الفأر الكسلان -قصة للطفل - شاكر صبري

وجد  الفأر توكو  نفسه  قد ولد  وترعرع  وسط  مخزنٍ  مليءٍ بالغلال  كان المخزن كبيرا  تربي  فيه هو وعدد كبير من اخوته  لم يشعروا يوما بالجوع  ولا بالحرمان     كانوا  يخرجون  للنزهة  فقط  ثم  يعودون الي موطنهم  الاصلي  والدائم داخل  هذا المخزن الشاهق  المليء بالخيرات  وقد  ظهر ت   اثار الراحة  وتوفر الغذاء الطيب علي جسم  توكو   الذي امتلأ  حيوية ونشاطا ,  لم  يكن  يعلم صاحب المخزن بما يدور داخله وهو امتلاؤه بالفئران  ودخل  ذات  مرة  ومر علي المخزن  فوجد الفئران تدخل من الباب الخلفي المفتوح فقام علي الفور بإغلاقه   

كان  هذا الباب  قد حال  بين حصول توكو واخوته علي الكثير من    الحبوب ولم يعد  امامهم  الا  الفتات  ,  ولكنهم مع ذلك  يجدون ما يسد  رمقهم   .

من ما اضطر بعض اخوته الي البحث عن مكان اخر   ليترك فرصة  لاخوته  ان   يستمتعوا بالمكان  والخير الموجود فيه .

كان يوجد ثقب صغير في الباب استطاعوا جاهدين ان يخرجوا من هذا الثقب تاركين المكان لإخوانهم   فالطعام قليل

وعلم صاحب المخزن بعد  ذلك   انه لم تزل  هناك  فئرانٌ داخل المخزن   فقام  بنقل كل الحبوب  من المخزن الي مخزن اخر يخلو  من الفئران   من ما اضطر كل اخوة توكو الي الخروج من المكان هربا من الجوع فلم يعد  امامهم  الا  ما تنائر علي الارض  وهو لن يكفي  واحدا منهم  لمدة  عدة ايام  .

 لم يكتف  صاحب المخزن  بذلك  بل قام  باغلاق المخزن  كاملا وسد  كل الثغرات الموجودة   فيه فلم يجد توكو  وسيلة للخروج فقد  اغلقت جميع الوسائل  للخروج   وعلم  اخوة توكو ما حدث  فوقفوا علي الشباك  ينظرون اليه وينادونه  هيا حاول  التسلق والخروج فهناك فتحةٌ ضيقة في الشباك   وسوف يحاولون توسيع فتحته لخروج  توكو  بتعب ومشقة .

كان توكو  كسلانا يقول  لهم لا تقلقوا سوف  نجد  خيرا كثيرا  في الايام القادمة .

وهم يقولون  له كيفْ وقد علم صاحب المكان  بنا ولن بترك  فرصةً  لنتحرك  وقد نقل  كل الحبوب   لمكان اخر , ليس امامك الا  الاستفادة بما تبقي من قوتك  ومحاولة  الهروب من هذا  الثقب ولن يتم ذلك الا بمساعدتنا  ,  لم يهتم  بكلامهم  توكو وقال اصبروا  .

نفذ الغذاء كله ولم يجد توكو  شيئا  يقتات به ووجد نفسه  ضعيفا غير قادر  علي  البحث  وهنا  فكر في  الخروج  ظل  يقرض  في  القطعة الخشبية الموجودة دخل المخزن من اجل الخروج ولكنه   وصل  الي  اخر  جزء فيها  وقد سقط  لا يقدر حتي علي الحركة  وهو يحتاج  الي  الغذاء الذي سيعيد اليه كل شيء الحركة والحياة ولكنه لم يجد  اي شيء  كانت اخوته  ينظرون اليه  وهم   يتالمون  ويقولون  وداعا توكو      ومرت  الاوقات ويأتون واحدا تلو الاخر لوداع  توكو    واخيرا  ودع توكو  الحياة  وهم يبكون  حوله  حزنا علي فراقه