مالكْ وسميرْ صديقان ...
يحبُ كلاً منهما الآخر
هُما في نفس الفصلِ الدراسي
أولاد خالةْ
والأجملُ من ذلك أنهما جيرانٌ , المنزلُ بجوارِ المنزلِ
والأعجبُ من ذلك أن والداهُما
يعملانِ في نفسِ الشَرِكةِ
هيا بنا نتابع
يوميات مالكْ وسمير من خلال هذه
السلسلة
كانت مدرسةُ مالك وسمير قريبةٌ من منزلهما .
فكانا يسيران
علي أقدامهما إلي المدرسة كل
يوم ذهابا وإيابا بينما كان صديقهُما المدللُ علاء
يركبُ سيارةَ والدهِ الذي يقومُ كلَ يومٍ بتوصيلهِ
إلي المدرسة .
كان علاء يمرُ
عليهما وهُما سائريْنِ علي أقدامهما فيُشيرُ إليهِما
بِأطْرافِ أصابعهِ افتخاراً
بأنه أفضلُ حالاً منهما
.
كان هذا التصرفُ يجعلُ سمير
ينفجر غيظاً ويلاحظُ ذلكَ مالك ولكنه يتجاهلُ
ذلك .
وذات مرة
انفجر سمير بالبكاءِ وقال
إنني أشعر بالضيف الشديد لأننا
لا يوجد لدينا سيارةُ مثلُ سيارةِ
علاء ونمشي علي أقدامِنا كلِ يومٍ
.
قال صديقُه مالك
: لماذا هذا الضجرُ يا صديقي ؟
إن المسافةَ بين
المنزلِ والمدرسةِ ليستْ بعيدةٌ , هذا من جانبْ
ومن جانبٍ آخرْ
المشيُ رياضةٌ
جميلةٌ وغيرُ صعبةٍ ونُمارسُها دون أنْ
نتعبَ كثيراً .
كما أننا نُوفرُ استخدامَ الآلاتِ الميكانيكيةِ والتي ينَطلقُ منْها عادمُ
السياراتِ والذي يساعدُ علي تلوثِ
الهواءِ .
كما أننا بذلك
يا صديقي العزيزُ نتعودُ علي تحَمُلِ
المسئوليةِ ونشعرُ بقيمةِ مَدرسَتنا
كما أننا أَيْضاً نَستَمتعُ بجَمالِ الطبيعةِ التي نَمرُ عليها كلَ يومٍ ونحنُ نمشي فنشعرُ بجمالها ونتأملُ فيها.
ألمْ تَحْمدِ
اللهَ علي صِحتكَ وعلي قَدميْكَ السليمتينِ , هذا أفضلُ
من حزنِكَ علي عَدمِ وجودِ سيارة
؟
صمتَ سمير بعدَ
أن تأكد أن كلامَ صديقهِ
مالك كلاماً صحيحاً
.
ومرت الأيام
واشتري والدُ مالكِ
سيارة , وأعلمهُ والدهُ
بأنه سوف يقومُ بتوصيلهِ إلي المدرسةِ
كلَ يومٍ ولكنَ مالكَ رفضَ
ذلك وقال : المسافةُ
لا تحتاجُ إلي ركوبِ سيارةٍ , كما
أننا سنقوم بتعطيلك يا والدي
عن عملك حتي ولو لوقتٍ قصير فعملُك في حاجة إليك أكثرُ منا .
أُعجبَ والدُه
بكلامه الذي يدلُ علي رَجاحةِ
عَقلهِ .
أما سمير فكان
يتمني أن
يتمَ ذلك .
ولكنْ فوجئ كلُ
واحدٍ منهما بأن والدَه قد اشتري له
دراجة ليذهب بها إلي المدرسة .
كانت فرحةُ سمير
كبيرةٍ بالدراجةِ أما مالك فكان الأمرُ بالنسبةِ له شيئا عادياً
وأصبحا يذهبانِ كلَ يومٍ بالدراجةِ إلي المدرسةِ .
كان في الطريق
مكانٌ مخصصٌ للسيارات
وآخرُ للدراجات .
وذات يوم أحب سمير أن
يلهو فانتقلَ بدراجتهِ سريعاً إلي المكانِ المخصصِ للسياراتِ ونادي مالكٌ عليهِ ولكنه لمْ يبالي بكلامهِ وكأنه لم يسمعْ شيئاً .
وأخيرا رد عليه
وقال :
إن الطريق هنا واسعٌ وجميلٌ ويعطيني الحريةَ أكثرْ .
ولم يكد يُفرِغُ سمير ُكلامَه
حتي كادَ أن يَصْطَدِمَ بسيارةٍ مسرعةٍ جاءت من الخلفِ ولم يكنْ
يشعرُ بها .
أنقذتُه العنايةُ الإلهيةُ ووقعَ علي
الأرضِ من شدة الاضطراب ولم
يُصَبْ بأذي
أسرعَ مالكُ
إليه وقامَ بنقله إلي الطريق
الآمنِ وقامَ بتهدئتهِ , ثم
اصطحبه إلي المنزل ولكنه حذره من العودةِ إلي ذلك ثانيةً
واقتنعَ سمير بكلامِ
مالكٍ بعد أن جربَ ذلكَ بنفسهِ .
اشتري سمير آلةَ تنيهٍ
لدراجتهِ وأخري لصديقهِ مالك
.
كان مالكُ
يستخدمُها بنظامٍ وبدونِ إزعاجٍ للمارةِ
أما سمير فكانَ
يستخدُمها دائماً بدون وعيٍ وبدونِ نظامٍ .
كان مالكُ ينهاهُ
عن ذلك ولكنَ سمير
كان يقولُ له المرةُ القادمةُ .
وهكذا دون تعقلٍ
أو انْضباطٍ
ذاتَ يوم مَرا علي رجلٍ عجوزٍ فقامَ سمير بتشغيلِ
آلةِ التنبيهِ بصوتِ عالٍ مما أزعجَ العجوزَ ولمْ يكتفِ سمير بذلك بل كان ينظرُ إليه ويضحكُ استهزاءً
به .
غضبَ العجوزُ
وحاولَ اللحاقَ به ولكنَ سمير
أسرعَ بالدراجةِ بعيداً عنه .
بينما وقعَ العجوزُ
علي الأرضِ فأوقفَ سمير دراجتَه وقامَ بالضحكِ
عليهِ .
أما مالكُ فاسرعَ علي
الفورِ للاطمئنان علي
العجوز , وقام بمساعدَته في النهوضِ و اعتذر لهُ عن ما حدثَ من صديقهِ سمير .
قبل
العجوز اعتذارَه ودَعا له .
أما مالكُ فقد
ذكرَ ما حدثَ لوالدة سمير
ولوالده اللذين غضبا منه وقاما بمعاقبتِه بمنعهِ من ركوبِ الدراجةِ نِهائياً
.
أما مالك فلم يعد
هو الآخر يركبُ دراجتَه تعاطُفاً
مع صَديقهِ سمير الذي مُنع من ركوب الدراجة .
شعرَ سمير بأنه كانَ السببُ
في ما حدثَ وأنه مُخطئٌ في
حقِ نفسِه وحقِ صديقهِ مالك .
وندَمَ علي ما
فعلَ ,
وشعرَ صديقُه مالك
بندَمهِ فذهبَ إلي والدته
وحَكي لها ما حدثْ
. تعاطفتْ معه وذَهب مالكُ مع سمير إلي والدهِ
وطلبا منه الصفحَ والعفوَ عنه فقبل َ الاعتذارَ وعفا
عنه .
وعاد مالكُ وسمير إلي
ركوبِ الدراجةِ ثانيةً .
ولكن سمير أصبحَ
فرداً مُنْضبطاً ومُحافظاً علي
آدابِ الطريقْ .