نادت الأم مراراً وتكراراً علي ابنتها صوفيا.
لم تنتبه صوفيا.. لأنها كانت متكئة علي سريرها وسماعتي الأذن تنبح في أذنيها الصغيرتين بالموسيقي الصاخبة.. والمصدر كان صديقها (التابلت).
دخلت الأم ونزعت سماعتي الأذن من أذني صوفيا بعنف وصاحت فيها غاضبة:
ـ لقد أفسد هذا اللعين حياتك.. أنا أخطأت حين سمحت لك بأن تأخذيه من خالك.
جذبت الأم (التابلت) وقالت لصوفيا بنظرات حادة:
ـ سأخفيه بعيداً عن ناظريك.. حتى أعيده في القريب إلي خالك..
أطفأت الأم الأنوار وأمرت صوفيا بأن تنام ثم غادرت الغرفة.
بكت صوفيا وضربت بيديها علي فخذيها وهي تصرخ:
ـ أريد (التابلت).. أرجوكي يا أمي.. أعيدي لي صديقي.. لا أستطيع العيش بدونه..
ملأ الدمع عيني صوفيا فنامت ليسيل علي الوسادة واستسلمت إلي النوم.. لتري في المنام حلماً عجيباً..
يسعل (التابلت) في مكان يغلفه الظلام والغموض.. يُفتح (التابلت) فيخرج منه نور خافت يكشف عن كتيب صغير واضح عليه أثار الإهمال فينفر منه (التابلت) ويقول بامتعاض:
ـ ابتعد عني أيها الكتيب الملوث.. حتى لا يؤذيني غبارك..
فضحك الكتيب وقال:
ـ مرحباً بك يا رفيقي.. ألا تتذكرني..؟!
اتسعت عيني التابلت من الدهشة وقال:
ـ أنت مرة أخري.. في أي بيت أذهب إليه ترافقني..
قال الكتيب بحسرة:
ـ وليت أهل البيت يهتمون بي كما يهتمون بك.. ولكن للأسف.. يلقون بي في خزينة المهملات كما تري..
فضحك (التابلت) وقال بغرور:
ـ بعد ظهوري أصبحت أنت بلا قيمه.. وهذا هو مصيرك..
اندهش الكتيب وسأل:
ـ ولكن أخبرني.. ما الذي أتي بك إلي هنا..؟!
زفر (التابلت) وقال:
ـ سوء حظي..!!
فضحك الكتيب وقال:
ـ تقصد سوء استخدامك..
فصاح (التابلت) غاضباً:
ـ أنت ما زلت تَغير مني.. أنا أري الشماتة في عينيك..
فقال الكتيب في ثقة:
ـ أنا لا أغار منك.. لأنني أفضل منك..
فقال (التابلت) ساخراً:
ـ صدقت.. والدليل أنهم كرموك ورموك هنا في خزينة المهملات..
فقال الكتيب:
ـ هم رموني هنا عن إهمال وعن جهل.. أما أنت.. فرموك هنا عن قصد..
غضب (التابلت) واستعرض علي شاشته الخارقين ـ أبطال الألعاب التي يخزنها بداخله ـ وهدد الكتيب بأنه سيطلق عليه هؤلاء الخارقين ليمزقوا أوراقه ويدمروه.. فقال الكتيب بشجاعة:
ـ تريد أن يدمروني كما دمروا خالد بن خال ريم.. بعد أن أدمن اللعب بهم.. فتلك الألعاب هي التي علمته العنف.. وهي التي ألهته عن مذاكرة دروسه حتى رسب.. وهي التي عزلته عن المجتمع.. وهي التي أضعفت بصره وسمعه وتركيزه.. وهي التي زادت من وزنه.. وهي التي...
صرخ (التابلت) مقاطعاً:
ـ كفي.. أتعدد مساوئي ليكرهني الناس وتعود لك قيمتك.. أنت تحقد علي.. كم أنا أكره جميع الكتب..
قال الكتيب بحكمة وهدوء:
أنت سريع الغضب والحُكم.. أتدري ما هو عنواني..؟!
دقق (التابلت) النظر في عنوان الكتيب وقال بدون مبالاة:
ـ لم أنتبه قط إلي عنوانك..
فقال الكتيب ناصحاً:
ـ اقرأ عنواني.. وستعرف مدي قيمتي..
أنار (التابلت) بالكشاف فوضح عنوان الكتيب وقرأه (طرق الاستخدام الآمن للتابلت) أغمض (التابلت) عيناه من الخجل وعلم قيمة هذا الكتيب بالنسبة له.. فلو قرأ الناس هذا الكتيب جيداً.. ما استخدموه الاستخدام السيئ.. وما أصبح شبحاً يسبب الكوارث في كل بيت..
التقط (التابلت) صورة تذكارية لصديقة الكتيب بالكاميرا وقال:
ـ سأثبت لك هذه الصورة خلفية علي سطح مكتبي.
وفي الصباح.. استيقظت صوفيا ونهضت من فراشها وأسرعت إلي خزينة المهملات وفتحت بابها.. فرأت (التابلت) مواجه للكتيب أمسكت ب(التابلت) وفتحته وفوجئت بصورة الكتيب خلفية علي سطح مكتبة..
أسرعت صوفيا وفي يدها (التابلت) والكتيب إلي والدتها وعندما رأتها الأم غضبت وجذبت منها (التابلت) سألتها:
ـ كيف عرفتي مكانه..؟!
ترجت صوفيا والدتها وهي تعطيها الكتيب:
ـ أرجوكي يا أمي.. لا تعيدي (التابلت) إلي خالي.. قبل أن تقرئي هذا الكتيب..
أمسكت الأم الكتيب وقرأت عنوانه فشعرت بالخجل ثم قالت:
ـ يا الهي.. لقد نسيت أن أقرأه.. مع أن خالك أوصاني بقراءته وحذرني من إهماله..
وعدت الأم صوفيا بأن تقرأ الكتيب..
فرحت صوفيا.. واستعدت للاستخدام الجيد لصديقها (التابلت).. ليكون صديقاً آمناً ومفيداً..
تمت بحمد الله
لم تنتبه صوفيا.. لأنها كانت متكئة علي سريرها وسماعتي الأذن تنبح في أذنيها الصغيرتين بالموسيقي الصاخبة.. والمصدر كان صديقها (التابلت).
دخلت الأم ونزعت سماعتي الأذن من أذني صوفيا بعنف وصاحت فيها غاضبة:
ـ لقد أفسد هذا اللعين حياتك.. أنا أخطأت حين سمحت لك بأن تأخذيه من خالك.
جذبت الأم (التابلت) وقالت لصوفيا بنظرات حادة:
ـ سأخفيه بعيداً عن ناظريك.. حتى أعيده في القريب إلي خالك..
أطفأت الأم الأنوار وأمرت صوفيا بأن تنام ثم غادرت الغرفة.
بكت صوفيا وضربت بيديها علي فخذيها وهي تصرخ:
ـ أريد (التابلت).. أرجوكي يا أمي.. أعيدي لي صديقي.. لا أستطيع العيش بدونه..
ملأ الدمع عيني صوفيا فنامت ليسيل علي الوسادة واستسلمت إلي النوم.. لتري في المنام حلماً عجيباً..
يسعل (التابلت) في مكان يغلفه الظلام والغموض.. يُفتح (التابلت) فيخرج منه نور خافت يكشف عن كتيب صغير واضح عليه أثار الإهمال فينفر منه (التابلت) ويقول بامتعاض:
ـ ابتعد عني أيها الكتيب الملوث.. حتى لا يؤذيني غبارك..
فضحك الكتيب وقال:
ـ مرحباً بك يا رفيقي.. ألا تتذكرني..؟!
اتسعت عيني التابلت من الدهشة وقال:
ـ أنت مرة أخري.. في أي بيت أذهب إليه ترافقني..
قال الكتيب بحسرة:
ـ وليت أهل البيت يهتمون بي كما يهتمون بك.. ولكن للأسف.. يلقون بي في خزينة المهملات كما تري..
فضحك (التابلت) وقال بغرور:
ـ بعد ظهوري أصبحت أنت بلا قيمه.. وهذا هو مصيرك..
اندهش الكتيب وسأل:
ـ ولكن أخبرني.. ما الذي أتي بك إلي هنا..؟!
زفر (التابلت) وقال:
ـ سوء حظي..!!
فضحك الكتيب وقال:
ـ تقصد سوء استخدامك..
فصاح (التابلت) غاضباً:
ـ أنت ما زلت تَغير مني.. أنا أري الشماتة في عينيك..
فقال الكتيب في ثقة:
ـ أنا لا أغار منك.. لأنني أفضل منك..
فقال (التابلت) ساخراً:
ـ صدقت.. والدليل أنهم كرموك ورموك هنا في خزينة المهملات..
فقال الكتيب:
ـ هم رموني هنا عن إهمال وعن جهل.. أما أنت.. فرموك هنا عن قصد..
غضب (التابلت) واستعرض علي شاشته الخارقين ـ أبطال الألعاب التي يخزنها بداخله ـ وهدد الكتيب بأنه سيطلق عليه هؤلاء الخارقين ليمزقوا أوراقه ويدمروه.. فقال الكتيب بشجاعة:
ـ تريد أن يدمروني كما دمروا خالد بن خال ريم.. بعد أن أدمن اللعب بهم.. فتلك الألعاب هي التي علمته العنف.. وهي التي ألهته عن مذاكرة دروسه حتى رسب.. وهي التي عزلته عن المجتمع.. وهي التي أضعفت بصره وسمعه وتركيزه.. وهي التي زادت من وزنه.. وهي التي...
صرخ (التابلت) مقاطعاً:
ـ كفي.. أتعدد مساوئي ليكرهني الناس وتعود لك قيمتك.. أنت تحقد علي.. كم أنا أكره جميع الكتب..
قال الكتيب بحكمة وهدوء:
أنت سريع الغضب والحُكم.. أتدري ما هو عنواني..؟!
دقق (التابلت) النظر في عنوان الكتيب وقال بدون مبالاة:
ـ لم أنتبه قط إلي عنوانك..
فقال الكتيب ناصحاً:
ـ اقرأ عنواني.. وستعرف مدي قيمتي..
أنار (التابلت) بالكشاف فوضح عنوان الكتيب وقرأه (طرق الاستخدام الآمن للتابلت) أغمض (التابلت) عيناه من الخجل وعلم قيمة هذا الكتيب بالنسبة له.. فلو قرأ الناس هذا الكتيب جيداً.. ما استخدموه الاستخدام السيئ.. وما أصبح شبحاً يسبب الكوارث في كل بيت..
التقط (التابلت) صورة تذكارية لصديقة الكتيب بالكاميرا وقال:
ـ سأثبت لك هذه الصورة خلفية علي سطح مكتبي.
وفي الصباح.. استيقظت صوفيا ونهضت من فراشها وأسرعت إلي خزينة المهملات وفتحت بابها.. فرأت (التابلت) مواجه للكتيب أمسكت ب(التابلت) وفتحته وفوجئت بصورة الكتيب خلفية علي سطح مكتبة..
أسرعت صوفيا وفي يدها (التابلت) والكتيب إلي والدتها وعندما رأتها الأم غضبت وجذبت منها (التابلت) سألتها:
ـ كيف عرفتي مكانه..؟!
ترجت صوفيا والدتها وهي تعطيها الكتيب:
ـ أرجوكي يا أمي.. لا تعيدي (التابلت) إلي خالي.. قبل أن تقرئي هذا الكتيب..
أمسكت الأم الكتيب وقرأت عنوانه فشعرت بالخجل ثم قالت:
ـ يا الهي.. لقد نسيت أن أقرأه.. مع أن خالك أوصاني بقراءته وحذرني من إهماله..
وعدت الأم صوفيا بأن تقرأ الكتيب..
فرحت صوفيا.. واستعدت للاستخدام الجيد لصديقها (التابلت).. ليكون صديقاً آمناً ومفيداً..
تمت بحمد الله