كان الفأر يحوم حول عرين الأسد ولكنه كان لا يستطيع الدخول ويشعر بشيء من الخجل
قال فرفور :
أمنيتي أن أكونَ صديقاً للأسد
أحبُّه من كل قلبي حبا علي طول الأمد
مخلصٌ له .. لم يشاركني في حبه أَحَدْ
لكن أخاف أن يقابل حبي بالصدود
فأنا فرفورُ الضعيفُ وهو المَلِكْ
خرج الأسدُ من عرينه فوجد فرفورَ وافقا مترددا , فقالَ له :
ماذا تفعلُ يا فرفور؟
ماذا تطلب ماذا تبغي ؟
ما الذي بكَ أتي يا فرفور ؟
ألم تعلم بأنَّ هذا عَرين الأسد ؟
هل جئت لتلعب بعريني
فتنال عقابي وجنوني
قال فرفور :
بلْ جئتكَ ودليلي الحُبُّ
يُسْعِدُني وَصْلكَ والقُرْبُ
إخلاصي للملك وحبي
شيء أصبح يملك قلبي
هل ترضي فرفور صديقا
قال الأسد : فاتركني لأفكِّرَ يوماً
جاء فرفور إلي الأسد في اليوم التالي وكله
أمل في قبول الأسد صداقته فرد عليه الأسد قائلا :
بيني وبينك يا فرفورْ
جِسْرٌ طَويلٌ وبحرٌ كبيرٌ
فأنا الكَبيرْ وأنتَ الصَّغيرْ
كيْفَ تنالَ صَداقتي
هذا وربِّي أَمْرٌ عَسيرْ
وهذا دربٌ من المستحيلْ
أنا الملكُ وأنتَ الحَقيرْ
حزن فرفور وانصرف من عند الأسد وهو مُطَأطئ الرأس
قرر فرفور العزلة والبعد عن الأصدقاء ... فذهب إلي مكان بعيد عن الأصدقاء بالقرب من بئر مائيٍ , قال فرفور :
جئت هنا لأعيش وحيدا
خير لي من ذلة نفسي
لم يقبلني الأسد صديقا
فشعرت بضعفي وبيأسي
عطش الأسد وأولاده الصغار الثلاثة وجفت المياه التي حولهم , فقال الأسد
قد ظمِئْنا وزادَ العَطَشُ
لا يوجَدُ ماءٌ نَشْرَبُهُ
هيَّا هيَّا ..... يا أشبالي
كي نذهبَ للبئر لنشرب
إن نبقي سنموت جميعاً
هيا هيا ....هيا نذهبْ
كان هناك صيَّاد معه شبكة سميكة خيوطها وف بجوار البئر وقال
قد جفَّ الماءُ من الغابة
لا بد أن يأتي الأَسدُ
كي يشربَ من هذا البئرِ
وسأَنْصِبُ فخَّاً للأَسَدِ
و فخَّأ آخرَ للأشبالٍ
جاء الأسد ليشرب من البئر ومعه أشباله , فوجد نفسه قد وقع تحت الشبكة صاح اولاده ولكنه وجدوا انفسهم أيضا تحت شبكة أخري
بكي الأسد وقال
يوماً سَقَطَ وضاعَ المَلِكُ
عَفْواً يا مَلِكَ الغابَةِ
قد بتُّ حبيسا في الشبكة
لا أحدٌ يَسْمَعُ صَوْتي
أنتظر بصبرٍ موتي
سمع فرفور صوت زئير الأسد فقال :
أَسْمَعُ أنَّات الأَسَدِ
صوتك يؤلمني يا أسد
لا بدَّ بأنك في كربٍ
لا بدَّ بأنْ أذهبَ حتَّي
أعرف ما بك يا صاحب
بحث فرفور عن الأسد فوجده قريبا منه , بين شبكة الصياد هو وأولاده , قال فرفور للأسد :
أحزنني منظرُكَ حبيسا
قال الأسد :
هل جئت لتشمت يا فرفور ؟
قال فرفور :
لا يا سيدي , بل جئت محبا ومعينا
قال الأسد : هل تمزحُ أم تسخرُ منِّي ؟
قال فرفور :
صدِّقني أنا خيرُ مُعينْ
فكِّرْ في صَمْتٍ واتْرُكني
ستراني مخلصَ وأمينْ
قال فرفورْ :
لو تنظرُ لضآلةِ حَجمي
ولقلة وضعي وهواني
لعلمت بأني أنقذك
يا أسد بحدَّةِ أسناني
قام الفأر بقرض الشبكة بأسنانه الحادة الصغيرة , واستطاع الأسد وأشباله الخروج منها ..
حمدا لك ربي لعطائك
أشكرك لفضلك وسخائك
قد نلت الآن الحرية
ونجونا من شر بلية
الأسد وأولاده يرحبون بفرفور في عرين الأسد
قال الأسد :
أنْقذتَ حياتي يا فرفور
وجميلُك في قلبي محفورْ
ستكون صديقا للأسرة
تُسْعِدُنا بِجَمالِ العِشْرة
وتجاوِرُنا بكلِّ سُرور