كان حازم هو المولود الأول لأبويه وكان والده مدرس لغة عربية وكذلك والدته ولكنه ولد فى المستشفى فى نفس الوقت الذى ولد فيه طفل آخر وسماه أبواه ميمى كان أبواه مرفهان مادياً لسوء الحظ اختلط ميمى وحازم فأخذت كل أم المولود الآخر دون أن تشعر بأن هناك اختلاط عندها أحست أم حازم بأن ميمى هذا ليس ابنها فلم تتحرك مشاعرها تجاهه ولم تقترب منه ولكن الأهل والمحيطين بها قالوا لها بأن هذا ابنها ولم يعلموا بما حدث وظلوا يقنعوها بأن ما عندها هو حالة نفسية فقط وأعلموها بذلك فرضيت بما هى عليه ورضيت دون أن تشعر وبالتالى كان اسم ميمى هو حازم أما حازم ابنها فقد ذهب مع الأخرى وشعرت الأخرى على النقيض بالفرحة الغامرة لهذا الابن فقد كان حازم جميل العينين أبيض الوجه أحمر الخدين مبتسماً ممتلىء الجسم وغير كاره للطعام ولهذا أحبته هذه السيدة فهدوءه هذا سيوفر عليها الكثير من المجهود والوقت أما جماله فسوف تتباهى به أمام الناس وبدأت كل واحدة فى تربية طفلها أم ميمى الحقيقية كانت تسمى سالى أما أم حازم الحقيقية كانت تسمى فاطمة تعاملت كل واحدة مع الطفل الذى معها ولم تفارق أى واحده منهما حالتها أما حازم فقد شعر هو الآخر تجاه الأم المزيفة هذه بالمقت والإزدراء بعد ذلك لم يكن شديد البكاء ولكنه يبدو لهذه السيدة غير محب ومتأففاً منها وغير مقبل عليها كأنها غير أمه أما هى فقد كانت مهتمة ومنهمكة أكثر بالمظهر والسهرات الخارجية وكانت مسرفة فى تناول الدخان وأيضا كانت تشرب المخدرات وكانت صاحبة سهرات غير طيبة السمعة هى وزوجها ومع أن حازم لم يكن يقبل عليها ولم يكن يبادلها المشاعر الأبوية المناسبة فلم تكن تهتم لأنه كان أول مولود لها ولم تكن تشعر بابنها هذا فقد كان قليل البكاء وهو ما يهمها , كان يكتم هو الآخر ما يجول فى صدره ولا يوجد لديه أى قدرة على التعبير أما هى فلم تبالى لأنها منهمكة فى أهوائها ومرت الأيام وأنجبت كل واحدة منهما اثنان آخران ولداً وبنتاً وقد شعرت كل واحدة منهما بانجذاب حاد تجاه أولادها الآخرين عكس حازم وميمى وكذلك الأبوان كان كل واحد منهما مثل الأم تماماً فقد أحسوا بأن هناك مشاعراً حقيقية تجاه ولديها الآخرين أما الابن الأول فقد كانوا متعجبين بعدم وجود ميول له , ولكنهم كانوا يقولون لعله أول مولود فيكون هكذا وكان كل واحد
منهما مخالف لأخويه الذين يعيش معهما فى الشكل والطباع ومع ذلك حدث تواؤم نفسى ومرت الأيام والتحق حازم وميمى بالمدرسة بالصف الأول بالمرحلة الإبتدائية وكان والد حازم الحقيقى وأمه فاطمة مدرسين فى نفس المدرسة , وكان يدرسان لحازم ابنهما الذى أصبح اسمه ميمى ونجح ميمى بتميز وتفوق , وأحبه كل المدرسين من أول عام وكان أول المدرسين إعجاباً به المدرسة فاطمة وزوجها أبواه الحقيقيان وشعرا تجاهه أكبر بحب وميول دون أن يشعرا أما ابنهما ميمى الذين سمياه حازم فقد كان سىء الطباع كثير العراك غير محب للعمل ولكنهما كانا يوجهانه بالعنف تارة وباللين تارة أخري ويذاكران له باهتمام حتي نجح وبدرجات جيده ولم يكن متفوقاً مثل الآخر ومع ذلك لم يشعرا تجاهه بأى شيء وفى العام التالى تكرر نفس الأمر وكانت الفرحة الغامرة لسالى أم ميمى فقد أصبح ابنها الأكبر متفوقاً بين أصحابه وهى لا تشعر تجاهه بأى شىء ولكن المهم أنه أفضل من أبناء جيرانها ومع ذلك فقد كانت منهمكة فيما يخصها وأصبح ميمى حديثهما الدائم كان أبواه الحقيقيان يحبانه ويقولان إن عيبه الوحيد هو اسمه الذى لا يتوافق مع سلوكه وطبعه وحبه للعلم وتميزه وسألا عن والديه وعرفا أنهما على سلوك وطبع غير سوى حزنا أكثر وكذلك حزن كل المدرسين لأن هذا التلميذ السوى والمتميز ابنا لاثنين فاسقين وسمياه اسماً غير سوى وغير مناسب أما هما فقد أصبحا يحبانه أكثر من أخويه غير المحبوبين وغير المجتهدين واللذين لا يهتم بهما أحد فقد كانا ينالان المحبة بسبب ميمى , والعكس فى الآخر المسمى حازم خطأ فقد كان يسبب المشاجرات مع التلاميذ ويحتاج إلى مجهود كبير فى التعليم لكى يساوى زملاءه فى التعليم ولم يكن يسمع كلام والديه ولا يبادلهما المشاعر الأبوية لأنه هو الآخر لم يكن يسأل على هذه المشاعر فقد وجد أبواه يساعدانه فى دروسه
وهما محبوبان وسط المدرسين وبالتالى فقد كان يقول لقد وهبنى الله اسما جميلاً وأصبح لكل واحد من التلميذين أخوين آخرين فى المدرسة وحدث الإلتحام والمحبة بين ميمى والأستاذة فاطمة وأولادها على عكس ابنها حازم فقد كانا مع صغر سنهما يذهبان إلى ميمى ويلعبان معه ويسألانه دائما عن أحواله بينما كان كثيري التشاجر مع أخيهم حازم الوفى وبينما هو كان يحب أخواه الحقيقين ويترك أخواه المزيفين فى المنزل وعلى العكس كان كثير التشاجر معهما وكانت الأستاذة فاطمة تتعجب من تصرفاته ولا تجد لها حلاً ومر العام الخامس والسادس وميمى يتميز فى المدرسة ويحب القراءة ويشارك فى الأنشطة . كان كثير من المدرسين يتأففون منه بسبب اسمه وبسبب أبويه وكذلك أخويه الشاذين فى تصرفهما بينما حازم مشاغب وغير مجتهد مثل ميمى فى طبعه وتصرفاته ولكن ليس بنفس المستوى العلمى وانتهى العام السادس وهو فى نهايه المرحله الإبتدائية وحصل ميمى الأول على المحافظة بينما حازم ابن المدرسة فاطمة نجح بالدرجة الصغرى مع المجهود الشديد الذى بذلاه لكى ينجح فى المدرسة فقد وفرا له كل وسائل الراحة والنجاح ولم يشعرا تجاهه بأى فرحة أو سرور بينما كانا سعيدين جداً لابنهما الحقيقى وإن لم يكونا يعرفان ذلك وكذلك حال ولديهما الصغيرين قد نجحا وتميزاً وفرحاً لإخيهما الحقيقى وعلى العكس اغتاظ حازم من ميمى حيث وجد أبواه يحبانه ويقدرانه أكثر منه خاصة وأنه فى هذه المرة نجح بتفوق وأخذ حازم المزيف يعير ميمى باسمه ويقول له إنك ابناً لأبوين فاسدين واسمك غير مقبول ولقد سمعت المدرسين يقولون عليك الكثير حينما كان يأتون لزيارة والدى ولن يغير نجاحك شىء فى حقيقتك لن يغير من أصلك أو نظرة الجميع لك حزن ميمى مما قاله صديقه وجاره وإن كان فى آخر الشارع إلا أنه كتم ذلك فى نفسه وقال هما أبواى
سميانى اسماً لا أقبله وكذلك أنا لا أقبلهما على الإطلاق ولا أشعر تجاههما بأى مشاعر ولا حب ولا احترام حتى أخواى على نفس الحال وهما أيضا لا يحبانى ولا أشعر تجاههما بأى شىء هل حدث هناك شىء خاطىء هل أنا إنسان عاق ؟
هل أنا ناقم على أبوى وأخواى ولكن يجب أن أتجاهل ذلك فأنا محبوب فى المدرسة ومجتهد ولى أصدقاء وأحباب ولى مدرسون يحبوننى وهناك من يهتم بى أكثر مثل الأستاذة فاطمة وزوجها الأستاذ حسن أما ابنهما حازم فهو عكس ذلك تماماً ولكن ما على إلا أن أجتهد وأعمل ما بوسعى فأنا لم أذنب وأما المشاعر فلا أستطيع التحكم فيها فأنا لم أقدم لأحد إلا كل خير وأما حازم فكان يتباهي أمام زملائه بتميز أبويه وبأنهما فاضلين ومتميزين في محبة الناس لهما أما هو فقد تجاهل نفسه ولم يبالي بمحبة الناس له أو عدم محبتهم لأنه اعتمد علي سمعة أبويه وكان دائم التعيير لزميله ميمي الذي هو حازم الحقيقي كلما رآه وكان أخوا ميمى يتفاخران دائما به وبأن لهما أخا متميزاً خلقياً وعلميا ومحبوبا أمام الناس وكان هذا يسبب له الكثير من الضيق النفسى ويقول لماذا لم يصبحاً هما كذلك ؟ حتى يحبهما الناس بدلاً من أن يتباهيا بى فقط فكان من الأنسب أن يصلحوا من أنفسهم سواء الأخوة أو الأبوين الذين لم يشعر تجاههما بأى حب أو تقدير لماذا لم يغيرا من سلوكهما ليصبحا محبوبين وموقرين عند الناس إن عندهما من الأموال الكثير ولكن القضية فى حسن الأخلاق وبدلاً من أن يتباهيا به أمام الناس بحسن خلقه فليتباهيا بأنفسهما وبحسن أخلاقهما . ومرت الأعوام وميمى يعانى كثيراً من معيشته وسط هذا المنزل وحازم يتباهى مع فشله وسوء طباعه بأنه من أسرة موقرة وغنية وله أخواه متفوقان أما هو فلا وظهرت نتيجة المرحلة الإعدادية وحصل ميمى على الأول على الإدارة التعليمية أما حازم فقد حصل على درجة النجاح والتحق بالدبلوم التجارى والتحق ميمى بالثانوية العامة وأصبح الحقد من حازم على ميمى أكثر ولم يزل يتباهى بأخويه المتميزين وأبويه الفاضلين ويعير ميمى بأخويه الفاشلين وأبويه الغير فاضلين بل على العكس لم يكتف بالكلام بل كان يقذفه بالحجارة حين يخرج إلى المدرسة الثانوية هو وزملاؤه فى المدرسة ويعيرانه بأبويه وبصوت مرتفع بدأ ميمى ينصح أبواه ويحاول أن يرفع مستوى تعليم أخويه بالمذاكرة لهما ولكن كان يؤدى ذلك إلى مشاجرة مستمرة وانقلاب عليه وتعنيف وكان يلجأ إلى الصمت ولكنه لا فائدة حتى مرت المرحلة الثانوية وكانت مجهدة نفسياً له وقد حرم من المشاعر الحقيقية مشاعر الأبوة والأمومة وحصل ميمى على الأول على المدرسة والتحق بكلية الإعلام أما حازم بن المدرسين الفاضلين فقد انتهى من الدبلوم والتحق عازفاً بإحدى الفرق الموسيقية مع احدى الراقصات وكان يتجه للعمل فى الملاهى ليلاً كل هذا بدون علم والدته ولما علمت بذلك أصيبت بصدمة كبيرة وبحزن عميق على ابنها بعد هذا العمر وهذا الطريق من التعليم وأرسلت صديقه القديم وتلميذها ميمى لنصحه وإرشاده ولكنه لم يهتم به وقال له لا تنصحنى اذهب إلى أبويك ليس لمثلك أن ينصح أحد إننى أفضل منك وأنت لا قيمة لك إنك من أصل دنىء ومرت الأيام وأقلع حازم عن ما ينوى عمله بسبب ضغط أبويه واهتمامهما وحرصهما الزائد عليه أما ميمى فقد تدهورت حالته المادية وأصبحت أسرته فى ظروف مادية قاسية فلم يعودا قادرين علي العمل وزاد الطين بلة أن مرض والده بالسرطان هذا المرض الذى يحتاج إلى إنفاق عالى ورعاية أكبر ومع ذلك كان أخواه مستهترين ويقولان نريد أن نأخذ دروساً خصوصية مثل معظم زملائنا وكان يقول لهما يجب أن توفرا في المصروفات فالعبء كبير , ومع ذلك فإن الحال الآن يزداد تدهورا ويحتاج إلى توفير الأموال لأن والدنا مريض ولا نضمن ظروفنا
ولا فائدة كانت الظروف تزداد سوءً وأبوه مرضا وكان لا يلقي منهم إلا تعنيفاً شديداً00بدأ ميمى يهتم بالأدب اهتماما شديداً ومع ذلك كان يعمل حتى يحصل على مبلغ يساعده وربما أعطى لوالده المريض أو أخويه المستهترين شيئاً من المال ليرضى غرورهما ومع ذلك لا وسيلة أمامه سوى هذا الطريق كان حازم يعيره بما وصل إليه حاله ويقول له سوف يكون حالك أسوأ فى الأيام القادمة ولن ينصلح حالك وسوف تمرض أمك هى الأخرى ويكون العبء أثقل عليك أما والدى فكل يوم فى غنى و يسر ويزداد حالهما حسنا إلى جانب سمعتهما الطيبة التى تجعل الناس تحبنى ويسلط أصدقاء السوء عليه لإهانته ويتكبرون عليه حين يمرون عليه فى المكان الذى يعمل فيه بسـياراتهم العامة ويقول له إن ما أنفقه على سـيارتى وحدى أكبر من ما تناله فى الشهر من أجر إلى جانب أنه لن يكفيك للشهر القادم أما اسمك وحده فهو داهية إنه اسم لا يصلح إلا للبنات تحمل ميمى كل ما مضى وانهمك فى دراسـاته وأدبه وقراءاته وقد كان يحب الاطلاع فى المراحل السـابقة أكثر علم والدا حازم بأحواله المادية وظروفه فذهبا إليه وحزنا على أحواله وتعاطفا معه وكانت والدة حازم ترسل إليه مبلغاً صغيراً وكذلك والده الحقيقي كل شهر علم حازم بتعاطفهما معه وظل يبحث حتى تأكد من ذلك وعاتبهما ثم سب ميمي وعيره بأن والديه يعطفان عليه ولكن بعد هذا الطريق الطويل الغريب أن هذا الحال استمر طويلاً ولم يكفا عن مساعدته وإن امتنع ميمى فقد أصراً على حالهما أما أخوا حازم فقد كانا يزوران ميمى هما الآخران بينما أخواه المزيفان كانا كثيري التشاجر معه ويحاولان أن يحصلا منه على الأموال التى يتقاضاها ليساعداه على مصاريف التعليم الذى أوشك أن ينتهى أثر هذا كله على مستوى ميمى الدراسى ومع ذلك فقد حصل على الأول على القسم ولم يكن نجاحه مبهراً ولكن تعاطف كل الأساتذة بالكلية معه تعاطفاً شديداً إلى جانب أنهم يحبونه وعلموا بأحواله ومع ذلك فهو محافظ على مستواه الدراسى الذى يؤهله لأن يكون معيداً بالكلية وكانت نهاية مرحله طويلة من الكفاح والصبر ومع ذلك لم يكن ميمى سعيداً فكل شىء حوله في الأسرة متعب ومسبب للقلق و لا يشعر باستقرار ولا هدوء وفى يوم من الأيام احتاج والده المزيف إلى دم لإجراء عملية وتقدم ميمى للتبرع بالدم وللصدفة السيئة فقد أثبت التحليل أن هذه الفصيلة لا تتوافق مع فصيلة دمه كانت فضيحة وسط العامة إذن فهذا ليس بابنه معناه أنه ابن رجل آخر وكيف ذلك إنها إهانة وفضيحة للأسرة كلها وسوف يعير ميمى بعد ذلك بأنه ليس ابن أبيه الشرعى قامت قيامة الأسرة وتأكدوا بعمل تحاليل ( الهندسة الوراثية لأخذ البصمة الوراثية ) وهذه تحاليل متقدمة لا توجد إلا فى معامل خاصة أرشدهم إليها الأطباء وتأكدوا تمام التأكد أن ميمى ليس ابن لهذا الأب والإخوة وحدثت مشادات أخرى وقاموا بتحليل دم الأم والإخوة للتبرع للأب المريض وبالصدفة وجدوا أن دم الأم ليس دم ميمى بينما دم الأخوين الآخرين موافق للأبويين وهنا أصبحت الأم بريئة فمعنى هذا أن هناك خطأ أثناء الولادة قد حدث وتأكدوا أن خطأ يوم الميلاد قد حدث فى المستشفى ذهبوا مسرعين إلى المستشفى التى ولد فيها ميمى وسألوا عن المواليد ولم يعرفوا فقد مر وقت طويل علمت فاطمة أم ميمى الحقيقية بهذا الحادث حينما ذهبت لميمى لتسأل عنه فأخبرها بما حدث وهنا تفجر الإحساس فى قلبها وقامت باحتضانه وقالت له إذن أنت ابنى الحقيقى أنت لست ابن لهؤلاء وقالت له بأنها ولدت ابنها حازم فى نفس هذا اليوم فى المستشفى ولم يولد سواهما ووجدت أن مشاعرها تجاهه صادقة ذهبت أمه إلى والده الحقيقى وأخذته وذهبوا جميعاً إلى معمل التحاليل وهناك تأكدوا أن ميمى هذا هو حازم وأن حازم هو ميمى وليس ابنها وهنا استراحت نفس حازم ( ميمى سابقاً )
استراحة كبيرة وهى اللحظة الوحيدة فى حياته التى شعر فيها بالراحة النفسية ثم استراحت نفس أبويه الحقيقيين وكانت صدمة قاسية على ميمى الحقيقى فأغمى عليه وأصيب بحالة هستيرية ولكنها كانت فرحة شديدة لأبويه الحقيقيين وإخوته فقد شعروا تجاهه بالمحبة والرحمة بحاله والحنان الحقيقى الذى لم يكن تجاه حازم الحقيقى ولا درجة واحدة إلا أنهم كانوا يحبونه لأنه متميز وسط الأصدقاء وعادت المياه إلى مجاريها وذهبوا إلى المحكمة وأثبتوا ذلك بتقارير الأطباء وأوراق المستشفى القديمة وأقرت المحكمة بذلك وعاد كل واحد إلى أسرته الحقيقية وأصبح ميمى فى مكانه وحازم فى مكانه وأصبح ميمى ينظر إلى أسرته وإلى أسرة حازم وإلى حاله ويتذكر ما كان يفعله معه ولكن حازم كان يشفق عليه ومع ذلك فهو لم ينسى العشرة ولا تربيتهما له وكان يعطيهما الكثير والكثير ووقف بجوار ميمى حتى رفع قضية فى المحكمة وغير اسمه إلى اسم أحمد ووقف بجوار الأسرة حتى أصبحت فى حال طيب وشفى والده المزيف بعد رحلة عذاب مع المرض وهنا تزوج حازم بمعيدة معه فى الكلية وأصبح فى مكانه الطبيعي متميزاً ومحبوباً وتميز بعد ذلك فى الأدب ومرت السنوات وحصل حازم بن الأستاذة فاطمة على جائزة نوبل فى الأدب ليصبح رمزاً للشرف والكفاح للوطن الغالى .
منهما مخالف لأخويه الذين يعيش معهما فى الشكل والطباع ومع ذلك حدث تواؤم نفسى ومرت الأيام والتحق حازم وميمى بالمدرسة بالصف الأول بالمرحلة الإبتدائية وكان والد حازم الحقيقى وأمه فاطمة مدرسين فى نفس المدرسة , وكان يدرسان لحازم ابنهما الذى أصبح اسمه ميمى ونجح ميمى بتميز وتفوق , وأحبه كل المدرسين من أول عام وكان أول المدرسين إعجاباً به المدرسة فاطمة وزوجها أبواه الحقيقيان وشعرا تجاهه أكبر بحب وميول دون أن يشعرا أما ابنهما ميمى الذين سمياه حازم فقد كان سىء الطباع كثير العراك غير محب للعمل ولكنهما كانا يوجهانه بالعنف تارة وباللين تارة أخري ويذاكران له باهتمام حتي نجح وبدرجات جيده ولم يكن متفوقاً مثل الآخر ومع ذلك لم يشعرا تجاهه بأى شيء وفى العام التالى تكرر نفس الأمر وكانت الفرحة الغامرة لسالى أم ميمى فقد أصبح ابنها الأكبر متفوقاً بين أصحابه وهى لا تشعر تجاهه بأى شىء ولكن المهم أنه أفضل من أبناء جيرانها ومع ذلك فقد كانت منهمكة فيما يخصها وأصبح ميمى حديثهما الدائم كان أبواه الحقيقيان يحبانه ويقولان إن عيبه الوحيد هو اسمه الذى لا يتوافق مع سلوكه وطبعه وحبه للعلم وتميزه وسألا عن والديه وعرفا أنهما على سلوك وطبع غير سوى حزنا أكثر وكذلك حزن كل المدرسين لأن هذا التلميذ السوى والمتميز ابنا لاثنين فاسقين وسمياه اسماً غير سوى وغير مناسب أما هما فقد أصبحا يحبانه أكثر من أخويه غير المحبوبين وغير المجتهدين واللذين لا يهتم بهما أحد فقد كانا ينالان المحبة بسبب ميمى , والعكس فى الآخر المسمى حازم خطأ فقد كان يسبب المشاجرات مع التلاميذ ويحتاج إلى مجهود كبير فى التعليم لكى يساوى زملاءه فى التعليم ولم يكن يسمع كلام والديه ولا يبادلهما المشاعر الأبوية لأنه هو الآخر لم يكن يسأل على هذه المشاعر فقد وجد أبواه يساعدانه فى دروسه
وهما محبوبان وسط المدرسين وبالتالى فقد كان يقول لقد وهبنى الله اسما جميلاً وأصبح لكل واحد من التلميذين أخوين آخرين فى المدرسة وحدث الإلتحام والمحبة بين ميمى والأستاذة فاطمة وأولادها على عكس ابنها حازم فقد كانا مع صغر سنهما يذهبان إلى ميمى ويلعبان معه ويسألانه دائما عن أحواله بينما كان كثيري التشاجر مع أخيهم حازم الوفى وبينما هو كان يحب أخواه الحقيقين ويترك أخواه المزيفين فى المنزل وعلى العكس كان كثير التشاجر معهما وكانت الأستاذة فاطمة تتعجب من تصرفاته ولا تجد لها حلاً ومر العام الخامس والسادس وميمى يتميز فى المدرسة ويحب القراءة ويشارك فى الأنشطة . كان كثير من المدرسين يتأففون منه بسبب اسمه وبسبب أبويه وكذلك أخويه الشاذين فى تصرفهما بينما حازم مشاغب وغير مجتهد مثل ميمى فى طبعه وتصرفاته ولكن ليس بنفس المستوى العلمى وانتهى العام السادس وهو فى نهايه المرحله الإبتدائية وحصل ميمى الأول على المحافظة بينما حازم ابن المدرسة فاطمة نجح بالدرجة الصغرى مع المجهود الشديد الذى بذلاه لكى ينجح فى المدرسة فقد وفرا له كل وسائل الراحة والنجاح ولم يشعرا تجاهه بأى فرحة أو سرور بينما كانا سعيدين جداً لابنهما الحقيقى وإن لم يكونا يعرفان ذلك وكذلك حال ولديهما الصغيرين قد نجحا وتميزاً وفرحاً لإخيهما الحقيقى وعلى العكس اغتاظ حازم من ميمى حيث وجد أبواه يحبانه ويقدرانه أكثر منه خاصة وأنه فى هذه المرة نجح بتفوق وأخذ حازم المزيف يعير ميمى باسمه ويقول له إنك ابناً لأبوين فاسدين واسمك غير مقبول ولقد سمعت المدرسين يقولون عليك الكثير حينما كان يأتون لزيارة والدى ولن يغير نجاحك شىء فى حقيقتك لن يغير من أصلك أو نظرة الجميع لك حزن ميمى مما قاله صديقه وجاره وإن كان فى آخر الشارع إلا أنه كتم ذلك فى نفسه وقال هما أبواى
سميانى اسماً لا أقبله وكذلك أنا لا أقبلهما على الإطلاق ولا أشعر تجاههما بأى مشاعر ولا حب ولا احترام حتى أخواى على نفس الحال وهما أيضا لا يحبانى ولا أشعر تجاههما بأى شىء هل حدث هناك شىء خاطىء هل أنا إنسان عاق ؟
هل أنا ناقم على أبوى وأخواى ولكن يجب أن أتجاهل ذلك فأنا محبوب فى المدرسة ومجتهد ولى أصدقاء وأحباب ولى مدرسون يحبوننى وهناك من يهتم بى أكثر مثل الأستاذة فاطمة وزوجها الأستاذ حسن أما ابنهما حازم فهو عكس ذلك تماماً ولكن ما على إلا أن أجتهد وأعمل ما بوسعى فأنا لم أذنب وأما المشاعر فلا أستطيع التحكم فيها فأنا لم أقدم لأحد إلا كل خير وأما حازم فكان يتباهي أمام زملائه بتميز أبويه وبأنهما فاضلين ومتميزين في محبة الناس لهما أما هو فقد تجاهل نفسه ولم يبالي بمحبة الناس له أو عدم محبتهم لأنه اعتمد علي سمعة أبويه وكان دائم التعيير لزميله ميمي الذي هو حازم الحقيقي كلما رآه وكان أخوا ميمى يتفاخران دائما به وبأن لهما أخا متميزاً خلقياً وعلميا ومحبوبا أمام الناس وكان هذا يسبب له الكثير من الضيق النفسى ويقول لماذا لم يصبحاً هما كذلك ؟ حتى يحبهما الناس بدلاً من أن يتباهيا بى فقط فكان من الأنسب أن يصلحوا من أنفسهم سواء الأخوة أو الأبوين الذين لم يشعر تجاههما بأى حب أو تقدير لماذا لم يغيرا من سلوكهما ليصبحا محبوبين وموقرين عند الناس إن عندهما من الأموال الكثير ولكن القضية فى حسن الأخلاق وبدلاً من أن يتباهيا به أمام الناس بحسن خلقه فليتباهيا بأنفسهما وبحسن أخلاقهما . ومرت الأعوام وميمى يعانى كثيراً من معيشته وسط هذا المنزل وحازم يتباهى مع فشله وسوء طباعه بأنه من أسرة موقرة وغنية وله أخواه متفوقان أما هو فلا وظهرت نتيجة المرحلة الإعدادية وحصل ميمى على الأول على الإدارة التعليمية أما حازم فقد حصل على درجة النجاح والتحق بالدبلوم التجارى والتحق ميمى بالثانوية العامة وأصبح الحقد من حازم على ميمى أكثر ولم يزل يتباهى بأخويه المتميزين وأبويه الفاضلين ويعير ميمى بأخويه الفاشلين وأبويه الغير فاضلين بل على العكس لم يكتف بالكلام بل كان يقذفه بالحجارة حين يخرج إلى المدرسة الثانوية هو وزملاؤه فى المدرسة ويعيرانه بأبويه وبصوت مرتفع بدأ ميمى ينصح أبواه ويحاول أن يرفع مستوى تعليم أخويه بالمذاكرة لهما ولكن كان يؤدى ذلك إلى مشاجرة مستمرة وانقلاب عليه وتعنيف وكان يلجأ إلى الصمت ولكنه لا فائدة حتى مرت المرحلة الثانوية وكانت مجهدة نفسياً له وقد حرم من المشاعر الحقيقية مشاعر الأبوة والأمومة وحصل ميمى على الأول على المدرسة والتحق بكلية الإعلام أما حازم بن المدرسين الفاضلين فقد انتهى من الدبلوم والتحق عازفاً بإحدى الفرق الموسيقية مع احدى الراقصات وكان يتجه للعمل فى الملاهى ليلاً كل هذا بدون علم والدته ولما علمت بذلك أصيبت بصدمة كبيرة وبحزن عميق على ابنها بعد هذا العمر وهذا الطريق من التعليم وأرسلت صديقه القديم وتلميذها ميمى لنصحه وإرشاده ولكنه لم يهتم به وقال له لا تنصحنى اذهب إلى أبويك ليس لمثلك أن ينصح أحد إننى أفضل منك وأنت لا قيمة لك إنك من أصل دنىء ومرت الأيام وأقلع حازم عن ما ينوى عمله بسبب ضغط أبويه واهتمامهما وحرصهما الزائد عليه أما ميمى فقد تدهورت حالته المادية وأصبحت أسرته فى ظروف مادية قاسية فلم يعودا قادرين علي العمل وزاد الطين بلة أن مرض والده بالسرطان هذا المرض الذى يحتاج إلى إنفاق عالى ورعاية أكبر ومع ذلك كان أخواه مستهترين ويقولان نريد أن نأخذ دروساً خصوصية مثل معظم زملائنا وكان يقول لهما يجب أن توفرا في المصروفات فالعبء كبير , ومع ذلك فإن الحال الآن يزداد تدهورا ويحتاج إلى توفير الأموال لأن والدنا مريض ولا نضمن ظروفنا
ولا فائدة كانت الظروف تزداد سوءً وأبوه مرضا وكان لا يلقي منهم إلا تعنيفاً شديداً00بدأ ميمى يهتم بالأدب اهتماما شديداً ومع ذلك كان يعمل حتى يحصل على مبلغ يساعده وربما أعطى لوالده المريض أو أخويه المستهترين شيئاً من المال ليرضى غرورهما ومع ذلك لا وسيلة أمامه سوى هذا الطريق كان حازم يعيره بما وصل إليه حاله ويقول له سوف يكون حالك أسوأ فى الأيام القادمة ولن ينصلح حالك وسوف تمرض أمك هى الأخرى ويكون العبء أثقل عليك أما والدى فكل يوم فى غنى و يسر ويزداد حالهما حسنا إلى جانب سمعتهما الطيبة التى تجعل الناس تحبنى ويسلط أصدقاء السوء عليه لإهانته ويتكبرون عليه حين يمرون عليه فى المكان الذى يعمل فيه بسـياراتهم العامة ويقول له إن ما أنفقه على سـيارتى وحدى أكبر من ما تناله فى الشهر من أجر إلى جانب أنه لن يكفيك للشهر القادم أما اسمك وحده فهو داهية إنه اسم لا يصلح إلا للبنات تحمل ميمى كل ما مضى وانهمك فى دراسـاته وأدبه وقراءاته وقد كان يحب الاطلاع فى المراحل السـابقة أكثر علم والدا حازم بأحواله المادية وظروفه فذهبا إليه وحزنا على أحواله وتعاطفا معه وكانت والدة حازم ترسل إليه مبلغاً صغيراً وكذلك والده الحقيقي كل شهر علم حازم بتعاطفهما معه وظل يبحث حتى تأكد من ذلك وعاتبهما ثم سب ميمي وعيره بأن والديه يعطفان عليه ولكن بعد هذا الطريق الطويل الغريب أن هذا الحال استمر طويلاً ولم يكفا عن مساعدته وإن امتنع ميمى فقد أصراً على حالهما أما أخوا حازم فقد كانا يزوران ميمى هما الآخران بينما أخواه المزيفان كانا كثيري التشاجر معه ويحاولان أن يحصلا منه على الأموال التى يتقاضاها ليساعداه على مصاريف التعليم الذى أوشك أن ينتهى أثر هذا كله على مستوى ميمى الدراسى ومع ذلك فقد حصل على الأول على القسم ولم يكن نجاحه مبهراً ولكن تعاطف كل الأساتذة بالكلية معه تعاطفاً شديداً إلى جانب أنهم يحبونه وعلموا بأحواله ومع ذلك فهو محافظ على مستواه الدراسى الذى يؤهله لأن يكون معيداً بالكلية وكانت نهاية مرحله طويلة من الكفاح والصبر ومع ذلك لم يكن ميمى سعيداً فكل شىء حوله في الأسرة متعب ومسبب للقلق و لا يشعر باستقرار ولا هدوء وفى يوم من الأيام احتاج والده المزيف إلى دم لإجراء عملية وتقدم ميمى للتبرع بالدم وللصدفة السيئة فقد أثبت التحليل أن هذه الفصيلة لا تتوافق مع فصيلة دمه كانت فضيحة وسط العامة إذن فهذا ليس بابنه معناه أنه ابن رجل آخر وكيف ذلك إنها إهانة وفضيحة للأسرة كلها وسوف يعير ميمى بعد ذلك بأنه ليس ابن أبيه الشرعى قامت قيامة الأسرة وتأكدوا بعمل تحاليل ( الهندسة الوراثية لأخذ البصمة الوراثية ) وهذه تحاليل متقدمة لا توجد إلا فى معامل خاصة أرشدهم إليها الأطباء وتأكدوا تمام التأكد أن ميمى ليس ابن لهذا الأب والإخوة وحدثت مشادات أخرى وقاموا بتحليل دم الأم والإخوة للتبرع للأب المريض وبالصدفة وجدوا أن دم الأم ليس دم ميمى بينما دم الأخوين الآخرين موافق للأبويين وهنا أصبحت الأم بريئة فمعنى هذا أن هناك خطأ أثناء الولادة قد حدث وتأكدوا أن خطأ يوم الميلاد قد حدث فى المستشفى ذهبوا مسرعين إلى المستشفى التى ولد فيها ميمى وسألوا عن المواليد ولم يعرفوا فقد مر وقت طويل علمت فاطمة أم ميمى الحقيقية بهذا الحادث حينما ذهبت لميمى لتسأل عنه فأخبرها بما حدث وهنا تفجر الإحساس فى قلبها وقامت باحتضانه وقالت له إذن أنت ابنى الحقيقى أنت لست ابن لهؤلاء وقالت له بأنها ولدت ابنها حازم فى نفس هذا اليوم فى المستشفى ولم يولد سواهما ووجدت أن مشاعرها تجاهه صادقة ذهبت أمه إلى والده الحقيقى وأخذته وذهبوا جميعاً إلى معمل التحاليل وهناك تأكدوا أن ميمى هذا هو حازم وأن حازم هو ميمى وليس ابنها وهنا استراحت نفس حازم ( ميمى سابقاً )
استراحة كبيرة وهى اللحظة الوحيدة فى حياته التى شعر فيها بالراحة النفسية ثم استراحت نفس أبويه الحقيقيين وكانت صدمة قاسية على ميمى الحقيقى فأغمى عليه وأصيب بحالة هستيرية ولكنها كانت فرحة شديدة لأبويه الحقيقيين وإخوته فقد شعروا تجاهه بالمحبة والرحمة بحاله والحنان الحقيقى الذى لم يكن تجاه حازم الحقيقى ولا درجة واحدة إلا أنهم كانوا يحبونه لأنه متميز وسط الأصدقاء وعادت المياه إلى مجاريها وذهبوا إلى المحكمة وأثبتوا ذلك بتقارير الأطباء وأوراق المستشفى القديمة وأقرت المحكمة بذلك وعاد كل واحد إلى أسرته الحقيقية وأصبح ميمى فى مكانه وحازم فى مكانه وأصبح ميمى ينظر إلى أسرته وإلى أسرة حازم وإلى حاله ويتذكر ما كان يفعله معه ولكن حازم كان يشفق عليه ومع ذلك فهو لم ينسى العشرة ولا تربيتهما له وكان يعطيهما الكثير والكثير ووقف بجوار ميمى حتى رفع قضية فى المحكمة وغير اسمه إلى اسم أحمد ووقف بجوار الأسرة حتى أصبحت فى حال طيب وشفى والده المزيف بعد رحلة عذاب مع المرض وهنا تزوج حازم بمعيدة معه فى الكلية وأصبح فى مكانه الطبيعي متميزاً ومحبوباً وتميز بعد ذلك فى الأدب ومرت السنوات وحصل حازم بن الأستاذة فاطمة على جائزة نوبل فى الأدب ليصبح رمزاً للشرف والكفاح للوطن الغالى .