اعتاد والد ”وسيم“ ؛ قبل حلول عيد الأضحى بأيام قليلة ؛ أن
وكان ”وسيم“ يساعد والده في فى الاعتناء بالخروف ؛ حتى نشأت فيما بين ”وسيم“ والخروف صداقة قوية ؛ الا ان ”وسيم“ كان شديد الإشفاق عليه ؛ وكلّما اقترب وحانّ موعدُ عيد الأضحى المبارك ؛ كان يحزن كثيرا ؛ لأنه كان يعلم ان هذا الخروف الطيب سايذبح .
لذا كان ”وسيم“ يتوسل الى ابية الاينحرة ؛ وكان ابية يبتسم ؛ قائلا له : ”لا تحزن يا ”وسيم ، هذة هى دورة الحياة كائنات تتغذى على كائنات أخرى حتى تستمر الحياة “ “؛ وفى ليلة ”الواقفة“ وهى الليلة التى تسبق ليله العيد ؛ وبينما كان الجميع مشغول بتحضير زينات وعلقات العيد ، تلصص ”وسيم“ في غفلة من الجميع المنهمكون في الاستعدادات ؛ واقترب من الخروف ؛ ليهمس في أذنه قائلا : ”عليك أن تلوذ بالفرار ياصديقى العزيز ؛ وإذا لم تسعفك قدماك فما عليك إلا الاختباء فى مكان أمين اتقاءعليك من الذبح” .
وعلى الفور قام بفك الحبل المربوط بة ؛ وبالفعل انطلق الخروف بعد ان فك وصلة ، وما من لحظات حتى اعدوة الجيران الى والد ”وسيم“ ؛ نظرا والد ”وسيم“ الى ”وسيم“ بغضب شديد قائلا لة : ”هل انت من قمت بفك رابط الخروف يا ”وسيم““ ؛ اجاب ”وسيم“ : ”نعم يا ابى“ ؛ فقال له : ”ولماذا فعلت ذلك “ ؛ اجابه ”وسيم“ قائلا : ”حتى لا ينحر ويتعذب“ ؛ فقام والدة بتهدئتة والتربيط على كتفة .
فكر ”وسيم“ فى حيله جديدة لتخليص صديقة ”الخروف“ من المصير المحتوم ؛ حتى أرهقه التفكير فخلد إلى النوم.
واثناء نومة حلم ”وسيم“ بصديقة الخروف يقترب منه وهو يرتدى بدالة جميلة وفى فمة يحمل وردة بيضاء ؛ وبيداة بعض البلونات الملونة ؛ وكان مبتسما مبتهجا ؛ و قال له : ”لا تحزن يا صديقى ”وسيم“ ان نحرى سنة متبعة اخذناها عن ابانا ابراهيم علية السلام ابو الانبياء ؛ حيث فدى جدى الاكبر نبى الله اسماعيل علية السلام ؛ وحتى الان ونحن هذة نتبع هذة السنه ؛ وعليك ان تعلم يا صديقى ”وسيم“ ان لكلّا منا دور ورسالة فى هذة الحياة ؛ وانا دورى انا امد جسم الانسان بالبروتينات و السيلينيوم الذي يقي جسم الانسان من المواد المسببة للسرطان ويحارب الشيخوخة ويقوي الجهاز المناعي و يقي الإنسان من الإصابة بمرض فقر الدم حتى ينمو ويعيش ؛ واني اقدم صوفى ليصنع منه معاطف لتقية من برد الشتاء ؛ وانا اتغذى على الحشائش والاعشاب حتى انمو والحشائش والاعشاب تتغذى على الماء حتى تنمو وهكذا ؛ فكلا منا دور ورسالة فى هذة الحياة ؛ وانا لا اتالم وانا اقدم لحمى وصوفى ، فمن يقدم التضحية لا يتالم ؛ والان يا ”وسيم“ عليك ان تقوم بدورك انت ايضا ؛ وتشترى بعض الملابس والالعاب للاطفال الفقراء ؛ هكذا تكمل فرحة العيد ؛ ابتسم ”وسيم“ قائلاً : ”ما أجملك وما ألطفك وما أرق قلبك أيها الخروف الحنون”.