لم أكن أتصور مدى سذاجتى وأعلم أننى ساذج
حتى مررت بعدة أمور بعدها أيقيت أنني أكبر
ساذج يستحق تغيير أفكاره وطبائعه
كنت تلميذا فى الصف الخامس الابتدائى كنت
الأول بلا نقاش متميزا فى جميع المواد وكان لى أصدقاء كثيرون أذهب إليهم لأذاكر لهم
وإن كان الظاهر أننى أذاكر معهم وكان آباؤهم يعرفون ذلك عنى وانتهى العام الخامس وحصلت
على الأول بجدارة أما هم فكانوا من الناجحين بدرجات متوسطة
وجاء الصف السادس كانوا يبكون لى ويقولون بأننا نضرب من آبائنا إنهم يريدون أن نحصل
على مجموع مرتفع إن الصف السادس نهاية المرحلة الإبتدائية وسيدل ذلك علي مستوانا الدراسى كنت أذهب وأذاكر لهم وأعطل
نفسى أكثر وكل واحد منهم وسط زملائى يقول على بأننى علامة أى يدلون الجميع على بأننى
الوحيد الذى يمكن أن أذاكر فكان كل أصدقائى يأتون إلى لأذاكر لهم وكأننى فتحت درساً
للدروس الخصوصية ولكن بلا مقابل الأدهى والأمر أنهم جميعاً كانوا يأخذون دروساً خصوصية
ولكن كل واحد لا يقول ذلك ولا أحد يتكلم ويأتى إلى يبكى حتى أشفق عليه فأذاكر له وأترك
نفسى فى أوقات كثيرة ولا أعلم إلا أنهم ضعفاء الغريب أنهم كانوا يأتون أمام الجميع
ويمدحون فى ليظهر حسد الحاسدين وحقد الحاقدين أما عن أنفسهم فكانوا هم المحتاجين إلى
المذاكرة وحتى فى الفصل كان كل فرد منهم يخفى بأنه يفهم الكثير من المسائل إلا عندما
يخاف من العقاب أو فى امتحان أعمال السنة بحل بعض الأسئلة ولكن ليست كلها .
ومر العام الدراسى وجاءت الإمتحانات وأنا
على هذا الحال والمهم أننى أصبحت مشهوراً وسط الزملاء بأننى الوحيد الذى يعاون كل أصدقائه
وجاءت الإمتحانات لقد كانوا بجوارى فى الامتحانات يظلون يبكون لو سمحت تكلم لنا عن
إجابة السؤال رقم كذا فأظن بأنهم لم يحلوا سؤالا واحداً فكنت أعرض نفسى لإهانة المراقبين
وأقوم بحل الكثير من الأسئلة السريعة الإجابة وفى آخر يوم كنت قد فرغت من نصف المادة
فقط وظلوا يبكون والدموع تنهمر من أعينهم فأشفقت عليهم وأكملت لهم الأسئلة التي يحتاجون
إليها وأظن أنهم لم يحلوا شيئا ولم أكد انتهي
من واحد حتي
أكمل للآحر وربما شوشوا على بعض الإجابات
عندي ولم أستطع كتابة الحل النموذجى ويـأخذون هم منى ما يحتاجون ولا أسمع لهم صوتاً
فكنت أوزع مجهودى على المادة وعليهم وظلوا
يبكون والدموع تنهمر من أعينهم أكملوا الإجابة
ولما وجدني المراقب أتكلم بصمت جاء علي الفور وقررأن يعمل لى محضر غش ظللت أبكى ولكنه فى النهاية أخذ
ورقتى وقال لى انصرف من الإمتحان ولم أستطع أن أكمل الإجابة وقلت الحمدلله أننى أكملت
نصف الورقة خرجوا جميعاً فى غاية السرور وجاءت النتيجة لقد حصلوا جميعاً على درجات
لم يكونوا يحلمون بها أما أنا فحصلت على درجات أقل بكثيرمن درجاتى التى كان من المفترض
أن أحصل عليها لقد أصبحت الخامس على المدرسة وهنا قال لى والدى إنك تستحق كل ما أنت
فيه لقد كنت أنصحك وأنت لا تسمع نصيحتى ولا رأيى وكانت الفرحة غامرة لكل الأصدقاء ولن
أقول الأصدقاء بل الزملاء وعندها عرفت أن كل واحد منهم أو اثنين من الجيران كان يذهب
إلى درس خصوصى ولكن فى سرية تامة عن الآخرين وبعدها تعلمت بحق وقلت إن التعليم والخبرة
فى الحياة لا تأتى بالصدفة وإنما تأتى بالتجربة له والحياة كفيلة بتعليمى الكثير ومن
يومها وأنا لا أقدم إلا ما يجب على أن أفعله
فقط .
والغريب أن كل ما كان يحدث كان بعلم أبائهم
وبتخطيط منهم وكانت الفرحة غامرة وشديدة بعد ظهور النتيجة التى كانوا يتوقعونها .
ولكن للأسف الشديد لقد صمتوا جميعاً بعد
ظهور نتيجة الصف الأول الإعدادى لقد عاد كل فرد إلى مكانه الطبيعى .