حصلت على الأول على الجمهورية فى الصف السادس
الابتدائى وجاءت صورتى فى الجرائد وأخذت جائزة قيمة وشهادة تكريم من وزير التربية والتعليم
وأصبحت فى الصف الأول الإعدادى محور اهتمام الجميع ورمز للتكريم حيث أننى شرفت المدرسة
وشرفت معلماتى جميعاً والذى جعل الإهتمام أكبر أن والدى كان يعمل ناظراً فى المدرسة
الإعدادية وكذلك حالى أما والدتى فكانت مدرسة فى المدرسة الإبتدائية ولهذا اهتم بها
الجميع وأصبحت الفتى المدلل فى المدرسة تلبى كل طلباتى ومتميز فى جميع المواد وجدت الترحيب والإهتمام بجميع التلاميذ لى أصبحت
كأننى نجم من نجوم السينما يشيرون إلى بالبنان
وكأننى فرد غريب لست منهم وبدء الكثير
منهم يهدى إلى الأقلام والحلويات وعلب الألوان حتى يتقربون إلى بدأت أسأل نفسي لماذا
كل هذا النفاق أو التملق إنني بطبيعتي متسامح معهم ولكنني علمت أنهم يحاولون التقرب
مني لأن والدي ناظر المدرسة ولأنني متفوق حتي إن احتاجوا شيئا أكون الواسطة لهم كما
أن خالي مدرسا في المدرسة إلي جانب تميزي المبهر ولكن قلت لهم لا مانع من الإستفادة فالمحتاج
يضطر إلي أشياء للتسلق ولكن يجب أن
لا تتأثر بهم ولا تبالي ولكن حينما كنت أجلس مع نفسي أقول ليتني لم أكن متميزا إن التميز
له مشاكل وعقبات أسوأ أحيانا من الفشل لم أعد أستمتع بحياتي ولا استقراري وظللت علي
هذا الملل وحقا كان كلما اشتكي تلميذ من شيء كان يأتي إلي فكنت أذهب لوالدي وأكلمه أو أكلم خالي المهم أن
المشكلة تحل وفي صمت وبيسر المهم كنت السفير المهم وكنت الرسول إلي حل جميع العقبات
في المدرسة وإلي جانب التميز الشديد في جميع المواد فكان جميع المدرسين يقدرونني فيلبون
كل طلباتي والغريب أننى كنت رئيساً لاتحاد الطلاب وأنا فى الصف الأول الإعدادى وكنت
آخذ من والدى مالاً وأضعه فى صندوق التكافل الإجتماعى ونعطى أمولاً كثيرة بجانب ما
تعطيه المدرسة للتلاميذ المحتاجين وكان كل شىء معلوم عندى ومر هذا العام ولسوء حظى
فقد انتقل والدى وخالى سوياً إلى مدرسة أخرى ولم أكن اهتم بهذا الأمر كثيراً ولكن شعرت
بهذا الفارق حين جاء ناظر المدرسة آخر حاقد لا يحب الخير لأحد خاصة وأنه كان يغار من
والدى وخاصة أكثر وأنه كان له ولدان فى المدرسة واحد فى الصف الأول الإعدادى والثانى
فى الصف الثالث الإعدادى وعين ابنه رئيساً لاتحاد الطلاب وكان يحرمنى من الرحلات والأنشطة
ولا أعلم لماذا يتعمد إحراجى وحرمانى من حقوقى الطبيعية ولست أطلب منه التميز وقد ظهر
منه العكس فكان حينما يأتى إلى الفصل يتعمد إحراجى بأسئلة صعبة فوق مستواي الدراسى
وكنت لا أستطيع الرد وربما أجبت إجابة ضعيفة فيتعمد إحراجى ويقول بأنها خاطئة ويشوش
على إجابتى أمام الجميع وهكذا أصبحت على النقيض من العام السابق وبالتالى لم أري واحداً
من أصحابى القدامى الذين كانوا يتقربون إلى بكل ألوان التقرب وعلى العكس كانوا ينظرون إلى من أعلى إلى أسفل ويتعمد
أكثرهم الشماتة فى ويقولون أين كنت ؟ لقد كنت فى أعلى الدرجات والآن أنت فى أقل الدرجات
إنك لم يعد لك أى مركز أو مكانة وسط المدرسة وكانوا دائما يعيروننى ومر هذا العام على
كأنه سجن لم أكن أتوقعه وجاء العام الثانى وهو الثالث الإعدادى ولحسن حظى عاد والدى
وخالى إلى المدرسة من جديد ولم أعلم السبب المهم أن كل شىء عاد إلى وضعه وهنا شعرت
بمدى المسافة والفرق بين كل هذه ألأشياء وعندها لم أعد أستمع لكلام هؤلاء المتسلقين
وعندها قلت لقد تعلمت من هذا العام ما كنت أحتاج إليه .