الذكاء هو موهبة من الله يمنحها لعباده بدرجات متفاوتة ليكون منهم العالم والسياسي والرياضي وغيره , كما يمنحهم القوة العضلية والقوة في قدرات أخري كمقاومة الأمراض والمناعة ضد بعض الأمراض ولهذا فالانسان لا دخل له ولا قدرة له علي تغيير هذه القدرات التي منحه الله إياها .
ولكن فقط ما يمكنه فعله هو المحافظة علي هذه القدرات أو تنميتها ورعايتها فقط لصالح الفرد و لصالح المجتمع الذي سيستفيد من إنسان ناجح , لأنك حين تدفن هذه المواهب أو القدرات فلن تجد إنسانا سويا علي الأقل لن يجيد ولن يكون ناجحا في المجال الذي يعمل فيه اللهم إن كان فاشلا
تماما أو كان عضوا خاملا تماماً .
الصفات الوراثية .
كما وضحنا الذكاء موهبة وهو بالتالي صفات موروثة من الأبوين كبقية الصفات ولأن الصفات الموروثة صفات كمية بمعني أن الإنسان يمكن أن يكون أبواه ذوي صفات محدودة في الذكاء ويرث الابن أو البنت كل الصفات منهما متجمعة فيصبح مستوي ذكائه عالٍ جدا بينما هما متوسطي الذكاء , أقول
هذا لأننا نري ابناءً ناجحين لآباء متوسطي الذكاء أو بعضهم محدود الذكاء ..
وهناك نوع من الصفات الوراثية يسمَّي الصفات الفائقة وهي أن يولد الابن فائق القدرة في صفة من
الصفات الموروثة ربما القوة العضلية , ربما في الذكاء , ربما في جمال العين مثلا أو ربما السمع .... إلخ بينما الابوان فردان عاديان جدا في هذه الصفة وبمقاييس الوراثة العادية فمن الصعب أن يكون هذا ابن لهذين الفردين المحدودين في هذه الصفة , وهذه الاحوال نادرة الحدوث , وبالتالي يتفاوت الأبناء في كثير من الصفات عن آبائهم حتي ولو تشابهوا في الكثير منها مع بعضهم أو معهم حين تكون
الصفات بنفس الدرجة عند الأبوين ..
درجات الذَّكاء
كما أن هناك درجات مختلفة من الذكاء فهناك أيضا تنوع في الذكاء فهناك ذكاء عاطفي وهناك ذكاء جنسي وهناك ذكاء علمي وهناك ذكاء اجتماعي وهناك ذكاء أمني وذكاء مخابراتي وذكاء فكري وكل أنواع الذكاء المختلفة هي التي تصنع التفاوت بين البشر وتصنع اختلاف القدرات إلي جانب القدرات الأخري كالمواهب الأدبية كالشعر والفن والموسيقي وغيرها وكذلك القدرات الرياضية وربما وجد
الإنسان بالعديد من هذه المواهب والقدرات فهو مثلا فنان ولكنه يمتلك قدرة ذكاء أمني فكان يوماً ما ضابطا
في الشرطة وتركها أو استمر فيها لعشقه لمجال الفن .
والإنسان بطبيعته يسعي جاهدا إلي أن يستفيد من ذكائه ويمارس العمل الذي يرضاه لذكائه وقدراته العقلية وبالتالي هي وحدها التي تحدد ما يمكن للإنسان أن ينجح فيه .
من كان يحب العمل الشرطي تجد أن إمكانياته البدنية والعقلية وبالتالي النفسية تتناسب مع العمل في
هذا المجال ..ربما كان قويا في أحدهما ولكن عنده فشل في بعض الجوانب الأخري.
فلم يستطع النجاح في هذا العمل , أو ربما كانت عنده كل المواهب الخاصة بالعمل وهو لم يكتشف نفسه ولكن وجد من يدفعه أو ينصحه بالاتجاه في هذا العمل .
أو كانت هناك معوقات لظهور مواهبه وبعد زوال جزء من هذه المعوقات اكتشف نفسه وتغيرت حياته رأسا علي عقب ..
بالتأكيد ليس حتما علي الإنسان أن يعمل في مجال بعينه ولكن يمكن بقدراته أن ينتقل من عمل
لآخر يناسبُ مع قدراته , ويمكن أن ينتقل من عمل لآخر حسب أوضاعه المحيطة به لأن الذكاء ليس قاصراً علي أمرٍ معين , و لن يستطيع التوافق أبداً مع مجال في غير قدراته وحتَّي لو رضي بذلك
فسيلاحظ المحيطون به عدم وجود وفاق ولن يكون ناجحا في عمله فيتجه إلي أقرب عمل يتناسب
معه ...
لقد أعطي الله للإنسان قدرات بدنية ونفسية كثيرة لتتوافق مع مستوي ذكائه وقدراته فيشعر بالسعادة في هذا المجال والمتعة , وبالتالي لا ينظر ولا يتمني ما عند الآخرين ولا يرضي به بديلا لانه يشعر فيه بالسعادة .
ربما الجشع والأنانية وحب الظهور يجعل الإنسان يسعي إلي أن يعمل بمجال غير مجاله لمميزات
اجتماعية مثلا أو مادية ربما مال إلي هذا العمل أو المجال حسدا للآخرين وبالتالي تجده حين يصل
إلي هذه المكانة أو ينجح في الوصول إلي هذا العمل مغرورا وليس عنده حب أو عطاء يذكر في هذا
العمل
لأنه يتقمص شخصية غير شخصيته ويجهد نفسه في كيفية التأقلم مع هذا المكان الغير مناسب لقدراته
وذكائه وخاصة في الأوضاع الاجتماعية التي تعمل بالوساطة والمحسوبية ولا تتحتاج إلي جهد كبير من الشخص الذي يعتمد فيه علي قليل من القدرات مع كثير من تيسيرات محيطة به من الآخرين
الذكاء العلمي
أو الذكاء الدراسي نجد أن معظم الآباء يتمنون كل التمني أن يصبح أولادهم الأوائل علي أقرانهم في المدرسة وبالتالي تكون هناك حرب عنيقة مع الأبناء لتحقيق هذه الاهداف ويعيش المدرسون علي
هذا النحو متخذين كل الوسائل المتاحة من الضرب والتعنيف والإهانة لاخراج ما عند الطفل من
تحصيل دراسي , وإن اختلفت الأساليب من بلد لآخر ومن مكانٍ لآخر , وهو بالتالي ما يعود بالأثر
السيِّءِ جدا علي الطلاب حيث يؤدَّي ذلك كثيرا إلي الاحقاد الدفينة والتي تترسب في نفوس الطلاب
غير المتفوقين ويظهر ذلك مستقبلا بعد أن يكبر الطلاب , كما يؤدي ذلك إلي تدمير كيان الطفل النفسي وشعوره بالفشل والانهزام الداخلي خاصةً إن كان يسعي من داخله أن يكون مجتهداً .
نحن نجد أن الطفل ذو القدرة العالية علي التحصيل الدراسي يسعي الي التحصيل حتي ولو كانت
ظروفه غير متاحة لأنه يشعر في نفسه بشيءٍ يحفزه نحو النجاح , ربما تكون فقط الظروف المحيطة أو العوامل النفسية والعوامل الصحية وربما سلوكيات المدرسين وحدها هي الأمور التي تعيق حب
الطفل أو التلميذ للتحصيل .
أما في حالة تهيؤ الظروف فإن الطفل يحتاج إلي التحفيز تارة والترهيب تارة ولكن بدرجات بسيطة لكي يتحفز للتعلم , أما العنف والقسوة والضغط العصبي والإجهاد النفسي فهي لن تخلق ذكاءً ولن
تصنعَ عبقريا أو متميزا
ربما لاحظنا أطفالا أذكياء ولكنهم غير متميزين في المجال الدراسي فيجب أن نميز بين الذكاء
التعليمي والذكاء الآخر , ومن هنا تجد التغير والتفاوت بين البشر .
إلي جانب أن التميُّز الدراسي متفاوت فربما حدث أيضا لوجود وسائل الإيضاح والرعاية من الأسرة والمساعدة بينما هناك من تميزه من جهده الخاص وربما مع صبر ومثابرة فهو دليل اكبر علي تميز
وإرادة لدي الطفل أو المتعلم خاصة
وسرعان ما يظهر هذا الفار في الجانب العملي في مراحل أخري في حياته
ربما كان هذا التميز الدراسي عند الطالب في مراحل معينة أو سنية مختلفة عن أخري
لاختلاف الظروف الصحية أو الاجتماعية الخاصة بالفرد فربما كان متفوقاً في المرحلة الابتدائية بينما
في المرحلة الثانوية أو ما بعدها يوجدُ ضعفٌ عامٌ في مستواه هذا في حالة الظروف الطبيعية و عدم وجود أمراض أو عوارض أخري عند الشخص والسبب هو اختلاف المقررات وتناسبها مع مستوي ذكائها أو لبداية ظهور ملكات أخري عند الطالب مع بداية سن البلوغ جعلتها تنشط أكثر من موهبة القدرة علي الاستيعاب الدراسي
الذَّكاءُ والحَسَدُ
الذكاء من الأمور التي يحسد عليها الإنسان , وخاصَّةً الأطفال فيحسدون أولاد إنسان لأن أولاده
هم ثمرةُ حياته وبهجتها ولهذا فالحاسد يسلط شعاعه علي أن يصيب الطفل الذكي بداء معين ,
وربما كان الحاسد مدركا لذكاء المحسود فاستطاع أن يبعث شعاع حسده فيقومُ بعمل خللٍ في
مجري تفكيره فيحدث
له قطع خيوط تفكيره وخاصة الجانب اللامع فيه وهذا ما لا يحدث إلا من حاسد ذكي متقارب مع المحسود في قدرته الذهنية هذه
والأذكياء الكبار أيضاً يُحسدونَ , ولكنهم فيما يستطيعون للمعان عقولهم وتفوقها فيكونون محط
انظار الحاسدين من جانب والحاقدين من جانبٍ آخر .
تفاوت درجات الذكاء
كل مرحلة سنية تختلف عند الإنسان
المشاعر والقدرات الجسدية والهرمونات والصحة والمخزون النفسي وهو ما يؤثر تماما علي شخصية الإنسان , وربما ظهر ذكاؤه متفاوتا في مختلف مراحل حياته ولكن السبب أن هناك عوامل تخفي
جوانب من الإدراك عند الانسان وأخري تظهرها فربما ظهر نبوغ إنسان في فترة معينة في حياته
لأنه وجد كل مقومات إظهار ذكائه مع وجود الدافع الداخلي لديه , وهناك مراحل تنطفيء تماما
لوجود العكس أو لوجود أشياء داخلية تمنع ظهورها حتي لو كانت الظروف المحيطة مشجعة ولهذا
يجب أن ندرك ذلك
ونقدِّرُهُ
الذكاء والجريمة
هل يمكن أن يكون الأذكياء مجرمين ؟
بالتأكيد فكل البشر معرضون للجريمة و ربما ظن الذكي في مجال ما أنه وحده قادر علي إخفاء أثر جريمته , ولكن لا بد أن تنكشف جريمته يوما ما , حتي ولو كانت إمكانياته فائقة فالجريمة لا تفيد , وهذه حكمة السماء , ربما كان التناقض النفسي لديه أثناء ارتكابه لجريمته هو الدافع الأكبر إلي ظهورها , حتي وإن فلت من العقوبة البشرية فهناك العدالة الإلهية
ربما ظن كل مجرم أنه في مجال جريمته أذكي من غيره وهو ما يدفعه إلي ارتكاب جريمته ,
وهو ما يحفزه ويدفعه إلي التمادي فيها أحياناً , ولكنه لا محالة سيقع لأنه يتجاهل ذكاء الآخرين ويتجاهل
عدالة السماء .
هل يستطيع أحد قتل الذكاء عند الانسان ؟
لا يمكن لإنسان مهما أوتي من علم أن يغير قدرة الذكاء عند الفرد لأنه يرثها مثل بقية صفات جسده , ولكنه يمكن له أن يدفنها بوجود ظروف غير مواتية وبوضع الانسان في غير مكانه المناسب لذكائه وربما بالظروف الصحية والنفسية الغير مواتية أو بالمواد الكيميائية التي تؤثر علي المخ .
وأيضا ربما كان التأثير علي المخ بالمخدرات وتدمير خلاياه وحده هو المهلك للذكاء لان موت خلايا المخ يسبب ذلك , ربما كانت الأدوية والأمراض لها دور كبير في تدمير خلايا المخ وهو ما يمسح الذكاء .
الذكاء النفسي
ربما استطاع بعض الأفراد ذووا الذكاء النفسي أن يمحقوا شخصية الفرد ويشعروه بالفشل واشعارهم بالدونية حتي ينهزم نفسيا ويجره ذلك الي التوجيه الي ما يريدون .
وذلك من خلال التنويم المغناطيسي وهو نوع من السيطرة النفسية علي بعض الأشخاص الذين لديهم درات نفسية ضعيفة .
وربما جرُّوهم إلي عالم الجريمة أو لتحقيق أهداف مخابراتية مثل ما يتم فعله مع بعض التكفيريين الذين تستدرجهم أجهزة المخابرات لتدمير أوطانهم وتحقيق مآرب العدو لأنهم بذلك يضعونهم في مواضع
الهلاك أو لتحقيق أغراضهم الدنيئة دون رحمةٍ أو هوادة فيصبح الفرد منقادا إلي هذا الهدف دون
تراجع او استجابة من أي فردٍ آخر .