كانوا ثلاثة إخوة
اثنين حالهم متميز والثالث حالته سيئة كانوا
يسكنون فى منطقة متقاربة فقد بنى كل واحد منهم مسكناً بجوار الآخر حيث أنهم بنوا على
قطعة أرض ورثوها من أبيهم وبين كل واحد والآخر منزلاً غريباً كان الثالث السىء الحال
فى أول أمره ميسوراً فقد كانوا أحبابه وأصدقاءه ويهدون له الهدايا القيمة لأنهم يعرفون
بأنهم سيأخذونها فى المستقبل و ساءت حالته
وأصبح عنده أيضا خمسة من الأولاد وزادت أعباؤه , أمَّا همْ فكل فرد عنده ثلاثة فقط وحالته متيسرة ويزداد غنى فالصحة الجيدة
والأموال متيسرة لعمل مشروعات أما هذا الثالث فالصحة أصبحت ضعيفة ويحتاج لعلاج دائم
وقدرته على العمل أقل لم يعد هؤلاء يزورون أخاهم سعيد الفقير حتى أولادهم وكانوا يتقربون
إلى الآخرين ويدعونهم ويقدمون لهم الهدايا
ويودونهم أما هؤلاء فلا قيمة لهم ولا مراعاة للجيران ولا للقرابة وكانت هناك قطعة أرض
صغيرة مشتركه بينهم أرادوا بيعها واتفق الإثنان على بيعها سوياً وإعطاء الآخر سعيد
مبلغاً قليلاً وسوف يرضى لأنه لن يستطيع أن يتحداهما رضى الثالث بالمال فهو فى أشد
الحاجة إليه ولكن علم بأنهم خدعوه وذهب إليهم
ولكنهم سبوه وأهانوه هم وزوجاتهم ولم يستطع أن يأخذ منهم شيئاً فرضى وهو فى
غاية الحزن وقال لعل الله يعوضنى خيراً .
مرض هذا الرجل مرضاً شديداً ويحتاج إلى من يساعده بالكلمة الطيبة وبالمال وبالرعاية
والوقوف بجواره فى المستشفيات ولم يتحرك واحد منهم ولو بكلمة بل على العكس كان يقيمون
الحفلات فى منزلهم ويحترمون الآخرين وهو يعانى أشد المعاناة ووقف الجيران بجواره وتعاونوا
معه وتم شفاؤه ونجاه الله ومرت الأيام وتحسنت صحة الرجل أكثر فأصبح فى حال أفضل واستطاع
أن يصبح فى حال جيد وبدأ أولاده يكبرون ويعتمدون على أنفسهم وأصبح واحد منهم صاحب مشروع
كبير والثانى أصبح ضابط شرطة والثالثه تزوجت برجل أعمال كبير والرابعة تزوجت بوكيل
للنائب العام والخامس أصبح ضابطاً فى الحربية وقد كبر أبوهم وأصبح عنده مشروع كبير
يديره هو وقد أصبح كبيراً فى السن أما هم فقد ضيع أولادهم أموالهم على المخدرات وحتى
ما بقى معهم فقد تنازعوا جميعاً عليه وضيعوا أموالهم على الخصومات والمشاجرات والمحامين
أصبح الاثنان بأسرهم وقد كبروا فى السن لا يمتلكون شيئاً ولا يوجد لديهم غير ما يسد
رمقهم واختلس أحدهم مبلغاً ذات مرة من الشركة
وقبض عليه وأودع فى السجن فأصبحوا معيرة فى المكان الذى هم فيه أما أولاد الرجل سعيد
فلم يتقدم أحد منهم بأى ود ولا مال لهؤلاء
وذهب أحدهم إلى أولاد الرجل سعيد يطلب منه مبلغاً من المال فهو يحتاج إليه ولكنهم رفضوا ولكنهم قالوا لن نفعل بهم كما فعلوا
بأبينا حتى فى شدته ولكننا نكتفى بأن لا نقدم لهم السوء وهم لم يزرعوا أى ثمرة ولم
يقدموا لهذه الأيام فقد كانوا يظنون بأنهم سيصبحون دائما أغنياء وها هى الأيام الأيام
قد دارت عليهم ولو كانوا فى حالنا لبصقوا فى وجوهنا حين نطلب منهم شيئاً ولكننا سنعاملهم
على أنهم مساكين ويحتاجون إلي الصدقة وسنعطهيم من أموالنا حقهم فى الزكاه فقط