كانت رحلة مبهرة فوق الخيال حيث كنا جميعا
نحن الثلاثة الأصدقاء في غاية النشوة والفرح بما يدور حولنا لم يكن يصدق زميلي بسام
نفسه ونحن نصعد ونهبط فوق الموج الهائج بالسفينة
التي تحملنا نحن وأسرنا وكنا جميعا نضحك ونلعب
ولم نكن نبالي بما يدور حولنا أن هناك شيئا ما ينتظرنا وكنا نحن الثلاثة من الطلاب
المجتهدين نذاكر و نهتم بدروسنا و كنا نشترك
في فريق الكشافة في المدرسة لكي وفجأة أثناء إبحار السفينة انقلبت السفينة رأسا علي
عقب وتحطمت إلي أشلاء بعد انفجارٍ حدث فيها ونظرنا حولنا فلم نجد شيئا
وذهلنا من هذا الانقلاب العجيب
الذي أتعبني حقا هو ذلك البرد القارص المحيط
بنا تجاهلنا كل ما قد كان يحيط بنا من صراخ شديد ومن استغاثات فلم ينجو من السفينة
المحطمة والتي أصبحت أشلاءً سوي نحن الأصدقاء الثلاثة حيث كنا نجيد السباحة وقد تعلق
كل واحد منا بقطعة خشب من الألواح المتناثرة بينما لم يستطع أحد من الركاب غيرنا النجاة
واستطاع كل واحد منا بعد ذلك أن يتجه إلي السفينة
الصغيرة المحطمة والتي كانت تنزل إلي أسفل وأن يحصل علي عوامة منها ليقوم بوضعها حول صدره لأننا لن نستطيع أن نظل نسبح
هذه المدة الطويلة في البحر ثم تجمعنا نحن الثلاثة وظللنا نسبح في اتجاه واحد ولكن لم نكن ندري إلي أين الاتجاه ؟
ومر الوقت ونحن نسبح وجدنا أنفسنا أمام
جزيرة صغيرة واستقبلنا الصيادون فيها بترحاب شديد وقاموا بإخراجنا من الماء علي الفور
وأخذنا إلي داخل الجزيرة لم نكن ندري بما حدث فقد فقدنا الوعي تقريبا من شدة البرد
والتعب وبعد أيام من الراحة جلسنا نفكر نحن الثلاثة كيف سنعود إلي بلدنا ولا توجد وسيلة
مواصلات فالجزيرة بدائية ولا يملكون سوي قوارب الصيد البدائية وليس عندهم أي وسيلة
اتصالات حتي لغتهم لا نفهمها ونتكلم معهم بالإشارة لقد مات كل من كانوا معنا الآباء
والأمهات والأخوة جميعهم للأسف كنا جميعا متجهين إلي رحلة ترفيهية في احدي الدول الأوروبية
وكانت المرة الأولي والأخيرة التي نفكر فيها في هذه الرحلة .
ولكن حزننا نحن الثلاثة بعد إفاقتنا كان
كبيرا خاصة لفقدان الأهل والاحباب وفكرنا كثيرا
أن نظل في هذه الجزيرة الصغيرة وأن نقوم بالعمل مع الصيادين وتصبح هذه حياتنا فلم يعد
عندنا ما يستحق أن نعود من أجله 00 ولكن صديقايً كانا معترضين أشد الاعتراض قالا في
رأي واحد ولكننا لن نستطيع العيش هنا باي
حال من الاحوال
كما اننا تعلمنا ودخلنا المدرسة ولا بد ان نكمل طريق العلم ولا يمكن أن نتركه قلت لهم ومن سينفق علينا ولم يعد
لنا أهل ولا مال ؟
قال
احدهم الله معنا
ظللنا نقف دائما علي أعلي جبل في الجزيرة ننتظر أي طائرة هيلوكبتر تمر علينا
للبحث عن ناجين أو لأي سبب من الأسباب وذلك أن الطائرات الأخرى لن تسمع
أصواتنا وتحقق الغرض فبعد شهرين تقريبا من حدوث الكارثة وجدنا طائرة هيلوكبتر تمر علي
الجزيرة رفعنا لها الأعلام وظللنا نصيح ولكن لم يستجب أحد لنا بعد ولكن مرت ثانية ولما
تأكدوا أننا لسنا نمزح حطت الطائرة علي أعلي الجبل الذي كان مهيأ بالطبيعة لنزول الطائرة
وهنا حكينا لقائد الطائرة القصة وما حدث لنا وعلي الفور قام بحملنا معه في الطائرة
إلي بلده التي قامت علي الفور بالاتصال بالشرطة في بلدنا وقامت الطائرة بنقلنا علي
الفور إلي بلدنا وأثناء الرحلة التي لم يكن فيها غيرنا نحن واثنان هما طاقم الطائرة
وبعد أن قطعت الطائرة مسافة كبيرة 00اجتاحت الطائرة عاصفة شديدة وأصبحت الطائرة لا
محالة في طريقها للهبوط علي الأرض الرملية والصحراوية ولحسن حظنا نحن الثلاثة وجدنا مظلتين فقط في الطائرة وعلي
الفور تعلقت أنا وصديق لي بإحدى المظلات بينما تعلق الآخر بمظلة اخري ونزلنا
علي الفور من الطائرة التي سقطت بعد قليل ولم نعلم مصير القائدين بعد ذلك 00وقد تعلمنا
القفز من الطائرة بالمظلات في فريق الكشافة بالمدرسة وكانت تجربة واحدة ولكننا استفدنا
منها الآن لم نجد في هذه المنطقة الصحراوية أي شي لا ماء ولا طعام ولا وسيلة انتقال
ولا أي شيء وظللنا نسير حتي سقطنا من التعب والجوع والبرد حيث كنا في فصل الشتاء ولم
نستيقظ إلا في خيمة أحد البدو الذي قام بحملنا هو وأصدقاؤه إلي خيمتهم وقاموا بإطعامنا
وسقينا حتي أصبحنا علي ما يرام وظللنا معهم أسبوعا نستمتع بهذا الجو الغريب علينا والجديد
بالنسبة لنا ثم فكرنا في العودة مرة ثانية واتفقنا مع البدوي بأن يحمل اثنين منا علي فرس ويركب هو فرسا آخر حتى أقرب طريق إسفلتي
وبعد ذلك نستغيث بأحد المارة حتي نجد من ينقذنا وقبل وصولنا إلي الطريق الإسفلتي هجم
علينا ثلاثة من الفهود وبمجرد أن رأتهم الخيول التي نركبها ظلت تتحرك وتهتز ووقع
الرجل علي الأرض وحده
اما نحن فقد مسكنا بالحصان بقوة وصحنا جميعا نستغيث بينما الرجل كان فقد القدرة
علي التصرف فانطلق مهرولا وانطلق فهد خلفه ولكنه دون أن يدري ولم نعلم عنه شيئا ولكننا ظللنا نجري بالخيل بقوة
والفهود خلفنا تحاول ان تتعلق
بأرجل الخيل حتي اتجهنا الي الطريق الأسفلتي والفهود
خلفنا ومرت سيارة بسرعة عالية ولكنها لحسن الحظ أصابت أحد الفهود فخاف الاثنان
الآخران وفرا خاصة وان الفرسين كانا في
حالة غضب وهياج من منظر الحادث
حمدنا الله علي السلامة
وحاولنا النزول من علي الفرسين واخيرا
جلسنا علي الطريق لعلنا نجد من ينقذنا
وأخيرا وجدنا احدي سيارات الجيش التي كانت
تسير في هذه المنطقة وقمنا بالإشارة إليها فوقفت علي الفور فأخذونا إلي القائد الذي
لم يصدق ما قلناه له وقال كيف نجوتم من كل هذه الأهوال ؟ كانت قريبة
من لغتنا فاستطعنا شرح ما حدث
لنا ببساطة وهنا اتصل بالسلطة ببلدنا وحكي لهم قصتنا فوجدهم يبحثون عنا منذ زمن طويل خاصة بعد فقدان الطائرة
الهيلوكبتر وأخذتنا سيارة إلي بلدتنا التي علمت بقدومنا فاستقبلتنا بالترحاب الشديد
وقاموا بعمل احتفال كبير لنا لسلامتنا من كل هذه الأهوال وحمدنا الله علي العودة بينما
قامت الدولة بالإنفاق علينا حتي نتم تعليمنا حيث وصل خبرنا إلي كل وسائل الاعلام وبالطبع وصل خبرنا الي وزير التعليم
ومرت الأيام وتميز كل واحد منا في دراسته
ليصبح أحدنا ضابطا في الجيش والآخر ضابطا في الشرطة والثالث ضابطا في المخابرات وأصبحنا
رموزا مشرفة لبلدنا ونتذكر دائما ذلك الحادث الأليم والغريب في نفس الوقت .