قام أحمد من النوم علي صوت أمه
المتكرر والذي جاءت لتوقظه في الصباح الباكر لكي يذهب غلي المدرسة كعادته
كل يوم , ولكن أرنوب كان قد قرر عدم
الذهاب إلي المدرسة ثانية , ولم يعلم امه
بذلك ,
وكان يسمع صوت ندائها
ولكنه كان يدعي بأنه لم يسمع شيئا
وأنه ما زال مستغرقا في النوم , ولما لم
يجد بد من نداء امه
استيقظ وهو يتثاءب , ومع ذلك لم ينهض من الفراش ولم يتحرك ,
تعجبت أمه من تصرفاته وسألته ما ذا حدث يا أرنوب ؟؟؟
فحكي أرنوب لها ما حدث
من المعلمة , لأنها عاقبته علي عدم أداء الواجب المدرسي ,
فقالت أمه : أولا أنت تستحق العقاب . لأنك بالتأكيد لم تفعل واجبك الدراسي لمرات عديدة وقد اخبرتني المعلمة بذلك .ولكنني قلت
ربما شعر أرنوب
بتقصيره من تلقاء نفسه
, قال أرنوب :
نعم أنا أشعر بالتقصير ولكن
هناك مشكلة كبيرة يا امي : إنني لا
أجيد الكتابة فكيف أقوم بعمل الواجب المدرسي ؟
قال أمه إن هذا شعورٌ جميل ومؤشِّرٌ طيب ولكن كان يجب أن تخبرني بذلك
؟
قال أرنوب : عذرا يا أمي .
قالت أمه : هيا لنبدأ في تعلم الكتابة والقراءة .,,,
وبدأ أحمد يتعلم مع امه الكتابة
والقراءة ولكنه شعر بالملل وبدأ
يهرب من التعلم فأرادت أمه أن
تشوقه إلي حب التعلم فقالت له
سوف أحكي لك قصة
أنوب والقلم العجيب إن وجدت منك
إقبالا علي التعلم كما كنت مسبقا
,, قال احمد :
نعم يا أمي : سوف
أعود لتعلم القراءة والكتابة كما كنت .
بدأت أمه تحكي له قصة
أرنوب والقلم العجيب , قالت :
كان أرنوب مهملا في دراسته
كثيرا و كان كل أصدقائه يقومون
بعمل الواجب الدراسي ويجتهدون
, أما
أرنوب فكان كسولا لا يحب التعلم
ولا العلم ولا يبالي
بتدني مستواه الدراسي , وكان يستيقظ من النوم متأخرا كل يوم , ولكنه كان محبوبا من أصدقائه رغم إهماله
, وكانوا يتمنون له أن يجتهد وأن يصبح متفوقا مثلهم ولكنه لا يشغل باله بهذا الأمر ,
وطلبت المعلمة من التلاميذ أن
يقوموا بعمل واجبهم المدرسي , وقام كل التلاميذ بعمل الواجب ما عدا أرنوب . والغريب أن
أرنوب لم يشعر بالغيرة من زملائه
ولكنه استمر علي هذا النحو . فقامت المعلمة بمعاقبته , سخر منه
بعض أصدقائه الذين
كانوا يقومون بأداء واجبهم المدرسي
باستمرار , وعاد أرنوب إلي المنزل حزينا . وهو
يقول لنفسه : هل
أصدقائي افضل مني ؟
ولكنه عاد وقال
أيضا :
وكيف أقوم بعمل الواجب وأنا غير قادر علي القراءة والكتابة , لقد أهملت
حتي تعلم أصدقائي الكتابة والقراءة
وأنا لم أتعلم شيئا ,,
ثم قال ولكن المعلمة ستعاقبني
لأنني لن أقوم بعمل الواجب بعد ذلك ..
ماذا أفعل ؟؟؟ صمت كثيرا
ثم قال سوف أذهب للنوم
وبعدها افكر في الأمر ز
وأثناء توجهه إلي النوم وجد شيئا يناديه
يا أرنوب : قال من ؟
والتفت يمينا ويسارا ولم يجد أحدا .
ولكنه سمع نفس الصوت مرة
ثانية , ثم وجد أن القلم يتحرك نحوه , وهو
يكلمه ,
تعجب أرنوب كثيرا من ذلك , قال
له القلم : أنا القلم العجيب يا
أرنوب سوف أثوم بعمل الواجب المدرسي لك وكتابة كل ما تريد كتابته ما عليك إلا ان تضعني
فوق الورقة أو فوق
السبورة وسوف أقوم بكتابة كل ما
تريد كتابته , لا تقلق يا صديقي , أنا احبك وسوف أساعدك حتي تصل إلي
طريق النجاح وتصبح من المتفوقين .
أراد أرنوب أن يتأكد من صدق كلامه فقام
بإحضار الكراس وطلب منه كتابة
الواجب المدرسي , وعلي الفور قام القلم بكتابة كل الواجبات
المدرسية المطلوبة من أرنوب , لم يكد يصدق أرنوب نفسه , شكرا
القلم وهو في حالة من التعجب الشديد
ولكنه قال سوف اذهب به إلي المدرسة وأري
صدق كلامك أيها القلم حين تقوم
المعلمات بتقييم ما كتبت
وإعطائي الدرجة .
وحصل أرنوب علي أعلي الدرجات في
أداء واجبه المدرسي في جميع المواد حتي
مادة الرسم قام القلم
بعمل كل الرسومات المطلوبة من
أرنوب , وكانت رائعة أبهرت المعلمين والتلاميذ , وسألوه
كيف أصبحت هكذا يا أرنوب وكيف ترسم
هذه الرسومات الرائعة . لو لم تكن ترسمها
امامنا لما صدقنا أنك أنت الذي
ترسمها .
ومرت الأيام وأصبح الجميع في حيرة من أمر أرنوب , إنه يحصل علي الدرجات
النهائية في جميع المواد . بعد أن
كان يحصل علي أقل الدرجات بين زملائه .
لم يكتف أرنوب بنشاطه داخل الفصل
فطلب من القلم أن يقوم بكتابة مقال
يقوم بإلقائه في طابور الصباح , وأيضا
اناشيد وقصص يحكيها
لزملائه في طابور الصباح .. وقام القلم علي الفور بكتابة أروع الأناشيد وأجمل القصص لأرنوب وقدمها في طابور الصباح , ونال تصفيقا حادا وإعجابا من كل المعلمين .
العجيب أن أرنوب لم يكن يشعر بأنه قد تعلم القراءة والكتابة
, وأنه استطاع أن يقرأ ما
كتبه له القلم العجيب , ولم يعد يشعر
أنه يستطيع أن يقوم بحل الواجب المدرسي وحده دون أن يعتمد علي القلم وأنه قد أصبح من التلاميذ المتفوقين في المدرسة وأنه
يتفاعل مع المدرسين بطلاقة ونشاط .
اختفي القلم العجيب فجأة
دون أن يشعر أرنوب ولم يكن يعلم أرنوب
أن القلم العجيب غير موجود
, فقام بعمل كل واجباته دون أن
يشعر وكانت إجاباته جيدة .
وأعجبت المعلمين كما كانت تعجبهم
قبل ذلك ..
وانتهي العام الدراسي وبدأت الامتحانات
, وقام أرنوب بإجابة الاسئلة إجابة
نموذجية و حصل علي أعلي الدرجات , وقامت المدرسة بعمل حفلة لتكريم الأوائل .
واتجه أرنوب ليحصل علي الجائزة . وهنا تذكر قلمه العجيب وسأل نفسه أين القلم ؟ لقد
اختفي ولم أعد اراه
,,, ولكنني لم أعد أحتاج إليه إنني أصبحت
معتمدا علي نفسي ....
وفجأة وجد أرنوب أن القلم العجيب
قد عاد إليه وسأله
كيف حالك يا أرنوب . هل تحتاج إلي
مرة ثانية ؟ قال أرنوب أنا اشكرك أيها القلم العجيب , لقد أخذت بيدي إلي طريق
النجاح وعلمتني كيف أصبح متفوقا , وهنا اختفي القلم .
أما أرنوب فقد أصبح من المتفوقين
داخل المدرسة .
سمع أحمد هذه القصة من أمه وقال
لها لقد شجعتني قصة أرنوب علي
التفوق والاجتهاد يا امي ولكن
أرجو أن تساعديني حتي أصبح مثل أرنوب .
قالت له أمه : نعم سأساعدك وأقف بجوارك
, ولكن يجب عليك أن تجتهد ولا تتخاذل عن تأدية ما اطلبه منك ...
ومرت الأيام ووجد أحمد أنه أصبح يجيد القراءة والكتابة , بل
وأصبح يقوم بعمل كل الواجبات المدرسية وحده
وأحيانا بمساعدة بسيطة من الأم .
وتمر الأيام ليصبح أحمد من أوائل
المدرسة وحصل علي جائزة الطالب المثالي أيضا .
كل هذه الأحداث كانت قد رآها
أحمد في منامه بعد أن عاد من المدرسة وهو حزين
بسبب معاقبة المعلمة له علي
إهماله في تأدية واجباته المدرسية , وكان
قد قرر عدم الذهاب إلي المدرسة , وقد أخذته سنة من النوم ...
فكر احمد في احداث هذا الحلم العجيب
وقال لا بد أن أصبح مثل أرنوب
وأتحول من إنسان فاشل ومهمل إلي أن أحصل
علي الطالب المثالي . ولكن من سيساعدني في
التعلم ؟؟؟
قال أحمد سوف أتجه إلي امي وأحكي لها ما حدث ..
وفعلا قام أحمد بحكاية كل ما حدث لأمه
..
فرحت امه به كثيرا وقالت يا بني
سوف أساعدك بكل سرور ..
ومرت الأيام وتحققت امنية احمد وأصبح من المتفوقين بل الأول علي أصدقائه في الفصل الدراسي .