المكان سوف نموت جميعا.
نظر ثعلوب إلي الفيل وقال له :
رأيكَ يا فَلفولُ
مهِمّْ
أنتَ الأكثرُ منَّا عِلْمْ
أنتَ الأكبرُ رمزُ الحِلْم
قد عَمَّ القحط الغابَةْ
سنموت جميعا فيها
أخرجنا من هذا الضَّيْم
قال فلفول علينا أن نذهب إلي غابة جديدة، قال
الثعبان ولكن هناك نهر كبير يا فلفول، فكيف تعبره الحيوانات التي لا تستطيع أن
تسبح؟ الطيور تستطيع أن تعبر بطيرانها ولكن بعض الحيوانات لا تستطيع.
قال الفيل لميمون : يمكن أن أحملك علي ظهري يا
ميمون لكي نعبر النهر.
قال الثعبان : ومن سيحملني فوق
ظهره لقد أصابت النيران جسمي ولن استطيع ان اسبح في الماء كعادتي إلا بعد أن
يبرأ جرحي وهذا يحتاج إلي عدة شهور ؟
نظر ثعلوب إلي الثعبان وقال لا تقلق
يا صديقي الثعبان : سوف أحملك علي ظهري حتي نعبر النهر.
حملت الحيوانات التي تساطيع السباحة علي ظهرها اصدقاءها الذين لا يستطعون
السبحة
اما الثعبان فقد ركب علي ظهر الثعلب وعبرا النهر.وهو يقول :
ما أسعدني ما أبهجني
بصديق مثل الثعلب
قد أنقذني قد أكرمني
قد صار لقلبي أقرب
ثعلوب ما كنت لغيرك
في وقت الشدة أهرب
لك مني خالص حبي
لا تخجل أبدا
واطلبْ
وصلت جميع الحيوانات إلي الغابة الجديدة، فقال الثعبان شكرا يا ثعلوب، قال ثعلوب للثعبان انزل من علي ظهري يا ثعبان،
التف الثعبان كثيرا حول ثعلوب ورفض النزول، وقال إني جائع وسوف آكلك.
نظرت جميع الحيوانات التي عبرت النهر بعد عناء ومشقة ونظرت إلي
الثعبان وقالت له : هل هذا جزاء الإحسان يا ثعبان
؟ لكن الثعبان لا يبالي بكلام
الجميع والتف اكثر حول جسم الثعلب
الذي وقع علي الأرض ممن شدة التعب
أخذته الحيوانات وذهبت به إلي الأسد ملك الغابة الجديدة وطلبت منه أن يحكم
بما يراه مناسبا
همس الأسد في أذن الثعلب وقال
له بصوتٍ خافت :
أيُّها الثَّعلبْ خانَكَ الثعبانْ
ادعي الحب والصدق والإحسانْ
حتَّي إذا نالَ ما كانَ يطلبهُ
أرادَ أن يرميك في
واحَةِ النِّسْيانْ
احمِلْهُ ثانيةً للغابَةِ القَديمَةْ
ثم عدْ إلَيْنا
بِسُرْعَةٍ عَظيمَةْ
ثم قال بصوت عالٍ : أيها الثعلب
كيف عبرت النهر وعلي ظهرك هذا الثعبان ذو
الجسم الأملس الناعم ؟ كيف لم ينزلق في المياه؟
اذهب أنت والثعبان إلي الغابة
القديمة وأعيدوا عليّ ما فعلتموه في المرة السابقة ، حتي أشاهد بعيني وأحكم بينكم بالعدل .
وحمل الفيل الأسد علي ظهره وحمل الثعلب الثعبان
علي ظهره وعبروا إلي الغابة القديمة .
وصل الثعلب قبل الفيل وألفي الثعبان
في الغابة القديمة وقال له : دعني استريح قليلا حتي يصل الفيل والاسد .
نزل الثعبان من علي ظهر الثعلب .
وفي لمح البصر انطلق الثعلب وفر
مسرعا إلي النهر ليعود إلي الغابة الجديدة .
وبمجرد أن نزل النهر التف الفيل ليعود هو الآخر وفوق ظهره الأسد إلي الغابة الجديدة وحيَّاهُ
الأَسَدُ . ثم التف الأسد
للثعبان وقال :
ابْقَ هُنا وَحْدَك
يا خائِنا عهدَك
قد خنتَ من صاَنكْ
وأَطعتْ شَيطاَنْك
لا تَأْتِ
غابَتَنَا
تكفيكَ عُزْلتنا
لا عيْشَ للخائِنْ
يا أَيُّها الثُّعبانْ
هذي عُقوبَتُنا
يا أَيُّها الشَّيْطانْ
بكي الثعبان والحيوانات تراه في
الجانب الآخر وتضحك عليه، ثم قالت له : هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان؟