إشتهت زوجة جحا بعض من حبات التين وطلبت من زوجها أن يأتيها بها في الحين ، ذهب مسرعا إلى السوق لشراء المطلوب لكن المسكين نسي النقود وهو متعجل من أمره وكيف له أن يعود اﻷن وهو متعب من طول المسافة فقرر أن يسرق حبة التين من الغافلين فهذا ما كان في باله لا يعلم أن البائع رغم إنشغاله مع اﻷخرين إلا انه يراقب جحا بنصف عين ، حمل جحا حبة التين و وهم بالذهاب دون أن يتفوه بكلمة ، صرخ صاحب الفاكهة به وأخيرا عرفت من هو السارق ..أنه جحا ، أنه جحا هيا تعالوا نمسك به و نأخذه إلى القاضي في الحال ، فقال جحا ياويلي ماذا فعلت بنفسي سأجلد وأسجن بقية حياتي بذنب ليس بذنبي... لا بد أن أسرع واهرب وابعد بعيدا عن الدار ، في تلك الأثناء كان اللص الحقيقي موجود في السوق يراقب البائع من بعيد وعندما رأى التوتر وما يحصل ، فجأة ادار ضهره وذهب يبحث عن فريسة جديدة في السوق، لما سمعوا الناس صرخات البائع اجتمعوا في الحال و وهم الجميع بالمساعدة محاولون اﻹمساك بجحا لكنه كان أسرع منهم وهرب بعيدا خارج السوق بعد مرواغة عدة بين الموجودين ، ومع هذا لم يستسلم من كانوا يلحقون به فتبعوا أثره إلى قرية قريبة من السوق، إحتار جحا من سيأويه اﻷن من يد اﻷنذال فجأة ظهرت في وجهه إمرأة عجوزة وهي تهم بالخروج من بيتها المتواضع تشد حبل عنزتها التي كانت تريدها أن ترعى بها قرب عتابتي المنزل ، توسل جحا العجوزة الطيبة المساعدة وأنه حقا مخطئ لما فعل ولن يتكرر اﻷمر ثانية ، ولولا ان زوجته حامل وخوفه من أن تظهر على الطفل علامة الوحم ما جعله يسرق شيئا لا يخصه ما عساه يفعل تحتم عليه اﻷمر، لم تبخل العجوزة بمساعدته أوته عندها الليل بطوله ولكن جحا لم يرف له جفن من خوفه على زوجته ليس لها أحد يأنس وحدتها غيره ، فبات يتقلب على الجمر طول الليل لحين صاح الديك في القرية معلنا عن طلوع النهار، فهم بالخروج بعدما ودع العجوز و الطريق اصبح أمان ، وصل داره وهو يلتفت يمينا ويسارا لربما أحد الرجال ينتظره اﻷن لكن لا أحد... فتح الباب ودخل لم يجد زوجته مرجانة ، تساءل بينه وبين نفسه أين يا ترى ذهبت إمرأته وهي ليس لها قريب أو بعيد غيره ؟ أتى خبر مفجع لمرجانة أن زوجها وقع أسير البائع و إن لم يدفع ثمن ما سرق لن يفلتوا أمره وسيكن عبرة لمن يعتبر، في الساعة و الحين حملت مرجانة كيس النقود وذهبت به إلى السوق وكانت كلما مرت من أمام بائع ينظر لها بعين السوء و اﻹتهام ، لم تتحمل نظراتهم لها فقالت بعلو الصوت جحا أنبل منكم جميعا رجل نبيل وشهم ...
ليس محتاج أن يسرق وهاهو كيس النقود سأدفع دين زوجي ولن أترك أحدا منكم يتكلم عنه بسوء، فأعطت لبائع التين ثمن بضاعته متأسفة له عما بدر من زوجها رغما عنه وغادرتهم تتجول فالمكان فإذ بها إستوقفتها قطعة قماش من الحرير فأحبتها لنفسها و طلبت من البائع أن يقطع لها منه مرتين فهو يناسبها وحتما سيعجب بها زوجها جحا ، لكن المسكينة لا تعلم ان لص السوق يراقبها أينما كانت وجهتها ، و أول ما حاولت أن تفتح الكيس مر السارق مسرعا أمامها فإنتشل الكيس من بين يديها وهرب دون عودة، من صدمة الموقف وقعت مغشه عليها ولم تجد نفسها إلا جالسة في مركز الشرطة ، قدمت شكوتها ووصفت السارق لهما وخرجت بعدها إلى أحد جارتها المقربة لها ترجوها أن تخبأها عندها فلو عاد جحا و علم ما وقع حتما سيقتلها ، طال إختفأها ولم يجد جحا أثرا لها وراح ينحوا عليها في كل القورى ويقول فيها أشعار لم يقولها حنظل...
يا مرجانة يا جوهرة حياتي عاودي دارك و أحضاني
إن الشوق يانور عيني يقتلني
فلا يحل المقام إلا برؤياكي
أشتقت لعضب صوتك ملاكي ...
سمعت الجارة أقوال جحا ، فرتلته على مسامع مرجانة فعاودت دارها و طلبت منه الصفح و المغفرة ﻷن كيس النقود سرق منها من قبل سارق السوق، إمتلكه الغضب منه ﻷنه وراء كل المصائب التي المت بهما....
فقال وقع الفأر السلال وقريبا سيأخذ بثأره منه ويأخذ ما يستحق من جزاء ......
يا مرجانة يا جوهرة حياتي عاودي دارك و أحضاني
إن الشوق يانور عيني يقتلني
فلا يحل المقام إلا برؤياكي
أشتقت لعضب صوتك ملاكي ...
سمعت الجارة أقوال جحا ، فرتلته على مسامع مرجانة فعاودت دارها و طلبت منه الصفح و المغفرة ﻷن كيس النقود سرق منها من قبل سارق السوق، إمتلكه الغضب منه ﻷنه وراء كل المصائب التي المت بهما....
فقال وقع الفأر السلال وقريبا سيأخذ بثأره منه ويأخذ ما يستحق من جزاء ......
إنتظروا أحداث جديدة من جحا ويومه الأغبر.
فكرة:عبد الكريم العاجي
قلم : نوال بن قدور رسوم:طارق بن بابا