كان هيثم تلميذا مشاغبا في السنة الثانية من المرحلة الابتدائية لا يسمع كلام الاستاذ .
لا يذاكر دروسه , لا يهتم بكلام احد
, لا يصلي , لا يحب ان يعرف أي شيء عن الاخلاق والقيم ولا الدين وحين ينصحه زملاؤه يقول لهم
سوف أصلي غدا واسوف أفعل غدا وسوف انجح غدا
حتي ملوا من كلمة غد التي يجعلها وسيلة للهروب من كلامهم ويأتي غد
فيقول غدا وقد تعود علي كلمة
إن غدا من ناظره قريب والتي حفظها من مدرس اللفة العربية .
لاحظ احد
المدرسين اهمال هيثم و نصحه كثيرا
بالاجتهاد ولكن هيثم كان يقول ايضا غدا , تضايق
المدرس من اهماله وعدم تقديره لمسئوليته
فطلب حضور والده لمعرفة اسباب اهماله
وعندما حضرت والدته علم ان والده
قد سافر وان والدته هي التي ترعاه
وحدها وحينما طلب
منها الاهتمام بهيثم قالت له انا
لا استطيع معاقبته ولا ايذاءه
ان ايذاءه يؤلمني فنصحها قائلا لا بد من الاهتمام به اكثر انه
صغير ويحتاج الي نصح وارشاد وقد قال لها
المدرس وهو حزين سوف اقوم بعمل ما علي من واجبات اما ما عليكم
فانتم مسئولون عنه .
انصرفت والدته دون ان تعد المدرس بشيء
ومر العام الدراسي وللأسف
رسب هيثم في الامتحان ولكن هيثم لم
يبالي وحتي والدته لم تعاقبه .
ولكن مع
بداية العام الدراسي التالي اصبح هيثم في السنة
الثانية وزملاؤه في الصف الثالث , كان هناك زملاء له يقومون
بتعييره والاستهزاء به ووجد نفسه
يشعر بالخجل امام نفسه وذات
يومٍ بكي
من كلام سمعه من بعض اصدقائه وحينها
قال ليتني سمعت نصيحة مدرسي المحب لي والمخلص ليتني
ليتني وظل يتذكر اهماله واستهتاره
,
وقال سوف ابدأ مرحلةً
مختلفة عن السابقة لا بد أن اصبح فردا
اخر .
وبدأ الاجتهاد والجد في المدرسة وظهر ذلك جليا عليه
فقام المدرسون بتشجيعه وبعض زملائه المحبين له وعلم المدرس
المخلص له حاله فازداد اهتماما به وقام بتشجيعه اكثر واسند له
القاء كلمة في طابور الصباح
وبدأ
هيثم يتعلم
حفظ القرآن وانتهي العام الدراسي و حصل
هيثم علي الترتيب الثالث علي زملائه
في الفصل وكانت فرحة كبيرة لهيثم ولمحبيه وبدأ هيثم يسير علي هذا المنهج والنمط في حياته
وفي العام التالي حصل هيثم
علي الطالب المثالي علي المدرسة وكان يتذكر اهماله
واستهتاره ويقول يجب ان لا انسي يوما ما ما حدث
لي فهو دافع كبيرٌ لي للنجاح
والتفوق .