كان يا مكان كان هناك قرية تعيش فيها مجموعة من الأرانب تحت رحمة ارنب بغيض و قد جعله ثراؤه الزائد ارنبا جبارا متسلطا على الجميع ، لا يحب الخير لأهل قريته ، واتسم احد ابنائه بصفاته القبيحة ، كان يعامل الارانب الصغيرة بكل إزدراء وكره ويملكه الغرور من خصلة شعره حتى اخمص قدميه ، إن اشترى له والده لعبة او ملابسا جديدة يتباهى بها امام الارانب الفقيرة التي لا حول و لا قوة لها ، في نفس القرية كان هناك ارنب ذكي إسمه شاطر بارع في الحسابات، ولا يتسطيع احد ان يكون في براعته . في يوم ما قررت مدرسة الارانب إقامة مسابقة بين تلاميذها وكان من بين التلاميذ المشاركين الأرنب المغرور ، و بينما كان يتجول في فناء المدرسة رأى الارنب المغرور تجمعا في الساحة فأخــذه الفضول و اتجه خلسة نحو زملائه الارانب يختبئ خلف شجرة الفناء يسرق السمع ، حتى سمع احد الارانب الصغار يمدح شاطر انه اذكى ارنب في القرية كلها و لا يهزمه احد ، امتلك الغضب الارنب المغرور و اتجه إلى مصنع ابيه وطلب منه ان يتوسط له عند مدير المدرسة بأن يكون هو الفائز في مسابقة الحساب ليوم غد ، طمأنه الاب الشرير و ما يريده إبنه سينفذ. عند المساء طلب الارنب الاب من احد عامليه ان يأتيه بمدير المدرسة فورا ، لآمر لا يؤجل ،فذهب العامل واتى بمدير المدرسة ، و ما إن دخل على الارنب الشريرحتى لقي ترحابا غير معتاد منه ، لم يستغرب مدير المدرسة الامر لأن هذه الطيبة الزائدة وراءها مصلحة سأل مدير المدرسة الأرنب الاب : ما حاجتك بي ؟ الارنب الاب : اخبرني ارنوب ان هناك مسابقة يوم غد لأرانب المدرسة ، و اريد أن يفوز صغيري المدلل بهذه المسابقة ، و ان فاز سأتكفل بصيانة المدرسة على نفقتي الخاصة . عرض مغري بالنسبة لمدير المدرسة : وقال للارنب الاب : ما تريده سيكون إن شاء الله .اكرم الارنب الاب مدير المدرسة بسخاء حينها ، حتى انه غادر المصنع مثقلا بالهدايا الى بيته ، وبعد دقائق قليلة اتصل الارنب الاب على بيته يطمئن إبنه بأن كل شيئ سيكون بخير يوم المسابقة .
في تلك الليلة نام الارنب الصغير المغرور يحلم بأحلام وردية و كأنه تحصل على جائزة المسابقة ، اما الارنب الشاطر لم يغمض له جفن ، فكان يراجع كل الحلول حتى ساعة متاخرة من الليل . اتى اليوم المنتظر و بدأت مسابقة المدرسة بين الأرنب الشاطر و الارنب المغرور و كل سؤال كان ارنوبنا الشاطر يتفوق في الاجابة عليه ، اما الارنب المغرور عجز عن الاجابة عن ابسط سؤال كان يطرح عليه ، فاستهزأ منه ارانب المدرسة و لقبوه بالأرنب الفاشل المغرور ، ولم ينفعه لا جاه ابيه و لا امواله في شيئ ، لم يتحمل الارنب الاب تعرض إبنه المدلل للمهزلة و الاهانة ، فتوجه الى مدير المدرسة وهو يشتاط غضبا قائلا له: ماهذه المهزلة !! لم نتفق على هذا الامر ؟
مدير المدرسة : انا رسالتي نبيلة ولا يمكنني ان اخالف ضميري ، لا ادري ما حدث معي امس ولكن عندما عدت إلى منزلي لم يغفُ لي جفن من الارق و اتعبني ضميري جدا ، و بالنسبة ما اهديتني خذ هاهي هداياك لا اريدها .
احس الارنب الاب بالإهانة و ان ما يمكله من سلطة و جاه لم تستطع ان تشتري ضمائر اهل القرية ، فطلب من إبنه المغادرة ،و أنه سيكون له تصرف اخر معهم .
حكايتنا لم تنته هنا بعد الموقف الشجاع من مدير المدرسة اتفق اهل قرية الارانب ان لن يكونوا تحت رحمة الارنب الاب البغيض و سيضعون حدا له . توقف اهل القرية عن العمل في مصانعه للجزر ، و قرروا الاتحاد وإنشاء مشروعهم الخاص بزرع اراضي من الجزر و الخس تساعدهم على عيش هنيء يكفيهم جميعا ، وبعد ايام قليلة صار الارنب الاب الشرير مفلسا لا يملك شيئا ، لم يتحمل الوضع الذي آل إليه فغادر القرية و عائلته ذليلا ٱلى مكان لا يعرفه احد.
- النهاية
رسوم:عبد الكريم العاجي