ذات مرة كانت هناك بطة ترقد علي البيض ، و تنتظر صابرة أن يفقس . و أخيرا فقس البيض ، و خرجت منه سبع فرخات صغيرة شديدة المرح و النشاط .
لكن أكبر بيضة لم تفقس بعد ، و هكذا رقدت الأم عليها مستعينة بالصبر ، و بعد أيام قليلة فقست البيضة ، و خرج منها فرخ بط في غاية القبح ؛ حتى أن الجميع سخروا منه . و أصبح فرخ البط المسكين حزينا جدا لأنه كان مختلفا عن إخوانه الأفراخ الأخرى.
و كان فرخ البط القبيح بارعا في السباحة ، و في اليوم التالي ، أخذت الأم صغارها إلي الحظيرة ليلعبوا مع الحيوانات الأخرى . و لاحظ فرخ البط القبيح أن ما من احد يرغب في اللعب معه فشعر بالحزن لذلك..
كان الجميع يصدونه و يركلونه ، أو يهزؤون منه و يضحكون عليه .
شعر فرخ البط القبيح باليأس و فر هاربا ، و تواري قرب ترعة صغيرة ، بين طيور الإوز البري.
شعر بالسعادة ، و لكن في احد الأيام جاء الصيادون فطار الإوز محلقا و هو يصيح : " الفرار ، الفرار ، الأعداء هنا ! فروا من الأعداء ! " .
فر هاربا بعيدا ، و لكن أينما ذهب في إي مكان كان يعاني من سخرية الحيوانات الأخرى منه ، و فكر في نفسه قائلا : " إنني قبيح و غليظ المنظر أنا أكثر حيوانات العالم حزنا ووحدة.. ما من احد يريد أن يصادقني أو يقترب منى " .
و في احد الأيام ، عطفت عليه امرأة عجوز طيبة ، و سمحت له بالبقاء في بيتها ، و لكن في أثناء المساء قام القط و الدجاجة بطرده من المنزل لشعورهما بالغيرة منه!
و اقترب فصل الشتاء ، و راحت الرياح العاتية تنتزع أوراق الأشجار ، نظر فرخ البط القبيح إلي السماء فرأى سربا من طيور البط الجميلة, ريشها طويل و مصفوف.. كانت تطير باتجاه الجنوب لتبتعد عن الشتاء شديد البرودة.
قال البط متنهدا و كأنه يحلم حلما جميلا : " أتمني أن أصبح بهذا الجمال ! " .
كان فصل الشتاء طويلا و قاسيا ؛ حتى كاد فرخ البط القبيح أن يموت من شدة البرودة القاسية .
كان يربض تحت الجليد وحده طوال الوقت ، و عندما جاء الربيع أخيرا ، نشر فرخ البط القبيح جناحيه و رأي في سعادة صورته التي تنعكس علي الماء ، و كم كانت دهشته عندما وجد نفسه و قد أصبح طائر بجع ابيض جميلا.
و فجاه سمع من يناديه و نظر نحو السماء فرأي سرب من طيور البجع يناديه : " تعال معنا ، و سنكون أصدقاء "
و في فخر حلق طائرا سعيدا و التحق بهم ، و لم يكن أبدا علي هذه الدرجة من السعادة طوال عمره !
و ذات يوم طار فوق المزرعة التي ولد فيها ، فرفعت كل الحيوانات أنظارها نحوه ، و كم كنت دهشتها عندما رأت ذلك البجع الجميل يطير برشاقة فوق رءوسها .
قصة: هانز كريستيان أندرسن.