كان سامر تلميذا في الصف السادس من المرحلة الابتدائية كان مجدا ومجتهدا وكان يعد من المتفوقين
والده كان يعمل مهندسا في مجال البترول أما والدته فقد كانت تعمل مدرسة
كان لسامر صديق مصاب بالأنفلونزا وزاره سامر هو وبعض الاصدقاء ولكن سامر استمر معه طويلا يلعب معه لعبة الشطرنج وهي اللعبة المفضلة عند صديقه وذلك لأنه مريض ولا يستطيع مفارقة السرير
بينما كانت الحجرة التي يجلسون فيها مغلقة
وفي اليوم التالي وجد سامر نفسه مصابا هو الاخر بالأنفلونزا ...
قالت له والدته ان سبب اصابتك كان من العدوي التي انتقلت اليك من صديقك ولكن سامر كان متعجبا كيف انتقلت الي ؟ وايضا لماذا لم يصب باقي زملائي ؟
مرت الأيام علي سامر وهو يعاني من آلام المفاصل ولكنه كان يكتم ذلك وقد ظنت والدته ان حالته تحسنت ولكنه كان يكتم ذلك حتي يستطيع الخروج بسهولة ويسر ولكنه لاحظ ان هناك ارتفاعا في درجة الحرارة ولاحظت ذلك والدته ايضا حين وجدت هناك تغيرا في صوته وحينما وضعت يدها علي جبينه للاحظت ذلك فأسرعت بإبلاغ والده وعلي الفور اتصل بصديقه الطبيب الذي حضر علي الفور للاطمئنان عليه وكان هذا الطبيب يحب سامر أيضا ويعتبره مثل ابنه تماما وكان يجلس معهم في المنزل كثيرا
وبعد أن وصف لسامر الدواء طلب من سامر ان يتناول الدواء ويسترح ولا يتحرك من السرير وامره الطبيب ان لا يأكل حاليا من الطعام الا السوائل أي الطعام المطهو جيدا الذي يكثر فيه المرق
تناول سامر الدواء ثم استرخي علي السرير وهو يمسك احدي كتبه ذهب في نوم عميق
وحضر الطبيب في اليوم التالي للاطمئنان عليه ثم انصرف لان سامر كان لم يزل به اثار من المرض
وعاد الطبيب في اليوم التالي وكانت حالته قد تحسنت نسبيا فجلس ليطمئن عليه ووجد سامر فرصة كبيرة ليجيب الطبيب علي الكثير من التساؤلات التي كانت تشغله
سأله سامر هل الانفلونزا مرض مميت ؟ فأجاب الطبيب لا يا بني ان الانفلونزا لا تعتبر مرضا مميتا ولكن ربما الاهمال فيه يؤدي الي مضاعفات ربما تكون مميتة فالأنفلونزا حين تكون شديدة فإنها تؤدي الي الالتهاب الرئوي الذي ربما ادي الي الوفاة ومثلها مثل اي مرض الاهمال فيه ربما ادي الي الوفاة
قال سامر وما الذي يسبب الانفلونزا ؟ رد الطبيب قائلا ان الذي يسببها ميكروب وهو من نوع الفيروسات وهي ادق الكائنات الحية حيث ان الميكروبات تنقسم الي بكتيريا وفطريات وفيروسات وأصغرها وأخطرها هي الفيروسات حيث ان الفيروس صغير جدا ويغير شكله بتغير الاحوال الجوية وبالتالي يصعب علي الجسم مقاومته قال سامر وكيف يقاوم الجسم الميكروب ؟
قال الطبيب : ان كل ميكروب له شكل معين والجسم يتعرف عليه ويفرز انزيمات ومواد مضادة لكي يستطيع القضاء علي الميكروب وبالتالي حين تدخل الجسم فان المواد المضادة تقوم بالقضاء علي الميكروب
ولكن هناك ميكروبات تقوم بالتغيير في شكلها مثل ميكروب الانفلونزا وبالتالي حين يهاجم الميكروب الجسم لا يكون الجسم قد افرز موادا مضادة ولا تعرف علي شكل الميكروب ولهذا يأخذ الجسم فترة لإفراز المواد المضادة ولكن ربما يكون الميكروب قد انتشر في الجسم وتمكن منه ولهذا يلجا الانسان غالبا الي العلاج وهو المضادات الحيوية احيانا الي جانب ادوية اخري وذلك للقضاء علي الميكروبات بكل انواعها وهي تساعد الجسم في القضاء علي الميكروب ولتنشيط الجهاز المناعي في القضاء عليه ايضا ؟
قال سامر و ما هي المضادات الحيوية ؟
قال الطبيب قديما لم تكن موجودة ويرجع الفضل في اكتشافها الي العالم فلمنج وهو مكتشف البنسلين وقد اكتشف علي سبيل الصدفة في احدي تجاربه وجود تأثير قاتل لفطر البنسلين علي البكتيريا وبعد الدراسة والبحث تأكد ان البنسلين يفرز مادة انزيمية تقتل البكتيريا والميكروبات بكافة انواعها
وبعد ذلك تم فصل انزيمات من فطريات اخري لها دور قاتل علي الميكروبات او الكائنات بكافة انواعها حتي الفيروسات وقد ساعدت الطب كثيرا في القضاء علي الكثير من الامراض التي لم يكن الانسان يستطيع القضاء عليها والتي كان الانسان يترك الجسم لمقاومته الطبيعية للقضاء عليها وربما لم يستطع وفي النهاية يموت الانسان بسبب الاصابة بالميكروب خاصة الميكروبات الفتاكة .
قال سامر وهل كل الميكروبات مميتة ؟
رد الطبيب : لا طبعا يا بني كما قلت فلكل ميكروب امراض معينة يصيب الانسان بها منها الميكروبات المميتة ومنها الميكروبات التي تأخذ فترة مرض ثم تنتهي مثل الانفلونزا ولكن بشرط ان لا يهمل فيها وان يقاومها الجسم فان كان الجسم بلا مقاومة انهارت قواه مع اي ميكروب يصيبه
قال الطبيب لسامر كفاك اسئلة يا سامر واسترح ويجب ان لا تتعمق كثيرا في هذا الامر فهذه المعلومات تحتاج لسن كبير لكي يستوعبها ولا تشغل بالك كثيرا بالتطلع الي ما هو فوق مستوي تفكيرك وخذ من المعلومات ما يستوعبه عقلك وانصرف الطبيب بعد ان اطمأن الي أن سامر قد تناول الدواء
قال سامر ولكن سؤال اخير ماذا عن فيروس الانفلونزا ؟
قال الطبيب سأجيبك حتي لا تنام قلقا بسبب هذه التساؤلات
هذا الميكروب يأتي غالبا في فصل الشتاء وهو يصيب الجهاز التنفسي واعراض الاصابة به التهاب في الحلق ورشح بالأنف وارتفاع في درجة الحرارة و تعب في المفاصل وكما قلت لك انه فيروس والفيروس يتغير شكله من عام لآخر وهو ما يجعل الميكروب يسبب اعراضا تختلف احيانا من سنة لأخري او كل عدة سنوات حسب التغير وطبعا التغير يكون طفيفا في شكله فلا يستطيع الميكروب ان يغير نفسه نهائيا والا اصبح ميكروبا اخر اتمني يا سامر يا ابني ان تقضي وقتا طيبا واطلب منك الهدوء والراحة .
وانصرف الطيب وترك سامر لينام ويهدأ وقال له خذ قسطا كبيرا من الراحة ويجب ان تقوم بتهوية الحجرة يوميا وتعرضها للشمس بقدر المستطاع حتي تقتل الميكروبات الموجودة بها
وفي اليوم التالي حضر الطبيب واطمأن علي سامر ووجده افضل من ذي قبل وأحضر له هدية ثمينة نتخيل ماذا تكون ؟
احضر له كتابا عن الميكروبات للصغار وهو كتاب كبير وشيق
فرح سامر به فرحا شديدا وشكر الطبيب الذي قال له لقد تحسنت يا سامر ويجب ان تبدأ في الذهاب الي المدرسة ابتداء من اليوم التالي
وبعد ان انصرف الطبيب اقبل سامر علي قراءة الكتاب وكان يقرؤه وهو مستلقٍ علي فراشه و مستند علي الوسادة وهو منهمك جدا في القراءة وسعيد جدا بها وكان منبهر بهذه المعلومات التي لم يكن يعلم عنها شيء ولم يكن قد تعلمها بعد في المدرسة
ومرت الايام وقد تماثل سامر للشفاء ولكنه لم يشبع بعد من التطلع لمعرفة المزيد والمزيد عن الميكروبات
وجاء لزيارة والده صديق له لم يره منذ وقت طويل انه الدكتور منصور عالم في الهندسة الوراثية حيث كان عائدا حديثا من بعثته بأوروبا فرح سامر به جدا ورحب به وجلس مع والده وبعد تناول الغداء سأله سامر ما معني الهندسة الوراثية ؟ قال له والده يا بني ان هذه اسئلة اكبر من سنك
ولكن الدكتور منصور قال له دعه فمن حقه ان يسأل ثم اخذ سامر في حديقة المنزل ليتكلم معه بحرية دون قيود حتي لا يمل احد منهما وعاد سامر وسأله ما معني الهندسة الوراثية ؟ قال الدكتور منصور
ان علم الهندسة الوراثية هو العلم الذي يتعامل مع النواة وهي أصغر جزء في الخلية وكيفية الاستفادة منها في الحياة العملية سواء في الطب او الزراعة او كافة فروع الحياة اي انك تستخدم هذه النواة في الحصول علي انزيمات تفيد الانسان او مواد اخري تفيد في الزراعة وهكذا قال سامر وما المقصود بالخلية ؟
قال الدكتور منصور الخلية هي اصغر جزء في الجسم الحي ولا يمكن رؤيته بالعين المجردة وانما لا يتم ذلك الا بالميكروسكوب قال سامر وما الفرق اذن بين الميكروب والخلية انني قرأت ان الميكروب ايضا لا يري بالعين المجردة ؟
قال الدكتور : كلام جميل ان الخلية هي جزء من الجسم سواء جسم انسان ام حيوان ام نبات أما الميكروب هو كائن حي منفصل تماما صغير جدا ايضا لا يمكن رؤيته بالعين المجردة هناك ميكروبات ضارة بالإنسان وهناك ميكروبات نافعة قال سامر لم افهم قال الدكتور :ميكروبات ضارة مثل التي تصيب الإنسان بالمرض اما النافعة مثل البكتيريا التي تقوم بتحويل اللبن الي زبادي فيتم ذلك عن طريق نوع معين من البكتيريا النافعة وهكذا وارجو ان لا تتعمق اكثر من ذلك
قال سامر لقد قرات عنها منذ ايام في كتاب احضره لي صديق والدي الطبيب
قال الدكتور و لكن النواة هي اصغر جزء في الخلية وهي التي تحمل الجينات الوراثية فيها والمادة الوراثية تسمي بالكروموسومات التي تحمل الجينات الوراثية ومن خلالها تتم ابحاثنا وتجاربنا لكي نقوم بنقل صفات وراثية من خلية لأخري وبالطبع الصفات المرغوبة ثم نقوم بإكثار هذه الخلية لكي تنتج جسما كاملا بعد ذلك عن طريق تلقيح الخلايا ثم اعادتها الي رحم الام لتنمو وتكبر وهي تحمل الصفات الجديدة هذا في الحيوان اما في الميكروبات فان تكاثر خلاياها يتم عن طريق تكاثر داخلي وتضاعف لهذه الخلايا وبالتالي نتركهما لتتكاثر بذاتها وهي تحمل العوامل الوراثية الجديدة
ثم قال الدكتور وكفاك هذا يا بني انني شرحت لك اكثر مما ينبغي ان تتعلمه تمهل قليلا وسوف تفهم اكثر كلما كبرت في السن واتسعت افاقك
قال سامر ولكن بعض الاسئلة البسيطة وبعدها اتوقف عن الاسئلة أين توجد الميكروبات ؟
قال الدكتور : توجد في كل مكان في الماء والتربة وفي الهواء ولكل ميكروب بيئة خاصة به يستطيع ان يعيش فيها ومنها الضار للإنسان والحيوان والنبات ومنها ما ينفعه ومن هذه البكتيريا الخاصة بالزبادي والتي تقوم بتحويل اللبن الي زبادي كما قلنا مسبقا
قال سامر ولكن الميكروبات التي تصيب الانسان هل لا يمكن ان يقضي الانسان عليها نهائيا ؟
قال الدكتور : بالطبع لا لأنها تتكاثر تكاثرا سريعا جدا وتوجد في كل مكان ولا يمكن القضاء عليها ولكن ما يمكن عمله هو عمل امصال تجعل الجسم يفرز مواد مضادة توجد فيه بصفة مستمرة وبالتالي حين تصيبه فانه يقضي عليها بسرعة وبذلك استطاع الانسان ان يتغلب علي الكثير من الامراض الفتاكة منها الجدري وشلل الاطفال والتيتانوس والسعال الديكي عن طريق عمل امصال يأخذها الطفل في مرحلة مبكرة من السن ويظل بعدها محتفظا بمناعته ضد هذه الامراض طوال حياته
ولكن لم يستطع العلم الحديث ان يصل الي لقاحات لكل الامراض ولو حدث ذلك فسوف يستريح الانسان كثيرا من خطورة هذه الامراض .
قال سامر وطبعا منها الانفلونزا ؟
قال الدكتور : الانفلونزا فيروس وهو صغير جدا ويتغير جزء صغير منه بتغير العوامل الجوية وهو ما يؤثر علي تركيبه وهو ما يجعله يغير شكله امام اجهزة مناعة الجسم وهو ما يجعله منتشرا ولهذا تكون اعراض الاصابة به مختلفة دائما ولو استطاع الطب ان يصنع مصلا له في كل اشكاله المتغيرة لاستراحت البشرية كلها منه
قال الدكتور كفاك هذا يا سامر ولا تحمل نفسك فوق طاقتك وسوف احضر لك كتابا عن الهندسة الوراثية المبسطة في زيارتي المقبلة في اليوم التالي .
وفي الزيارة التالية احضر له الدكتور منصور كتاب الهندسة الوراثية بأسلوب مبسط
فرح سامر به جدا وكأنه وجد ضالته المنشودة وبعد ان غادر الدكتور منصور المنزل اتجه سامر الي غرفته وانهمك في كتاب الهندسة الوراثية ليطلع عليه وظل اياما طويلة يتصفحه ويحاول ان يفهم ما فيه ويفك طلاسمه الصعبة ولكن كانت هناك جملة اوقفته لبعض اقتراحات العلماء وليس كلهم حيث قال ربما وجد العلماء في الفضاء الخارجي علاجا للكثير من الامراض التي يعاني منها البشر
وربما وجدوا امصالا ولقاحات لكل الميكروبات الضارة الموجودة علي الارض
اوقفت سامر هذه الجملة كثيرا وهو يفكر فيها وبينما كان مستغرقا في التفكير وهو مستلق علي سريره اخذته سنة من النوم ووقع الكتاب من يده علي السرير
راي سامر في نومه ان اباه يقود مركبا فضائيا كبيرا وقد حط بمركبه الفضائي في حديقة المنزل ثم وجده يرسل له من يطلب منه ان يحضر الي والده في الخارج واسرع سامر وهو فرح جدا بهذه المغامرة الظريفة مع والده الذي كان ينظر اليه من اعلي المركبة من خلال نافذتها الزجاجية السميكة
ودخل سامر المركب الفضائي المكيف والمليء بالأجهزة الحديثة و كان مع والده عشرة من علماء الفضاء كانوا يلبسون كمامات متصلة بأجهزة للتنفس وملابس خاصة بالفضاء والبسوا سامر واحدا منها بمجرد دخوله داخل المركبة . ثم سرعان ما ضغط والده علي زر الانطلاق
وحينما انطلق المركب سمعوا صوت دوي هائل ورأوا السنة من الدخان واللهب نتيجة الاحتراق الداخلي للوقود الناتج من عملية الانطلاق . ولم يسمع سامر احدا منهم يتكلم مباشرة مع صديقه لم يكونوا يتكلمون الا عن طريق سماعات داخلية مع انهم يجلسون بجوار بعضهم البعض باستثناء والده الذي كان يقود المركب والمركب ينطلق بسرعة مهولة
و بعد ساعة من انطلاق المركب وجد سامر ان الجو اصبح مظلما من حولهم سال سامر والده ما هذا الظلام ؟
قال والده اننا الان قد خرجنا من محيط الجاذبية الارضية وبعيدا عن الارض وهذه المنطقة حين تلقي فيها شيئا لن تجذبه الارض اليها ولكنه سيظل معلقا ومع ذلك لا تجذبه الاقمار او الكواكب الأخرى لأنه ليس في مجال جاذبيتها وهذه المنطقة مظلمة ايضا لأنه لا يوجد فيها ضوء
وبينما سامر يتحدث مع والده اذ استغرق علماء الفضاء في حالة نوم عميق
نظر سامر لوالده متعجبا لكن والده قال له لا تقلق يا ولدي فهذ ا شيء عادي دعهم يرتاحون فأمامهم جهد كبير وسفرٌ طويل قال سامر لوالده ما معني ذلك يا والدي ؟ قال الوالد ان لكل كوكب او نجم في الكون مجال اي منطقة تظهر فيها قوته المغناطيسية ويجذب بها كل الاشياء الموجودة في هذا المجال اليه حتي الكوكب الذي نحن متجهون اليه له نفس خاصية المجال المغناطيسي ولكن نحن الان لم ندخل الي مجاله المغناطيسي بعد ونحن في منطقة انعدام الجاذبية ولهذا فالمركب لا يحتاج الي قوة اكبر للصعود لأنه لا يقاوم جاذبية الارض
ثم سرعان ما دخلوا في منطقة اخري شديدة الاضاءة والجو فيها مبهرا من حولهم
وكان سامر ينظر من بعيد للفضاء الشاسع المتلون بالوان مختلفة وهو متعجب من قدرة الخالق وصنعه
ومر الوقت واشار الوالد الي سامر لقد دخلنا في منطقة جاذبية الكوكب المتجهين له ولهذا فإننا نقلل قوة المحرك جدا لان الكوكب نفسه يشدنا اليه واثناء الرحلة التي استغرقت حوالي خمس ساعات كان الجميع لا يتناولون الطعام كما نتناول ولكنهم كانوا يحصلون علي اغذية معلبة وهي عبارة عن غذاء ملكات وبعض العصائر والاغذية مكثفة جدا وفيتامينات يحصلون عليها من علب صغيرة مغلفة تصرف لكل واحد منهم يفتحها ويتناول ما فيها ثم يلقيها في صندوق القمامة
وبعد انتهاء الوقت وصل المركب الي الكوكب وبمجرد الوصول والهبوط علي سطح الكوكب فتحت الابواب واستعد كل واحد منهم للخروج وقد بدا كل واحد منهم يخلع كل الاجهزة الملتصقة به ويبقي ملابسه الفضائية فقط ويحمل حقيبة صغيرة معه فيها كل ما يلزمه من اجهزة ومنها اللابتوب الخاص به وبعض المشروبات والاطعمة الفضائية التي يحتاجها اثناء مسيره
سال سامر والده ما هذا الكوكب ؟
قال انه كوكب المريخ يا بني وبمجرد نزولهم من المركب وجدوا كوكبة من علماء المريخ في انتظارهم وكانوا قد اعدوا موكبا كبيرا لاستقبالهم والغريب ان العلماء لم يتصلوا بهم ولم يكن يظنون ان احدا من كوكب المريخ يعلم شيئا عن رحلتهم , كانوا كلهم في غاية الذهول الطعام الفاخر والمشروبات الجميلة والموسيقي احتفالا بقدوم علماء من الارض , وسألوهم من اين علمتم بقدومنا وبرحلتنا ؟
فأجابوهم اننا نملك احدث اجهزة تنصت في الكون اننا نستطيع ان نسمع حديثكم في الارض
وجربوا لهم نموذجا من تجسسهم علي الكواكب الأخرى وتحديد المنطقة اللذين يريدون الاستماع الي ما يدور فيها ثم قالوا ان كوكبنا بطبيعته يتكون من المعادن وجزء بسيط جدا وهو ما نمشي عليه يتكون من الرمل والحصي والتراب وهو ليس ككوكبكم الارض الذي يتكون من التراب فقط ولهذا فان اجسامنا جزء منها معدني وجزء منها وهو قليل طيني مثلكم , وبسبب هذه الخاصية في كوكبنا فهو يستقبل كل الذبذبات الصوتية الصادرة من كل الكواكب المحيطة به واهمها الارض ونحن نعاني من سماع اصواتكم التي تصطدم بكوكبنا وان كانت غير مسموعة ولكن ان تركنا اجهزتنا فإننا نسمع مليارات الاصوات ولكن بالأجهزة الحديثة نقوم بتحديد المكان والذي نريد سماع اصواته وايضا نستطيع ايضا تحديد الشخص الذي نريد ان نسمع حديثه احيانا وهكذا ولكننا لا نستطيع التواصل مع الارض وارسال الرسائل لمن نريد ان نوصلها له فقط نسمع ولكن بعد البحث والعلم استطعنا ان نكتشف اجهزة حديته تسهل لنا الاتصال بكوكب الارض فقط ولم نتوصل الي بقية الكواكب ومن حسن حظنا انكم قادمون من كوكب الارض فلو اردتم الاتصال باهلكم وذويكم فعلي الرحب والسعة . قال والد سامر ولم لا ؟ سوف نتصل باهلنا ونطمئن عليهم
وقام كل واحد من العلماء بالتحدث مع اقاربه في كوكب الارض
واتصل سامر بوالدته واخته وطمأنهما علي حاله وكانوا سعداء جدا بهذا الحدث العظيم
نظر سامر في اجسام سكان كوكب المريخ فوجدهم اطول منا بدرجة ملحوظة واجسامهم مليئة بالشعر وشعرهم طويل وكثيف واجسامهم تلمع لأنها مطلية بمادة من الفضة بسيطة وسألهم العلماء عن اجسامهم واختلاف شكلها وطبيعتها ؟ فقالوا كما تختلف الارض عن كوكبنا نختلف عنكم لأننا مخلوقين من معادن كوكبنا كما انكم مخلوقين من الطين
ولكن عندنا حل لكل الامراض الموجودة عندكم ودواء واقي من كل الميكروبات ومصل يشفي من جميع الامراض الفتاكة لديكم فرح العلماء جدا بكل هذه المعلومات الجميلة والمفيدة
وقام العلماء بتحميل كل هذه المعلومات علي اسطوانات ونقلوها ايضا علي اجهزة اللابتوب الخاصة بهم لتأكيدها كان سامر متعجبا جدا من شفاههم التي تشبه المعادن والتي تتحرك ببطء وهم يتكلمون وبأصواتهم الخافتة التي تخرج ببطء . كانت المباني عندهم مباني معدنية لا يوجد فيها طوب ولا حجارة وكل المنشآت هكذا وعندهم من العلم ما يستطيعون به تشكيل المعادن بالطريقة التي يريدونها والشكل الذي يريدونه .
قضي علماء الفضاء اسبوعا مع العلماء علي كوكب المريخ نقلوا فيه كل علومهم واطلعوا عليها وحملوا كل ما يريدونه علي اسطوانات وفي اجهزة اللابتوب الخاصة بهم
واقام علماء كوكب المريخ حفلا كبيرا لتوديع علماء الارض وانطلق مركب علماء الارض الفضائي ومعهم سامر طبعا وانطلق الجميع في حالة من الفرحة الغامرة والسرور المذهل
قائلين لقد حصلنا علي علاج لجميع الامراض الموجودة علي كوكب الارض لقد حصلنا علي امصال لكل الفيروسات والميكروبات سوف يصاب اهل الارض جميعا بالذهول والاعجاب بنا سوف تسجل هذه الرحلة التاريخية بأقلام من الذهب علي كوكب الارض لأنها رحلة مؤثرة ومغيرة للحياة علي كوكب الارض
واثناء الرحلة وبعد تجاوز منطقة انعدام الجاذبية ودخول منطقة جاذبية الارض حدث عطل فني في المحرك الرئيسي في المركب وبدأ الجميع يقلق وهو ينظرون الي بعضهم البعض نظرة خوف وحزن واتصلوا بكوكب الارض لإنقاذهم ولكن لا امل في الانقاذ ولا وقت وخاصة ان قوة جذب الارض للمحرك بدأت تزداد فكانه قطعة من الحجارة ملقاة من اعلي الي أسفل
وحاولوا جميعا جاهدين تشغيل جميع المحركات الاحتياطية ولكن لسوء الحظ لقد نفذ الوقود لأنه كان يتسرب من ثقب صغير اسفل المحرك دون ان يشعروا وحتي لم ينتبهوا الي مؤشر الوقود قط , ندموا جميعا علي استهتارهم ونسأنهم لأمر مهم كهذا ولان الوقود تقريبا بدا ينفذ فسوف يحترق المركب بعد دقائق من نفاذه ومرت الدقائق وبدأ العد التنازلي للمحرك علي المؤشر الخاص في مكان القيادة بان المحرك سوف يحترق وبالتالي سوف ينفجر المركب بهم جميعا , اصيب الجميع بالهلع الشديد , وبدا العد التنازلي من 10 – 9 -8 وهكذا حتي وصل الي 3 وعندها زادت ضربات قلب سامر كثيرا جدا فسمع صوت ضربات قلبه وظن بانه سيموت من الخوف قبل انفجار المركب
وفجأة استيقظ سامر من النوم مفزوعا وهو يردد لا لا لا لا لا
وقام مفزوعا وهو يحرك يديه يمينا وشمالا وظل عدة ثواني تائها حتي هدأ وبدأ يتأكد انه في منزله وانه لم يمت سمع والداه صوته وهو يصرخ فقاموا بسرعة بالدخول الي حجرته للاطمئنان عليه , وقامت والدته باحتضانه شعر سامر بالأمان وبدأ يفيق من حالته التي كان فيها
وتأكد ان ما حدث كان مجرد حلم وانه في منزله وان والده بخير وجد حوله كتبه ووجد كتابه الذي كان يقرا فيه قد وقع من يده قامت والدته علي الفور بإحضار مشروب مهدئ له حتي يشعر بالاطمئنان اكثر حكي سامر لوالديه ما حدث له , طمأناه وقالا له ان هذه الاحلام مجرد تطلع منه الي البحث عن الجديد في العلم
وهذا دليل علي ان عقله كبير وقدرته علي الاستيعاب عالية وان شاء الله سيكون له مكان بين اهل العلم , ارتاح سامر كثيرا بعد سماع هذا الكلام من والديه وهدأت نفسه
ولكنه ذهب لينام هذه الليلة في حجرة مع اخيه الاصغر منه وقرا سورة المعوذتين واية الكرسي قبل ان ينام واستيقظ سامر في اليوم التالي ليحكي لزملائه قصة هذا الحلم الجميل ودونه في مذكراتٍ خاصة به
واتجه سامر بعد ذلك الي كتبه وعلومه الدراسية وحاول ان ينسي الخيال كثيرا حتي ينجح ويتفوق كعادته
ومرت الايام واصبح سامر عالما في الميكروبات
ونشر هذه القصة الجميلة سماها رحلة عبر الخيال
وبعد ان حصل علي جائزة كبيرة في مجال الهندسة الوراثية واستخدام الميكروبات فيها
تذكر سامر حلمه اللذيذ واستطاع ان يكتبه في مذكراته ثم الف منه قصة وسماها رحلة عبر الخيال ونشرها في احدي الصحف.