" يجلس سمير على الأريكة مضطربًا ؛ فقد ذهب والده لمعرفة نتيجته في الصف السادس برغم إنه مشاكس ، ها قد جاء والده و أدخل السعادة في قلبه عندما أخبره بإنه نجح بجدارة .
سمير : ها قد نجحت يا أبي و الآن انتظر الدراجة التي وعدتني بشراءها عند نجاحي بتفوق .
_ أسعدني جدًا نجاحك يا بُني و أتمنى لك النجاح الباهر الدائم لكن لن
أستطيع شراء الدراجة حاليًا .
تذمر سمير لتأخر والده في تنفيذ وعده له . في اليوم التالي ، وجد سمير بعض نقود والده على المنضدة تُقدر بثمن الدراجة فقرر آخذ النقود و شراء الدراجة . خرج من البيت متسللًا حتى لا يراه أحد و ذهب مسرعًا إلى بائع الدرجات ، أعطاه ثمن الدراجة و ها هو حصل عليها أخيرًا لكنه يبدو حزينًا . عاد إلى البيت و هو يرتعش خائفًا من رد فعل والديّه ، وجد والده غاضبًا و والدته قلقة لإنها لم تجده في البيت .
احتضنته والدته حينما رأته و سألته : أين كنت ؟
وقف سمير متسمرًا لم يستطع التحدث ، زاد خوفه حينما ألتفت إليه والده موجهًا له : أين كنت ؟ هل رأيت نقودي في مكان ما في البيت؟
_ أعتذر لك يا أبي إنني أخذت نقودك و خرجت من البيت بدون أذن منك و من أمي .
غضن والده حاجبيه و اقترب منه أكثر فرجع سمير خطوتين إلى الخلف و هدأ عندما ربت والده بيديه على كتفيه و قال له :
قمتُ بتأجيل شراء الدراجة حتى عيد ميلادك لإنني أحببت أن تكون مفاجأة لك و أنني أقبل إعتذارك لكن لا تكرر هذا الخطأ مرة أخرى لا تأخذ شيئًا إلا بأذن صاحبه ، و أعجبني صدقك و عدم إزعام حكاية ما لتنفد من فعلتك ، كن دائمًا صدّيقًا أمينًا فلا يُجدي المرء سوى خُلقه .