وقف العصفور الصغير علي الغصن الجميل في الصباح الباكر
وهو يغرد للشمس وللحياة الجميلة الحلوة وقد بدات فيه نوازع الطيران والحرية مع انه
لم يزل صغيرا بعد . التف حوله اخوته
الصغار وهم يمرحون وينشدون اجمل
الاناشيد فرحين بالصبح وباليوم البهيج الاول شمس
والثاني بدر والثالثة صباح
جاءت امهم ومعها الحبوب لكي يتناولوا وجبة الفطور ومعها
ابوهم وسالتهم كيف اصبحتم يا احبتي فقام شمس وهو يتارجح علي الغصن قائلا الحمد لله
في كل حال
حمدا ربي حمدا ربي
بالايمان نور
قلبي
بالخيرات
افتح دربي
وظل يكررها وهو
سعيد انه يؤلف مثل هذه الكلمات ويضحك اخوته وقالوا انه شاعر يا امي يتعلم الطيران
ويتعلم الشعر ايضا وظلوا يرددون معه كلامه
بينما الام مشغولة
فقد كانت تناولهم الفطور بينما
الاب يقول له كيف تعلمت الشعر يا شمس ؟
فيقول يا امي انني ولدت بين الغصون وبدات تتفتح عيناي علي الاوراق الخضراء والكون
الفسيح والهواء الطلق لماذا لا اكون شاعرا ولماذا لا اشعر بجمال الحياة
بينما اخوه بدر خرج علي الغصن ايضا وقد قوي عوده وظل
يردد بعض الاغاني المعروفة للعصافير والتي يرددونها حوله وهنا قامت صباح وظلت تغزل
في العش وتعيد بناءه من جديد وهنا قالت لهم الام سبحان الله ان كل واحد منكم اعطاه
الله موهبة في امر يختلف عن الاخر وقد بدات تظهر فيكم هذه المواهب
وقف شمس منعزلا عن الجميع وهو في جانب من العش بينما
الجميع يكملون حديثهم سال نفسه سؤالا
لماذا خلقنا الله معشر الطيور ؟ اليست لنا مباديء او اهداف او امبراطوريات مثل الانسان ثم قال ان
اجمل شيء في هذه الحياة ان يكون لك هدف تعيش لاجله .
جلست الام تستريح بعد عملها الشاق طول الصباح لكي تاتي
لهم بالحبوب من كل مكان وهي متوكلة علي الله
خرج الاب لبرهة ثم عاد يلهث وهو يكاد يموت من القلق سالوه في لهفة ماذا اصابك ؟ قال بينما انا متجه
في احدي الاماكن اجمع الحبوب لكم لكي تستمتعوا
بفطور طيب اذ كادت تقع علي راسي قطعة خشب كانت موجودة في اعلي الشجرة
الغريب ان هذه القطعة كانت معلقة بقطع اخري وقد اصابت الكثير من الاصدقاء وفقدوا
حياتهم
قال الجميع الحمد لله فقد نجاك الله بمعجزة وعدت الينا
سالما
ومرت الايام وبدات العصافير تتعلم الطيران تقوم الام
باخذ واحد منهم والاب باخذ الاخر مرة كل صباح حتي اتموا جميعا التعلم علي الطيران
واصبحوا قادرين علي التصرف بانفسهم وهنا
طلبوا من ابويهم ان ينطلقوا فهم يحبون حياة الحرية ويحب كل واحد منهم ان يستقل
بنفسه وهنا وافق الابوان وهما سعيدان
لانهما ادوا رسالتهما تجاه اولادهما وقالت العصافير الثلاثة سوف نكون سويا
حتي يعرف كل واحد منا ماذا يفعل والي اين يتجه
وفعلا طار الثلاثة معا وهم يمرحون ويلعبون فقد بدؤا
يعتمدون علي انفسهم
استيقظ الاخوة الثلاثة
في وقت واحد في الصباح الباكر ولكن شمس كان اكثرهم نشاطا واولهم
استيقاظا لم ينسي ان يبدا كلامه بذكر الله
اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله لا شريك له لا الاه الا هو اليه النشور اصبحنا
علي نعمة الاسلام وكلمة الاخلاص وعلي ملة ابينا ابراهيم حنيفا وما نحن من المشركين
ردد كل واحد منهم اذكار الصباح بطريقته وقال شمس لاخيه
بدر سبحان الله نحن الطيور نذكر الله دائما ونعبده في كل لحظة بينما الانسان منهم
من يذكر الله ومنهم من ينسي قالت صباح الا تعلم ان اسمه الانسان اي الذي ينسي
فالنسيان من طبعه اما نحن فلا ننسي ودائما نذكر الله ان الله خلقنا لكي نعبده وليس
لنا اي طريق اخر اما الانسان فقد اعطاه الله العقل ليعمر في الارض ويظهر قدراته ولكن ربما كان هذا العقل يتذكر
الله وربما كان يتذكر الشيطان وبالتالي عقله هو الذي يوجهه الي الطريق الذي يختاره
انها نعمة اننا كلنا لا نعرف الا الخير ولا ننسي ذكر الله
يفكر مسك في الطيران والانتقال لمكان اخر ويقول لهما هيا
يا اخوتي ان الارض التي حولنا قد بللتها المياة ولن نستطيع الوقوف فيها ما علينا
الا ان نسعي لمكان اخر وحتي نتعرف علي اشخاص جدد ونكتسب خبرة اكثر انطلق الثلاثة
وهم سعداء بحياتهم الجديدة وما فيها من تنقلات
وبعد اسبوعين من الحياة سويا جاء كل واحد منهما بزوج له لكي يبدا حياة
جديدة وهنا اتفقوا جميعا علي الانطلاق كل واحد منهم مع زوجه واتفقوا علي ان لا
ينسوا ان يزور بعضهم البعض كل مدة وودع كل واحد منهما اخاه في حزن لانه سيبدا حياة
جديدة مختلفة تماما عن حياته السابقة وايضا لانه سعيد انه سيصبح مسئولا عن اسرة جديدة وانطلق كل واحد في اتجاه
اما شمس فقد اقام هو وزوجته العصفورة في مكان بجوار المكان الذي يقيمون فيه
حتي يلقي مكانا اخر وبمجرد ان قضي اياما
بسيطة وجد نفسه مصابا بمغص وارتفا ع في درجة الحرارة وهنا نصحته العصفورة ان يتناول
بعض الحبوب الطبية مثل حبة البركة او
الكمون مع بعض قطرات من عسل النحل وفعلا
ظل فترة بتناول هذه الحبوب حتي تم شفاؤه
وجد شمس منظر رائع لقد وجد ذئبا يحاول افتراس غزالة
صغيرة ولكن لحسن حظها كان حولها مجموعة من الكلاب المخلصة لها لقد انهالوا علي
الذئب وحاولوا الفتك به ولكنه هرب وظلوا يطاردونه حتي بعد بعيدا وعاد الكلاب الي اماكنهم بينما وجد
واحد منهم يلعب مع الغزالة ويهز رجليه لها تحية وتقديرا ثم جلسا تحت الشجرة التي
يقيم فيها العصفوران قال شمس لزوجته التي تسمي
روضة سبحان الله الكائنات تعيش في اختلاف الكلب يحب الغزالة والذئب عدو
الغزالة والكلب بطارد الذئب ان لك اناس
يحبوك واخرون يريدون الفتك بك هذه سنة الحياة
وذات مرة وجدا بلبلا جميلا قد اتي اليهما وقال لهما
انقذوني ان انسانا قد اخذني وحبسني ثم
هربت من القفص وهو الان يطاردني ولا استطيع التصرف معه
قالوا لا تخف انك
ستكون معنا و لن يعرف مكانك لانك
بين الغصون والغصون في اعلي الاشجار وهو لن يعرف مكانك ابدا ولكن نرجو ان لا
تنتقل بعيدا عنا وظل البلبل معهم مدة
طويلة يتنقل معهم ولا يفارقهم
وبدات روضة تشعر بالميل الي وضع البيض
وانشغلت عن البلبل الذي لعب بعيدا عنهم وفجاة سمعا صراخه
ونظرا سريعا فوجداه في يد انسان قد اخذه ووضعه في قفص
قالت روضة ان الانسان اناني يريد ان يستمتع برؤية هذا
البلبل الجميل لماذا يكتم حريته هل يحب ان يفعل احد معه كذلك
قال لها شمس ولكن
هذه سنة الحياة يا عزيزتي الانسان
خليفة في الارض
قال شمس لو كنت مكان البلبل لما غردت ابدا قالت روضة
ولكنها سنة الحياة يجب ان يؤدي كل واحد منا دوره في الحياة حتي يشعر بانه حي فكل
منا ميسر لما خلق له وقد جعل الله الانسان يستمتع بجمال البلبل او الكروان ويستمتع
بشدوهما فلا نستطيع ان نبخل علي الغير بهذا الشدو كما اننا حين نغرد ربما سمعنا
الانسان فهل نبخل بشدونا ؟ طبعا لا ومن يستمتع به فلا نمنعه هذه سنن كونية
وفجاة خطر سؤال في ذهن شمس فقال بصوت عال يتحدث به مع
روضة هل الانسان يفهم لغة الطيور ؟ قالت روضة : الحقيقة انه لا يفهمها ابدا ولو
انه يفهم حركاتها وطبائعها وسبحان الله
نحن نفهم لغة بعضنا فكل نوع من انواع الطيور له لغة يتفاهم بها مع ابناء
جنسه وكذلك الحيوانات ولكن الانسان يفهم
الانسان فقط ولكن له لغة مفهومة عنا وله الفاظ يتحدث بها غير لغتنا واسلوبنا
قال شمس الم يوجد احد من البشر استطاع ان يصل الي هذه
اللغة ؟
قالت انسان واحد
فقط هو نبي الله سليمان لقد علمه الله منطق الطير ولغته
وهذه معجزة منحه الله اياها وكان يجمع الطيور كل يوم في
صفوف ويامرهم بما يريد وذات يوم وجد هدهدا
غائبا عن مكانه فسال الصقر عنه فقال لا اعلم وهنا امره بان يحلق من بعيد ليعرف الاخبار لان الصفرحاد البصر وفعلا ظل يحلق حتي راي
الهدهد راجع من بعيد فذهب اليه علي الفور واخبره بان سيدنا سليمان سوف يعاقبه
عقابا اليما ان لم يخبره اين كان وجاء الهدهد وهو مطمئن فانه قد جاء بسبب مقنع لسيدنا سليمان وحكي له انه راي قوما يعبدون
الشمس من دون الله وهم قوم سبا وكانت ملكتهم بلقيس تحكمهم
واراد ان يتاكد
نبي الله سليمان من صدق كلام الهدهد فقال له خذ خطابي هذا والقه بينهم ثم تعالي
بسرعة دون ان تنطق بشيء وكان في الخطاب
رسالة منه
تدعوهم الي الايمان بالله وبان سيدنا سليمان رسول الله
والقي الهدهد الخطاب وانصرف
وقراته الملكة بلقيس وكانت حكيمة عاقلة ولم تنفعل
واستشارت قومها وهنا اشاروا عليها بان ترسل له هدايا كبيرة تختبره فان كان نبيا رفضها وان كان ملكا قبلها
فالملوك تحب الهدايا وارسلوا له الهدايا الثمينة
ولما وصلت
الهدايا الي نبي الله سليمان قال
للرسول
ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا طاقة لهم بها وهنا علمت
بلقيس انه نبي وعلي مبدأ حق فقالت سأذهب اليه بنفسي لأتفاهم معه واري حقيقته فان
كان صادقا آمنت به
ولما خرجت علم سيدنا سليمان انها متجهة اليه
فطلب من الجن
الذين كانوا عنده والذي كان قادرا علي تسخيرهم و قال لهم أيكم يأتيني بعرشها قبل
ان يقدموا علينا ؟ فاعلمه عفريت من الجن انه يمكن ان ياتيه به قبل ان يقوم من مقامه اي من المكان الذي
يجلس فيه وهذه قدرة خارقة للجن لا يستطيع
ان يقوم بها البشر ولكن كان هناك عفريت
اكثر علما منه قال له انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك اي قبل ان تفتح عينيك بعد
ان تغمضها
وهنا احضر له العرش في طرفة عين وكان عرشا ضخما وهنا امر
سيدنا سليمان الجن ان تجعل العرش فوق زجاج بلوري يبدو للمار عليه كانه يمشي علي
ماء
وجاءت الملكة بلقيس ولما حضرت نظرت الي نبي الله سليمان
وقال لها اقبلي فوجدت الزجاج فظنت انه ماء فشمرت ملابسها ولكن نبي الله اعلمها انه
زجاج بلوري وليس ماء وسألها عن العرش الذي أمامها أهذا عرشك وبالتأكيد لم تتوقع
انه يمكن إحضاره إلي هذا المكان فقالت كأنه هو ولما علمت أن الجن احضره لنبي الله
سليمان أسلمت علي الفور واقتنعت بصدق
كلامه وتزوجها نبي الله سليمان
قالت روضة
له وأيضا كان نبي الله داوود وهو ابو سيدنا سليمان تسبح الطير معه وان كان لا يتحاور معها
بدا الزوجان يستعدان لاستقبال الأولاد وقد اقبل البيض
علي الفقس وهنا خرج لهم ولدان ذكورا وقاما علي رعايتهما حتي كبرا وأصبحا قادرين
علي الطيران فاتجه كل واحد منهما إلي مكان ليبدأ حياته من جديد علي أمل أن يتلاقوا
ثم قال شمس
علمتني قبل أمي أن اغني أن أطير
وأنا الآن اربي مثلها طفلي الصغير
هذه خير رسالة
حينما صرت كبير
وبينما شمس يقول شعره هذا وروضة تطير فوق وردة إذ بشوكة
دخلت في جنبها وهنا صرخت وسمع شمس صراخها فطار إليها علي الفور لينقذها وهنا قال
لها لا عليك واتي لها ببعض النباتات العطرية ووضعها عليها لتضمد جراحها
قالت شمس وهي مغتاظة لماذا خلق الله الأشواك ؟ الكي تؤذينا ؟
قال شمس لا تعترضي علي حكمة الله فالأشواك لها فائدة لكي
تحمي الأزهار من العابثين بها لان الأزهار تغري الجميع بقطفها والاعتداء عليها وهي
حكمة الله أن يجعل لكل كائن شيئا يحفظه من الهلاك 0
ومرت الأيام وقد
زال الألم وبرأ الجرح 0
فكر العصفوران أن يزورا الآباء فقد كانا مشتاقين إليهما
منذ زمن بعيد لم يزوراهما وفعلا قاما بزيارتهما وظلا معهما اياما ثم عادا الي
عشهما ولم يلبثا الا وقتا قصيرا حتي مرضت
روضة وقام شمس علي رعايتها والاهتمام بها
وإعطائها الحبوب الطبية مثل حبة البركة والحلبة والينسون والشمر والكمون وبعض
أوراق النعناع
وبعد أن تماثلت للشفاء قرر الاثنان ان يغادرا المكان
وظلا يطيران دون علم حتي وجدا قصرا ضخما وجميلا حوله أشجار كثيرة وحوله جنود
كثيرون فقالا هيا لنقيم هنا فترة ونتعلم
أشياء جديدة وفعلا حطا علي شجرة بجوار غرفة الرئيس ووجدا الأنوار موقدة وسمعا حوارا
فاتجها الا اعلي الشجرة ليشاهدا ما يحدث وهنا سمعا كل شيء
قال شمس انه الرئيس محمد أنور السادات يتكلم عن حرب
أكتوبر أن أحداثها جارية لقد عبر المصريون قناة السويس وحطموا خط بارليف الحصين
وكل ذلك في ست ساعات سألته روضة ولكن لماذا الحرب وفيها هلاك وموت ؟ قال شمس :
الحرب لم نبدأها ان بلدنا كانت محتلة من اليهود ماذا نفعل الجهاد واجب عليها والتضحية بالروح من اجل الوطن واجب ومن يمت في
سبيل الله يدخل الجنة
والحمد لله ان
كتب الله لنا النصر
ان اليهود وهم شر خلق الله يظنون أنفسهم خير خلق الله
وبالتالي يفكرون دائما في تدمير من حولهم
وخاصة ان كان مسلما ومصر هي اكثر الدول وقوفا ضدهم وصدا لعدائهم ولهذا فهم يكرهون
المصريين كرها لا مثيل له
قالت روضة انك شوقتني لان اري جو المعركة
قال شمس ولكن ستكون هناك قنابل واصوات مدوية وغازات ضارة
وما لنا طاقة بذلك قالت يحدث ما يحدث انني اشتاق لجو المعركة
قال وكيف نعلم مكانها اذن ؟ قالت امر سهل ننظر الي اي
مركبة حربية من المركبات المحيطة بالقصر
ونظل ننتقل من واحدة الي اخري ونحن نسمع كلامهم ونعرف منهم اين يتجهون ولن
يرانا احد فهم مشغولون بالحرب وفعلا وصلا بهذه الحيلة الي الميدان وسط اصوات المدافع والدبابات وحطا بجوار معركة
قائمة بين الجنود المصريين والجنود الاسرائيليين وسط دوي المدافع وطلقات الرصاص ويقف العصفوران بعد ذلك علي اعلي دبابة
من الخلف خاصة انهما سمعا ان الجنود متجهون الي الامام بدباباتهم واستمروا في
السير ووجدا معجزات مبهرة لقد وجدا ان
مصريا واحدا استطاع ان يدمر اكثر من عشرة دبابات من دبابات العدو فافقدهم اتزانهم
وفرح الجنود بالنصر واقامواحفلا بينهم فقد انسحبت قوات
العدو من هذه المنطقة
وسارت القوات بعد ذلك في طريقها للامام داخل سيناء وهم
يقهرون العدو و يكبدونه خسائر في كل مرة
وطار العصفوران بعد ان شعرا بالاختناق من كثرة الدخان
والغازات الكثيفة التي ملات المكان وقتما كانا موجودين وظلا يطيرا بلا هدف حتي وصلا الي مكان خالي
تماما لا زرع فيه ولا ماء وقد كانا في غاية الجوع والعطش فقد طارا كثيرا ليبعدا عن
مكان الحرب ولكنهما فوجئا بسبعة من الجنود المصريين لا توجد معهم الا اسلحة خفيفة ولم يعد معهم طعام ولا شراب
وقد دمرت كل اسلحتهم وعرباتهم المدرعة حتي اجهزة الاتصال بالجيش
وسمعا العصفوران حديثهم وهم يقولون ماذا نفعل ما علينا
الا انتظار الموت او الصبر حتي وفجاة شعروا بوجود دبابات قادمة للعدو من طريق
مفتوح بين جبلين وهنا امرهم قائدهم وقال لهم هذه فرصة كبيرة قد جاءت لنا اما ان
نموت ونستشهد واما ان نحصل علي غنيمة كبيرة وقال لاحدهم انتما عليك انت تختبئا
في مؤخرة الطريق وامر اثنان
بالوقوف في مقدمة الطريق وثلاثة في الوسط وتركوا الدبابات حتي مرت كاملة
بين الجبلين وهنا استطاعوا ان يدمروا اول دبابة واخر دبابة فلم تستطع الدبابات
الباقية الانصراف وهنا استسلم الجنود كلهم وظنوا انهم امام كتيبة كبيرة من الجنود
ورفعوا الراية ولكنهم فوجئوا ان من امامهم كانوا سبعة من الجنود الفاقدين الامل في
الحياة وحصلوا منهم علي ما يكفيهم من طعام واستخدموا دباباتهم سلاح لهم حتي اتي المدد من الجيش المصري وهم مكبرون بما
اتم الله لهم من نجاح وتوفيق اما العصفوران فقد استطاعا ان يشربا ماء من اناء كان
موجودا في اعلي الجبل وجداه مليئا بالماء لم يكن يعلما من وضعه وكيف جاء ولكنهما قالا سبحان الله ا ن الله يرزق من يشاء
بغير حساب
الغريب ان روضة
كانت تري اجساما بيضا وسط الميدان تقف بجوار الجنود المصريين وهنا قال لها شمس حين
سالته عنها انها ملائكة الله تنصر عباده المخلصين والمطيعين والمدافعين عن الحق
ومع ذلك عاملوا الاسري معاملة حسنة لم يعذبوهم حتي
سلموهم الي قيادة الجيش المصري بعد ذلك وهذا هو خلق المصري دائما
كان العصفوران قد اصابهما الجوع الشديد ولكن ماذا يصنعان
فقررا البعد عن الجو المعركة والطيران حتي وجدا منطقة توجد فيها مياه واشجار وحياة بشرية وهنا اقاما بها ليبعدا
كثيرا عن جو المعركة والضوضاء العالية
وظلا فترة ليستمتعا بالهدوء وليعوضا ما فاتهما من حرمان غذائي ولكنهما
بعدذلك فكروا في الانتقال لمكان اخر فاتجها دون ان يدريا اين الاتجاه فوجدوا منطقة
يقيم فيها بعض الجنود الاسرائيلين بالقرب من اسرائيل قال شمس لقد طرنا كل هذه المسافات دون ان ندري ووجدا
الجنود اليهود يتفقون علي مهاجمة الجيش المصري ولكن املهم كان ضعيفا وقد شعروا
باحباط من كثرة الهزائم المتتالية من الجنود المصريين
ولم يطق العصفوران ان يقيما بهذه المنطقة مع ان بها
اشجاراً ومياهً وطعاماً .
ولكنهما ظلا
يطيران الي الداخل حتي وصلا الي اعلي مئذنة في منطقة لست داخل مصر فقد خرجوا من
حدودها ودخلوا في اطار بيت المقدس
فاستراحا ثم تركاها وحطا في حديقة
منزل جميل كانت اشجارها ممتلئة بالفواكه
واهمها البرتقال واشجار الزيتون وتقابلا مع ديك جميل كان يهرب من صاحبه وينام في
اعلي شجرة من اشجار الزيتون وسالاه عن المنطقة التي يقيمان بها فقال انها منطقة
بيت المقدس انهم علي مقربة من المسجد
الاقصي خير بقاع الارض بعد المسجدالحرام
والمسجد النبوي وهنا ولم يكد
يستريحا ويشعرا بالراحة حتي اصيب شمس
بوعكة صحية وظن انه سيموت من شدة التعب ولكن الديك قال له لا تقلق ان هنا اشجار
مباركة وخاصة شجرة الزيتون ففيها شفاء من امراض كثيرة وجاء له ببعض الاعشاب الطبية
وبعض ثمار الزيتون حتي تماثل للشفاء ولكنه لم يعد كما كان فقد كان يشعر بشيء من
الهبوط
قال شمس اريد ان اري المسجد الاقصي
وهنا اخذهما الديك
وانطلق في خفية من صاحب المنزل الي هناك حيث ابواب المسجد الثلاثة وقال
لهما ادخلا انتما وطوفا فيه فانا لا
استطيع الطيران مثلكما
وطافا وحلقا واستمتعا بكل ما فيه وسالاه عن الابواب ؟ فقال
ان المسجد فيه ثلاثة ابواب باب للمسلمين واخر للمسيحين واخر لليهود لان هذا
المسجد يخص كل الديانات المسلمين والمسيحين واليهود وانتم تعلمون ان اليهود
احتلت فلسطين وتركو منطقة بيت المقدس وهم يؤذون المسلمين والمصلين ولا يهدا لهم بال الا بالايذاء والقتل
وهذا طبعهم ولا يمكن ان يشعروا بالراحة الا ان افسدوا واهلكوا
واقام العصفوران في ناحية المسلمين شهرا كاملا يشاهدان
المصلين في كل الصلوات وهم يستمتعون بهذا الجو الايماني الطيب ويستيقظون مع
المصلين في صلاة الفجر وبعد ذلك طافوا في الجوانب الاخري من المسجد من ناحية
المسيحين واليهود فوجدا انهم يدخلان المسجد بالاحذية وسالته روضة عن ذلك فقال شمس
انهم يؤدون صلاتهم بهذه الطريقة وهم لابسين احذيتهم وسمعا في ناحية من حائط المبكي
الخاص باليهود يهوديا يبكي وحده في جانب من الحائط وهو يقول يا رب ناا ظلمت وفعلت
الذنوب ولكن لن اعود اليها الا اذا جعلتني احصل علي كل ما اريد من مناصب ومال وهنا ضحك عليه شمس وقال يشترط علي الله ان
يعطيه كل مطالبه في الدنيا والا فعل كل الفواحش هؤلاء هم اليهود لا دين لهم ولا
ملة يخدعون انفسهم وكما قال الله تعالي عنهم
في كتابه الكريم
"
كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه "
وانطلق الاثنان من هذه المنطقة ولم يكادا يخرجا من
المسجد حتي شاهدا بانفسهما جنديا يهوديا يقتل بعض المسلمين وهم يصلون في المسجد
كان منظرا مروعا واصيبت روضة بالقلق الشديد والفزع وهنا اخذها شمس وقال لها هيا
لنبعد عن هذا المكان ونعود الي صديقنا الديك الذي سنرتاح عنده كثيرا ونشعر معه
بالامان
فرح الديك بعودتهم كثيرا وحكيا له ما حدث ولكنه قال انهم
يفعلون ذلك ولا يتورعون ولا يراعون حرمة المصلي ولا يخافون من الله بل يفرحون بذلك لان قلوبهم
تمتليء بالغل والحقد علي
المسلمين دائما ثم قال الديك ولكن ان المصلين الذين قتلوا هؤلاء في الجنة فيا
بشري لهم
وقال بعض
المسلمين منهم من يحاول ان يثار لنفسه ولاخوانه فيحاول ان يقوم بعمليات
انتحارية ويقوم بتفجير عدد من اليهود ويموت هو الاخر
قال شمس وهل يعتبر ذلك شهيدا ؟ قال الديك بالطبع لانه مسلوب الحق والامن
ومسلوب الارض فان فعل ذلك فلن يكون خائنا
وبعد فترة سمعوا جميعا الراديو وفيه موسيقي هادئة قام
صاحب المنزل بتشغليها ليستمع بها
وهنا سال شمس الديك اتحب الموسيقي ؟ قال نعم اني تعودت عليها فصاحب هذا المنزل كل يوم
يقوم بتشغيل الراديو واسمعها لفترات
متواصلة والموسيقي لها دور كبير في تهدئة
الاعصاب وتنمية وجدان الانسان ومشاعره قالت روضة ومن اين تعلم الانسان الموسيقي ؟
قال الديك من
اصوات الحيوانات من نقيق الضفدعة من صهيل الخيل من فحيح الافعي من هديل الحمام من
خرير الماء من حفيف الاشجار من طنين
النحل وهكذا
اقبل الليل فانطلق الجميع في سكون وهدوء وناموا نوما جميلا هادئا واستيقظ
الديك قبلهم فاذن للصباح وذكر الله وقاموا هم بعد ذلك سال شمس الديك لماذا يصيح الديك دائما مبكرا ؟
قال لان الديك لا يصيح الا حينما يري ملكا والملائكة كثيرة ومنهم ملائكة توزيع
الارزاق علي العباد فالملائكة موجودون في كل مكان ويوجدون في هذه الفترة وهنا ك
ايضا ملائكة حفظة للانسان وهناك ملائكة لقبض الروح فهي تهييء الانسان لقبض روحه ثم
يقوم عزرائيل بقبضها في النهاية ان
الملائكة كثيرة ولهذا الديك يصيح بدون ميعاد وذلك ان راي اي ملك وغالبا في الصباح
ما يري ملائكة الرزق
واصيب الديك بحالة من المرض شديدة ورقد حتي ظنوا انه
هالك واسرعوا الي احضار الاعشاب الطبية والحبوب الشافية وظل هكذا اسبوعا وايضا قام
من مرضه في حالة غير طيبة وهنا قال لهم ان حالتي لن تتحسن ابدا الا اذا شربت من
العين السحرية ولهذا فادعوكم للحضور معي قال شمس وماذا تفعل هذه العين قال ان
مياهها شافية ومن يشرب منها يشفي تماما من كل امراضه وايضا فان عمره يكون ضعف عمره الاصلي وبمجرد انتهاء المدة
يموت حتي ولو كان في كامل الصحة لانتهاء مفعول المياه السحرية . قال شمس انا حقا
احتاج اليها فقد اصبح جسمي ثقيلا من ايام ما كنا وسط معارك حرب اكتوبرالمجيدة قالت
روضة وانا معكم فلن تضرني لكن ستنفعني فانا احتاج ان يكون عمري ضعف عمري
الاصلي وانطلقوا جميعا وقد قال الديك انني احب ان اهرب من صاحبي هذا
انا اكرهه بشدة ولا احب الاقامة معه في مكان واحد
وانطلق الثلاثة دون ان يحملوا معهم
اي حب اوماء فالطريق صحراوي قاحل ومروا علي
الكلب فسالهم اين تتجهون ؟
فقالوا الي
العين السحرية قال الكلب انني اسمع عنها منذ زمن ولا اعلم مكانها سوف احضر معكم
لاحميكم من الذئاب ومن الحيوانات المفترسة وسار الاربعة في الصحراء والديك هو
الوحيد الذي يعلم مكانها مروا علي غزال بري فوجدوه يبكي قالوا ما يبكيك ؟ فقال
فقدت اولادي ولا اعلم اين اجدهم ؟ قالوا لها سيري معنا فربما وجدنا لك مخرجا وحملت
الغزالة الديك علي ظهرها والكلب حمل العصفورين علي ظهره وهم ينطلقون في الصحراء
القاحلة وبدا الجميع يشعر بالعطش الشديد والجوع وظلوا حائرين ماذا يفعلون ظلوا
يدعو الله ان يلهمهم النجاة قال شمس سوف
احلق لابحث لكم عن مكان فيه ماء وساروا برهة
وفجاة صاح شمس وجدتها لقد وجدت
عينا مائية حولها اشجار وزروع وساروا جميعا ناحية العين وكانوا في غاية الفرح فقد اوشكوا علي
الهلاك اسرع الجميع الي هذه العين المائية
وشربوا بنهم ووجدوا حولها لحسن الحظ حبوبا منثورة علي الارض لبعض النباتات التي
نمت تلقائيا من وجود الماء المنثور ووجدوا ايضا حشائش نابتة حول العين فرح الجميع
فالجميع سياكل ويشرب حتي يشبع ولم يكتفوا بذلك بل جمع الديك كمية من الحبوب
تكفيهم وجبتين وملا اناءا كان
بجوارها بالماء ربما ايضا كفاهم وجبتين وقالوا هذا افضل من
عدمه ويجب ان نقتصد بعد ذلك حتي لا نمر بنفس الظروف السابقة وسار الجميع كما كانوا
بينما الغزال يتلفت يمينا ويسارا ولا يفكر الا في اولاده التائهين وساروا كذلك
ثلاثة ايام وقد نفذ ما معهم من ماء وطعام وظلوا ايضا يبحثون عن مصدر ماء كما بحثوا
من قبل وفجأة صاح العصفور لقد وجدت عينا مائية اكبر من السابقة وهرع الجميع إليها
ولكنهم في هذه المرة وجدوا هناك قطيعا من الغزال البري قريبا منهم لعله أيضا كان قد
شرب وانصرف و هنا قال شمس للغزالة إلا يمكن أن يكون أولادك بينهم قالت الغزالة ولم
لا ؟ قال العصفور إذن هيا بنا لكي تتعرفي عليهم قبل أن ينصرفوا وانطلقا هو وهي في
سرعة شديدة و لما وصلت صاحت أولادي أولادي
واقبلوا عليها وهم فرحين بها
وهنا قالت الغزالة للعصفور أعلمهم أني سأسير مع ركبي
فانا لا استطيع أن أفارق مجموعتي ولا أولادي وعاد د العصفور وهو فرح جدا و ابلغهم
بما حدث ففرحوا جميعا بها وهنا سار الأربعة ومعهم مثل ما كان معهم من الحبوب
والماء في المرة السابقة فقدرتهم لا تتحمل أكثر من ذلك والكلب هو الذي يحمل علي
ظهره وهو يسير في هذا الجو الحار والجاف ووسط
رمال الصحراء تذكر الكلب أثناء السير قصة كلب أصحاب الكهف قال لهم سأحكي
لكم هذه القصة فان هذا الكهف كان علي مقربة من هنا فنحن الان في سيناء
قال كان يوجد
مجموعة من الفتيان يعبدون الله وكان قومهم لا يؤمنون بالله وكان هناك ملك
ظالم يسمي دقلديانوس فامنوا سرا واعلم كل واحد منهم الآخر بإيمانه واتفقوا علي
الهروب من هذا المكان حتي لا يعلم احد بذلك وتصل الأخبار الي الملك فيقتلهم وأثناء
سيرهم وجدوا كلبا يسمي قطميرا فأخذوه معهم ثم ساروا حتي وصلوا إلي كهف فدخلوا فيه
ليستريحوا وليختبئوا فيه من هذا الملك الظالم حتي لا يعلم احد من حراسه بهم فيبلغه
وهنا أماتهم الله وهم في مكانهم وظلوا علي هذا الحال ثلاثمائة عام وتسعة أعوام
وكانوا يقلبون علي الجانبين حتي لا تتعفن أجسادهم وهذه حكمة إلهية وكان الكلب قد
مات وهو باسط ذراعيه علي الأرض فظل هكذا
لم يتحرك حتي بعثهم الله ومن يدخل
الكهف وينظر اليهم يمتلئ منهم رعبا وخوفا وهذه حكمة الهية حتي لا يعبث بهذه الجثث
وكانت عيونهم جاحظة وشكلهم مرعب ومخيف
وبعد مرور
هذه المدة قاموا فظنوا أنفسهم ناموا أياما معدودة وهنا طلبوا من
احدهم ان يذهب الي السوق فياتي لهم بطعام فقد شعروا بجوع شديد وهنا ذهب الي السوق
ولما اعطي التاجر العملة التي كانت معه تعجب وقال هذه عملات غير مستعملة انها من
عصر الملك دقلديانوس وتعجب صاحبهم وظن انه
يخدعه ولكنه تاكد ان كلامه صحيح فقد ذهب به الي الحاكم ومعه العملة وهنا طلب منه
الحاكم ان يقص عليه القصة وذهب بهم الي حيث اصدقاءه وهنا بعد ان علم الجميع بالقصة
وكانوا ينكرون البعث اي الحياة بعد الموت امنوا جميعا بالله
ثم مات اصحاب الكهف مكانهم وهنا اقاموا في هذا المكان
مسجدا
ثم قال الكلب ان
هذا الكهف ربما كان قريبا من هذه المنطقة فهذه الاحداث وقعت في سيناء قال شمس ولكن
ما يهمنا هو العين المائية . لقد سرنا طويلا ولم نجد شيئا وهنا و قد ساروا طويلا
حتي ملوا من السير وتعبواولم يجدوا ماء ولا طعاما
فكادوا ان يهلكوا وهنا قالوا للعصفور
اصعد لاعلي وانظر فربما رايت عينا مائية وهنا حلق العصفور وظل ينظر فوجد من
قريب عين مائة وواحة مليئة بالخيرات من كل اصناف
الطعام وبها طيور جميلة وغزال بري
وحمر وحشية وصاح العصفور وصاح الجميع وفرحوا جدا وهنا قال الديك لعل الفرج
قريب لم يفهم احد منهم معني كلامه وحين اقبلوا عليها وجدوا صديقهم الحمار ورحب بهم وسار معهم وهو
يريد ان يتقرب منهم وسالهم الي اين الاتجاه وهنا
لم يتكلم الديك وقال لهم يجب ان لا تفشوا اسرارنا ولكنه قال للحمار ان اردت ان تسير معنا سرت وان
لا فانت حر قال الحمار انا اعاني منذ شهور
من تعب في ساقي ولم اجد لها علاجا
قال الديك ربما كان العلاج قريبا ان شاء الله ولم يقل له عن العين المائية شيئا
واثناء سيرهم نهق الحمار وهنا تضايق الجميع من صوته ولكن الديك قال لهم لا تتضايقوا منه فهو رغما
عنه كلما راي شيطانا نهق قالت روضة وهل
الشيطان يقتل الانسان ؟
قال الديك لا انه فقط يوسوس له ليجعله يعصي الله
المفاجأة الكبري
استمر الجميع في السير وهم وسط المنطقة الخضراء والغناء
حتي تعبوا ثم اكلوا و ونهموا وشبعوا ثم
استراحوا تحت ظل شجرة فوق منطقة عشبية
وهنا قال الديك لهم هيا لنصعد الجبل ونتسلق فربما راينا ما يسرنا من فوقه وهنا قال
الحمار ان ساقي عليلة وانني اعاني من كسر بها قال الديك تحمل فربما رايت ما يسرك
ونحن ربما احتجناك وصعد الحمار وهو لا
يفهم معني كلام الديك
وفجاة وجدوا ثعلبا يحاول ان ينقض علي الديك من اعلي الجبل ولكن الكلب انقض عليه واصابه ثم اتجه الحمار اليه فرفسه
بساقه السليمة ففر هاربا حتي وصلوا جميعا الي اعلي الجبل وهنا وجدوا
منطقة رائعة الجمال اشجار من مختلف الاشكال وازهار واعشاب من كل لون وهنا قال الديك
سبحان الله هل تاكدتم انني اردت ان اريكم شيئا رائعا قالوا نعم ولكن ما جئنا لهذا
السبب وهنا سال الحمار عن السبب ؟ فقال الديك اننا جئنا نبحث عن عين سحرية ظل يبحث
الديك في المكان ويفتش فلم يجد شيئا فظل حزينا ولكنه لم يتكلم وبينما الحمار يحاول
اللعب مع الكلب بارجله اذ انغمست رجله في مكان فيه ماء وقال انقذوني ان رجلي غاصت في عين مائية
وهنا صاح الديك
انها العين السحرية التي نبحث عنها اتجه الكلب اليه وجذبه واخرج ساقه التي غاصت ثم
بدؤا يخرجون الصخور الموجودة فوقها والتي
غطتها وكذلك افرع الاشجار وهنا انكشفت العين وهنا صاح الجميع الحمد لله لقد عثرنا
عليها وظل كل واحد منهم يشرب بنهم ولهفة حتي شبعوا جميعا وشعر كل مريض منهم
بالراحة وهنا قال لهم الديك ولكن هذا المفعول يظل ساريا الي ان تشرب من ماء زمزم
فان شرب احد منها مات علي الفور واذهب مفعول العين السحرية قال الجميع واني لنا
بماء زمزم اننا لن نصل اليها مطلقا وفرح
الجميع وقرروا العودة الي حيثوا جاؤا وهنا حملوا ما يكفيهم من مياه وطعام وكان
معهم الحمار حمل الكثير والكثير فوق ظهره وخاصة وانه قد شفي وساروا جميعا حتي اقتربوا من المكان الذي خرجوا
منه اول مرة وهنا وجد الحمار جماعة من الحمير في الطريق فقال لهم ان لي اصدقاء هنا وانا لا استطيع ان اعيش من غير
جماعة وتركهم وانصرف اما الكلب فقد وجد زوجة له فرح بها وسار معها وقد عزما علي
الزواج
وانصرف الجميع وهم فرحين بما شربوا من ماء سحري واثناء
عودتهم مر الديك علي العين المائية
فوجد هناك جماعة من الديوك
والدجاج وهنا فرح الديك بهم جدا وقال لهما انني لا اريد ان اعيش مع صاحبي القديم
انني اكرهه ولهذا فانا اود ان اعيش مع هذه الجماعة من الديوك وودعهم ا وانصرفا لم
يبق غير العصفورين فقد حلقا وطارا في
اتجاه المكان الذي جاءا منه فكانا قد اقتربا منه وطاروا سريعا حتي وصلوا الي نفس المنزل الذي تقابلوا فيه مع الديك فالمكان
هادئء وجميل وايضا به طعام من كل صنف وحين وصلوا وجدوا صديقتهم الحمامة
فسالاها الي اين
تذهبين ؟ قالت لهم انني انوي
الرحيل الي المدينة المنورة فانني كنت قد
عزمت ذلك من مدة طويلة ولكنني مرضت وقد
اوشكت حياتي علي الانتهاء فقررت ان تكون نهايتي في هذه البقعة المقدسة وانني اطلب
من الله ان يعينني حتي اصل اليها فان الطريق لم يزل طويلا . قال شمس هل توافقين ان ناتي معك ؟ قالت علي الرحب والسعة ولكن بشرط ان تسيرا معي
في كل مكان اذهب اليه فلا احب ان تكونا اداة للقلق باللنسبة لي فانني اود ايضا
زيارة الاماكن المقدسة كلها لو اعطاني الله القدرة علي ذلك قالا علي الرحب
والسعة اننا مثلك نحب الاماكن المقدسة وكم
كنا نتمني ان نكون هناك ولكن ليس عندنا خريطة للطريق واستمرا عدة ايام ليستريحوا
من عناء الطريق السابق ثم انطلقوا جميعا مع بداية صباح يوم جديد بعد ان رددوا
اذكار هذا اليوم في وقت واحد وتوكلوا علي الله ظلوا يسيرون وقتا طويلا وكلما جاعوا حطوا علي اقرب مكان وتناولوا
طعامهم وشربوا وكانوا يجدون ذلك ميسرا
ويقول شمس سبحان الله ان رزقنا ييسره الله لنا لاننا ننوي زيارة الاماكن
المقدسة ولو ان الله يرزق دائما كل مخلوقاته الا اننا نجد الامر يسيرا وهنا وصلوا الي مشارف
المدينة المنورة وهنا حطوا علي مئذنة مسجد وهنا قال لهم صديقهم
العصفور الذي كان يرتاح عليها من تعب الطريق
ان هذا المسجد هو مسجد قباء وقد شيده النبي صلي الله عليه وسلم اثناء هجرته
من مكة الي المدينة ليكون اول مسجد في الاسلام كان مسجدا صغيرا انذاك
وحينما دخل النبي ص الله عليه وسلم وصاحبه ابو بكر
المدينة المنورة استقبله اهلها بالترحاب والسرور مهللين وفرحين وكانوا يقولون
نشيدهم المعروف
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
ايها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
وسرعان ما
تشوقوا جميعا لان يدخلوا المدينة ويحطوا علي المسجد النبوي
لم يكونوا يعرفونه ولكنهم وجدوا نسائم لطيفة تمر من
ناحية مئذنة مسجد فحطوا عليها وجدوا ان
الزينة والزخارف التي توجد عليه تختلف عن كل المساجد التي راوها قبل ذلك وروائح
طيبة تنبعث من كل مكان ودون ان يسالوا احدا تاكدوا من صحة فكرتهم وهنا قالت الحمامة اتمني ان اري الروضة
الشريفة
سالها شمس وما هي ؟
قالت هي المنطقة التي ما بين منبر المسجد وحجر النبي صلي
الله عليه وسلم كما قال في حديثه بانها روضة من ياضة الجنة وطار الثلاثة ودخلوا المسجد ووجدوا الكثير من
المصلين يقيمون بها ويصلون فيها سعد الثلاثة بالاقامة بها في اعلي ركن منها اسبوعا كاملا يستمتعون بالصلاة
وبوجود المصلين العابدين في خشوع وبالامن والامان في ظل مسجد النبي صلي الله عليه وسلم قالت الحمامة ان النبي صلي اقام في المدينة بعد
الهجرة ثمان سنوات واول شيء بناه هو المسجد هذا وبعد ذلك اقام له حجرات بجوار
المسجد لكل زوجة من زوجاته حجرة وهنا قالت الحمامة لقد حققت امنيتي ولكني اشعر ان
ايامي اصبحت معدودة ولكن اجد عندي بعض الطاقة فهيا لنذهب الي مكة ونشاهد باقي
المشاعر المقدسة ونري الكلعبة والمسجد الحرام فانه خير بقعة في الارض والصلاة فيه
بمائة الف صلاة في اي مسجد اخر والمسجد
النبوي الصلاة فيه افضل من الصلاة في اي مسجد اخر والمسجد الاقصي الصلاة فيه
بخمسائة صلاة فيما سواه وهنا قال شمس وروضة الحمد لله لقد زرنا المسجد الاقصي
والمسجد النبوي ولم يبق غير المسجد الحرام وها نحن متجهان اليه وانطلقوا جميعا
سعداء برحلتهم الي بيت الله الحرام وحطت الحمامة في الطريق بقرب غار ونزلت فيه
وسالها شمس ما هذا الغار ؟
قالت انه غار
ثور الذي اختبا النبي صلي الله عليه وسلم من المشركين فيه حين هاجر من مكة لي
المدينة ان كل الحمام يعرف هذه القصة وخاصة ان المشركين حين وصلوا الي الغار كانت
الحمامة قد باضت ووضعت بيضها علي باب الغار ونسج العنكبوت خيوطه وهنا حين نظر
المشركون الي الغار لم يتخيلوا ان احدا بالداخل حين راوا الحمامة وخيط العنكبوت
ولم يفكروا ان ينظروا لقد اعمي الله ابصارهم
ولهذا فكل الحمام يعرف هذا الدور العظيم لاختنا الحمامة التي ساهمت في نجاة
سيد المرسلين وانطلق الثلاثة وفجاة نزلت الحمامة الي مكان ما وجلست ثم بدات في
البكاء وهنا سالاها ما دهاك ؟ قالت :
هنا بيتي الاول واهلي جميعا لقد هلكوا
جميعا في حادث مروع حطت عليهم دانة مدفع
فهلكوا وكنت خارج المكان وهذا قدري وهدؤا من روعها وواسوها وبدات الحمامة في
العودة الي الحالة الطبيعية ثم بدؤا في الانطلاق الي مكان الجميع متشوق فيه الي رؤية الكعبة ووصلوا اول ما وصلوا الي جبل
كبير ضخم جميل المنظر مليء بالناس
قالت الحمامة انه لحسن حظنا ان وجدنا هذا اليوم هو يوم
عرفة هذا جبل عرفات واليوم يوم عرفة وهو اول ركن من اركان الحج واهمه علي الاطلاق
والنبي ص يقول الحج عرفة "
استمتع الجميع والحجاج يقولون كلاما موحدا وهو لبيك
اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك
ثم نظر الجميع
من بعيد واشارت لهم الحمامة ان الذي ترونه من بعيد هذا انه المسجد الحرام بناه
سيدنا ابراهيم وولده نبي الله اسماعيل قالت الحمامة ان الحاج يلبس ملابس الاحرام
وهي ملابس بيضاء غير مخيطة يلف بها جسمه
كله ولكن المراة تلبس ملابسا عادية ولكنها تكون مختمرة اي لا بد ان تغطي جسمها ولا
تظهر منه شيء عدا الوجه والكفين والحاج لا
بد ان يطوف بالكعبة سبع مرات ويقبل الحجر الاسود
ويطوف بين الصفا والمروة سبعا ويبيت بمني ويبيت بالمزدلفة ويرمي الجمرات
الثلاث ثم ينحر اي يذبح خروفا تقربا الي الله ويقدمه هدية لاهل الحرم قالت روضة
نريد ان نفهم بعض الامور ؟ قالت
تفضلي قالت :
ما الحكمة من الذبح ؟ قالت الحمامة السبب ان الله اوحي
الي نبه ابراهيم في المنام انه يذبح ولده اسماعيل ثلاث مرات متتالية وهنا علم نبي
الله انه امر من الله وهنا اخبر ابنه النبي بذلك فقال يا ابت افعل ما تؤمر هنا
استعد سيدنا ابراهيم لذبح ابنه ولما بدا في ذبحه اوقف الله اثر السكين وانزل كبشا
ثمينا مع سيدنا جبريل وهنا ذبحه وفدي الله نبيه اسماعيل من الذبح وصارت سنة لكل
حاج
قال شمس وما الحكمة من
رمي الجمرات الثلاث ؟ قال لما
نوي سيدنا ابراهيم ذبح ابنه جاء ابليس يوسوس الي سيدنا ابراهيم ويقول له
الله يامرك ان تذبح ابنك فلذة كبدك انه لا
يريد لك الخير ولكن النبي الذكي علم انه
ابليس ورماه بحجر وقال انت عدو الله ابليس فذهب الي ابنه اسماعيل وقال له اتوافق
ان يذبحك ابوك هل يعقل ان يفعل اب بابنه
ذلك لكن نبي الله اسماعل ايضا لعنه ورماه بحجر وذهب الي امه هاجر وقال لها :
ايطاوعك قلبك ان تجدي ابنك مذبوحا من ابيه اهذا يعقل ولكنها رمته بحجارة ولعنته
وقال انت عدو الله ابليس فصارت سنة للناس يعملون بها في مناسك الحج الي يوم القيامة وهي ثلاث حجرات
قالت روضة وما
الحكمة من السعي بين الصفا والمروة
؟ قالت الحمامة : السبب ان نبي الله ابراهيم لما تزوج هاجر وانجبت سيدنا اسماعيل
وكان طفلا امره ان ياتي بها الي هذا المكان ولما وصل بها وهم بالانصراف تعجبت لانه يتركها في مكان لا زرع فيه ولا ماء ؟ وسالته ايضا هل الله امرك بهذا ؟ فقال نعم وهنا اطمان قلبها ورضيت وحين ذهب نبي الله ابراهيم ولم تجد ماء ولا طعام
تحملت هي ذلك ولكنها وجدت ان ابنها الصغير
عطش عطشا شديدا واحتارت وظلت تبحث
له عن ماء وكان الجو شديد الحرارة وقت
الظهر ورات السراب وهو لمعان من انعكاس اشعة الشمس علي الارض وقت الهجير فكانت
تظنه ماء وكلما جرت اليه لم تجد شيا ثم تري سرابا اخر فتظنه ما فتعود حتي فعلت ذلك سبع مرات وفي هذه المرة
وجدت ان نبي الله اسماعيل ظل يدب بقدميه علي الارض وفجاة وجدت الماء يخرج من تحت
قدميه وظنت بان هذا الماء قليل فبدات تزمه بيديها فسمي ماء زمزم ولكنها وجدت ان
الماء وفير واصبحت بعد ذلك هذه العين تسمي
عين زمزم والشرب منها سنة من سنن الحج كما ان هذه المياه شافية فكما
وضح النبي ص ماء زمزم لما شربت له وهي عين
مباركة لا ينفذ ماؤها الي يوم القيامة
وذلك بفضل الله تعالي
قالت الحمامة
لقد شعرت بنهاية عمري وجسمي قد ثقل ولكن هيا لنشاهد كل مناسك الجح مع الحجاج
ونستمتع معهم باداء مناسك الحج وبعد ان
انهوا ذلك وهي مجهدة من شدة التعب قالت الحمد لله ان اكملت عمري حتي وصلت الي هذه
البقعة الطاهرة ثم قالت ان هذا الحرم امن بدعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام وهو لا
يعدتي فيه اي انسان علي طير او حيوان او غيره
ولهذا تجد الكثير من الطيور تسير
دون خوف او حذر
وهنا قالت الحمامة هيا لنشرب فقد ظمئت كثيرا وانطلقا معها دون ان يعلما الي
اي مكان تتجه وهنا حطت علي عين مائة رائعة يلتف حولها الناس ويتجمعون وهنا نزلوا
جميعا وقد قالت لهم كما قلت لكم لا تخافون المكان امن لا خوف علي احد هنا وشربوا جميعا حتي شبعوا
وهنا قالت
الحمامة الحمد لله ان جعل اخر ماء اشربه هو ماء زمزم
وذهل العصفوران وكانا في غفلة من هذا الامر وتذكرا فجاة
قال شمس ماء زمزم اننا سنموت بعد دقائق قالت الحمامة
لم فشرحا لها قصة المياه السحرية وهنا
قالت الحمامة وانا ايضا مثلكم لقد اوشكت تماما علي النهاية سبحان الله لما لم
تخبراني بهذا الامر ؟
قالا نسينا ولم نتذكر نهائيا الا عندما شربنا قال شمس
يجب ان نكون جميعا في
ركن من اركان المسجد الحرام لنلقي الله فيه واتجهوا علي الفور وهم سعداء
بان نهايتهم ستكون في اطهر بقعة من الارض
ووصلوا الي ركن فيه وجلسوا بجوار بعضهم
متعانقين وهم يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك
والملك لا شريك لك لبيك ...............
وهم يقولون لا الاه الا الله محمد
رسول الله