يُروي انه كانت في غابر الازمان غابةٌ تعيش
في امان وسلام ويسر وانسجام
ولكن بدون اي مقدمات
حدثت حالةٌ من الهياج الشديد عند قبيلة
النمور وقامت بالثورة علي كل اوضاع الغابة وانتهزت
الضباع هذه الفرصة وقاموا باحراق الغابة وانتهزت
الثعالب ايضا فرصة احراق الغابة وقاموا باعلان
الاشاعات عن الكلاب
اعدائهم في الغابة وبهذا
صارات الغابة المثالية علي وشك الانهيار .
شعر الجميع بالخطر الداهم الذي
يحيط بهم ففكروا جميعا في اطفاء
الغابة اولا
اشتركت كل افراد الغابة في اطفاء الحرائق حتي هدأت تماما ولكنها كانت قد اهلكت الاخضر واليابس وتهدمت بيوت الكثير
من الحيوانات داخل الغابة
وبعد ان هدأت الاحوال واستقرت
الامور دعا الاسد جماعة النمور
وحضرت النمور امام كل الغابة وتم استجوابهم لماذا
قمتم بأحراق الغابة ؟ انكرت النمور انها قامت بأحراق الغابة
اولا ثم بعد ان وجدت ان الامر قد شاهده الكثيرون اعترفوا بذلك .
سالهم الاسد ولكن لماذا قمتم بمظاهرةٍ
وغضب دون سابقِ إنذار ؟
قالوا ايها
الاسد انك انت ملك الغابة هل الاسود افضل من
النمور نحن اسرع ونحن احيانا اقوي كما اننا نملك
مخالب اقوي من مخالبك وجسمنا ملون . صمت الاسد قليلا
ثم قال لقد تعودنا علي ذلك وورثنا الملك
ابا عن جد ولم يعترض احدٌ علي ذلك .
قالت النمور ان الحياة تغيرت ويجب ان نُعيد نظام الملك بينا من جديد .
قال الاسد حقا ولكن
شوروا علي وما توافقُ عليه الجماعة سوف نقوم بتنفيذه .
قال
كبيرهم : يجب ان نقوم بعمل انتخابات لتعيين
ملك الغابة والمستشارين له .
رحب الاسد بالفكرة وبالفعل تم عمل انتخابات
في الغابة . وظهرت النتيجة تم اختيار
الاسد ملكا للغابة بجدارة واستحقاق وثم اختيار الفيل مستشارا
له واما النمور فتم اختيارها مسئولين عن الامن
الخاص بالغابة
وبعد
ان تم اختيار الاسد وتوليته حكم الغابة
اجتمع بالنمور وقال لهم الان تم تعييني ملكا
للغابة بالانتخابات ويجب عليكم الخضوع لامري وعدم
العصيان ومن يخرج عن الجماعة يعاقب ولا عذر له
, قالوا نعم ايها الاسد انت تستحق ان
تكون ملكا للغابة ونحن راضين بحكم الاغلبية ولن نعترض
علي ذلك ابدا .
اجتمع الاسد بمستشاريه
والعقلاء في الغابة
وبعد الاجتماع تم الاتفاق علي ما يأتي يتم تقسيم الغابة الي طوائف وجماعات فطائفة الحيواات المفترسة تسكن في الاماكن العالية كالجبال والهضاب المرتفعة
والحيوانات اكلة العشب تسكن في السهول لوجود العشب والنباتات التي يتغذوا عليها
وطائفة الطيور تسكن علي الاشجار
والاغصان ومكانها في كل الغابة
وهي الوحيدة المستفيدة فآكلة الجيف منها تتغذي
علي الهالك من الحيوانات كلها واكلة الحبوب
منها تتنقل في كل انحاء الغابة اما الطيور
التي تسكن علي الارض ولا تطير فتعيش وحدها في ركن في الغابة سموه
ركن الطيور ويوجد بجوار بحيرة مياه ومكان اخر حول عينٍ مائية
وتم تعيين النسور مختصة بالطقس
وتم تعيين النمور مسئولة عن الامن الخاص
بالغابة كلها وعن تأديب الخارج عن نظام
الغابة وتم تعيين الكلاب لحراسة الاسد
وايضا للمخابرات الخاصة
بالغابة ولمساعدة النمور احيانا في تنفيذ
الاحكام ومتابعة الشارد عن الغابة وهكذا اصبح
للجميع دورٌ وكل واحد في الغابة له حدود لا يتجاوزها .
حدث في الغابة ذات يوم ان تآمرت مجموعة من الضباع
علي مجموعة من الكلاب والسبب هو حقدهم عليهم لانهم يحرسون
الاسد ويعيشون في بيت
الملك اما هم فلا دْور لهم ولا مكانة وسط الغابة ونجي الكلاب
بمعجزة كبيرة من الفتك بهم والسبب هو
وجود بعض النمور كانوا يسيرون علي مقربة منهم واسرعوا بإنقاذهم وقدمت الضباع
للمحاكمة وتم الحكم عليهم بالحبس
لزمن طويل .
ومرت الايام وانشا الاسد مكانا لتاديب الحيوانات الشاردة والمخالفة وتم انشاء
سجنٍ خاصٍ بذلك لمن يخاف
التعليمات وتكون عقوبته مخففة و جعل الفيل
قاضيا وحكما ومساعده هو احد
الاسود الكبار في السن .
كان اول من حبس هو الثور لسوء خلقه وتجاوزه
لحدود الادب مع احد جيرانه
من الحيوانات .
كان هناك اقتراح للغابة بانشاء صوامع لتخزين الغلال والحبوب واجتمع الاسد بمستشاريه ووافقوا علي ما تم اقتراحه والمستفيد هو الحيوانات اكله الحبوب والطيور وذلك
لان الجفاف احيانا ما يغزو الغابة وشاركت
الغابة كلها في انشاء الصوامع حتي تم الانتهاء منها .
فكرت جماعة من الثعالب في القضاء علي الاسد وذلك لكرههم
له لانه عين الكلاب
حراسا له ودبروا حيلة لقتله وجاء احدهم
وقال ايها الاسد اننا نحبك ونقدرك وقد تجمعنا كلنا وقدمنا
لك طعاما
جيدا من اللحوم الفاخرة والطازجة
ولم يكن بوسع الاسد غير شكرهم وقبول
هديتهم ولكن احد الكلاب كان قد سمعهم اثناء
اتفاقهم وجاء الي الاسد علي الفور وقال له
ايها الاسد ان الثعالب
قد وضعت لك السم في اللحم .
تعجب الاسد من هذا الفعل القبيح ولماذا تفعل الثعالب ذلك ؟
وفكر في ماذا يفعل معهم ؟ واخيرا
دعاهم ثانية الي تناول الغداء في اليوم التالي وقبل ان يفسد
اللحم الذي قدموه اليه
وحين اقبلوا اليه قالوا
الم تأكل الغداء بعد ؟
صمت الاسد قليلا وبعد ان اجلسهم واستراحوا
قال لهم
ايها الثعالب انكم قدمتم
لي هدية قيمة وجميلة وانا في غاية الشكر ولكن انا
لا استطيع ان اتناول منها شيئا
فمعدتي تؤلمني ولهذا
سأكون سعيدا بذالك تتناولوا انتم
طعامكم في بيتي قالوا شكرا لك قد
تناولنا الغداء جميعا
قال
هذا أمر ولن اتراجع فيه يجب ان
تتناولوا هذا الطعام "
ارتبكت الثعالب
وحاولوا الهرب ولكن الكلاب كانت لهم بالمرصاد واجلسوهم في
أملكنهم , وقال الاسد لهم ان
مخالفة امري جزاؤها الموت , لم يجدوا بدا من تناول الطعام المسموم وبعد ان تناولوه لم يمر وقت
طويل حتي سقطوا واحدا تلو الاخر قام
الاسد بإلقائهم خارج الغابة
ليكونوا طعاما لآكلات الجيف وشكر الكلاب علي ما
قدموه من
نصحٍ كان السبب في انقاذ الاسد في الوقت المناسب وبعد هذا الموقف اصبحت
كل الحيوانات تخاف من المؤامرات لانها
تعلم انها سوف تنكشف حقيقتها واصبح كل واحد يعيش في يسر وامان يؤدي ما عليه وياخذ حقه
حتي اصبحت الغابة نموذجا
يحتذي به عند جميع الحيوانات
وسمت بالغابة النموذجية .
ولكن تمر الايام
وتتوالي
وتمر السنوات لتحدث
مجاعة طويلة يموت فيها الكثير من أفراد الغابة وتتغير الاوضاع ثانيةً
لتعود الغابة الي ما كانت عليه
قبل ذلك