نشأ الفتي الصغير شوكار في أسرة
بسيطة فأبوه كان يعمل مزارعا في احدي المزارع البسيطة ووالدته كانت ربة منزل وكان منذ
نعومة أظفاره يذهب مع والده إلي الحقل البسيط ليساعده وكان أخواه الصغيران يلعبان وكان
دائما ما يلاعبهما ومرت الأيام وأصبح شوكار فتي جميلا وتظهر علي وجهه علامات الذكاء
وأصبح أخواه الصغيران يساعدان الوالد فلم يعودا طفلين صغيرين يلعبان ويزحفان علي الأرض
وتتسخ ملابسهما ثم تقوم الوالدة بعقابهما , أما شوكار فقد كان متميزا في الدراسة وهو
الآن في الصف السادس ولكنه يريد أن يظهر لنفسه إنه لم يعد صغيرا وهنا ظل يفكر في وسيلةلمساعدة
والده الفقير ومساعدة أخويه حتي يكملا تعليمهما وهنا ظل يفكر ويفكر وأخيرا بدأ بشراء
عدة بيضات وذلك بعد أن ادخر مصروفه طوال شهرٍ كامل ثم كانت عندهم دجاجة كبيرة فرقدت
علي البيض ومرت الأيام وفقس البيض إلي كتاكيت صغيرة قام بتربيتها والاعتناء بها ثم
قام ببيع الدجاج الكبير واحتفظ لنفسه بواحدة تبيض وادخر المبلغ الذي معه ثم انتظر حتي
حصل علي عدة بيضات ورقدت الدجاجتان وفقس البيض بعد ثلاثة أسابيع إلي عدة كتاكيت والمهم
أنه قام بتربية الكتاكيت الكثيرة والاعتناء بها حتي كبرت وأصبحت دجاجا , فقام ببيعها
وادخر لنفسه اثنتين وبالتالي
أصبح عنده أربعة دجاجات تبيض وترقد
وبعد ذلك كان يترك لإخوته كمية من البيض ليأكلوا منها وجمع البيض حتي قام الدجاج بالرقاد
عليه وظل يعتني به حتي فقس البيض ثم اعتني بالكتاكيت حتي كبرت وأصبحت دجاجا وكان معه
مبلغا كبيرا من المال من المرات السابقة قام ببيع الدجاج الجديد وترك واحدة وقام بعمل
حظيرة أكبر من السابقة حتي تكفي للخمس دجاجات وما سيقوم بتربيته واشتري بعد ذلك شاة
صغيرة , قام بتربيتها ورعايتها حتي أصبحت كبيرة وحملت ثم أنجبت له اثنتين وفي نفس
الوقت كبر الدجاج الذي كان يقوم بتربيته فباعه كله وترك واحدة وقام بادخار المبلغ الذي
معه وقام ببناء حظيرة صغيرة للماعز
الذي عنده وبدأ يبيع من البيض الذي ينتجه الدجاج الذي عنده ويشرب من لبن المعزة هو
وأسرته ومرت الأيام وكبر أولاد الشاة وأصبحوا قادرين علي الحمل ومرت الأيام وأنجبوا
وبدأ يقوم برعايتهم جميعا وهنا وكان شوكار قد كبر هو وإخوته فبدْءوا يقومون بمساعدته
وخاصة أن المشروع قد كبر وبدأ يكسب كثيرا فكل يوم يبيع من البيض ويأكل هو وأسرته منه
ويشربون من اللبن وقام ببيع الماعز الجديد عنده وما كان قد جمعه من مال البيض واشتري
بقرة . كانت فرحة الوالد غامرة بابنه المتفوق في المدرسة والذي يساعد نفسه في توفير
مصروفه
المدرسي والآن أصبح عنده مشروعات
بدأ يكبر وينفق علي الأسرة وكانت البقرة كل يوم تحلب ويبيع من لبنها ويترك للأسرة جزءً
ومرت الأيام وأنجبت البقرة وكبرت ابنتها وأصبحت تحلب وفي نفس اللحظة كانت البقرة قد
ولدت ابنا آخر واللبن يزيد ويبيعون منه كل يوم والدجاج يبيض ويأكلون منه تفرغ الوالد
لمساعدة أبنائه الذين نجح مشروعهم والذي يدر ربحا كبيرا يكفي الأسرة ويفيض ويدخر شوكار
الكثير للأيام القادمة ومرت الأيام وكبرت مزرعة شوكار ولكنه الآن قد التحق بكلية الطب
التي كان يحلم بها ولم يعد قادرا علي العمل في المزرعة ولكنه كان يديرها مع أسرته
التي اتحدت كلها في رعاية هذا المشروع
الناجح والذي يكفي للإنفاق علي كل الأسرة ويفيض والمشروع يزداد في النمو حتي أصبح عندهم
مزرعة كبيرة للدجاج وللبقر ومرت الأيام وانتهي شوكار من دراسته وبدأ يتفرغ للعمل بمهنة
الطب السامية , وهنا ترك المشروع لأخويه اللذين كبرا واتجه لممارسة مهنته وكان قد ادخر
مبلغا من المال له لبناء مستشفي كبير وبالتالي أصبح شوكار طبيبا ناجحا في عمله وغنيا
في نفس الوقت وكان يتذكر أيام كفاحه وصبره ويقول لولا هذه الأيام لما أصبحت هكذا وتمر
ألأيام ليصبح شوكار في يوم من الأيام أكبر طيبب في تخصصه علي مستوي القطر كله
ويري أبواه صورته في الجرائد وهم
فرحين به كما كانا يفرحان به حينما كان يساعد نفسه ثم حينما كان يساعد أخويه ثم حينما
كان يساعدهما وكانا يقولان البذرة الصالحة دائما لا تثمر إلا بالسعادة والأجمل أن أخويه
أصبح أحدهما مهندسا والثاني أصبح مدرسا ناجحا واكتملت سعادة الأسرة.