كان سمسم
يذهب مع والده الذي يعمل أستاذا في كلية
العلوم ويجلس معه وهو يعمل في معمله ويشاهده وهو يقوم بتجاربه المختلفة.
فكر سمسم وقال لماذا لا أكون عالما مثل أبي أقوم
بعمل التجارب , ثم فكر مليا وقال : إن هناك مخترعين افادوا
البشرية بتجاربهم واختراعاتهم مثل توماس أديسون
الذي اخترع المصباح الكهربائي , جراهام بل
ومخترع التليفون , وصامويل موريس الذي اخترع التلغراف ,وأيضا هناك علماء
اكتشفوا دواءً فعالا مثل العالم فلمنج
مكتشف البنسلين .
العلمُ سِلاحُ
البَشَرِيَّةْ
لولاهُ ما حَدَثَ تَقَدُّمْ
لكنْ لنْ يأْتي العِلْمُ
إلاَّ بِجِهادٍ وتَعَلُّمْ
العلمُ سِلاحٌ يٌخْرِجُنا
من قاعِ الجَهْلِ إلي النَورِ
فلماذا لا أصبحُ مثلَ هؤلاءِ و أَخْتَرِعُ اخْتراعاً
عَجيباً , فكان سمسم يجمع أشياءً من خامات
البيئة ويعيد استخدامها في عمل أشياء مفيدة .
في يوم من الأيام وجد سمسم امه تتعب في أعمال المنزل فقال لها :
كم تتعبين يا أمِّي في المنزل فكر سمسم أن يخترع إنساناً آليا لِكَيْ يُساعِدَ والِدَتَهُ
في أعمال المنزل ويساعد والده في أباثه وتجاربه ويساعد أخته في زراعة النباتات ويساعده في
الاهتمام بحديقة المنزل , فأجابته أمه
أنت ما زلت صغير يا سمسم , قال : لا يا
أمي سوف أفكر وأفكر وسوف أخترع هذا الإنسان الآلي العجيب .
أفكر في اختراعٍ يفيدُكِ يا أُمي
يكونُ عَوْناً لكِ ويَصْنَعُ البَهْجَةْ
ومن سِوَي أُمِّي أَسْعَي لِأُسْعِدَهُ
إنه ابتكار آلِيٌّ عَجيبْ
أغلق
سمسم عليه باب حجرته وجلس يفكر وهو مستلقي علي فراشه .
فدخل في حالة نومٍ عميق .
وجد أنه
ظل يفكر كثيرا لكي يخترع هذا الإنسان الآلي العجيب , وبالفعل اخترع سمسم الإنسان
الآلي , كان شكْلُهُ جَميلاً , وكانَ بارِعاً
في أَداءِ وظاِئفِهِ.
قدمه هدية لأمه فكانت الأم منبهرة بهذا الاختراع
لأنَّهُ كان يساعدها كل أُمورِ المنزل فأحبته كثيرا . كذلك الأب كان الإنسان الآلي يساعده في أداء مهامه الصعبة
فأحبه كثيرا وشكر سمسم علي اختراعه الجميل
.
وكذلك أخت سمسم
أحبت الإنسان الآلي كثيرا لأنه
يساعدها في زراعة النباتات في الحديقة وكان يساعد الجيران أيضا وكل من يراه يندهش
بقدراته الخارقة , ويقول يا له من اختراع
عجيب كيف صنعت هذا يا سمسم إنه رائع . وأصبح الجميع يحب الإنسان الألي ولا يمكنهم
الاستغناء عنه .
وفي يوم من الأيام فكَّرَ سمسم في أن يأخذ
الاختراع معه في المدرسة
وحينا ذهب
به إلي المدرسة التف أصحاب سمسم حول الاختراع العجيب الإنسان الآلي وانبهروا به وبعد أيام وجد سمسم أنه لم يعد يذكره أحد لقد تركوه
وانشغلوا باختراعه العجيب وأصبح سمسم
وحيدا ، قال سمسم :
الكلُّ بالجهاز الآلي انبهرْ
ولم يعدْ لسمسمَ بينهم خيرْ
شعرتُ بالوحدةِ بين إخوَتِي
ولكن اختراعي كان له أَثَرْ
بدأ سمسم
يعيد النظر في الإنسان الآلي ويفكر في الغاء هذا الاختراع الذي جلب عليه الحزن
وجعله يشعر بالغيرة
رجع سمسم إلي بيته حزينا , رآه والده حزيناً
, فسأله لماذا أنت حزين يا سمسم ؟ قال له
: أصحابي تركوني وحيدا في المدرسة والتفوا حول الانسان الآلي لأنه يساعدهم في كل
شيء .
وقال : إنه يقوم بالمهام الصعبة ويقوم بالمهام
الكثيرة ولا يتعب . ! هل هو أفضل مني؟ ضحك الأب وقال له : يا بني الإنسان الآلي لا
يستطيع حل مسألة حسابية إلا إذا تمت برمجته لذلك والإنسان هو من يقوم ببرمجة الانسان
الآلي : بل الإنسان أفضل لأن الله وضع في الإنسان العقل الذي لا يقَدَّرُ بثَمَنٍ
, فبالعقل يخترع الإنسان اختراعاتٍ كثيرةٍ
, أما الإنسانَ الآَلِيَّ قلا يستطيع أن يخترع شيئاً , فقد كرم الله الإنسان ومَّيَزهُ بالعَقْلِ
فحمداً لله علي نعمة العقل .
وقال له والده :
الله ميَّزَنا مَعْشَرَ الإِنْسانْ
بالعَقْلِ والتَفْكيرِ والحسن واللسان
نصنع الآلات ونرفع البنيان
فنحنُ من صَنَعْنا ونحنُ منْ رَفَعنا
وأيْضاً اخْتَرَعْنا عَجائِبَ الأكوانْ
وبمجرد
انتهاء والده من حديثه معه استيقظ
سمسم من نومه العميق , وعلم أن ما حدث له
كان مجرد خيال وحلمٍ جميل حلم به سمسم
حينما كان يفكر في اختراع جهاز مثل الإنسان الآلي يقوم بمساعدة جميع أفراد
الأسرة في أعمالهم وخاصة والدته الطيبة التي تحتاج إلي من يساعدها في أعمال المنزل
.
ولكن سمسم
قال : كما أن كل اختراع يخترعه الإنسان يفيده في حل كثير من المشاكل ولكنه يسبب مشاكل أخري جديدة , ثم قال
أيضا :
أتمني أنْ أُصْبِحَ يَوْماً
مُخْتَرِعاً لأُفيدَ بِلادِي
أتزوَّدُ بسِلاحِ العِلْمِ
لأرفع علَمَ الأَجْداد
بالعِلْمِ تَحْيا الأمَمْ
تَعْلو بِهِ نَحْوَ القممْ
العِلْمُ تاجٌ للأُمَمْ
العِلْمُ تاجٌ للأُمَمْ