نَدَي طفلة جميلةٌ وذكيةٌ ومتفوقةٌ ومحبة للاطِّلاعِ ، تعيش مع والدها في بيت هادئ ومرتب يحيط به
حديقة مزهرة .
في يومٍ الأيام عادت نَدَي مسرورة من المدرسة فسألها والدها : ما سر سعادتك يا نَدَي ؟
قالت : لقد
حصلت علي الدرجات النهائية وأخذت شهادةَ تقديرٍ علي تفوُّقي والتزامي.
فرح والدُ نَدَي كثيراً وقال لها :
وأنا أيضا سأكافئك يا نَدَي .
ذهبت نَدَي إلي غرفتها وخلدت للنوم .
استيقظت ندا فوجدت صندوقا جميلا ومزيَّنا فوق مكتبها , أسرعت نَدَي إلي والدها وسألته ماذا يوجد في هذا الصندوق
يا أبي ؟ قال
والدها :
افْتَحِي الصُّنْدوقَ نَدَي سوف تلقين الهدَي
حينَ
حَقَّقْتِ النَّجاحْ بعدَ
جِدٍّ وكِفاحْ
فافْرَحِي بِهَدِيَّتِي وافْتَحِيها بُنَيَّتِي
واسْعَدِي طولَ المَدَي
فتحت نَدَي الصُّنْدوقَ فوجدت به تليفونا ، سألت والدها : لماذا جئت بالتِّلِيفون يا أبي؟ رد والدها وهو
يضحك قائلاً : اسألي التِّلِيفون يا نَدَي
، ضحكت نَدَي وقالت : أسألُ التِّلِيفون ؟ .
خرج والد نَدَي من الغرفة فأمسكت بالتِّلِيفون وقالت له : هل يمكن أن تجيب علي سؤالي أيها التِّلِيفون ؟ فإذا به يقول :
مرحبا يا نَدَي ,
اندهشت نَدَي وقالت كيف عرفت اسمي أيُّها التِّلِيفون ؟
كيف عرفتَ يا تِليفوني
اسْمي هل تَدْري بِشُئوني
هل تَدْري الماضِي والحاضِرْ
أمْ أنَّكَ تِليفونٌ ساحرْ
عَفْواً أخْبِرنِي تليفوني
قال لها : سمعت والدك وهو يناديك قالت نَدَي : هل أنت تتكلم ؟ قال : نعم وأنا أيضا سأساعدك علي حل مشكلاتك يا نَدَي
فأنا التِّلِيفون الذَّكِيّ ولي فوائد كثيرة .
التِّلِيفونُ أَنا التِّلِيفونْ أنا
أنا التليفون الذكيّْ
أنا الصَّغيرُ العَبْقريّْ
سأساعِدُكِ لِحَلِّ كثيرٍ
شَعَرَتْ نَدَي أنَّ التِّلِيفون سوف يساعدها في حلِّ الكثير من العقبات التي تواجهها.
جلست نَدَي تفكر في صمت وتركت محمولها الذَّكِيّ .
سألها في ما تفكرين يا صديقتي ؟
قالت لقد تذكرت جدي وجدتي الذين يسكنان في منزل بعيد كنتُ أريد أن أَتَحَدَّثَ
معهما وأراهما.
قال التِّلِيفون : لماذا القلق يا صديقتي ؟ سوف أجعلك تتصلين بهما و أنا أيضا لدي برنامج يساعدك علي رؤية
جدك وجدتك والحديث معهما .
لا تَقْلقي بُنَيَّتِي سوفَ تَرَيْنَ
قُدْرَتي
في حل ما يضايِقُكْ سَوْفَ تَرَيْنَ
جِدَّتَكْ
منْ خلالِ شاشَتي
وتَسْمَعين صَوْتَها وتَعْرفي
أَخْبارَها
فاهْدأي صَديقَتي
شعرت نَدَي بسعادةٍ بالغة وأيقنت قيمة هذا التِّلِيفون
الذَّكِيّ .
ذهبت نَدَي إلي المدرسة فَرِحَةً لأنَّ معها تليفونا ذكيا , ولكنها حزنت عندما رأت صديقتيها سارا ويارا متخاصمين
أحبت نَدَي أن تنهي هذه المخاصمة بينهما فلم تستطع فجلست حزينة فسألها التِّلِيفون : لماذا أنت حزينة يا صديقتي
؟ قالت : لأن صديقتي يارا قد تخاصمت مع سارة ولم
أستطع أن أنهي خصومتهما .
فقال لها : سوف أجعلك تتصلين بهما وتدعيهما لتناول الغداء معك , وعلي مائدة الطعام سوف تذوب الخصومة
, وعلي الفور قامت نَدَي بالاتِّصال
بسارة ويارا ودعتهما لتناول الغدء معه
أسرتها التي رحبت بهما ووفَّقَتْ بَيْنهما .
جلست يارا وسارة مع نَدَي في حديقة المنزل بعد تناول الغداء , وحدثتهما نَدَي عن تليفونها الذَّكِيّ وكيف يساعدها في
حل المشكلات.
تعجبت سارا ويارا من حديث نَدَي , والتفا حولها وسألاها عنه فأجابت : إنه تليفونٌ مفيدٌ ويمكن أن يساعد في أشياء
كثيرة ... فقالوا : كيف ؟ فقالتْ : إنَّ عليه مجموعة من البرامج التي تساعدنا وتيسر علينا تعلم الكلمات
والأرقام والعمليات
الحسابية المعقدة , كما أن هناك برنامجا يمكننا من تعلم الصلاة
.
كما أننا نستطيع البحث فيه عن أي معلومات , كما أنه أيضا
توجد عليه بعض الألعاب المفيدة .
يا تليفوني
هيَّا نلعبْ
بالألعابِ إليها فاذهبْ
أخبرنا عنْ أَجملِ لُعْبَةْ
تُذْهبْ عنَّا بَعضِ المَلَلِ
فلدينا
للُّعْبَةِ رَغْبَةْ
لِنَعودَ بِحُبٍّ للْعَمَلِ
التفَّ الجَميعُ حَوْلَ التِّلِيفون واستفادوا كثيرا من
البرامج المفيدة الموجودة عليه والألعابِ المُسَلِّيَةِ .
خرجت نَدَي من المدرسة وهي مسرورة بما قدمته لزملائها من معلومات مفيدة من خلال برامج التِّلِيفون الذَّكِيّ ،
وأثناء سيرها في طريق العودة من المدرسة وَجَدَتْ رجلاً فقيراً في أشد الحاجة إلي المساعدة , رق قلبها له لكنها لا تملك
المال لكي تعطيه له ، فسألت نَدَي تليفونها الذَّكِيّ ماذا أفعل يا صديقي التِّلِيفون ؟
فأجابها : يمكن
أن تتصلي بوالدك ليأتي لك بسيارته ومعه مبلغ من المال ليعطيه لهذا الرجل المحتاج .
شَكَرتْ نَدَي تليفونها علي تقديمه يد العون لها .
وذاتَ يَومٍ عندما وصلت نَدَي إلي المنزل وجدت مجموعةً من الكلاب الضالة تقف عند سور حديقتها .
خافت نَدَي كثيرا , وقالت : لماذا لا أعرض مشكلتي علي تليفوني الذَّكِيّ ؟ فعرضت هذه المشكلة علي تليفونها
الذَّكِيّ فقال لها : ما عليك إلا الاتِّصال
بوالدك في المنزل ليخرج وينقذك من هذه الكلاب الضالة.
شكرت نَدَي
التِّلِيفون علي تعاونه معها خاصة في هذه الموافق الصعبة .
أحس والد نَدَي أن
التِّلِيفون قد شغلها كثيراً عن مذاكرتها
ولم تعد تهتم بأداء واجباتها .
فأخذ منها هذا التِّلِيفون وقال لها : سوف أعيده لكي بعد
نجاحك في الامتحانات
حزنت نَدَي كثيرا
... وجلست وحدها تبكي . فسمعت صوت تليفونها الذَّكِيّ
يقول لها :
لا تحزني يا نَدَي فوالدك يحبك ويريد أن تجتهدي وتتفوقي في دراستك , وقد سمعته يقول أنه سوف يعيدني إليك بعد
أن تجتازي الامتحانات .
هدَأَتْ نَدَي وعادت إليها بَسْمَتُها ... وذاكَرَتْ واجتهدتْ في دِراسَتِها , واجتازت الامتحاناتِ بتَفَوُّقٍ ونَجاحٍ
أعاد إليها والدها تليفونها الذَّكِيّ وقال لها : فقال لها والدها :
بِنْتِي اسْمَعي منَّي وعِي
بالتُكنولوجيا اسْتَمْتِعي
خُذِي مِنْها المَعْرِفَةْ
كونِي بِها مُثَقَّفَةْ
كونِي لِنَفْسِكِ مُنْصِفَةْ
لَكِنْ حَذاري تُخْدَعِي
هذا التِّلِيفون يا نَدَي نحن من نتحكم فيه ونستخدمه لخدمتنا هذه هيا
التكنولوجيا الحديثة يا نَدَي , ولكن يجب أن تكون هناك ضوابطُ وأصولُ لاستخدام هذه
التكنولوجيا حتي لا تسَبِّبَ لَنا الأَضْرارَ .
اقْتَنَعَتْ
نَدَي بكلام والدها , وقالت حقا يا
والدي سوف استخدم عقلي في التعامل مع
تليفوني الذَّكِيّ .