يحتفل العالم الإسلامي كل عام بعيد الأضحي المبارك، حيث تذبح
الأضاحي، اقتداء بسيدنا إبراهيم، حين أمره الله –عز وجل- بذبح ابنه، وعندما استجاب فداه بكبش عظيم.
ترجع أحداث قصة «الأضحية» التي أصبحت عادة للمسلمين، إلى رؤية سيدنا إبراهيم الخليل –عليه السلام- في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، الأمر الذي يعد أمراً من الله عز وجل لنبيه.
وعلى الرغم من أن إبراهيم حُرم من الإنجاب لأعوام طويلة، وعندما سأل الله – عز وجل - أن يهبه ولدا صالحا، بشره الله بغلام حليم هو سيدنا إسماعيل، وهو في السادسة والثمانين من عمره، إلا أنه لم يتردد لحظة في تنفيذ أوامر الله.
وعندما أخبر سيدنا إبراهيم، ابنه إسماعيل برؤياه، فاستجاب له، قائلا: «يا أبت أفعل ما تؤتمر به ستجدني إن شاء الله من الصابرين».
وعزم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- على ذبح ابنه انقياداً لأمر الله -عز وجل- فأضجعه على الأرض والتصق جبين إسماعيل -عليه السلام- بالأرض, وهم إبراهيم أن يذبح ابنه، إلا أن الله –سبحانه وتعالى- أبدله بكبش عظيم من الجنة أبيض الصوف ذي قرنين كبيرين.
وأصبحت الأضحية سنة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وسنّة للمسلمين كافة، يؤدونها أيام الحج إلى البيت العتيق.
الحكمة من ذبح الأضحية :
لم يسنّ الله شيئاً عبثاً فلكل شيء في الدين الإسلامي حكمة ووخيرٌ مقصودٌ ومتعمّد، والتالي بعض من الحكم الربانية المستخلصة من الذبح في عيد الأضحى:
الاقتداء بنبي الله محمّد صلّى الله علي وسلّم، حيث ثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم بأنه ضحّى.
تعويد المسلم على البذل والتضحية في سبيل الله بكل الوسائل والطرق الممكنة، التضحية بالمال والنفس والوقت وغير ذلك.
الإحساس بالفقراء والمساكين والمحتاجين، فالمسلم يشعر بأخيه المسلم ويبذل الغالي والنفيس ليفرج كربةً عن أخيه المسلم، ولا سيّما الفقراء والشعور بمعاناتهم وتقديم اللحم والأضحية لهم في وقت العيد ليفرحوا بها.