قدم الأب لابنته آلة العود مصنوع من أجود أنواع الخشب، وحملت الطفلة آلة العود وذهبت نحو غرفتها مبتسمة تدعو لوالدها بالشفاء ،بدأت تحاول العزف عليه لكنها لم تحسن ذلك ؛ فسمع الأب ذلك العزف فسجلها في أحد المراكز تعلم العود الذي يدعى"بيت العود العربي" بدأت جمانة بالتمارين على العزف ؛ لكنها كانت غير مهتمة بآلة العود ، فكلما عادت من التدريب كانت تضع آلة فوق التلفاز، ومرة اخرى على المائدة، وتحت السرير في المطبخ.
بعد شهور من التدريب، دعت أحد دور الأوبرا للأطفال جمانة للعزف مع مجموعتها الموسيقية، فعادت مسرعة لتخبر أسرتها بالخبر، فوضعت عودها على المائدة فرآه أخيها الصغير فحمل العود وبدأ يلعب به ، لكنه كان ثقيلا عليه فوقع من يده! سمع والديها صوت تكسر آلة العود، ودخل الأب و الأم على وجمانة فوجدوا بأن أجزاء آلة العود منتشرة هنا وهناك، فبان الحزن الشديد على وجه جمانة وذهبت إلى غرفتها باكية معترفة بأن الذنب ذنبها لا ذنب اخيها الصغير ولولا أنها وضعته في المكان المخصص لما رآه أخيها الصغير ولما تكسر آلة العود، سمعت الأم ابنتها تردد هذه الكلمات فأخبرت زوجها.
في اليوم التالي راح الاب واشترى آلة عود جديدة لابنته جمانة واعطاها اياه وقال لها:
ـ لقد اشتريت لك آلة عود جديد لكن عديني بأنك سوف تحافظين عليه؟
هزت رأسها جمانة بالايجاب وهي ممسكة بآلة العود والفرح يملأ قلبها.
قصة : عبد الكريم العاجي.
تدقيق لغوي :عبد الله جدعان.